IBNU KATHIR :
مقدمة تفسير
سورة الم السجدة بسم الله الرحمن الرحيم سورة الم السجدة وهي مكية روى البخاري في
كتاب الجمعة « 891 » حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد بن
إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة « الم تنزيل » السجدة و « هل أتى على الإنسان » ورواه مسلم « 880 » أيضا
من حديث سفيان الثوري به وقال الإمام أحمد « 3/340 » حدثنا
أسود بن عامر أخبرنا الحسن بن صالح عن ليث عن أبي الزبير عن جابر قال كان النبي
صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ « الم تنزيل » السجدة
و « تبارك الذي بيده الملك » تفرد به-أحمد قد تقدم الكلام
على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ههنا وقوله « تنزيل الكتاب لا ريب فيه » أي لا شك فيه ولا مرية أنه منزل « من رب العالمين » ثم قال تعالى مخبرا عن المشركين « أم يقولون افتراه » أي اختلقه من تلقاء نفسه «
بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون » أي
يتبعون الحق
يخبر تعالى أنه
خالق للأشياء فخلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وقد
تقدم الكلام على ذلك « مالكم من دونه من ولي ولاشفيع » أي
بل هو المالك لأزمة الأمور الخالق لكل شيء المدير لكل شيء القادر على كل شيء فلا
ولي لخلقه سواه ولا شفيع إلا من بعد إذنه « أفلا تتذكرون » يعني
أيها العابدونغيره المتوكلون على من عداه تعالى وتقدس وتنزه أن يكون له نظير أو
شريك أو وزير أو نديد أو عديل لا إله إلا هو ولا رب سواه وقد أورد النسائي ههنا
فقال « 11392 » حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثني محمد بن
الصباح حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا الأخضر بن عجلان عن أبي جريج المكي عن عطاء
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال إن الله خلق السموات
والأرض ومابينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع فخلق التربة يوم
السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الأثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم
الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر
وخلقه من أديم الأرض أحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها من أجل ذلك جعل الله من بني
آدم الطيب والخبيث هكذا أورد هذا الحديث إسنادا ومتنا وقد أخرج مسلم « 2789 » والنسائي « 11010 » أيضا من
حديث حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد
الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من هذا السياق وقد
علله البخاري في كتاب التاريخ الكبير « 1/413 414 » فقال
وقال بعضهم أبو هريرة عن كعب الأحبار وهو أصح وكذا علله غير واحد من الحفاظ والله
أعلم قوله تعالى « يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه »
أي يتنزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة كما قال تعالى
« الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن » الآية
وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا ومسافة ما بينها وبين الأرض من مسيرة
خمس مئة سنة وسمك السماء خمس مئة سنة وقال مجاهد وقتادة والضحاك النزول من الملك
في مسيرة خمس مئة عام وصعوده خمس مئة عام ولكنه يقطعها في طرفة عين ولهذا قال
تعالى « في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون » « ذلك عالم الغيب
والشهادة » أي المدبر لهذه الأمور الذي هو شهيد على أعمال عباده يرفع إليه
جليلها وحقيرها وصغيرها وكبيرها وهو العزيز الذي قد عز كل شيء فقهره وغلبه ودانت
له العباد والرقاب الرحيم بعباده المؤمنين فهو عزيز في رحمته رحيم في عزته وهذا هو
الكمال العزة مع الرحمة والرحمة مع العزة فهو رحيم بلا ذل
يقول تعالى
مخبرا أنه الذي أحسن خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها وقال مالك عن زيد بن أسلم « الذي أحسن كل شيء خلقه » قال احسن خلق كل شيء كأنه جعله من
المقدم والمؤخر ثم لما ذكر تعالى خلق السموات والأرض شرع في ذكر خلق الأنسان فقال
تعالى « وبدأ خلق الإنسان من طين » يعني خلق أبا البشر آدم
من طين « ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين » اي يتناسلون
كذلك من نطفة تخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة « ثم سواه » يعني
آدم لما خلقه من تراب خلقه سويا مستقيما « ونفخ فيه من روحه وجعل
لكم السمع والأبصار والأفئدة » يعني العقول « قليلا ما
تشكرون » أي بهذه القوى التي رزقكموها عز وجل فالسعيد من استعملها في طاعة
ربه عز وجل
يقول تعالى
مخبرا عن المشركين في استبعادهم المعاد حيث قالوا « أئذا ضللنا في
الأرض » أي تمزقت أجسامنا وتفرقت في أجزاء الأرض وذهبت «
أئنا لفي خلق جديد » أي أئنا لنعود بعد تلك الحال يستبعدون ذلك وهذا إنما
هو بعيد بالنسبة إلى قدرهم العاجزة لابالنسبة إلى قدرة الذي بداهم وخلقهم من العدم
الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ولهذا قال تعالى « بل هم بلقاء ربهم كافرون » ثم قال تعالى « قل
يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم » الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص
معين من الملائكة كما هو المتبادر من حديث البراء المتقدم ذكره في سورةإبراهيم وقد
سمي في بعض الآثار بعزائيل وهو المشهور قاله قتادة وغير واحد وله أعوان وهكذا ورد
في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها
ملك الموت قال مجاهد حويت له الأرض فجعلت مثل الطست يتناول منها حيث يشاء ورواه
زهير بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه مرسلا وقاله ابن عباس رضي الله
عنهما وروى ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري حدثنا عمر بن
سمرة عن جعفر بن محمد قال سمعت أبي يقول نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك
الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ياملك الموت ارفق
بصاحبي فأنه مؤمن فقال ملك الموت يامحمد طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق
وأعلم أن ما في الأرض بيت مدر ولاشعر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم
خمس مرات حتى إني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله يامحمد لو أني أردت ان
أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها قال جعفر بلغني أنه
إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة فاذا حضرهم عند الموت فان كل ممن يحافظ على الصلاة
دنا منه الملك ودفع عنه الشيطان ولقنه الملك لا إله إلا الله محمد رسول الله في
تلك الحال العظيمة وقال عبد الرزاق حدثنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال
سمعت مجاهدا يقول ماعلى ظهر الأرض من بيت شعر أو مدر إلا وملك الموت يطوف به كل
يوم مرتين وقال كعب الأحبار والله مامن بيت فيه أحد من أهل الدنيا إلا وملك الموت
يقوم على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر أن يتوفاه رواه ابن أبي حاتم
وقوله تعالى « ثم إلى ربكم ترجعون » أي يوم معادكم وقيامكم
من قبوركم لجزائكم
يخبر تعالى عن
حال المشركين يوم القيامة وقالهم حين عاينوا البعث وقاموا بين يدي الله عز وجل
حقيرين ذليلين ناكسي رءوسهم أي من الحياء والخجل يقولون « ربنا
أبصرنا وسمعنا » أي نحن الآن نسمع قولك ونطيع أمرك كما قال تعالى « أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا » وكذلك يعودون على أنفسهم
بالملامة إذا دخلوا النار بقولهم « لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في
أصحاب السعير » وهكذا هؤلاء يقولون « ربنا أبصرنا وسمعنا
فارجعنا » أي إلى الدنيا « نعمل صالحا إنا موقنون » أي
قد أيقنا وتحققنا فيها أن وعدك حق ولقائك حق وقد علم الرب تعالى منهم أنه لو
أعادهم إلى دار الدنيا لكانوا كما كانوا كفارا يكذبون بآيات الله ويخالفون رسله
كما قال تعالى « ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد
ولا نكذب بآيات ربنا » الآية وقال ههنا « ولو شئنا لآتينا
كل نفس هداها » كما قال تعالى « ولو شاء ربك لآمن من في
الأرض كلهم جميعا » « ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين » أي
من الصنفين فدارهم النار لامحيد لهم عنها ولامحيص لهم منها نعوذ بالله وكلماته
التامة من ذلك « فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا » أي
يقال لأهل النار على سبيل التقريع والتوبيخ ذوقوا هذا العذاب بسبب تكذيبكم به
واستبعادكم وقوعه وتناسيكم له إذ عالمتموه معاملة من هو ناس له «
إنا نسيناكم » أي سنعاملكم معاملة الناسي لأنه تعالى لا ينسى شيئا ولا يضل
عنه شيء بل من باب المقابلة كما قال تعالى « فاليوم ننساكم كما
نسيتم لقاء يومكم هذا » وقوله تعالى « وذوقوا عذاب الخلد
بما كنتم تعملون » أي بسبب كفركم وتكذيبكم كما قال تعالى في الآية الأخرى « لايذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا » إلى قوله « فلن نزيدكم إلا عذابا »
يقول تعالى « إنما يؤمن بآياتنا » أي إنما يصدق بها « الذين
إذا ذكروا بها خروا سجدا » أي استمعوا لها وأطاعوها قولا وفعلا « وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون » أي عن اتباعها والأنقياد
لها كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة قال الله تعالى « إن الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين » ثم قال تعالى «
تتجافى جنوبهم عن المضاجع » يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على
الفرش الوطيئة قال مجاهد والحسن في قوله تعالى « تتجافى جنوبهم عن
المضاجع » يعني بذلك قيام الليل وعن أنس وعكرمة ومحمد بن المنكدر وأبي حازم
وقتادة وهو الصلاة بين العشاءين وعن أنس أيضا هو انتظار صلاة العتمة رواه ابن جرير
بإسناد جيد وقال الضحاك هو صلاة العشاء في جماعة وصلاة الغداة في جماعة « يدعون ربهم خوفا وطمعا » أي خوفا من وبال عقابه وطمعا من جزيل
ثوابه « ومما رزقناهم ينفقون » فيجمعون بين فعل القربات
اللازمة والمتعدية ومقدم هؤلاء وسيدهم وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم كما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه-وفينا رسول الله يتلو
كتابه إذا انشق معروف من الصبح ساطع**أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن
ما قال واقع**يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع**قيام
الليل-وقال الإمام احمد « 1/416 » حدثنا روح وعفان قالا
حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن ابن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجلين رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبه
وأهله إلى صلاته رغبة عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله تعالى فانهزموا
فعلم ماعليه من الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي وشفقة
مما عندي فيقول الله عز وجل للملائكة انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة
مما عندي حتى اهريق دمه وهكذا رواه ابو داود في الجهاد « 2536 » عن
موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به بنحوه وقال الإمام أحمد «
5/231 » حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل
عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه
ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد
سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير
الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ «
تتجافى جنوبهم عن المضاجع » حتى بلغ « جزاء بما كانوا
يعملون » ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه فقلت بلى يا رسول
الله فقال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال
ألا أخبرك بملاك ذلك كله فقلت بلى يانبي الله فأخذ بلسانه ثم قال كف عليك هذا فقلت
يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس في
النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ورواه الترمذي « 2616 » والنسائي « 11394 » وابن ماجة « 3973 » في سننهم من طرق عن معمر به وقال الترمذي حسن صحيح
ورواه ابن جرير من حديث شعبة عن الحكم قال سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن
جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة
والصدقة تكفر الخطيئة وقيام العبد في جوف الليل وتلا هذه الآية «
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون » رواه
أيضا من حديث الثوري عن منصور بن المعتمر عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ
عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ومن حديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت والحكم عن
ميمون بن أبي شبيبعن معاذ مرفوعا بنحوه من حديث حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي
النجود عن شهر عن معاذ أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى « تتجافى جنوبهم عن المضاجع » قال قيام العبد من الليل وروى ابن
أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا فطر بن خليفة عن
حبيب بن أبي ثابت والحكم وحكيم بن جبير عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل قال
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال إن شئت نبأتك بأبواب الخير
الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل ثم تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم « تتجافى جنوبهم عن المضاجع » الآية ثم قال
حدثنا أبي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن شهر بن
حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله
الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت يسمع الخلائق سيعلم أهل الجمع
اليوم من أولى بالكرم ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع
الآية فيقومون وهم قليل وقال البزار « 2250 » حدثنا عبد
الله بن شبيب حدثنا الوليد بن عطاء بن الأغر حدثنا عبد الحميد بن سليمان حدثني
مصعب عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال بلال لما نزلت هذه الآية «
تتجافى جنوبهم عن المضاجع » الآية كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت هذه الآية « تتجافى جنوبهم عن المضاجع » ثم قال لا نعلم روى أسلم عن بلال
سواه وليس له طريق عن بلال غير هذه الطريق-وقوله تعالى « فلا تعلم
نفس ما أخفي لهم من قرة أعين » الآية فلا يعلم أحد عظمة ما أخفي الله لهم
في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد لما أخفوا أعمالهم
كذلك أخفى الله لهم من الثواب جزاء وفاقا فإن الجزاء من جنس العمل قال الحسن
البصري أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر رواه ابن
أبي حاتم قال البخاري « 4779 » قوله تعالى « فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين » الآية حدثنا علي بن
عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا غن شئتم «
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين » قال وحدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال الله مثله قيل لسفيان رواية قال فأي شيء ورواه
مسلم « 2824 » والترمذي « 3197 » من
حديث سفيان بن عيينة به وقال الترمذي حسن صحيح ثم قال البخاري «
4780 » حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أعددت لعبادي
الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا من بله ما أطلعتم
عليه ثم قرأ « فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما
كانوا يعملون » قال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قرأ أبو هريرة « قرأت أعين » انفرد به البخاري « 4779 معلقا » من
هذا الوجه وقال الإمام أحمد « 2/313 » حدثنا عبد الرزاق
حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن الله تعالى قال أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر أخرجاه في الصحيحين « خ7498 » من
رواية عبد الرزاق قال ورواه الترمذي « 3292 » في التفسير
وابن جرير من حديث عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله ثم قال الترمذي هذا حديث حسن
صحيح وقال حماد بن سلمة عن ثابت بن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال حماد
أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه
ولايفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر رواه مسلم
« 2836 » من حديث حماد بن سلمة به وروى الإمام أحمد « 5/334 » حدثنا هارون حدثنا ابن وهب حدثني أبو صخر أن أبا حازم
حدثه قال سمعت سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه يقول شهدت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال في آخر حديثه فيها ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ هذه الآية « تتجافى
جنوبهم عن المضاجع » إلى قوله « يعملون » وأخرجه
مسلم في صحيحه « 2825 » عن هارون بن معروف وهارون بن سعيد
كلاهما عن ابن وهب بهوقال ابن جرير حدثني العباس بن أبي طالب حدثنا معلى بن أسد
حدثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه عز وجل قال أعددت لعبادي الصالحين
مالاعين رأت ولااذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لم يخرجوه وقال مسلم أيضا في صحيحه « 189 » حدثنا ابن أبي عمر وغيره حدثنا سفيان حدثنا مطرف بن طريف
وعبد الملك بن سعيد سمعا الشعبي يخبر عن المغيرة بن شعبة قال سمعته على المنبر
يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل ما أدنى
أهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة
فيقول أي رب كيف وقد أخذ الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك
مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فقال
في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله معه ولك مااشتهت نفسك ولذت عينك
فيقول رضيت رب قال رب فأعلامهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي
وختمت عليها فلم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر قال ومصداقه من كتاب
الله عز وجل « فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين » الآية
ورواه الترمذي « 3198 » عن ابن أبي عمر وقال حسن صحيح قال
ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيرة ولم يرفعه والمرفوع أصح قال ابن أبي حاتم حدثنا
جعفر بن المدائني حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدثنا زياد بن خيثمة عن محمد بن
جحادة عن عامر بن عبد الواحد قال بلغني أن الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين
سنة ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد أنى لك أن يكون لنا منك
نصيب فيقول من أنت فتقول أنا من المزيد فيمكث معها سبعين سنة ثم يلتفت فإذا هو
بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد أنى لك أن يكون لنا منك نصيب فيقول من أنت
فتقول أنا التي قال الله « فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين
» وقال ابن لهيعة حدثني عطاء ابن دينار عن سعيد بن جبير قال تدخل عليهم
الملائكة في مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله من جنات
عدن ماليس في جناتهم وذلك قوله تعالى « فلا تعلم نفس ما أخفي لهم
من قرة أعين » ويخبرون أن الله راض وروى ابن جرير حدثنا سهل بن موسى الرازي
حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان الهوزني أو غيره قال الجنة
مئة درجة أولها درجة فضة وأرضها فضة ومساكنها فضة وآنيتها فضة وترابها
المسكوالثانية ذهب وأرضها ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك والثالثة
لؤلؤ وأرضها لؤلؤ ومساكنها اللؤلؤ وآنيتها اللؤلؤ وترابها المسك وسبع وتسعون بعد
ذلك مالاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم تلا هذه الآية « فلا تعلم نفس مأخفي لهم » الآية وقال ابن جرير حدثني يعقوب بن
إبراهيم حدثنا معتمر بن سليمان عن الحكم بن أبان عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال يؤتى بحسنات العبد وسيئاته
ينقص بعضها من بعض فإن بقيت حسنة واحدة وسع الله له في الجنة قال فدخلت على يزداد
فحدث بمثل هذا الحديث قال فقلت فأين ذهبت الحسنة قال « أولئك
الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم » الآية قلت قوله تعالى
« فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين » قال العبد يعمل
سرا أسره إلى الله لم به الناس فأسر الله له يوم القيامة قرة أعين
يخبر تعالى عن
عدله وكرمه أنه لا يساوي في حكمه يوم القيامة من كان مؤمنا بآياته متبعا لرسله بمن
كان فاسقا أي خارجا عن طاعة ربه مكذبا لرسل الله إليه كما قال تعالى « أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات
سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون » وقال تعالى « أم نجعل
الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار » وقال
تعالى « لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة » الآية ولهذا
قال تعالى ههنا « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون » أي
عند الله يوم القيامة وقد ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما أنها نزلت في علي بن
أبي طالب وعقبة بن أبي معيط ولهذا فصل حكمهم فقال « أما الذين
آمنوا وعملوا الصالحات » أي صدقت قلوبهم بآيات الله وعملوا بمقتضاها وهي
الصالحات « فلهم جنات المأوى » أي التي فيها المساكن
والدور والغرف العالية « نزلا » أي ضيافة وكرامة « بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا » أي خرجوا عن الطاعة
فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها كقوله «
كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها » الآية قال الفضيل بن عياض
والله إن الأيدي لموثقة وإن الأرجل لمقيدة وإن اللهب ليرفعهم والملائكة تقمعهم « وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون » أي يقال لهم
ذلك تقريعا وتوبيخا وقوله تعالى « ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون
العذاب الأكبر » قال ابن عباس يعني بالعذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها
وآفاتها وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه وروي مثله عن أبي بن
كعب وابن أبي العالية والحسن وإبراهيم النخعي والضحاك وعلقمة وعطية ومجاهد وقتادة
وعبد الكريم الجزري وخصيف وقال ابن عباس في رواية عنه يعني به إقامة الحدود عليهم
وقال البراء بن عازب ومجاهد وأبو عبيدة يعني به عداب القبر وقال النسائي « 11395 » أخبرنا عمرو بن علي أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن
إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن عبد الله «
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر » قال سنون أصابتهم وقال عبد
الله بن الإمام أحمد « 5/128 » حدثني عبد الله بن عمر
القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن عزرة عن الحسن عن العوفي عن
يحيى بن الجزار عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب في هذه الآية «
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر » قال المضمار والدخان قد
مضيا والبطشة واللزام ورواه مسلم « 2799 » من حديث شعبة به
موقوفا نحوه وعند البخاري « 4820 » عن ابن مسعود نحوه وقال
عبد الله بن مسعود أيضا في رواية عنه العذاب الأدنى ما أصابهم من القتل والسبي يوم
بدر وكذا قال مالك عن زيد بن أسلم قال السدي وغيره لم يبق بيت بمكة إلا دخله الحزن
على قتيل لهم أو أسير فأصيبوا أو هزموا ومنهم من جمع له الأمران وقوله تعالى « ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها » أي لا أظلم ممن
ذكره الله بآياته وبينها له ووضحها ثم بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها
كأنه لا يعرفها قال قتادة إياكم والإعراض عن ذكر الله فان من أعرض عن ذكره فقد
اغتر أكبر الغرة وأعوز أشد العوز وعظم من أعظم الذنوب ولهذا قال تعالى متهددا لمن
فعل ذلك « إنا من المجرمين منتقمون » أي سأنتقم ممن فعل
ذلك أشد الإنتقام وروى ابن جرير حدثني عمران بن بكار الكلاعي حدثنا محمد بن
المبارك حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عبادة بن نسي عن
جنادة بن أمية عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من
فعلهن فقد أجرم من عقد لواء في غير حق أو عق والديه أو مشى مع ظالم ينصره فقد أجرم
يقول الله تعالى « إنا من المجرمين منتقمون » ورواه ابن
أبي حاتم من حديث إسماعيل ابن عياش به وهذا حديث غريب جدا
يقول تعالى
مخبرا عن عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه آتاه الكتاب وهو التوراة وقوله تعالى « فلا تكن في مرية من لقائه » قال قتادة يعني به ليلة الإسراء ثم
روي عن أبي العالية الرياحي قال حدثني ابن عم نبيكم يعني ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أريت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا
كأنه من رجال شنوأة ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس
ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه « فلا
تكن في مرية من لقائه » أنه قد رأى موسى ولقي موسى ليلة أسري به وقال
الطبراني « 12758 » حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا
الحسن بن علي الحلواني حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
أبي العالية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى « وجعلناه هدى لبني إسرائيل » قال جعل موسى هدى لبني إسرائيل وفي
قوله « فلا تكن في مرية من لقائه » قال من لقاء موسى ربه
عز وجل وقوله تعالى « وجعلناه » أي الكتاب الذي آتيناه « هدى لبني إسرائيل » كما قال تعالى في سورة الإسراء « وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل أن لا تتخذوا من دوني
وكيلا » وقوله تعالى « وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما
صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون » أي لما كانوا صابرين على أوامر الله وترك
زواجره وتصديق رسله واتباعهم فيما جاءوهم به كأن منهم أئمة يهدون إلى الحق بأمر
الله ويدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثم لما بدلوا وحرفوا
وأولوا سلبوا ذلك المقام وصارت قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه فلا عمل صالحا
ولا اعتقادا صحيحا ولهذا قال تعالى « ولقد آتينا بني إسرائيل
الكتاب » قال قتادة وسفيان لما صبروا عن الدنيا وكذلك قال الحسن ابن صالح
قال سفيان هكذا كان هؤلاء ولاينبغي للرجل أن يكون إماما يقتدى به حتى يتحامى عن
الدنيا قال وكيع قال سفيان لابد للدين من العلم كما لا بد للجسد من الخبز وقال ابن
بنت الشافعي قرأ أبي على عمي أو عمي على أبي سئل سفيان عن قول علي رضي الله عنه
الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ألم تسمع قوله « وجعلنا
منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا » قال لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوسا
قال بعض العلماء بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ولهذا قال تعالى « ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات
وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر » الآية كما قال هنا « إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون » أي
من الإعتقادات والأعمال
يقول تعالى أولم
يهد لهؤلاء المكذبين بالرسل ما أهلك الله قبلهم من الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل
ومخالفتهم إياهم فيما جاءوهم به ومن قويم السبل فلم يبق منهم باقية ولا عين ولا
أثر « هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا » ولهذا قال « يمشون في مساكنهم » أي وهؤلاء المكذبون يمشون في مساكن أولئك
المكذبين فلا يرون فيها أحدا ممن كان يسكنها ويعمرها ذهبوا منها «
كأن لم يغنوا فيها » كما قال « فتلك بيوتهم خاوية بما
ظلموا » وقال « وكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي
خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد أفلم يسيروا في الأرض » إلى قوله « ولكن تعمى القلوب التي في الصدور » ولهذا قال ههنا « إن في ذلك لآيات » أي إن في ذهاب أولئك القوم ودمارهم وما حل
بهم بسبب تكذيبهم الرسل ونجاة من آمن بهم لآيات وعبرا ومواعظ ودلائل متناظرة « أفلا يسمعون » أي أخبار من تقدم كيف كان أمرهم وقوله تعالى « أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز » يبين تعالى لطفه
بخلقه وإحسانه إليهم في إرساله الماء إما من السماء أو من السيح وهو ما تحمله
الأنهار ويتحدر من الجبال إلى الأراضي المحتاجة اليه في أوقاته ولهذا قال تعالى « الى الأرض الجرز » وهي التي لا نبات فيها كما قال تعالى « وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا » أييبسا لا تنبت شيئا وليس
المراد من قوله « الى الأرض الجرز » أرض مصر فقط بل هي بعض
المقصود وإن مثل بها كثير من المفسرين فليست هي المقصودة وحدها ولكنها مرادة قطعا
من هذه الآية فإنها في نفسها أرض رخوة غليظة تحتاج من الماء مالو نزل عليها مطرا
لتهدمت أبنيتها فيسوق الله تعالى إليها النيل بما يتحمله من الزيادة الحاصلة من
أمطار بلاد الحبشة وفيه طين أحمر فيغشى أرض مصر وهي أرض سبخة مرملة محتاجة إلى ذلك
الماء وذلك الطين أيضا لينبت الزرع فيه فيستغلون كل سنة على ماء جديد ممطور في غير
بلادهم وطين جديد من غير أرضهم فسبحان الحكم الكريم المنان المحمود أبدا وقال ابن
لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص وكان
أميرا بها حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا
يجري إلا بها قال وما ذاك قالوا إذا كانت اثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا
إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما
يكون ثم ألقيناها في النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام إن الاسلام
يهدم ما كان قبله فأقاموا بؤونة والنيل لا يجري حتى هموا بالجلاء فكتب عمرو إلى
عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر إنك قد أصبت بالذي فعلت وقد بعثت إليك ببطاقة
داخل كتابي هذا فألقاها في النيل فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة ففتحها فاذا
فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر أما بعد فإنك إن كنت انما
تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد هو الذي يجريك فنسأل الله أن يجريك قال
فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في
ليلة واحدة وقد قطع الله تلك السنة على أهل مصر إلى اليوم رواه الحافظ أبو القاسم
اللالكائي الطبري في كتاب السنة له ولهذا قال تعالى « أو لم يروا
أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا
يبصرون » كما قال تعالى « فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا
صببنا الماء صبا » الآية ولهذا قال ههنا « أفلا يبصرون » وقال
ابن أبي نجيح عن رجل عن ابن عباس في قوله « الى الأرض الجرز » قال
هي التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول وعن ابن عباس
ومجاهد هي أرض باليمن وقال الحسن رحمه الله هي قرى فيما بين اليمن والشام وقال
عكرمة والضحاك وقتادة والسدي وابن زيد الأرض الجرز التي لا نبات فيها وهي مغبرة « قلت » وهذا كقوله تعالى « وآية لهم الأرض
الميتة أحييناها » الآيتين
يقول تعالى
مخبرا عن استعجال الكفار ووقوع بأس الله بهم وحلول غضبه ونقمته عليهم استبعادا
وتكذيبا وعنادا « ويقولون متى هذا الفتح » أي متى تنصر
علينا يامحمد كما تزعم أن لك وقتا تدال علينا وينتقم لك منا فمتى يكون هذا ما نراك
أنت وأصحابك إلا مختفين خائفين ذليلين قال الله تعالى « قل يوم
الفتح » أي إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا وفي الآخرة « لاينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون » كما قال تعالى « فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم » الآيتين
ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة وأخطأ فأفحش فإن يوم
الفتح قد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء وقد كانوا قريبا من
ألفين ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم لقوله تعالى « قل
يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون » وإنما المراد الفتح
الذي هو القضاء والفصل كقوله « فافتح بيني وبينهم فتحا » الآية
وكقوله « قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق » الآية
وقال تعالى « واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد » وقال تعالى « وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا » وقال تعالى « إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح » ثم قال تعالى «
فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون » أي أعرض عن هؤلاء المشركين وبلغ ما أنزل
إليك من ربك كقوله تعالى « اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا
هو » الآية وانتظر فإن الله سينجز لكما وعدك وسينصرك على من خالفك إنه لا
يخلف الميعاد وقوله « إنهم منتظرون » أي أنت منتظر وهم
منتظرون ويتربصون بكم الدوائر « أم يقولون شاعر نتربص به ريب
المنون » وسترى أنت عاقبة صبرك عليهم وعلى إداء رسالة الله في نصرتك
وتأييدك وسيجدون نحب ما ينتظرونه فيك وفي أصحابك من وبيل عقاب الله لهم وحلول
عذابه بهم وحسبنا الله ونعم الوكيل
1. Alif, Lâm, Mîm adalah huruf-huruf yang membentuk kata dan
kalimat al-Qur'ân, sama seperti huruf yang membentuk kata dan kalimat yang
kalian gunakan dalam pembicaraan kalian. Sehingga, apabila kalian tidak mampu
untuk mendatangkan sesuatu yang semisal, maka hal itu merupakan bukti bahwa
al-Qur'ân datang dari sisi Allah dan bukan perkataan manusia.
2. Penurunan al-Qur'ân ini adalah dari Allah, Tuhan semesta alam dan pemeliharanya. Tidak ada keraguan bahwa al-Qur'ân itu turun dari sisi-Nya.
3. Tetapi mereka mengatakan, "Al-Qur'ân itu buatan Muhammad, lalu disandangkannya kepada Allah." Sebenarnya mereka tidak pantas mengatakan demikian. Bahkan sebenarnya Al-Qur'ân itu adalah kebenaran yang turun dari Allah kepadamu, agar kamu memberi peringatan kepada kaum yang belum didatangi oleh seorang rasul pun sebelum kamu. Dengan peringatan itu, kamu berharap dapat memberi petunjuk dan membuat mereka tunduk kepada kebenaran.
4. Allahlah yang menciptakan langit dan bumi dan segala yang ada di antara keduanya selama enam hari. Kemudian Dia bersemayam di atas singgasanya-Nya dengan cara yang sesuai dan laik bagi diri-Nya. Tak ada seorang pun yang dapat menolong kalian selain Allah, juga tak seorang pun yang dapat memberikan syafaat kepada kalian. Maka, apakah kalian akan tetap berada dalam kekufuran dan pembangkangan, lalu kalian tidak dapat mengambil pelajaran-pelajaran Allah?
5. Dia yang mengurus seluruh urusan ciptaan- Nya dari langit sampai ke bumi. Kemudian urusan itu naik kepada-Nya dalam waktu satu hari yang lamanya sama dengan seribu tahun dunia, sebagaimana hitungan kalian.
6. Yang bersifat sebagai Pencipta, dan bersemayam, serta mengurus itu adalah Allah yang mengetahui apa yang terlihat dan tidak terlihat oleh ciptaan-Nya. Dialah yang Mahaunggul dan Mahaluas kasih sayang-Nya.
7. Yang menciptakan segala sesuatu dengan sebaik-baiknya, sesuai dengan hikmah-Nya, memulai penciptaan manusia pertama dari tanah.
8. Kemudian setelah itu menjadikan anak cucunya tercipta dari air yang sedikit dan lemah serta –biasanya– sangat diremehkan. Kata "al-mahîn" sebagai adjektiva atau kata sifat, jika disandangkan kepada orang, berarti 'lemah'. "Al-rajul al- mahîn" berarti "al-rajul al-dla'îf" ('orang yang lemah'). Kata itu juga dapat berarti 'sedikit'. Dengan demikian, frase "min mâ'in mahîn" pada ayat ini berarti 'air yang sedikit dan lemah'. Selain itu, verba "mahana" –seakar dengan kata sifat "mahîn": m-h-n– dalam bahasa Arab dapat pula berarti 'memerah susu'. Kalimat "mahana al- rajulu al-ibila" berarti 'orang itu memerah susu unta'. Dengan demikian, kiranya tidak terlalu keliru kalau kita menafsirkan kata "mahîn" dalam ayat ini sebagai 'air yang memancar' atau 'air yang sedikit', karena susu yang keluar dari perahan biasanya memancar dan sedikit.
9. Kemudian Dia menyempurnakannya dan meletakkan di dalamnya salah satu rahasia yang hanya diketahui oleh-Nya, serta menjadikan pendengaran, penglihatan dan akal bagi kalian agar kalian dapat mendengar, melihat dan berpikir. Tetapi walaupun demikian, sedikit sekali rasa syukur kalian.
10. Orang-orang yang mengingkari kebangkitan itu berkata, "Apabila kami telah menjadi debu dan bercampur dengan tanah, sehingga tidak lagi dapat dibedakan antara debu jasad kami dan debu tanah, apakah kami akan diciptakan dan menjadi baru kembali?" Sesungguhnya mereka tidak mengingkari kebangkitan saja, tetapi mereka juga mendustakan seluruh apa yang terjadi di akhirat.
11. Katakanlah, "Malaikat maut yang diberi tugas untuk mengambil nyawa kalian pada saat datangnya ajal kalian itu yang akan mematikan kalian. Kemudian hanya kepada Allah semata kalian kembali."
2. Penurunan al-Qur'ân ini adalah dari Allah, Tuhan semesta alam dan pemeliharanya. Tidak ada keraguan bahwa al-Qur'ân itu turun dari sisi-Nya.
3. Tetapi mereka mengatakan, "Al-Qur'ân itu buatan Muhammad, lalu disandangkannya kepada Allah." Sebenarnya mereka tidak pantas mengatakan demikian. Bahkan sebenarnya Al-Qur'ân itu adalah kebenaran yang turun dari Allah kepadamu, agar kamu memberi peringatan kepada kaum yang belum didatangi oleh seorang rasul pun sebelum kamu. Dengan peringatan itu, kamu berharap dapat memberi petunjuk dan membuat mereka tunduk kepada kebenaran.
4. Allahlah yang menciptakan langit dan bumi dan segala yang ada di antara keduanya selama enam hari. Kemudian Dia bersemayam di atas singgasanya-Nya dengan cara yang sesuai dan laik bagi diri-Nya. Tak ada seorang pun yang dapat menolong kalian selain Allah, juga tak seorang pun yang dapat memberikan syafaat kepada kalian. Maka, apakah kalian akan tetap berada dalam kekufuran dan pembangkangan, lalu kalian tidak dapat mengambil pelajaran-pelajaran Allah?
5. Dia yang mengurus seluruh urusan ciptaan- Nya dari langit sampai ke bumi. Kemudian urusan itu naik kepada-Nya dalam waktu satu hari yang lamanya sama dengan seribu tahun dunia, sebagaimana hitungan kalian.
6. Yang bersifat sebagai Pencipta, dan bersemayam, serta mengurus itu adalah Allah yang mengetahui apa yang terlihat dan tidak terlihat oleh ciptaan-Nya. Dialah yang Mahaunggul dan Mahaluas kasih sayang-Nya.
7. Yang menciptakan segala sesuatu dengan sebaik-baiknya, sesuai dengan hikmah-Nya, memulai penciptaan manusia pertama dari tanah.
8. Kemudian setelah itu menjadikan anak cucunya tercipta dari air yang sedikit dan lemah serta –biasanya– sangat diremehkan. Kata "al-mahîn" sebagai adjektiva atau kata sifat, jika disandangkan kepada orang, berarti 'lemah'. "Al-rajul al- mahîn" berarti "al-rajul al-dla'îf" ('orang yang lemah'). Kata itu juga dapat berarti 'sedikit'. Dengan demikian, frase "min mâ'in mahîn" pada ayat ini berarti 'air yang sedikit dan lemah'. Selain itu, verba "mahana" –seakar dengan kata sifat "mahîn": m-h-n– dalam bahasa Arab dapat pula berarti 'memerah susu'. Kalimat "mahana al- rajulu al-ibila" berarti 'orang itu memerah susu unta'. Dengan demikian, kiranya tidak terlalu keliru kalau kita menafsirkan kata "mahîn" dalam ayat ini sebagai 'air yang memancar' atau 'air yang sedikit', karena susu yang keluar dari perahan biasanya memancar dan sedikit.
9. Kemudian Dia menyempurnakannya dan meletakkan di dalamnya salah satu rahasia yang hanya diketahui oleh-Nya, serta menjadikan pendengaran, penglihatan dan akal bagi kalian agar kalian dapat mendengar, melihat dan berpikir. Tetapi walaupun demikian, sedikit sekali rasa syukur kalian.
10. Orang-orang yang mengingkari kebangkitan itu berkata, "Apabila kami telah menjadi debu dan bercampur dengan tanah, sehingga tidak lagi dapat dibedakan antara debu jasad kami dan debu tanah, apakah kami akan diciptakan dan menjadi baru kembali?" Sesungguhnya mereka tidak mengingkari kebangkitan saja, tetapi mereka juga mendustakan seluruh apa yang terjadi di akhirat.
11. Katakanlah, "Malaikat maut yang diberi tugas untuk mengambil nyawa kalian pada saat datangnya ajal kalian itu yang akan mematikan kalian. Kemudian hanya kepada Allah semata kalian kembali."
12. Seandainya kamu mendapatkan kesempatan melihat orang-orang
jahat pada saat perhitungan, pasti kamu akan tercengang melihatnya karena
orang-orang jahat yang sombong itu menundukkan kepala mereka dengan hina di hadapan
Tuhannya. Mereka berkata dalam kehinaan, "Ya Tuhan kami, Kami telah
melihat dan mendengar semua yang dulu kami pura-pura tidak melihat dan
mendengarnya. Maka kembalikanlah kami ke dunia agar kami dapat mengerjakan amal
saleh, bukan seperti yang kami kerjakan dahulu. Kami sekarang yakin dengan
kebenaran yang dibawa oleh rasul-rasul-Mu."
13. Dan apabila Kami menghendaki, maka Kami akan memberi petunjuk kepada setiap jiwa. Tetapi keputusan sudah Aku tetapkan bahwa Kami akan mengisi neraka jahanam dengan penghuni dari golongan jin dan manusia semuanya, karena Kami tahu bahwa kebanyakan mereka akan lebih memilih kesesatan daripada petunjuk.
14. Maka rasakanlah azab yang disebabkan oleh kelalaian akan pertemuan hari ini. Kami akan meninggalkan kalian di dalam azab seperti orang-orang yang terlupakan. Dan rasakanlah siksa yang abadi dan tidak ada putus-putusnya, karena kekufuran dan kemaksiatan kalian.
15. Sesungguhnya yang mempercayai ayat-ayat Kami adalah orang-orang yang, apabila diperingatkan dengan ayat-ayat Kami, langsung menyungkur sujud kepada Allah dan menyucikan-Nya dari segala kekurangan, serta selalu memuji-Nya dengan segala kesempurnaan-Nya. Dan mereka tidak sombong untuk tunduk kepada ayat-ayat ini.
16. Lambung mereka selalu jauh dari tempat tidur untuk berdoa kepada Allah, dengan rasa takut dari murka-Nya dan mengharapkan kasih sayang-Nya. Mereka pun selalu menafkahkan harta yang Kami karuniakan di jalan kebaikan.
17. Seseorang tidak akan dapat mengetahui banyaknya nikmat besar yang Allah sediakan dan simpan untuk mereka, yang dapat menyedapkan pandangan mereka, sebagai balasan atas ketaatan dan perbuatan yang mereka lakukan.
18. Apakah balasan manusia itu sama, sedangkan perbuatan mereka berbeda-beda, sehingga orang yang beriman seperti orang yang kafir dan durhaka kepada-Nya? Mereka tidak akan sama!
19. Orang-orang yang beriman dan beramal saleh akan memperoleh surga-surga yang di dalamnya terdapat tempat tinggal mereka, sebagai penghormatan bagi mereka atas apa yang mereka lakukan.
20. Sedangkan orang-orang yang tidak taat kepada Allah dengan bersikap kufur kepada-Nya, maka tempat yang disediakan bagi mereka adalah neraka. Setiap kali mereka berusaha untuk keluar, mereka selalu dikembalikan. Kepada mereka dikatakan, "Rasakan azab neraka yang selalu kalian dustakan di dunia ini!"
13. Dan apabila Kami menghendaki, maka Kami akan memberi petunjuk kepada setiap jiwa. Tetapi keputusan sudah Aku tetapkan bahwa Kami akan mengisi neraka jahanam dengan penghuni dari golongan jin dan manusia semuanya, karena Kami tahu bahwa kebanyakan mereka akan lebih memilih kesesatan daripada petunjuk.
14. Maka rasakanlah azab yang disebabkan oleh kelalaian akan pertemuan hari ini. Kami akan meninggalkan kalian di dalam azab seperti orang-orang yang terlupakan. Dan rasakanlah siksa yang abadi dan tidak ada putus-putusnya, karena kekufuran dan kemaksiatan kalian.
15. Sesungguhnya yang mempercayai ayat-ayat Kami adalah orang-orang yang, apabila diperingatkan dengan ayat-ayat Kami, langsung menyungkur sujud kepada Allah dan menyucikan-Nya dari segala kekurangan, serta selalu memuji-Nya dengan segala kesempurnaan-Nya. Dan mereka tidak sombong untuk tunduk kepada ayat-ayat ini.
16. Lambung mereka selalu jauh dari tempat tidur untuk berdoa kepada Allah, dengan rasa takut dari murka-Nya dan mengharapkan kasih sayang-Nya. Mereka pun selalu menafkahkan harta yang Kami karuniakan di jalan kebaikan.
17. Seseorang tidak akan dapat mengetahui banyaknya nikmat besar yang Allah sediakan dan simpan untuk mereka, yang dapat menyedapkan pandangan mereka, sebagai balasan atas ketaatan dan perbuatan yang mereka lakukan.
18. Apakah balasan manusia itu sama, sedangkan perbuatan mereka berbeda-beda, sehingga orang yang beriman seperti orang yang kafir dan durhaka kepada-Nya? Mereka tidak akan sama!
19. Orang-orang yang beriman dan beramal saleh akan memperoleh surga-surga yang di dalamnya terdapat tempat tinggal mereka, sebagai penghormatan bagi mereka atas apa yang mereka lakukan.
20. Sedangkan orang-orang yang tidak taat kepada Allah dengan bersikap kufur kepada-Nya, maka tempat yang disediakan bagi mereka adalah neraka. Setiap kali mereka berusaha untuk keluar, mereka selalu dikembalikan. Kepada mereka dikatakan, "Rasakan azab neraka yang selalu kalian dustakan di dunia ini!"
21. Dan Kami bersumpah, "Sungguh Kami akan menimpakan azab
kehinaan bagi mereka di dunia sebelum mereka sampai kepada azab yang lebih
besar, yaitu kekekalan di dalam neraka. Mudah-mudahan orang-orang yang diazab
dengan azab yang lebih ringan itu bertobat dari kekufuran."
22. Tidak ada yang lebih berbuat sewenang- wenang terhadap diri sendiri dan terhadap kebenaran daripada manusia yang diingatkan tentang ayat dan bukti-bukti kebenaran Allah yang terang kemudian enggan mempercayai kebenarannya. Sungguh Kami akan menuntut balas pada orang-orang yang berbuat kejahatan.
23. Kami benar-benar telah mewahyukan Taurât kepada Mûsâ, "Jangan engkau meragukan bahwa Mûsâ telah menerima kitab suci itu. Kami telah menjadikan kitab itu sebagai petunjuk bagi Banû Isrâ'îl.
24. Kami telah mengangkat pemuka-pemuka agama dari kalangan Banû Isrâ'îl yang bertugas menyampaikan petunjuk Kami kepada manusia. Mereka melaksanakan tugas itu sebagai perwujudan dari perintah Kami pada mereka untuk tabah mengamalkan ajaran-ajaran Taurât. Mereka pun meyakini kebenaran ayat-ayat Kami dengan sepenuh hati.
25. Sesungguhnya hanya Tuhanmu yang akan memberikan keputusan nanti di hari kiamat persoalan-persoalan yang diperselisihkan antara para nabi dan kaumnya.
26. Apakah Allah akan membiarkan begitu saja orang-orang yang mendustakan para rasul tanpa memberikan penjelasan kepada mereka bahwa Dia telah membinasakan umat-umat terdahulu, padahal para pendusta Muhammad itu telah pernah melewati negeri tempat tinggal mereka? Sungguh, pada peninggalan mereka itu terdapat pelajaran yang menunjukkan kebenaran. Tetapi, apakah mereka tuli sehingga tidak bisa menyimak pelajaran itu?
27. Apakah penglihatan mereka benar-benar buta dan tidak bisa melihat bahwa Kami mengalirkan air hujan –melalui sungai– menuju tanah yang tak berpepohonan? Lalu, dengan air itu, Kami menumbuhkan tanaman yang menjadi makanan hewan ternak, sementara mereka sendiri memakan buah dan bijinya? Sekali lagi, apakah mereka buta sehingga tidak dapat menyaksikan bukti-bukti kekuasaan Allah menghidupkan orang mati?
28. Orang-orang musyrik berkata kepadamu dan kepada orang-orang yang beriman, "Kapan Allah akan membukakan pintu kemenangan bagi kalian? Katakan kepada kami bila janji itu akan terpenuhi, jika kalian orang yang jujur."
29. Katakan kepada mereka, wahai Muhammad, "Jika waktu pengadilan dan keputusan itu telah tiba, keimanan orang-orang kafir tidak akan ada gunanya lagi. Mereka tidak akan mendapatkan tangguhan waktu untuk menerima siksa, walau sekejap saja."
30. Jika ejekan itu telah menjadi watak, palingkan dirimu dari mereka. Nantikan kebenaran janji Tuhan padamu, sementara mereka menunggu-nunggu kesempatan untuk dapat mengalahkanmu.
22. Tidak ada yang lebih berbuat sewenang- wenang terhadap diri sendiri dan terhadap kebenaran daripada manusia yang diingatkan tentang ayat dan bukti-bukti kebenaran Allah yang terang kemudian enggan mempercayai kebenarannya. Sungguh Kami akan menuntut balas pada orang-orang yang berbuat kejahatan.
23. Kami benar-benar telah mewahyukan Taurât kepada Mûsâ, "Jangan engkau meragukan bahwa Mûsâ telah menerima kitab suci itu. Kami telah menjadikan kitab itu sebagai petunjuk bagi Banû Isrâ'îl.
24. Kami telah mengangkat pemuka-pemuka agama dari kalangan Banû Isrâ'îl yang bertugas menyampaikan petunjuk Kami kepada manusia. Mereka melaksanakan tugas itu sebagai perwujudan dari perintah Kami pada mereka untuk tabah mengamalkan ajaran-ajaran Taurât. Mereka pun meyakini kebenaran ayat-ayat Kami dengan sepenuh hati.
25. Sesungguhnya hanya Tuhanmu yang akan memberikan keputusan nanti di hari kiamat persoalan-persoalan yang diperselisihkan antara para nabi dan kaumnya.
26. Apakah Allah akan membiarkan begitu saja orang-orang yang mendustakan para rasul tanpa memberikan penjelasan kepada mereka bahwa Dia telah membinasakan umat-umat terdahulu, padahal para pendusta Muhammad itu telah pernah melewati negeri tempat tinggal mereka? Sungguh, pada peninggalan mereka itu terdapat pelajaran yang menunjukkan kebenaran. Tetapi, apakah mereka tuli sehingga tidak bisa menyimak pelajaran itu?
27. Apakah penglihatan mereka benar-benar buta dan tidak bisa melihat bahwa Kami mengalirkan air hujan –melalui sungai– menuju tanah yang tak berpepohonan? Lalu, dengan air itu, Kami menumbuhkan tanaman yang menjadi makanan hewan ternak, sementara mereka sendiri memakan buah dan bijinya? Sekali lagi, apakah mereka buta sehingga tidak dapat menyaksikan bukti-bukti kekuasaan Allah menghidupkan orang mati?
28. Orang-orang musyrik berkata kepadamu dan kepada orang-orang yang beriman, "Kapan Allah akan membukakan pintu kemenangan bagi kalian? Katakan kepada kami bila janji itu akan terpenuhi, jika kalian orang yang jujur."
29. Katakan kepada mereka, wahai Muhammad, "Jika waktu pengadilan dan keputusan itu telah tiba, keimanan orang-orang kafir tidak akan ada gunanya lagi. Mereka tidak akan mendapatkan tangguhan waktu untuk menerima siksa, walau sekejap saja."
30. Jika ejekan itu telah menjadi watak, palingkan dirimu dari mereka. Nantikan kebenaran janji Tuhan padamu, sementara mereka menunggu-nunggu kesempatan untuk dapat mengalahkanmu.
JALALAIN :
{الم} اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِهِ
{تَنْزِيل الْكِتَاب} الْقُرْآن مُبْتَدَأ {لَا رَيْب} شَكّ
{فِيهِ} خَبَر أَوَّل {مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ} خَبَر ثان
{أَمْ} بَلْ {يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} مُحَمَّد لَا {بَلْ هُوَ
الْحَقّ مِنْ رَبّك لِتُنْذِر} بِهِ {قَوْمًا مَا} نَافِيَة {أَتَاهُمْ مِنْ
نَذِير مِنْ قَبْلك لعلهم يهتدون} بإنذارك
{الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا فِي
سِتَّة أَيَّام} أَوَّلهَا الْأَحَد وَآخِرهَا الْجُمُعَة {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْش} هُوَ فِي اللُّغَة سَرِير الْمُلْك اسْتِوَاء يَلِيق بِهِ {مَا لَكُمْ}
يَا كُفَّار مَكَّة {مِنْ دُونه} أَيْ غَيْره {مِنْ وَلِيّ} اسْم مَا بِزِيَادَةِ
مِنْ أَيْ نَاصِر {وَلَا شَفِيع} يَدْفَع عَذَابه عَنْكُمْ {أَفَلَا
تَتَذَكَّرُونَ} هَذَا فَتُؤْمِنُونَ
{يُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء إلَى الْأَرْض} مُدَّة
الدُّنْيَا {ثُمَّ يَعْرُج} يَرْجِع الْأَمْر وَالتَّدْبِير {إلَيْهِ فِي يَوْم
كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ} فِي الدُّنْيَا وَفِي سُورَة
سَأَلَ خَمْسِينَ أَلْف سَنَة وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة لِشِدَّةِ أَهْوَاله
بالنسبة إلى الكفار وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَيَكُون أَخَفّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاة
مَكْتُوبَة يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا كَمَا جَاءَ فِي الحديث
{ذَلِكَ} الْخَالِق الْمُدَبِّر {عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة}
أَيْ مَا غَابَ عَنْ الْخَلْق وَمَا حَضَرَ {الْعَزِيز} الْمَنِيع فِي مُلْكه
{الرَّحِيم} بِأَهْلِ طَاعَته
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلّ شَيْء خَلَقَهُ} بِفَتْحِ اللَّام فِعْلًا
مَاضِيًا صِفَة وَبِسُكُونِهَا بَدَل اشْتِمَال {وَبَدَأَ خلق الإنسان} آدم {من
طين}
(1/545)
{ثُمَّ جَعَلَ نَسْله} ذُرِّيَّته {مِنْ سُلَالَة} عَلَقَة {مِنْ
مَاء مَهِين} ضَعِيف هُوَ النُّطْفَة
{ثُمَّ سَوَّاهُ} أَيْ خَلْق آدَم {وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحه}
أَيْ جَعَلَهُ حَيًّا حَسَّاسًا بَعْد أَنْ كَانَ جَمَادًا {وَجَعَلَ لَكُمْ} أَيْ
لِذُرِّيَّتِهِ {السَّمْع} بِمَعْنَى الْأَسْمَاع {وَالْأَبْصَار وَالْأَفْئِدَة}
الْقُلُوب {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} مَا زَائِدَة مُؤَكِّدَة لِلْقِلَّةِ
{وقالوا} أي منكرو البعث {أئذا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْض} غِبْنَا
فِيهَا بِأَنْ صِرْنَا ترابا مختلطا بترابها {أننا لَفِي خَلْق جَدِيد}
اسْتِفْهَام إنْكَار بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَتَسْهِيل الثَّانِيَة
وَإِدْخَال أَلِف بَيْنهمَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ في الموضعين قال تعالى {بل هم
بلقاء ربهم} بالبعث {كافرون}
{قُلْ} لَهُمْ {يَتَوَفَّاكُمْ
مَلَك الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} أَيْ يَقْبِض أَرْوَاحكُمْ {ثُمَّ إلَى
رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ} أَحْيَاء فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ
{ولو ترى إذ المجرمون} الكافرون {ناكسوا رؤوسهم عِنْد رَبّهمْ}
مُطَأْطِئُوهَا حَيَاء يَقُولُونَ {رَبّنَا أَبْصَرْنَا} مَا أَنْكَرْنَا مِنْ
الْبَعْث {وَسَمِعْنَا} مِنْك تَصْدِيق الرُّسُل فِيمَا كَذَّبْنَاهُمْ فِيهِ
{فَارْجِعْنَا} إلَى الدُّنْيَا {نَعْمَل صَالِحًا} فِيهَا {إنَّا مُوقِنُونَ}
الْآن فَمَا يَنْفَعهُمْ ذَلِكَ وَلَا يَرْجِعُونَ وَجَوَاب لَوْ لَرَأَيْت أمرا
فظيعا قال تعالى
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلّ نَفْس هُدَاهَا} فَتَهْتَدِي
بِالْإِيمَانِ وَالطَّاعَة بِاخْتِيَارٍ مِنْهَا {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْل مِنِّي}
وَهُوَ {لَأَمْلَأَنّ جَهَنَّم مِنْ الْجِنَّة} الْجِنّ {والناس أجمعين} وتقول لهم
الخزنة إذا دخلوها
{فَذُوقُوا} الْعَذَاب {بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمكُمْ هَذَا}
أَيْ بِتَرْكِكُمْ الْإِيمَان بِهِ {إنَّا نَسِينَاكُمْ} تَرَكْنَاكُمْ فِي
الْعَذَاب {وَذُوقُوا عَذَاب الْخُلْد} الدَّائِم {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
مِنْ الْكُفْر وَالتَّكْذِيب
{إنَّمَا يُؤْمِن بِآيَاتِنَا} الْقُرْآن {الَّذِينَ إذَا
ذُكِّرُوا} وُعِظُوا {بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا} مُتَلَبِّسِينَ
{بِحَمْدِ رَبّهمْ} أَيْ قَالُوا سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ {وَهُمْ لَا
يَسْتَكْبِرُونَ} عَنْ الْإِيمَان وَالطَّاعَة
{تَتَجَافَى جُنُوبهمْ} تَرْتَفِع {عَنْ الْمَضَاجِع} مَوَاضِع
الِاضْطِجَاع بِفُرُشِهَا لِصَلَاتِهِمْ بِاللَّيْلِ تَهَجُّدًا {يَدْعُونَ
رَبّهمْ خَوْفًا} مِنْ عِقَابه {وَطَمَعًا} فِي رَحْمَته {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
ينفقون} يتصدقون
{فلا تعلم نفس ما أخفي} خبىء {لَهُمْ مِنْ قُرَّة أَعْيُن} مَا
تُقِرّ بِهِ أعينهم وفي قراءة بسكون الياء مضارع {جزاء بما كانوا يعملون}
{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ}
أَيْ الْمُؤْمِنُونَ وَالْفَاسِقُونَ
{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات فَلَهُمْ
جَنَّات المأوى نزلا} هو ما يعد للضيف {بما كانوا يعملون}
{وأما الذين فسقوا} بالكفر والتكذيب
{فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار
الذي كنتم به تكذبون}
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَاب الْأَدْنَى} عَذَاب الدُّنْيَا
بِالْقَتْلِ وَالْأَسْر وَالْجَدْب سِنِينَ وَالْأَمْرَاض {دُون} قَبْل {الْعَذَاب
الْأَكْبَر} عَذَاب الْآخِرَة {لَعَلَّهُمْ} أَيْ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ
{يَرْجِعُونَ} إلَى الْإِيمَان
{وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبّه} الْقُرْآن {ثُمَّ
أَعْرَضَ عَنْهَا} أَيْ لَا أَحَد أَظْلَم منه {إنا من المجرمين} المشركين
{منتقمون}
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب} التَّوْرَاة {فَلَا تَكُنْ
فِي مِرْيَة} شَكّ {مِنْ لِقَائِهِ} وَقَدْ الْتَقَيَا لَيْلَة الْإِسْرَاء
{وَجَعَلْنَاهُ} أَيْ مُوسَى أَوْ الْكِتَاب {هدى} هاديا {لبني إسرائيل
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّة} بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَإِبْدَال
الثَّانِيَة يَاء قَادَة {يَهْدُونَ} النَّاس {بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} عَلَى
دِينهمْ وَعَلَى الْبَلَاء مِنْ عَدُوّهُمْ وَفِي قِرَاءَة بِكَسْرِ اللَّام
وَتَخْفِيف الْمِيم {وَكَانُوا بِآيَاتِنَا} الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا
{يوقنون}
{إنَّ رَبّك هُوَ يَفْصِل بَيْنهمْ يَوْم الْقِيَامَة فِيمَا
كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} مِنْ أَمْر الدِّين
{أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلهمْ} أَيْ
يَتَبَيَّن لِكُفَّارِ مَكَّة إهْلَاكنَا كَثِيرًا {مِنْ الْقُرُون} الْأُمَم
بِكُفْرِهِمْ {يَمْشُونَ} حَال مِنْ ضَمِير لَهُمْ {فِي مَسَاكِنهمْ} فِي
أَسْفَارهمْ إلَى الشَّام وَغَيْرهَا فَيَعْتَبِرُوا {إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات}
دَلَالَات عَلَى قُدْرَتنَا {أَفَلَا يَسْمَعُونَ} سَمَاع تَدَبُّر واتعاظ
{أو لم يَرَوْا أَنَّا نَسُوق الْمَاء إلَى الْأَرْض الْجُرُز}
الْيَابِسَة الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا {فَنُخْرِج بِهِ زَرْعًا تَأْكُل مِنْهُ
أَنْعَامهمْ وَأَنْفُسهمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} هَذَا فَيَعْلَمُونَ أَنَّا
نَقْدِر عَلَى إعَادَتهمْ
{وَيَقُولُونَ} لِلْمُؤْمِنِينَ {مَتَى هَذَا الْفَتْح} بَيْننَا
وَبَيْنكُمْ {إن كنتم صادقين}
{قُلْ يَوْم الْفَتْح} بِإِنْزَالِ الْعَذَاب بِهِمْ {لَا يَنْفَع
الَّذِينَ كَفَرُوا إيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} يُمْهَلُونَ لِتَوْبَةٍ
أَوْ مَعْذِرَةٍ
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ}
إنْزَال الْعَذَاب بِهِمْ {إنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} بِك حَادِث مَوْت أَوْ قَتْل
فَيَسْتَرِيحُونَ مِنْك وَهَذَا قَبْل الْأَمْر بِقِتَالِهِمْ
001. (Alif lam mim) hanya
Allah sajalah yang mengetahui arti dan maksud ayat ini.
002. (Turunnya Alkitab)
yakni Alquran; Alkitab sebagai mubtada (yang tidak ada keraguan) tidak ada hal
yang diragukan (padanya) fiihi sebagai khabar pertama (adalah dari Rabb semesta
alam) rabbil'aalamiin sebagai khabar kedua.
003. (Tetapi mengapa)
(mereka mengatakan, "Dia mengada-adakannya") yakni Muhammad? Tidak
(sebenarnya Alquran itu adalah kebenaran yang datang dari Rabbmu, agar kamu
memberi peringatan) dengan Alquran itu (kepada kaum yang belum) huruf maa
bermakna nafi atau negatif (datang kepada mereka orang yang memberi peringatan
sebelum kamu; mudah-mudahan mereka mendapat petunjuk) dengan peringatanmu itu.
004. (Allahlah yang
menciptakan langit dan bumi dan apa yang ada di antara keduanya dalam enam
hari) dimulai dari hari Ahad dan selesai pada hari Jumat (kemudian Dia berkuasa
di atas Arasy) kata Arasy menurut terminologi bahasa artinya singgasana seorang
raja, maksudnya kekuasaan yang layak bagi kebesaran dan keagungan-Nya. (Tidak
ada bagi kalian) hai orang-orang kafir Mekah (selain daripada-Nya) yakni
selain-Nya (seorang penolong pun) lafal min waliyyin adalah isim daripada maa
zaidah hanya ditambahi dengan huruf min pada permulaannya. Makna yang dimaksud
ialah tiada seorang penolong pun (dan tidak pula seorang pemberi manfaat) yang
dapat menolak azab Allah dari diri kalian. (Maka apakah kalian tidak
memperhatikan) hal ini, yang oleh karenanya kalian mau beriman?
005. (Dia mengatur urusan
dari langit ke bumi) selama dunia masih ada (kemudian naiklah) urusan dan
pengaturan itu (kepada-Nya dalam suatu hari yang lamanya adalah seribu tahun
menurut perhitungan kalian) di dunia. Dan di dalam surah Al-Ma'arij ayat 4
disebutkan bahwa kadar masa itu adalah lima puluh ribu tahun. Makna yang
dimaksud ialah bahwa saat hari kiamat bagi orang-orang kafir terasa begitu lama
sekali karena sangat ngerinya. Berbeda halnya dengan orang yang beriman, ia
merasa seolah-olah hanya sebentar saja bahkan waktunya terasa lebih pendek
daripada satu salat fardu yang dilakukannya di dunia. Demikianlah menurut
keterangan yang dijelaskan di dalam hadis.
006. (Yang demikian itu)
yakni Yang Maha Pencipta dan Yang Maha Mengatur itu (ialah Tuhan Yang
Mengetahui yang gaib dan yang nyata) yaitu apa yang gaib di mata makhluk-Nya
dan apa yang nyata bagi makhluk-Nya (Yang Maha Perkasa) Maha Kuat di dalam
kerajaan-Nya (lagi Maha Penyayang) kepada orang-orang yang taat kepada-Nya.
007. (Yang membuat segala
sesuatu yang Dia ciptakan sebaik-baiknya) kalau dibaca khalaqahu berarti fi'il
madhi yang berkedudukan sebagai sifat. Apabila dibaca khalqahu berarti sebagai
badal isytimal (dan yang memulai penciptaan manusia) yakni Nabi Adam (dari
tanah).
008. (Kemudian Dia
menjadikan keturunannya) anak cucunya (dari sulalah) dari darah kental (yang
berasal dari air yang lemah) yaitu air mani.
009. (Kemudian Dia
menyempurnakannya) menyempurnakan penciptaan Adam (dan meniupkan ke dalam
tubuhnya sebagian dari roh-Nya) yakni Dia menjadikannya hidup dapat merasa atau
mempunyai perasaan, yang sebelumnya ia adalah benda mati (dan Dia menjadikan
bagi kalian) yaitu anak cucunya (pendengaran) lafal as-sam'a bermakna jamak
sekalipun bentuknya mufrad (dan penglihatan serta hati) (tetapi kalian sedikit
sekali bersyukur) huruf maa adalah huruf zaidah yang berfungsi mengukuhkan
makna lafal qaliilan, yakni sedikit sekali.
010. (Dan mereka berkata)
orang-orang yang ingkar akan adanya hari berbangkit: ("Apakah bila kami
telah lenyap di dalam tanah) yakni kami telah hancur di dalamnya, misalnya kami
telah menjadi debu yang bercampur dengan tanah asli (kami benar-benar akan
berada dalam ciptaan yang baru?") kata tanya di sini mengandung makna
ingkar; lafal ayat ini boleh dibaca tahqiq dan boleh pula dibaca tashil. Maka
Allah swt. berfirman: (Bahkan mereka terhadap hari pertemuan dengan Rabbnya)
yaitu hari berbangkit (adalah orang-orang yang ingkar.)
011. (Katakanlah) kepada
mereka: ("Malaikat maut yang diserahi tugas untuk mencabut nyawa kalian
akan mematikan kalian) yakni akan mencabut nyawa kalian (kemudian hanya kepada
Rabb kalianlah, kamu sekalian akan dikembalikan") dalam keadaan hidup,
maka kelak Dia akan membalas amal perbuatan kalian.
012. (Dan jika sekiranya
kamu melihat orang-orang yang berdosa itu) yakni orang-orang kafir (menundukkan
kepalanya di hadapan Rabbnya) karena merasa malu kepada-Nya, seraya mengatakan:
("Ya Rabb kami! Kami telah melihat) apa yang telah kami ingkari
sebelumnya, yaitu hari berbangkit (dan mendengar) dari-Mu kebenaran rasul-rasul
yang telah kami dustakan mereka dahulu (maka kembalikanlah kami) ke dunia (kami
akan mengerjakan amal saleh) di dunia (sesungguhnya kami adalah orang-orang
yang yakin") mulai sekarang, akan tetapi hal itu sama sekali tidak
bermanfaat bagi mereka, dan mereka tidak akan dikembalikan lagi ke dunia.
Sebagai jawab dari lafal lau ialah niscaya kamu melihat hal yang sangat
mengerikan. Kemudian Allah berfirman pada ayat selanjutnya:
013. (Dan kalau Kami
menghendaki niscaya Kami akan berikan kepada tiap-tiap jiwa petunjuk baginya)
sehingga ia memperoleh petunjuk untuk beriman dan mengerjakan ketaatan atas
kemauan sendiri (akan tetapi telah tetaplah perkataan daripada-Ku) yaitu,
("Sesungguhnya akan Aku penuhi neraka Jahanam itu dengan jin) maksudnya
bangsa jin (dan manusia semuanya) malaikat penjaga neraka mengatakan kepada
mereka jika mereka dimasukkan ke dalamnya.
014. (Maka rasakanlah oleh
kalian) azab ini (disebabkan kalian melupakan pertemuan dengan hari kalian ini)
karena kalian tidak mau beriman kepadanya (sesungguhnya Kami telah melupakan
kalian pula) maksudnya Kami tinggalkan kalian di dalam azab (dan rasakanlah
siksa yang kekal) azab yang abadi (disebabkan apa yang selalu kalian
kerjakan") akibat dari kekafiran dan kedustaan yang telah kalian kerjakan.
015. (Sesungguhnya
orang-orang yang beriman kepada ayat-ayat Kami) yakni Alquran (adalah
orang-orang yang apabila diperingatkan) dinasihati (dengan ayat-ayat Kami
mereka menyungkur sujud dan bertasbih) seraya (memuji Rabbnya) dengan
mengucapkan kalimat, "Subhaanallaah wa bihamdihi" (sedangkan mereka
tidak menyombongkan diri) lantaran beriman dan berlaku taat itu.
016. (Lambung mereka jauh)
diri mereka jauh (dari tempat tidurnya) dari tempat pembaringannya disebabkan
mereka selalu melakukan salat tahajud di malam hari (sedangkan mereka berdoa
kepada Rabbnya dengan rasa takut) akan azab-Nya (dan penuh harap) akan
rahmat-Nya (dan mereka menafkahkan sebagian dari rezeki yang Kami berikan
kepada mereka) yaitu menyedekahkannya.
017. (Seorang pun tidak
mengetahui apa yang disembunyikan) apa yang tersembunyi (bagi mereka yaitu
berupa bermacam-macam nikmat yang menyedapkan pandangan mata) yakni
nikmat-nikmat surga yang menyenangkan hati mereka. Menurut suatu qiraat lafal
ukhfiya dibaca ukhfii, artinya apa yang Aku sembunyikan (sebagai balasan
terhadap apa yang telah mereka kerjakan).
018. (Maka apakah
orang-orang yang beriman sama seperti orang yang fasik? Mereka tidak sama)
maksudnya orang-orang mukmin dan orang-orang fasik atau kafir itu tidak sama.
019. (Adapun orang-orang
yang beriman dan mengerjakan amal-amal saleh, maka bagi mereka surga tempat
kediaman) arti kata nuzulan asalnya adalah tempat yang disediakan untuk para
tamu (sebagai pahala terhadap apa yang telah mereka kerjakan.)
020. (Adapun orang-orang
yang fasik) disebabkan kekafiran mereka dan kedustaan yang mereka lakukan (maka
tempat mereka adalah neraka. Setiap kali mereka hendak keluar daripadanya,
mereka dikembalikan lagi ke dalamnya dan dikatakan kepada mereka,
"Rasakanlah siksa neraka yang dahulu kalian mendustakannya.")
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب
الأدنى عذاب الدنيا
بالقتل والأسر والجدب سنين والأمراض دُونَ قبل العذاب الاكبر عذاب الآخرة لَعَلَّهُمْ
أي من بقي منهم يَرْجِعُونَ إلى الإيمان.
021. (Dan sesungguhnya
Kami merasakan kepada mereka sebagian azab yang dekat) yakni azab di dunia,
seperti dibunuh, ditawan, ditimpa kekeringan dan paceklik serta dilanda wabah
penyakit (selain) yakni sebelum (azab yang lebih besar) yaitu azab di akhirat
(mudah-mudahan mereka) yaitu sebagian dari mereka yang masih ada (kembali) ke
jalan yang benar, yaitu beriman.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بئايات
رَبِّهِ القرآن ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ أي لا أحد أظلم منه إِنَّا مِنَ المجرمين أي المشركين مُنتَقِمُونَ.
022. (Dan siapakah yang
lebih lalim daripada orang yang telah diperingatkan dengan ayat-ayat Rabbnya)
yakni Alquran (kemudian ia berpaling daripadanya?) Yaitu tidak ada seorang pun
yang lebih aniaya daripadanya. (Sesungguhnya Kami terhadap orang-orang yang
berdosa) orang-orang musyrik (akan mengadakan pembalasan.)
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ
التوراة فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ شك مِّن
لِّقَآئِهِ وقد التقيا ليلة الإِسراء وجعلناه
أي موسى أو الكتاب هُدًى هادياً لِّبَنِى إسراءيل.
023. (Dan sesungguhnya
telah Kami berikan kepada Musa Alkitab) yaitu kitab Taurat (maka janganlah kamu
ragu-ragu) meragukan (untuk bertemu dengan Musa) dan keduanya telah berjumpa
pada malam Rasulullah saw. diisrakan (dan Kami jadikan ia) Musa atau kitab
Taurat (sebagai petunjuk) yaitu pemberi petunjuk (buat Bani Israel.)
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً بتحقيق الهمزتين
وإبدال الثانية ياء : قادة يَهْدُونَ الناس بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ على دينهم، وعلى البلاء من
عدوّهم وفي قراءة بكسر اللام وتخفيف الميم وَكَانُواْ
بئاياتنا الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا يُوقِنُونَ.
024. (Dan Kami jadikan di
antara mereka itu pemimpin-pemimpin) lafal ayat ini boleh dibaca tahqiq dan
tashil (yang memberi petunjuk) kepada manusia (dengan perintah Kami ketika
mereka sabar) di dalam memegang agama mereka dan sewaktu mereka menghadapi
berbagai cobaan dari musuh-musuh mereka. Menurut qiraat yang lain dibaca limaa
shabaruu. (Dan adalah mereka terhadap ayat-ayat Kami) yang menunjukkan
kekuasaan dan keesaan Kami (orang-orang yang meyakini.)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ
بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من أمر الدين
025. (Sesungguhnya Rabbmu
Dialah yang memberikan keputusan di antara mereka pada hari kiamat tentang apa
yang selalu mereka perselisihkan padanya) yakni perkara agama.
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ
أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ أي يتبين لكفار مكة إهلاكنا كثيراً مّنَ القرون الأمم بكفرهم يَمْشُونَ
حال من ضمير «لهم» فِى مساكنهم في أسفارهم
إلى الشام وغيرها فيعتبروا إِنَّ فِى ذَلِكَ لاَيَاتٍ دلالات
على قدرتنا أَفَلاَ يَسْمَعُونَ سماع تدبر
واتعاظ؟.
026. (Dan apakah tidak
menjadi petunjuk bagi mereka, berapa banyak umat-umat sebelum mereka yang telah
Kami binasakan) maksudnya apakah tidak jelas bagi orang-orang kafir Mekah,
bahwasanya Kami telah banyak membinasakan umat-umat sebelum mereka disebabkan
kekafirannya (sedangkan mereka sendiri berjalan) lafal ayat ini berkedudukan
sebagai hal atau kata keterangan keadaan bagi dhamir lahum (di tempat-tempat
kediaman mereka itu) sewaktu mereka mengadakan perjalanan ke negeri Syam dan
negeri-negeri lainnya, yakni apakah mereka tidak mengambil pelajaran
daripadanya. (Sesungguhnya yang demikian itu terdapat tanda-tanda) yang
menunjukkan akan kekuasaan Kami. (Maka apakah mereka tidak mendengarkan) dengan
pendengaran yang penuh perhatian dan mau menerima apa yang didengarnya?
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ
المآء إِلَى الأرض الجرز، اليابسة التي لا نبات فيها فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أنعامهم وَأَنفُسُهُمْ
أَفَلاَ يُبْصِرُونَ هذا فيعلمون أنا نقدر على إعادتهم؟
027. (Dan apakah mereka
tidak memperhatikan, bahwasanya Kami menghalau awan yang mengandung air ke bumi
yang tandus) yakni bumi yang tidak ada tumbuh-tumbuhan padanya (lalu Kami tumbuhkan
dengan air hujan itu tanam-tanaman yang daripadanya dapat makan
binatang-binatang ternak mereka dan mereka sendiri. Maka apakah mereka tidak
memperhatikan?) hal tersebut sehingga menuntun mereka untuk mengetahui, bahwa
Kami mampu untuk mengembalikan mereka hidup kembali sesudah mereka mati nanti.
وَيَقُولُونَ للمؤمنين متى هذا الفتح
بيننا وبينكم إِن كُنتُمْ صادقين
028. (Dan mereka bertanya)
kepada orang-orang yang beriman ("Bilakah kemenangan itu) datang bagi
kalian atas kami (jika kalian memang orang-orang yang benar?")
قُلْ يَوْمَ الفتح بإنزال العذاب
بهم لاَ يَنفَعُ الذين كَفَرُواْ إيمانهم وَلاَ هُمْ
يُنظَرُونَ يمهلون لتوبة أو معذرة.
029. (Katakanlah,
"Pada hari kemenangan itu) yaitu pada hari turunnya azab atas mereka
(tidak berguna bagi orang-orang kafir iman mereka dan tidak pula mereka diberi
tangguh") ditangguhkan supaya mereka dapat bertobat atau meminta maaf.
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وانتظر إنزال العذاب
بهم إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ بك حادث موت أو قتل
فيستريحون منك ، وهذا قبل الأمر بقتالهم.
030. (Maka berpalinglah
kamu dari mereka dan tunggulah) saat turunnya azab atas mereka (sesungguhnya
mereka juga menunggu)mu, kapan kamu mati atau terbunuh, sehingga mereka bebas
darimu. Ayat ini diturunkan sebelum ada perintah Allah swt. untuk memerangi mereka.