يخبر تعالى عن إحاطة علمه بجميع خلقه وأنه سواء منهم من أسر قوله أو جهر به فإنه
يسمعه لا يخفى عليه شيء كقوله « وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر
وأخفى » وقال « ويعلم ما تخفون وما تعلنون » وقالت
عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الأصوات والله لقد جاءت المجادلة تشتكي
زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جنب البيت وإنه ليخفى علي بعض
كلامها فأنزل الله « قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي
إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير » وقوله «
ومن هو مستخف بالليل » أي مختف في قعر بيته في ظلام الليل «
وسارب النهار » أي ظاهر ماش في بياض النهار وضيائه فإن كلاهما في علم الله
على السواء كقوله تعالى « ألا حين يستغشون ثيابهم » الآية
وقوله تعالى « وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون
من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض
ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين » وقوله « له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله » أي للعبد
ملائكة يتعاقبون عليه حرس بالليل وحرس بالنهار يحفظونه من الأسواء والحادثات كما
يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال صاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال
يكتب السيئات وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه واحد من ورائه وآخر من قدامه فهو بين
أربعة أملاك بالنهار وأربعة آخرين بالليل بدلا حافظان وكاتبان كما جاء في الصحيح
« خ555 م632 » يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيصعد إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم
بكم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون وفي الحديث
الآخر إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء وعند الجماع فاستحيوهم وأكرموهم وقال
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله « له معقبات من بين يديه ومن
خلفه يحفظونه من أمر الله » والمعقبات من الله هي الملائكة وقال عكرمة عن
ابن عباس « يحفظونه من أمر الله » قال ملائكة يحفظونه من
بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدر الله خلوا عنه وقال مجاهد مامن عبد إلا له ملك موكل
يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه إلا قال له الملك
وراءك إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه وقال الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس في قوله « له معقبات من بين يديه ومن خلفه »
قال ذلك ملك من ملوك الدنيا له حرس من دونه حرس وقال العوفي عن ابن عباس
« له معقبات من بين يديه ومن خلفه » يعني ولي السلطان يكون
عليه الحرس وقال عكرمة في تفسيرها هؤلاء الأمراء المواكب من بين يديه ومن خلفه وقال
الضحاك في الآية هو السلطان المحروس من أمر الله وهم أهل الشرك والظاهر والله أعلم
أن مراد ابن عباس وعكرمةوالضحاك بهذا أن حرس الملائكة للعبد يشبه حرس هؤلاء لملوكهم
وأمرائهم وقد روى الإمام أبو جعفرابن جرير ها هنا حديثا غريبا جدا فقال حدثني
المثنى حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري حدثنا علي بن جرير عن حماد بن
سلمة عن عبد الحميد بن جعفر عن كنانة العدوي قال دخل عثمان بن عفان على رسول اللله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من ملك فقال ملك على
يمينك على حسناتك وهو أمير على الذي على الشمال فإذا عملت حسنة كتبت عشرا واذا عملت
سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين اكتبها قال لا لعله يستغفر الله ويتوب
فيستأذنه ثلاث مرات فإذا قال ثلاثا قال اكتبها أراحنا الله منه فبئس القرين ما أقل
مراقبته لله وأقل استحياءه منا يقول الله « ما يلفظ من قول إلا
لديه رقيب عتيد » وملكان من بين يديك ومن خلفك يقول الله تعالى « له معقبات من بين يديه ومن خلفه » الآية وملك قابض على ناصيتك
فاذا تواضعت لله رفعك واذا تجبرت على الله قصمك وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك
إلا الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في
فيك وملكان على عينيك فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي ينزلون ملائكة الليل على
ملائكة النهار لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي
وإبليس بالنهار وولده بالليل وقال الإمام أحمد رحمه الله « 1/397 »
حدثنا أسود بن عامر حدثنا سفيان حدثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامنكم من أحد إلا وقد وكل به
قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي ولكن الله
أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير انفرد بإخراجه مسلم « 2814 »
وقوله « يحفظونه من أمر الله » قيل المراد حفظهم له
من أمر الله رواه علي بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس وإليه ذهب مجاهد وسعيد بن جبير
وإبراهيم النخعي وغيرهم وقال قتادة « يحفظونه من أمر الله »
قال وفي بعض القراءات يحفظونه بأمر الله وقال كعب الأحبار لو تجلي لابن آدم
كل سهل وكل حزن لرأى كل شيء من ذلك شياطين لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم
في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفتم وقال أبو أمامة مامن آدمي إلا ومعه ملك
يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له وقال أبو مجلز جاء رجل من مراد إلى علي رضي الله
عنه وهو يصلي فقال احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك فقال إن مع كل رجل ملكين
يحفظانه مما لم يقدر فاذا جاء القدر خليا بينه وبينه إن الأجل جنة حصينة وقال بعضهم
« يحفظونه من أمر الله » بأمر الله كما جاء في الحديث أنهم
قالوا يا رسول الله أرأيت رقيا نسترقي بها هل ترد من قدر الله شيئا فقال هي من قدر
الله وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن جهم عن
إبراهيم قال أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك انه ليس من أهل
قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا حول الله
عنهم ما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال إن تصديق ذلك في كتاب الله «
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » وقد ورد هذا في حديث مرفوع
فقال الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه صفة العرش حدثنا الحسن بن علي
حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي حدثنا أبو حنيفة اليماني الأنصاري عن عمير بن عبد
الملك قال خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة قال كنت إذا أمسكت عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ابتدأني وإذا سألته عن الخبر أنبأني وإنه حرثني عن ربه عز وجل
قال قال الرب وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي مامن قرية ولا أهل بيت كانوا على ما
كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من
عذابي إلى ما يحبون من رحمتي وهذا غريب وفي إسناده من لا أعرفه
IBNU KATHIR :
Sesungguhnya Allahlah yang memelihara kalian. Setiap manusia memiliki sejumlah
malaikat yang bertugas -atas perintah Allah- menjaga dan memeliharanya. Mereka
ada yang menjaga dari arah depan dan ada juga yang menjaga dari arah belakang.
Demikian pula, Allah tidak akan mengubah nasib suatu bangsa dari susah menjadi
bahagia, atau dari kuat menjadi lemah, sebelum mereka sendiri mengubah apa yang
ada pada diri mereka sesuai dengan keadaan yang akan mereka jalani. Apabila
Allah berkehendak memberikan bencana kepada suatu bangsa, tidak akan ada seorang
pun yang dapat melindungi mereka dari bencana itu. Tidak ada seorang pun yang
mengendalikan urusan kalian hingga dapat menolak bencana itu.
JALALAIN :
(Baginya) manusia (ada malaikat-malaikat yang selalu mengikutinya bergiliran)
para malaikat yang bertugas mengawasinya (di muka) di hadapannya (dan di
belakangnya) dari belakangnya (mereka menjaganya atas perintah Allah)
berdasarkan perintah Allah, dari gangguan jin dan makhluk-makhluk yang lainnya.
(Sesungguhnya Allah tidak mengubah keadaan sesuatu kaum) ertinya Dia tidak
mencabut dari mereka nikmat-Nya (sehingga mereka mengubah keadaan yang ada pada
diri mereka sendiri) dari keadaan yang baik dengan melakukan perbuatan derhaka.
(Dan apabila Allah menghendaki keburukan terhadap suatu kaum) yakni menimpakan
azab (maka tak ada yang dapat menolaknya) dari seksaan-seksaan tersebut dan pula
dari hal-hal lainnya yang telah dipastikan-Nya (dan sekali-kali tak ada bagi
mereka) bagi orang-orang yang telah dikehendaki keburukan oleh Allah (selain
Dia) selain Allah sendiri (seorang penolong pun) yang dapat mencegah datangnya
azab Allah terhadap mereka. Huruf mim di sini adalah zaidah.