JALALAIN :
(Dan kamu tidak pernah
membaca sebelumnya) iaitu sebelum diturunkannya Al-Quran kepadamu (sesuatu
kitab pun dan kamu tidak pernah menulis suatu kitab dengan tangan kananmu;
andaikata kamu pernah membaca dan menulis) maksudnya, seandainya kamu orang
yang pandai membaca dan menulis (benar-benar ragulah) pasti akan merasa ragu
(orang-orang yang mengingkarimu) yakni orang-orang Yahudi terhadap dirimu, lalu
mereka pasti akan mengatakan bahawa nabi yang disebutkan
dalam kitab Taurat adalah nabi yang ummi, tidak dapat membaca dan tidak pula
dapat menulis.
(Sebenarnya Al-Quran itu) Al-Quran yang kamu datang dengan membawanya (adalah ayat-ayat yang nyata di
dalam dada orang-orang yang diberi ilmu) orang-orang mukmin yang menghafaznya. (Dan tidak ada yang mengingkari ayat-ayat Kami
kecuali orang-orang zalim) yakni orang-orang Yahudi; mereka mengingkarinya, padahal Al-Quran telah jelas bagi mereka.
{وَمَا كُنْت تَتْلُو مِنْ قَبْله} أَيْ الْقُرْآن {مِنْ كِتَاب
وَلَا تَخُطّهُ بِيَمِينِك إذًا} أَيْ لَوْ كُنْت قَارِئًا كَاتِبًا {لَارْتَابَ}
شَكَّ {الْمُبْطِلُونَ} الْيَهُود فِيك وَقَالُوا الَّذِي فِي التَّوْرَاة أَنَّهُ
أُمِّيّ لَا يَقْرَأ وَلَا يَكْتُب
{بَلْ هُوَ} أَيْ الْقُرْآن الَّذِي جِئْت بِهِ {آيَات بَيِّنَات
فِي صُدُور الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم} أَيْ الْمُؤْمِنُونَ يَحْفَظُونَهُ {وَمَا
يَجْحَد بِآيَاتِنَا إلَّا الظَّالِمُونَ} أَيْ الْيَهُود وَجَحَدُوهَا بَعْد
ظُهُورهَا لَهُمْ
IBNU KATHIR :
Kamu
tidak pernah membaca sebuah kitab suci pun sebelum Al-Quran, dan juga tidak pernah menulis dengan tangan kananmu. Seandainya
kamu termasuk orang-orang yang membaca dan menulis, nescaya para pengikut
kebatilan itu akan ragu bahawa Al-Quran datang dari
sisi Allah.
Kitab ini tidak mengandung keraguan, bahkan kitab ini adalah ayat-ayat yang jelas dan terjaga di dalam dada orang-orang yang dikurniakan ilmu oleh Allah. Tidak ada yang mengingkari ayat-ayat Kami –setelah mengetahuinya– kecuali orang-orang yang zalim terhadap kebenaran dan diri mereka sendiri.
Kitab ini tidak mengandung keraguan, bahkan kitab ini adalah ayat-ayat yang jelas dan terjaga di dalam dada orang-orang yang dikurniakan ilmu oleh Allah. Tidak ada yang mengingkari ayat-ayat Kami –setelah mengetahuinya– kecuali orang-orang yang zalim terhadap kebenaran dan diri mereka sendiri.
قال ابن جرير « 21/4 » يقول
الله تعالى كما أنزلنا الكتب على من قبلك يا محمد من الرسل كذلك أنزلنا اليك هذا
الكتاب وهذا الذى قاله حسن ومناسبته وارتباط جيد وقوله تعالى «
فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به » أي الذين أخذوهفتلوه حق تلاوته من
أحبارهم العلماء الأذكياء كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وأشباههما وقوله تعالى
« ومن هؤلاء من يؤمن به » يعني العرب من قريش وغيرهم « وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون » أي ما يكذب بها ويجحد حقها
إلا من يستر الحق بالباطل ويغطي ضوء الشمس بالوصائل وهيهات ثم قال تعالى « وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك » أي قد لبثت في
قومك يا محمد من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة بل
كل احد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب وهكذا صفته في الكتب
المتقدمة كما قال تعالى « الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي
يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر » الآية
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما إلى يوم الدين لا يحسن الكتابة ولا
يخط سطرا ولا حرفا بيده بل كان له كتاب يكتبون بين يده الوحي والرسائل إلى
الأقاليم ومن زعم من متأخري الفقهاء كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه
السلام كتب يوم الحديبية هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله فإنما حمله على ذلك
رواية في صحيح البخارى « 2699 » ثم أخذ فكتب وهذه محمولة
على الرواية الأخرى ثم أمر فكتب ولهذا اشتد النكير من فقهاء المشرق والمغرب على من
قال بقول الباجي وتبرءوا منه وأنشدوا في ذلك أقوالا وخطبوا به في محافلهم وإنما
أراد الرجل أعني الباجي فيما ظهر عنه أنه كتب ذلك على وجه المعجزة لا أنه كان يحسن
الكتابة كما قال صلى الله عليه وسلم إخبارا عن الدجال مكتوب بين عينه كافر وفي
رواية ك ف ر يقرؤها كل مؤمن « خ7131 م2933 » وما أورده
بعضهم من الحديث انه لم يمت صلى الله عليه وسلم حتى تعلم الكتابة فضعيف لا أصل له
قال الله تعالى « وما كنت تتلو » أي تقرأ «
من قبله من كتاب » لتأكيد النفي ولاتخطه بيمينك تأكيد أيضا وخرج مخرج
الغالب كقوله تعالى « ولا طائر يطير بجناحيه » وقوله تعالى
« إذا لارتاب المبطلون » أي لو كنت تحسنها لارتاب بعض
الجهلة من الناس فيقول إنما تعلم هذا من كتب قبله مأثورة عن الأنبياء مع أنهم
قالوا ذلك مع علمهم بأنه أمي لا يحسن الكتابة « وقالوا أساطير
الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا » قال الله تعالى « قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض » الآية وقال ههنا « بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم » أي هذا القرآن
آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق أمرا ونهيا وخبرا يحفظه العلماء يسره الله
عليهم حفظا وتلاوة وتفسيرا كما قال تعالى « ولقد يسرنا القرآن
للذكر فهل من مدكر » وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبى إلا وقد
أعطي ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن
أكون أكثرهم تابعا « خ4981 م152 » وفي حديث عياض بن حماد
في صحيح مسلم « 2865 » يقول الله تعالى إني مبتليك ومبتل
بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانا أي لو غسل الماء المحل
المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل لأنه قد جاء في الحديث الآخر لو كان القرآن
في إهاب ما أحرقته النار ولأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة مهيمن على القلوب
معجز لفظا ومعنى ولهذا جاء في الكتب المتقدمة في صفة هذه الأمة أناجيلهم في صدورهم
واختار ابن جرير « 21/6 » أن المعنى في قوله تعالى « بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم » بل العلم بأنك
ما كنت تتلو من قبل هذا الكتاب كتابا ولا تخطه بيمينك آيات بينات في صدور الذين
أوتوا العلم من أهل الكتاب ونقله عن قتادة وابن جريج وحكى الأول عن الحسن البصرى
فقط قلت وهو الذى رواه العوفي عن ابن عباس وقاله الضحاك وهو الأظهر والله أعلم
وقوله تعالى « وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون » أي ما يكذب
بها ويبخس حقها ويردها إلا الظالمون أي المعتدون المكابرون الذين يعلمون الحق
ويحيدون عنه كما قال تعالى « إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا
يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم »