يخبر تعالى عن قيل المشركين « لولا » أي هلا « أنزل عليه آية من ربه » كقولهم « فليأتنا بآية
كما أرسل الأولون » وقد تقدم الكلام على هذا غير مرة وأن الله قادر على
إجابة ما سألوا وفي الحديث أن الله أوحى إلى رسوله لما سألوه أن يحول لهم الصفا
ذهبا وأن يجري لهم ينبوعا وأن يزيح الجبال من حول مكة فيصير مكانها مروج وبساتين إن
شئت يا محمد أعطيتهم ذلك فإن كفروا أعذبهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت
فتحت عليهم باب التوبة والرحمة فقال بل تفتح لهم باب التوبة والرحمة ولهذا قال
لرسوله « قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب » أي
هو المضل والهادي سواء بعث الرسول بآية على وفق ما اقترحوا أو لم يجبهم إلى سؤالهم
فإن الهداية والإضلال ليس منوطا بذلك ولا عدمه كما قال « وما تغني
الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون » وقال « إن الذين حقت
عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم » وقال
« ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل
شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون » ولهذا قال
« قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب » أي ويهدي
إليه من أناب إلى الله ورجع إليه واستعان به وتضرع لديه « والذين
آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله » أي تطيب وتركن إلى جانب الله وتسكن عند
ذكره وترضى به مولى ونصيرا ولهذا قال « ألا بذكر الله تطمئن القلوب
» أي هو حقيق بذلك وقوله « الذين آمنوا وعملوا الصالحات
طوبى لهم وحسن مآب » قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس فرح وقرة عين وقال عكرمة
نعم مالهم وقال الضحاك غبطة لهم وقال إبراهيم النخعي خير لهم وقال قتادة هي كلمة
عربية يقول الرجل طوبى لك أي أصبت خيرا وقال في رواية طوبى لهم حسنى لهم « وحسن مآب » أي مرجع وهذه الأقوال شيء واحد لا منافاة بينها وقال
سعيد بن جبير عن ابن عباس « طوبى لهم » قال هي أرض الجنة
بالحبشية وقال سعيد بن مسجوع طوبى اسم الجنة بالهندية وكذا روى السدي عن عكرمة طوبى
لهم هي الجنة وبه قال مجاهد وقال العوفي عن ابن عباس لما خلق الله الجنة وفرغ منها
قال « الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب »
وذلك حين أعجبته وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب عن جعفر عن شهر
بن حوشب قال طوبى شجرة في الجنة كل شجر الجنة من أغصانها من وراء سور الجنة وهكذا
روي عن ابي هريرة وابن عباس ومغيث بن سمي وأبي إسحاق السبيعي وغير واحد من السلف أن
طوبى شجرة في الجنة في كل دار منها غصن منها وذكر بعضهم أن الرحمن تبارك وتعالى
غرسها بيده من حبة لؤلؤة وأمرها أن تمتد فامتدت إلى حيث يشاء الله تبارك وتعالى
وخرجت من أصلها ينابيع أنهار الجنة من عسل وخمر وماء ولبن وقد قال عبد الله بن وهب
حدثنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري
مرفوعا طوبى شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها وقال
الإمام أحمد « 3/71 » حدثنا حسن بن موسى سمعت عبد الله بن
لهيعة حدثنا دراج أبو السمح أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال طوبى لمن
رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني قال له رجل وما طوبى قال
شجرة في الجنة مسيرتها مئة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها وروى البخاري « 6552 » ومسلم « 2827 » جميعا عن إسحاق
بن راهويه عن مغيرة المخزومي عن وهيب عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير الركب في ظلها مئة عام لا
يقطعها قال فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي فقال حدثني أبو سعيد الخدري عن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر
السريع مائة عامما يقطعها وفي صحيح البخاري « 3251 » من
حديث يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم في قول الله تعالى « وظل ممدود » قال في
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها وقال الإمام أحمد « 2/482 » حدثنا سريج حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن
أبي عمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة شجرة يسير
الراكب في ظلها مئة سنة اقرأوا إن شئتم « وظل ممدود »
أخرجاه في الصحيحين « خ3252 م2826 » وفي لفظ لأحمد
أيضا « 2/455 » حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة
سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن في
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين أو مئة سنة هي شجرةالخلد وقال محمد بن إسحاق
عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سدرة المنتهى فقال يسير في ظل الفنن
منها الراكب مئة سنة أو قال يستظل في الفنن منها مئة راكب فيها فراش الذهب كأن
ثمرها القلال رواه الترمذي « 2541 » وقال إسماعيل بن عياش
عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام الأسود قال سمعت أبا أمامة
الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق
به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن
شاء أصفر وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن وقال الإمام أبو جعفر بن جرير
حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن أشعث بن عبد الله عن شهر بن
حوشب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة يقول الله لها تفتقي لعبدي
عما شاء فتفتق له عن الخيل بسروجها ولحمها وعن الإبل بأزمتها وعما شاء من الكسوة
وقد روى ابن جرير عن وهب بن منبه ها هنا أثرا غريبا عجيبا قال وهب رحمه الله إن في
الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها زهرها رياط وورقها
برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور ووحلها مسك يخرج من أصلها أنهار
الخمر واللبن والعسل وهي مجلس لأهل الجنة فبينما هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكة من
ربهم يقودون نجبا مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح حسنا ووبرها كخز المرعزي
من لينه عليها رحال ألواحها من ياقوت ودفوفها من ذهب وثيابها من سندس وإستبرق
فيفتحونها يقولون إن ربنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتسلموا عليه قال فيركبونها فهي
أسرع من الطائر وأوطأ من الفراش نجبا من غير مهنة يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو
يكلمه ويناجيه لا تصيب أذن راحلة منها أذن الأخرى ولا برك راحلة برك الأخرى حتى إن
الشجرة لتتنحى عن طريقهم لئلا تفرق بين الرجل وأخيه قال فيأتون إلى الرحمن الرحيم
فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه فإذا رأوه قالوا اللهم أنت السلام ومنك
السلام وحق لك الجلال والإكرام قال فيقول تعالى عند ذلك أنا السلام ومني السلام
وعليكم حقت رحمتي ومحبتي مرحبا بعبادي الذين خشوني بغيب وأطاعوا أمري قال فيقولون
ربنا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك فأذن لنا في السجود قدامك قال فيقول
الله إنها ليست بدار نصب ولا عبادة ولكنها دار ملك ونعيم وإني قد رفعت عنكم نصب
العبادة فسلوني ما شئتم فإن لكل رجل منكم أمنيته فيسألونه حتى إن أقصرهم أمنية
ليقول ربي تنافس أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها رب فآتني مثل كل شيء كانوا فيه
من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا فيقول الله تعالى لقد قصرت بك أمنيتك ولقد سألت
دون منزلتك هذا لك مني لأنه ليس في عطائي نكد ولا تصريد قال ثم يقول اعرضوا على
عبادي ما لم يبلغ أمانيهم ولم يخطر لهم على بال قال فيعرضون عليهم حتى تقصر بهم
أمانيهم التي في أنفسهم فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة على كل أربعة منها
سرير من ياقوتة واحدة على كل سرير منها قبة من ذهب مفرغة في كل قبة منها فرش من فرش
الجنة متظاهرة في كل قبة منها جاريتان من الحور العين على كل جارية منهن ثوبان من
ثياب الجنة وليس في الجنة لون إلا وهو فيهما ولا ريح ولا طيب إلا قد عبق بهما ينفذ
ضوء وجوههما غلظ القبة حتى يظن من يراهما أنهما دون القبة يرى مخهما من فوق سوقهما
كالسلك الأبيض في ياقوتة حمراء يريان له من الفضل على صاحبه كفضل الشمس على الحجارة
أو أفضل ويرى هو لهما مثل ذلك ويدخل إليهما فيحييانه ويقبلان ويتعلقان به ويقولان
له والله ماظنناأن الله يخلق مثلك ثم يأمر الله تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفا في
الجنة حتى ينتهي كل رجل منهم إلى منزلته التي أعدت له وقد روى هذا الأثر ابن أبي
حاتم بسنده عن وهب بن منبه وزاد فانظروا إلى موهوب ربكم الذي وهب لكم فإذا هو بقباب
في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدار والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت
وفرشها من سندس وإستبرق ومنابرها من نور يفور من أبوابها وعراصها نور مثل شعاع
الشمس عنده مثل الكواكب الدري في النهار المضيء وإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من
الياقوت يزهو نورها فلولا أنه مسخر إذا لالتمع الأبصار فما كان من تلك القصور من
الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض وماكان فيها من الياقوت الأحمر فهو مفروش
بالعبقري الأحمر وما كان فيها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر وما كان
فيها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالأرجوان الأصفر منزه بالزمرد الأخضر والذهب
الأحمر والفضة البيضاء قوائمها وأركانها من الجوهر وشرفها قباب من لؤلؤ وبروجها غرف
من المرجان فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من ياقوت أبيض منفوخ
فيها الروح تجنبها الولدان المخلدون بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين
ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت سروجها سرر موضونة مفروشة
بالسندس والإستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم ببطن رياض الجنة فلما انتهوا
إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزروهم ويصافحوهم
ويهنئوهم كرامة ربهم فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم وما
سألوا وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جنان جنتان ذواتا أفنان
وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نضاختان وفيهما من كل فاكهة زوجان وحور مقصورات في
الخيام فلما تبوءوا منازلهم واستقروا قرارهم قال لهم ربهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقا
قالوا نعم وربنا قال هل رضيتم ثواب ربكم قالوا ربنا رضينا فارض عنا قال برضاي عنكم
حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتكم ملائكتي فهنيئا هنيئا لكم «
عطاء غير مجذوذ » ليس فيه تنغيص ولا قصر يد فعند ذلك قالوا الحمد لله الذي
أذهب عنا الحزن وأدخلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب
إن ربنا لغفور شكور وهذا سياق غريب عجيب ولبعضه شواهد ففي الصحيحين « خ6573 م182 » أن الله تعالى يقول لذلك الرجل الذي يكون آخر أهل
الجنة دخولا الجنة تمن فيتمنى حتى إذا انتهت به الأماني يقول الله تعالىتمن من كذا
وتمن من كذا يذكره ثم يقول ذلك لك وعشرة أمثاله وفي صحيح مسلم «
2577 » عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان
مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر الحديث
بطوله وقال خالد بن معدان إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لها ضروع كلها ترضع صبيان
أهل الجنة وإن سقط المرأة يكون في نهر من أنهار أهل الجنة يتقلب فيه حتى تقوم
القيامة فيبعث ابن أربعين سنة رواه ابن أبي حاتم
IBNU KATHIR :
Sikap keras kepala orang-orang musyrik itu mendorong mereka untuk mengatakan,
"Mengapa tidak diturunkan mukjizat lain kepada Muhammad?" Katakan kepada mereka,
wahai Muhammad, "Penyebab tidak berimannya kalian itu bukanlah kurangnya
mukjizat, melainkan kesesatan kalian sendiri. Allah swt. menyesatkan siapa saja
yang dikehendaki-Nya, selama orang itu berjalan pada jalan kesesatan. Demikian
pula, Allah akan memberi petunjuk kebenaran kepada siapa saja yang selalu
kembali kepada Allah.
Orang-orang yang selalu kembali kepada Allah dan menyambut kebenaran itu adalah orang-orang yang beriman. Mereka adalah orang-orang yang ketika berzikir mengingat Allah dengan membaca Al-Qurân dan sebagainya, hati mereka menjadi tenang. Hati memang tidak akan dapat tenang tanpa mengingat dan merenungkan kebesaran dan kemahakuasaan Allah, dengan selalu mengharap keredhaan-Nya.
Orang-orang yang selalu kembali kepada Allah dan menyambut kebenaran itu adalah orang-orang yang beriman. Mereka adalah orang-orang yang ketika berzikir mengingat Allah dengan membaca Al-Qurân dan sebagainya, hati mereka menjadi tenang. Hati memang tidak akan dapat tenang tanpa mengingat dan merenungkan kebesaran dan kemahakuasaan Allah, dengan selalu mengharap keredhaan-Nya.
JALALAIN :
(Orang-orang kafir berkata) mereka adalah dari kalangan penduduk Mekah
("Mengapa tidak) (diturunkan kepadanya) yakni kepada Muhammad (suatu mukjizat
dari Rabbnya?") seperti tongkat dan tangan Nabi Musa dan unta Nabi Soleh.
(Katakanlah) kepada mereka (Allah menyesatkan siapa yang Dia kehendaki) untuk
disesatkan oleh sebab itu tiada gunanya sedikit pun baginya mukjizat-mukjizat
itu (dan menunjuki) memberikan petunjuk (kepada-Nya) kepada agama-Nya
(orang-orang yang bertaubat) kepada-Nya. Kemudian pada ayat selanjutnya
diterangkan, siapa yang dimaksud orang-orang yang bertaubat itu.
(Iaitu orang-orang yang beriman dan yang merasa tenang) tenteram
(hati mereka dengan mengingat Allah) mengingat janji-Nya. (Ingatlah, hanya
dengan mengingat Allahlah hati menjadi tenteram) yakni hati orang-orang yang
beriman.
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويقول لك يا محمد، مشركو قومك: هلا أنـزل عليك آية من ربك, إمّا ملك يكون معك نذيرًا, أو يُلْقَى إليك كنـز؟ فقل: إن الله يضل منكم من يشاء أيها القوم، فيخذله عن تصديقي والإيمان بما جئته به من عند ربي(ويَهدي إليه من أناب), فرجع إلى التوبة من كفره والإيمان به, فيوفقه لاتباعي وتصديقي على ما جئته به من عند ربه، وليس ضلالُ من يضلّ منكم بأن لم ينـزل علي آية من ربّي ولا هداية من يهتدي منكم بأنَّها أنـزلت عليّ, وإنما ذلك بيَدِ الله, يوفّق من يشاء منكم للإيمان ويخذل من يشاء منكم فلا يؤمن .
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ بالتوبة الذين آمنوا .
* * *
و (الذين آمنوا) في موضع نصب، ردٌّ على " مَنْ", لأن " الذين آمنوا " ، هم " من أناب "، ترجم بها عنها . (33)
* * *
وقوله: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ، يقول: وتسكن قلوبهم وتستأنس بذكر الله، (34) كما:-
20358- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ يقول: سكنت إلى ذكر الله واستأنست به .
* * *
وقوله: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ، يقول: ألا بذكر الله تسكن وتستأنس قلوبُ المؤمنين . (35)
وقيل: إنه عنى بذلك قلوب المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ذكر من قال ذلك:
20359- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ لمحمد وأصحابه .
20360- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل (36)
20361- وحدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ قال: لمحمد وأصحابه .
20362- ... قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا أحمد بن يونس قال، حدثنا سفيان بن عيينة في قوله: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ قال: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .