وَلَقَدْ
آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّـهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
Dan sesungguhnya Kami telah memberi kepada Luqman, hikmat
kebijaksanaan, (serta Kami perintahkan kepadanya): Bersyukurlah kepada Allah
(akan segala nikmatNya kepadamu)". Dan sesiapa yang bersyukur maka
faedahnya itu hanyalah terpulang kepada dirinya sendiri, dan sesiapa yang tidak
bersyukur (maka tidaklah menjadi hal kepada Allah), kerana sesungguhnya Allah
Maha Kaya, lagi Maha Terpuji.
JALALAIN :
(Dan sesungguhnya telah Kami berikan kepada Luqman hikmah) antara lain
ilmu, agama dan tepat pembicaraannya, dan kata-kata mutiara yang diucapkannya
cukup banyak serta diriwayatkan secara turun-temurun. Sebelum Nabi Daud
diangkat menjadi rasul dia selalu memberikan fatwa, dan dia sempat mengalami
zaman kenabian Nabi Daud, lalu ia meninggalkan fatwa dan belajar menimba ilmu
dari Nabi Daud. Sehubungan dengan hal ini Luqman pernah mengatakan, "Aku
tidak pernah merasa cukup apabila aku
telah dicukupkan." Pada suatu hari
pernah ditanyakan oleh orang kepadanya, "Siapakah manusia yang paling
buruk itu?" Luqman menjawab, "Dia adalah orang yang tidak
mempedulikan orang lain yang melihatnya sewaktu dia mengerjakan kejahatan."
(Iaitu) dan Kami katakan kepadanya, hendaklah (bersyukurlah
kamu kepada Allah) atas hikmah yang telah dilimpahkan-Nya kepadamu. (Dan barang
siapa yang bersyukur kepada Allah, maka sesungguhnya ia bersyukur untuk dirinya
sendiri) kerana
pahala bersyukurnya itu kembali kepada dirinya sendiri (dan barang siapa yang
tidak bersyukur) atas nikmat yang telah dilimpahkan-Nya kepadanya (maka
sesungguhnya Allah Maha Kaya) tidak memerlukan makhluk-Nya (lagi Maha Terpuji) Maha Terpuji di dalam
ciptaan-Nya
{وَلَقَدْ
آتَيْنَا لُقْمَان الْحِكْمَة} مِنْهَا الْعِلْم وَالدِّيَانَة وَالْإِصَابَة فِي
الْقَوْل وَحِكَمه كَثِيرَة مَأْثُورَة كَانَ يُفْتِي قَبْل بَعْثَة دَاوُد
وَأَدْرَكَ بَعْثَته وَأَخَذَ عَنْهُ الْعِلْم وَتَرَك الْفُتْيَا وَقَالَ فِي
ذَلِكَ أَلَا أَكْتَفِي إذَا كَفَيْت وَقِيلَ لَهُ أَيْ النَّاس شَرّ قَالَ
الَّذِي لَا يُبَالِي إنْ رَآهُ النَّاس مُسِيئًا {أَنْ} أَيْ وَقُلْنَا لَهُ أَنْ
{اُشْكُرْ لِلَّهِ} عَلَى مَا أَعْطَاك مِنْ الْحِكْمَة {وَمَنْ يَشْكُر
فَإِنَّمَا يَشْكُر لِنَفْسِهِ} لِأَنَّ ثَوَاب شُكْره لَهُ {وَمَنْ كَفَرَ}
النِّعْمَة {فَإِنَّ اللَّه غَنِيّ} عَنْ خَلْقه {حَمِيد} مَحْمُود فِي صنعه
IBNU KATHIR :
Sesungguhnya Kami telah memberikan Luqmân hikmah, ilmu dan kebenaran
dalam berkata. Dan Kami katakan kepadanya, "Bersyukurlah kepada Allah atas
nikmat yang telah Dia berikan kepadamu. Barangsiapa yang bersyukur kepada
Allah, maka sesungguhnya ia mencari kebaikan untuk dirinya sendiri. Dan
barangsiapa yang mengingkari nikmat dan tidak mensyukurinya, maka sesungguhnya
Allah tidak membutuhkan rasa syukurnya. Dialah yang berhak dipuji, walau tak
ada seorang pun yang memuji-Nya."
اختلف
السلف في لقمان هل كان نبيا أو عبدا صالحا من غير نبوة على قولين الاكثرون على
الثاني وقال سفيان الثوري عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال كان لقمان عبدا
حبشيا نجارا وقال قتادة عن عبد الله بن الزبير قلت لجابر بن عبد الله ما انتهى
إليكم من شأن لقمان قال كان قصيرا أفطس الانف من النوبة وقال يحيى بن سعيد
الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال كان لقمان من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله
الحكمة ومنعه النبوة وقال الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال جاء رجل أسود
إلى سعيد بن المسيب يساله فقال له سعيد بن المسيب لا تحزن من أجل أنك أسود فإنه
كان من أخير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم
كان أسود نوبيا ذا مشافر وقال ابن جرير « 21/67 » حدثنا
وكيع حدثنا أبي عن أبي الأشهب عن خالد الربعي قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال
له مولاه اذبح لنا هذه الشاة فذبحها قال أخرج أطيب مضغتين فيها فأخرج اللسان
والقلب ثم مكث ما شاء الله ثم قال اذبح لنا هذه الشاة فذبحها فقال اخرج أخبث
مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب فقال له مولاه أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها
فأخرجتهما وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما فقال لقمان أنه ليس من شيء
اطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا وقال شعبة عن الحكم عن عن مجاهد كان
لقمان عبداصالحا ولم يكن نبيا وقال الأعمش قال مجاهد كان لقمان عبدا أسود عظيم
الشفتين مشقق القدمين وقال حكام بن سالم عن سعيد الزبيدي عن مجاهد كان لقمان
الحكيم عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا على بني إسرائيل وذكره غيره
أنه كان قاضيا على بني إسرائيل في زمان داود عليه السلام وقال ابن جرير « 21/68 » حدثنا ابن حميد حدثنا حدثنا الحكم حدثنا عمرو بن قيس
قال كان لقمان عبدا أسود غليظ الشفتين مصفح القدمين فأتاه رجل وهو في مجلس ناس
يحدثهم فقال له ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا قال نعم قال فما
بلغ بك ما أرى قال صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو
زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن جابر قال إن الله رفع
لقمان الحكيم بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال له ألست عبد بني فلان الذي
كنت ترعى بالامس قال بلى قال فما بلغ ما أرى قال قدر الله وأداء الأمانة وصدق
الحديث وتركي ما لا يعنيني فهذه الآثار منها ما هو مصرح فيه بنفي كونه نبيا ومنها
ما هو مشعر بذلك لأن كونه عبدا قد مسه الرق ينافي كونه نبيا لأن الرسل كانت تبعث
في أحساب قومها ولهذا كان جمهور السلف على أنه لم يكن نبيا وإنما ينقل كونه نبيا
عن عكرمة إن صح السند إليه فإنه رواه ابن جرير « 21/68 » وابن
أبي حاتم من حديث وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة قال كان لقمان نبيا وجابر هذا
هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف والله أعلم وقال عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن
عياش القتباني عن عمر مولى غفرة قال وقف رجل على لقمان الحكيم فقال أنت لقمان أنت
عبد بني الحسحاس قال نعم قال أنت راعي الغنم قال نعمقال أنت الأسود قال أما سوادي
فظاهر فما الذي يعجبك من أمري قال وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك قال
يا ابن أخي إن صغيت إلى ما أقول لك كنت كذلك قال لقمان غضي بصري وكفي لساني وعفة
طعمتي وحفظي فرجي وقولي بصدقي ووفائي بعهدي وتكرمتى ضيفي وحفظي جاري وتركي ما لا
يعنيني فذاك الذي صيرني إلى ما ترى وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا ابن نفيل
حدثنا عمرو بن واقد عن عبدة بن رباح عن ربيعة عن أبي الدرداء أنه قال يوما وذكر
لقمان الحكيم فقال ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ولكنه كان
رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكير عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد قط يبزق لا
يتنخع ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك وكان لا يعيد منطقا نطقه
إلا أن يقول حكمة يستعبدها إياه أحد وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك
عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتي ما أوتي وقد
ورد أثر غريب عن قتادة رواه ابن أبي حاتم فقال حدثنا أبي حدثنا العباس بن الوليد
حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة قال خير الله
لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة على النبوة فأتاه جبريل وهو نائم
فذر عليه الحكمة أو رش عليه الحكمة قال فأصبح ينطق بها قال سعيد فسمعت عن قتادة
يقول قيل للقمان كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك فقال إنه لو أرسل إلي
بالنبوة عزمة لرجوت فيه الفوز منه ولكنت أرجو أن أقوم بها ولكنه خيرني فخفت أن
اضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلي فهذا من رواية سعيد بن بشير وفيه ضعف قد
تكلموا فيه بسببه فالله أعلم والذي رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى
« ولقد آتينا لقمان الحكمة » أي الفقه في الإسلام ولم يكن
نبيا ولم يوح إليه وقوله « ولقد آتينا لقمان الحكمة » أي
الفهم والعلم والتعبير « أن اشكر لله » أي أمرناه أن يشكر
الله عز وجل على ما آتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه من
أبناء جنسه وأهل زمانه ثم قال تعالى « ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه
» أي إنما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين لقوله تعالى «
ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون » وقوله « ومن كفر فإن الله
غني حميد » أي غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو كفر أهل الأرض كلهم جميعا
فإنه الغني عما سواه فلا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه