الدكتورة/ ابتسام بنت بدر الجابري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن محمد
عبده –×- .
أما
بعد:
فهذا
بحث موجز حول مسألة خطيرة، ألا وهي إساءة الظن بالمسلمين الصالحين والظاهري
العدالة والخير.
وقد شاعت
هذه المسألة إلى حدٍ كبير جداً بين الناس ، فأصبح
الحديث في الأعراض والحرمات والمعتقدات حديث يؤنس به في المجالس والعياذ
بالله .
فالحرمات
أصبحت عند الكثير أمراً هيناً سهلاً، فكل من خطر بباله خاطر، أو جالت بخلده فكرة،
أو رأى زلة، أو وجد له مخالف، ظن به الظنون
الزائفة، ثم حكم على أساسها أحكاماً
جدّ باطلة . والله المستعان .
وهذا
الأمر هو أهم الأمور التي جعلتني أكتب في هذا الموضوع علّ الله أن ينفعني به أولاً
،وينفع به من قرأه أو أطلع عليه ؛ والله ولي ذلك والقادر عليه .
وقد
كانت خطتي فيه على النحو الآتي :
التمهيد : ويشمل ثلاثة
مباحث:
الأول:تعريف الظن .
الثاني :حالات الظن.
الثالث: أقسام الظن ،والمراد منه في البحث.
-الفصل الأول: ظن السوء من خلال الكتاب والسنة. ويشمل ثلاثة
مباحث :
الأول: ظن السوء في ضوء القرآن الكريم .
الثاني :
ظن السوء في ضوء السنة النبوية.
الثالث :
ظن السوء و موقف السلف الصالح منه.
-الفصل
الثاني : آثار ظن السوء .
-الفصل
الثالث : علاج ظن السوء ،ويشمل مبحثين :
1-علاج المجتمع : لإزالته من الأمة .
2-علاج
المبتلى : وذلك فيما يتعلق بالمتهم نفسه أي المظنون به، ولاشك في أن موقف المظنون
به مما أصابه يعين على إزالته بشكل عام، وبشكل خاص أيضاً .
وذلك أن
سوء الظن قد يجعل المظنون به فيما لو كان ضعيفاً جزعاً؛ يحيد عن الطريق .
-الخاتمة
:نتائج البحث .
-
الفهارس : [ الآيات –الأحاديث –الآثار-الأعلام –المراجع –الموضوعات ]
التمهيد
المبحث الأول
تعريف الظن
تعريف الظن : هو
التردد الراجح بين طرفي الإعتقاد الغير جازم. ([1])
وقال ابن
منظور : هو شك ويقين إلا أنه ليس بيقين عياناً، إنما هو يقين تدبر، فأما يقين
العيان فلا يقال فيه إلا علم . ([2])
الظِّنة
: بالكسرة التهمة .
والظنن :
المتهم الذي تظن به التهمة .
والظَّنون:
الرجل السيئُ الظنِّ. وقيل: السيئ الظن
بكل أحد.
وأظنه: أتهمه.
والتّظني : إعمال الظن وأصله التّظَنُنُ.
وأظننته:
عرضته للتهمة.([3]).
أما
تعريف الأصوليين:
قال الآمدي: هو ترجح أحد الاحتمالين في النفس من
الآخر من غير قطع.([4])
.
وقيل: ما
عنه ذكرٌ حكمي، يحتمل متعلقُةُ النقيض بتقديره (أي لو قدّر الذاكر النقيض لكان
محتملاً عنده) مع كونه راجحاً. ([5])
وعرفه ابن عثيمين -رحمه الله- : إدارك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.([6])
المبحث الثاني
حالات الظن
حالات الظن:
1- حالة تعرف
وتقوى بوجه من وجوه الأدلة فيجوز الحكم بها وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة
الظن كالقياس .... وغير ذلك من قيم المتلفات وأروش الجنايات.
2- أن
يقع في النفس شيء من غير دلالة فلا يكون ذلك أولى من ضده فهذا هو الشك فلا يجوز
الحكم به وهو المنهي عنه([7]).
المبحث الثالث
أقسام الظن
أقسام الظن:
1- محمود:
هو ما سلم معه دين الظان من المظنون به
عند بلوغه.
2- مذموم:
ضده.
3- بدلالة
قوله تعالى: (إن بعض الظن إثم) [الحجرات: 12] وقوله تعالى: (ولولا إذ سمعتموه ظن
المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً) [النور: 12] وقوله تعالى (وظننتم ظن السوء
وكنتم قوماً بورا) [الفتح: 12] وقال النبي ×:
(( إذا كان أحدكم مادحاً فليقل أحسب كذا ولا أزكي على الله أحداً))
([8]).
وأكثر العلماء على أن الظن القبيح بمن ظاهره
الخير لا يجوز وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبح قاله المهدوي([9])
وبعضهم من قسمه إلى ثلاثة أقسام فقط:-مباح: كالظن في الأمور المعاشية.
2-واجب:
كالظن حيث لا قاطع فيه من العمليات الواجبة الثابتة بغير دليل قطعي وحسن الظن
بالله.
3 - محرم:
كالظن في الإلهيات والنبوات وحيث يخالفه
قاطع وظن السوء بالمؤمنين([10]).
وجميع
هذه التقسيمات متقاربة إلا أن أوضحها وأشملها الأول والله أعلم .
والمقصود
بالبحث ظن السوء بمن سلم من المسلمين فكان ظاهره الخير .
الفصل الأول
ظن السوء
بمن سلم من الأنام
في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية
المبحث الأول
ظن السوء في ضوء القرآن الكريم
قال
تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا
ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن
الله تواب رحيم)) ([11])
.
(يا أيها
الذين ءامنوا): نداء من الله عز وجل لعباده المؤمنين وتصدير الحكم بهذا النداء يدل
على: أهميته.
2-إن
نداء المؤمنين باسم الإيمان يدل أن هذا
العمل من الإيمان، وأن مخالفته مما ينقص الإيمان.
3-الإغراء:
يعني الحث على التزام الحكم([12])
.
فيقول
الله تعالى ناهياً عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل
والأقارب والناس في غير محله ،لأن بعض ذلك يكون إثماً محضاً فليتجنب كثيراً منه
احتياطاً([13])
.
(اجتنبوا):
أي تباعدوا عنه، وأصله اجتنبه، أي كان على
جانب منه ثم شاع في التباعد اللازم له. ([14])
يقال
جنبه الشر: إذا أبعده عنه ،وحقيقته جعله في جانب، فيعدى إلى مفعولين.
قال تعالى: ((واجنبني وبني أن نعبد الاصنام))
ومطاوعه اجتنب الشر فنقص مفعولاً والمأمور باجتنابه بعض الظن([15]).
وقوله (كثيراً) جاءت نكرة ليحتاط في كل ظن ،ويتأمل
حتى يعلم أنه من أي القبيل فإن من الظن ما يباح اتباعه كالظن في الأمور المعاشية،
ومنه ما يجب كحسن الظن بالله، ومنه ما يحرم كالظن في الالهيات والنبوات، وحيث
يخالفه قاطع، وظن السوء بالمؤمنين. وفي الحديث ما يدل على أن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به إلا
خيرا. ([16])
وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً (من أساء
الظن بأخيه فقد أساء بربه الظن ، إن الله تعالى يقول (اجتنبوا كثيراً من الظن)
([17])....([18])
.
(من
الظن): الظن هنا مجرد التهمة التي لا سبب لها يوجبها كمن يتهم بشيء من الفواحش ولم
يظهر عليه ما ينفي ذلك([19]).
ودليل
كون الظن هنا بمعنى التهمة قوله تعالى: (ولا تجسسوا) وذلك أنه يقع له خاطر التهمة
ابتداء، ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه، ليتحقق له ما وقع له من تلك التهمة.
والذي
يميز الظن الذي يجب اجتنابه عما سواه، أن كل ما لم تعرف له إمارة صحيحة وسبب ظاهر
كان حراماً، وهذا يكون فيما لو كان المظنون به ممن شوهد منه التستر والصلاح ،وأونست
منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم.
بخلاف من
اشتهر بين الناس بالفساد والمجاهرة بالخبائث([20]).
(إن بعض الظن إثم): تعليل لما قبلها من الأمر
باجتناب كثير من الظن، وهذا هو ظن السوء بأهل الخير([21])
.
والمعيار في ذلك هو عرض هذا الظن على ما بينته
الشريعة في أ حكامها من الكتاب والسنة، وما أجمعت عليه علماء الأمة، وما دل عليه
الاجتهاد الصحيح، ومقاصد الشريعة ، فيمكن من خلال ذلك معرفة من هو أهل لسوء الظن
ممن سواه. ([22]).
وقد
أمرنا الله بذلك لعلمه –سبحانه-ما يترتب على ذلك
الأمر من شرور عظيمة، وأخطار جسيمة قد تسري إلى الأمة بأسرها.
وذلك أن
سوء الظن الذي في القلب لا يزال بصاحبه حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي.
(إثم):
هو ما يستحقه الظان من العقوبة، وهو إثم كبير لما قد يترتب عليه من قول باطل أو
فعل سوء أو تعطيل معروف([23])
.
ونحن
مسئولون أمام الله –تعالى- عن كل ما نقول أو نفعل.
فلا
ينبغي أن يكون قولنا السيئ مبني على جهل وظن ووهم، قال تعالى : ((ولا تقف ما ليس
لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)) [الاسراء: 36]
فذم
الآخرين بما ليس للمرء به علم ، وتتبع الحدس والظنون والقذف بالباطل، كل ذلك داخل في هذا النهي([24]).
والمرء
يوم القيامة يسأل عن أفعال جوارحه، فيقال له : لم سمعت ما لا يحل لك سماعه!؟ ولم
نظرت إلى ما لا يحل لك النظر إليه!؟ ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه!؟...
ويدل على
هذا المعنى آيات كثيرة في كتاب الله –تعالى- منها قوله عز وجل (( ولتسألن عما كنتم
تعملون)) [النحل: 93]. ونحو ذلك من الآيات([25])
.
ومما
سبق يتبين لنا أن موقف الكتاب من سوء الظن بالمسلمين كان موقفاً بارزاً واضحاً
جلياً لا ينبغي الإستهانة أو التساهل به.
المبحث الثاني
ظن السوء في ضوء السنة:
إن السنة
المطهرة كذلك كان لها موقفاً حاسماً مع ظن السوء فها هو رسول الله ×
يقول: (إيَّاكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) ([26]).
ففي هذا
الحديث نهي صريح عن ظن السوء بالمسلم السالم في دينه وعرضه.
([27])
ومعنى
الحديث: أن ظن السوء غالباً يكون خلاف الواقع فيكون أكذب الحديث، أي من أحاديث
النفس التي تقع في القلب بلا مستند لها يجوز اتباعها ([28])
.
ومعنى
كونه أكذب الحديث ،مع أن الكذب خلاف الواقع، فلا يقبل النقص وضده، أي أن الظن اكثر
كذباً ، أو أن إثم هذا الظن أزيد من إثم الحديث الكاذب، أو أن المظنونات التي يقع
الكذب فيها أكثر من المجزومات. ([29])
وقد خاف
رسول الله × على أصحابه رضي الله عنهم من سوء الظن به ووسوسة الشيطان مما قد يفضي إلى
هلاكهم، فقال عندما لقيه صحابيان وقد كان خرج من معتكفه يوصل صفية –رضي الله
عنها-(إنها صفية) فقالا: يا رسول الله –سبحان الله-قال: (إن الشيطان يجري من ابن
آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً فتهلكا)
([30])
وإذا كان
هذا الحال بالنسبة للصحابة –رضوان الله عليهم-وهم خير هذه الأمة، فينبغي لنا نحن
الحذر أكثر من مغبة هذا الأمر،ومراعاة حرمة المؤمن، فهي حرمة عظيمة قال عنها رسول
الله –صلى الله عليه وسلم-: ((إن دماءكم
وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا))
([31])
.
المبحث
الثالث
سوء الظن في ضوء موقف السلف الصالح منه
لقد كان
السلف الصالح –رضوان الله عليهم-عاملين بما في الكتاب والسنة من النهي عن ظن
السوء،مانعين منه أنفسهم، محذرين منه غيرهم.
فهاهم –رضوان
الله عليهم-تُنقل عنهم جملة من الأقوال والأفعال الدالة على ذلك.
فمن
أقوالهم الدالة على التحذير من ظن السوء ،
قول عمر بن الخطاب([32])
–رضي الله عنه-: (من تعرض للتهمة فلا يلومن
من أساء به الظن، ومن كتم سره كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه،وضع أمر
أخيك على أحسنه، حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا
خيراً ،وأنت تجد لها في الخير محملاً ) ([33])
.
وكذا قال
بن عباس([34])
–رضي الله عنه وعن أبيه-: (نهى الله تعالى المؤمن أن يظن بالمؤمن شراً)
([35])
.
وقال
سعيد بن جبير([36])
–رحمه الله- في تفسيره لآية الحجرات: (هو الرجل يسمع من أخيه
كلاماً لا يريد به سوءً، أو يدخل مدخلاً لا يريد به سوء فيراه أخوه المسلم فيظن به
سوء) ([37]).
الفصل
الثاني
آثار ظن السوء
ظن السوء
له آثار خطيرة وجسيمة على الفرد والمجتمع والأمة، ومن هذه الآثار:
1-العداوة
والبغضاء: وهو أمر عظيم وخطير، حيث أن إساءة الظن توجب بغض المظنون به وعداوته
والمرء مأمور بخلافها.
وفي هذا
يقول الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي([38])–رحمه
الله-: ((نهى الله عن كثير من الظن السيئ بالمؤمنين حيث قال تعالى: (إن بعض الظن
إثم) وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء الذي يقترن به كثير من
الأقوال والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك،
بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي ويفعل ما لا ينبغي وفي ذلك أيضاً إساءة ظن
بالمسلم وبغضه وعداوته المأمور بخلافها منه)) ([39])
نعم
المأمور هو الولاية والمحبة فيما بين المؤمنين، فالمؤمن ولي المؤمن كل واحد منهما
يحب الآخر، وينصره، ويتعاون معه، ولا يدعي عليه دعوى باطلة، هكذا المؤمنون
والمؤمنات أولياء([40]).
ولا يجوز
تحكيم الهوى المجرد، والظنون الباطلة الناتجة عن وهم وحدس في هذا المبدأ ألا وهو
الولاء و البراء، بل يجب تحكيم دين الله في كل شيء.
يقول
الشيخ ابن باز ([41])–رحمه
الله-: (يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله، وأن يحذر أسباب الفرقة والإختلاف
في جميع الأحوال، فعليك أن تحكم شرع الله.. مع العدو والصديق..، دين الله يجب أن
يحكم في كل شيء، وإياك أن توالي أخاك ،لأنه وافقك في كذا، وتعادي الآخر لأنه خالفك
في رأي أو مسألة، فليس هذا من الإنصاف فالصحابة –رضي الله عنهم-اختلفوا في مسائل،
ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم والموالاة والمحبة، فالمؤمن يعمل بشرع الله
ويدين بالحق ويقدمه على كل أحد بالدليل، ولكن لا يحمله ذلك على ظلم أخيه، وعدم
إنصافه إذا خالفه في الرأي في مسائل الاجتهاد التي قد يخفى دليلها)
([42])
.
2-تفويت
المنفعة: فمن ظن بأحد سوء وكان الآخر ذا علم وفضل ترك الاستفادة منه، مما يفوت
عليه منفعته،فيخسر الانتفاع بمن ظنه ضاراً ، أو الاهتداء بمن ظنه ضالاً، أو تحصيل
علم ممن ظنه جاهلاً ونحو ذلك([43])
.
3-الضيق
والحزن: فظن السوء يؤدي إلى الضيق والحزن فالإنسان الذي يسيء الظن هو الذي يتضايق
ويحزن .
وذلك قد
يمثل فيما لو مثلاً نظر أحدهم للآخر نظرة غريبة أو لم يبال حين سلم عليه، أو لم
يأت منزله أو نحو ذلك، فيظن الآخر أنه كاره له... أو نحو ذلك من الظنون فيضيق
ويحزن ، فحسن الظن يؤدي إلى طمأنينة القلب بعكس سوء الظن([44])
.
4-القطيعة:
فظن السوء يؤدي إلى الشقاق والخلاف والقطيعة في صفوف المسلمين، وقد حذرنا الله من
ذلك فقال تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا))[آل عمران:1]
فلا
ينبغي أن يجعل لسوء الظن سبيلاً للتفرقة بين أفراد الأمة.
وقد
حذرنا من ذلك رسول الله –×-فقال:
(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا
رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء) ([45]).
وهذا
الأمر له خطورته فيما لو كان المظنون به امرء مسلما فحسب، ولكن يزداد الأمر خطورة
فيما لو كان المظنون به من ذوي الأرحام والأقارب، وقد أمرنا الله بصلة الأرحام
فقال تعالى: ((واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام))[النساء: 1] وحذرنا من
قطيعتها فقال تعالى: ((فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم،
[محمد: 22، 23] وقال الرسول –×-(لا
يدخل الجنة قاطع رحم) ([46]).
5-الغيبة
والنميمة: والغيبة أمر يترتب على سوء الظن في كثير من أحيانه، وقد ذكر الله في آية
الحجرات إساءة الظن وأردف بالنهي عن الغيبة.
فقال
تعالى: ((ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه))
[الحجرات: 12].
وفي هذه
الآية يقول ابن القيم([47])
–رحمه الله-: (هذا من أحسن القياس التمثيلي فإنه شبه تمزيق عرض الأخ بتمزيق لحمه،ولما
كان المغتاب عاجزاً عن دفعه عن نفسه بكونه غائباً عن مجلس ذمه، كان بمنزلة الميت
الذي يقطع لحمه ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه ولما كان مقتضى الأخوة التراحم والتواصل
والتناصر، فعلق عليها المغتاب ضد مقتضاها من الذم والعيب والطعن: كان ذلك نظير
تقطيع لحم أخيه، والأخوة تقتضي حفظه وصيانته والذب عنه.
ولما كان
المغتاب متمتعاً بعرض أخيه متفكها بغيبته وذمه، متحلياً بذلك شبه بآكل لحم أخيه
بعد تقطيعه...) ([48]).
وقال
الرسول الله –×-: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، فقيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال: إن كان
فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته) ([49]).
وكذا سوء
الظن يؤدي إلى نشر النميمة، فهذا يظن ظناً مشيناً يسير به بين الناس. وأمر النميمة
خطير جداً وقد حذرنا الله منها فقال تعالى: ((ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم))
[القلم: 10-11] وقال الرسول × ((لا
يدخل الجنة نمام)) ([50]).
6-التحقير
والسخرية: وهو أثر آخر لإساءة الظن فيسيء الظن ثم يحتقر ويسخر متناسياً إثم ذلك
ومغبته، قال تعالى: ((لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم...)) [الحجرات:
11]
وقال
رسول الله –×-(بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))
([51]).
7-التحسس
والتجسس: أمر قد يكون الحركة التالية
للظن، وقد يكون حركة ابتدائية لمن كانت هوايته البحث عن الاستار والكشف عن العورات
–والعياذ بالله-
والله
تعالى نهى عن هذا العمل الدنيء فقال تعالى: ((ولا تجسسوا)) [الحجرات: 12].
وقال
الرسول –×-: (يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان
إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة
أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) ([52])
وفي هذا الحديث وعيد شديد لمن كان هذا ديدنه وسلوكه.
كما قد
ورد عن السلف الصالح –رضوان الله عليهم-ما يدل على عنايتهم باجتناب هذا الأمر ،فعن
ابن مسعود([53])
–رضي الله عنه-أنه أتي برجل، فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمراً، فقال عبد الله:
(قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء
نأخذ به) ([54]).
8-شيوع
الفاحشة: وذلك أن كثرة الحديث عن الفواحش والذنوب والآثام، وإن كانت غير صحيحة
وإنما مبناها على ظنون وأوهام هي سبب كبير
في تفشى الفاحشة وشيوعها.
فلا يزال
يتكرر حديث الفحش حتى يصبح أمراً مألوفاً لا يستنكره أحد، بل قد يزيد حتى يستمرئ
الحديث .
ولذا كان
موقف السنة حاسماً من المجاهرة بالفواحش والذنوب فقال الرسول –×-:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرون) ([55])
، وما كان ذلك التوعد إلا لعظم خطره ، وكبير أثره .
9-الطعن
في الأنساب وانتهاك الأعراض: وهكذا فإن الظنون الواهية قد تصبح سبباً في الطعن في
الأنساب، وانتهاك الأعراض فبين يوم وليلة؛ قد يصبح المرء متهم في عرضه، مقدوح في
نسبه ، وما ذاك إلا لأنه في اليوم الأول قال فلان: أظن فلاناً زانياً، أو خبيثاً،
وفي اليوم التالي: أصبح ذاك يقيناً.
وهكذا
يتناسى الناس ويتغافلون عن هذه الجرائم، تاركين المنهج السديد، قال الرسول –×-:
(اثنتان هما بالناس كفر: الطعن في النسب، والنياحة عل الميت)
([56])
.
وقال
عليه الصلاة والسلام: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام، كحرمة يومكم هذا في
شهركم هذا، في بلدكم هذا) ([57])
.
ومن كان
هذا صنيعه فأين هو من هذا المنهج السديد –والله المستعان-
10-التكفير
والتفسيق: هو أمر أخطر مما سبقه، ينبغي التنبه إليه، والحذر منه، قال الرسول –×-(لا
يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك)
([58])
.
نعم هو
أمر خطير لا ينبغي التساهل فيه، وترك العنان له يسير في الأمة كيف يشاء؟ يسير بلا
ضابط سليم، ولا أساس صحيح؟ يسير وفق هوى مجرد، وظن موهم.
فإذا رأى
أحدهم من يخالفه، ولو في أمر هين يسير، كفره أو فسقه.
قال ابن
تيمية–رحمه الله-: (وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد
منهم على أحد بكفر ولا بفسق ولا معصية...،كمسألة رؤية النبي –×-ربه،
ومسألة سماع الميت كلام الحي ،وتعذيب الميت ببكاء أهله، وغير ذلك)
([59]).
وهذا
فيما عدا الواجبات والمحرمات، وما كان من شرائع الإسلام الظاهرة،
فهذا بلا
شك، يكفر الواحد بجحودها بل يقاتل([60]).
وإذا كان
الأمر بهذا الخطورة كان لزاماً التثبت فيه، والسير على منهج سديد فيه، وهذا النهج
هو كما يذكره لنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين([61])
–رحمه الله- حيث قال: (الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله –تعالى-
ورسوله –×-فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى
الكتاب والسنة ، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب
والسنة على كفره أو فسقه، والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه، وبقاء
عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يجوز التساهل في تكفيره أو
تفسيقه، لأن في ذلك محذورين عظيمين:
الأول:
افتراء الكذب على الله في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.
والثاني:
الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه... وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم
بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين: أحدهما: دلالة الكتاب والسنة على هذا القول أو الفعل
الموجب للكفر أو الفسق.
الثاني:
انطباق هذا الحكم على القائل المعين ، أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير و التفسيق
في حقه وتنتفي الموانع..) ([62]).
11-إزهاق
الأنفس وإهدار الأموال: فكم نفس أزهقت، وأموال أهدرت بكلمة زور وبهتان خرجت –والله
المستعان-
وقتل
النفس من أبشع الجرائم قال تعالى: ((من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض
فكأنما قتل الناس جميعاً)) [المائدة: 32].
وقال
الرسول –×-: (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب
دماً حراماً) ([63]).
وكذا غرم
الناس أموالاً طائلة بظنون خاطئة، والمال له حرمة لا تخفى، قال تعالى: ((ولا
تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل))[النساء: 29]
وقال
الرسول –×-: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع
أرضين) ([64])
.
12-استغلال
الأعداء لهذا الأمر والاستفادة منه:
قد يستغل
الأعداء هذا الأمر في التفرقة بين المسلمين وإثارة الشكوك بين الصفوف، ومن ثم
اجتذاب ضعاف النفوس إلى جانبهم، والتغلب عليهم.
وهذا
يتضح جلياً من حادثة الافك، فمن آثارها ما أراد سوى التفرقة بين المسلمين والنيل
منهم.
وكذا يتضح من محنة ابن تيمية([65])
–رحمه الله-حيث حسد بعض العلماء ذلك العالم الجليل وقد وجد الحسد الحطب الذي ينفث
فيه النار وتحرق بها المحسود.
فقول الحق الذي كان يجري على لسانه، الطوائف
الكثيرة أغضبها ذلك وأغضبها محاربته لأهل
الباطل كالشيعة والصوفية... فكان هؤلاء ممن ثاروا وأوغروا الصدور، وأزعجوا الأمراء
بالشكوى منه المرة بعد المرة، وأثاروا الغبار حوله... لينالوا ما يريدون([66]).
وكذا
الحال بالنسبة للشيخ –محمد بن عبد لوهاب([67])-رحمه
الله- فلما اشتهر الشيخ وكتب الكتابات الكثيرة، وألف المؤلفات القيمة ونشرها بين
الناس ظهر جماعة كبيرة من حساده ومخالفيه، وظهر أيضاً أعداء آخرون وصار أعداؤه
وخصومه قسمين: قسم عادوه باسم العلم والإيمان وقسم عادوه باسم السياسة، ولكن
تستروا باسم العلم والدين ؛ فتارة يقولون عنه أنه من الخوارج، وتارة يخرق
الإجماع... وهكذا([68]).
الفصل الثالث
علاج ظن السوء
المبحث الأول
علاج المجتمع
ويكون بأمور:الأمر الأول: (معرفة
عظم هذا الأمر)
فمعرفة
عظم هذا الأمر، ومدى خطورته وأثره، وحكم الشرع قبل ذلك فيه، بلا شك سبب عظيم في
تركه واجتنابه.
فلا بد
دوماً من معرفة الداء حتى يعرف الدواء.
فإذا علم
هذا الأمر، وما موقف الكتاب والسنة، وما كان من نهج السلف الصالح فيه، وما مدى
تأثيره البالغ وأذاه الجسيم؟ أمكن تسطير العلاج وذكره ومن ثم العمل به –بأذن
الله-.
الأمر الثاني:
(التقوى والورع والمراقبة)
فالتقوى
والورع والمراقبة، كل هذه أساسيات في عمل كل طاعة، وترك كل معصية.
فمتى اتقى
الله المرء هذب أقواله وأفعاله، وحرص أن يكون كل ما يصنعه في مرضاة الله –تعالى –.
ولو أحس
كل فرد أن الله معه يحصي حركاته، ويسجل أعماله فلابد أن ينضبط سلوكه وفكره، وينضبط
شعوره وقلبه، لا لأن الناس معه، وهو مضطر إزاءهم أن يكون تقيا ومنضبطا، وإنما لأن
الله معه ((إلا هو معهم أينما كانوا)) [المجادلة: 7].
والتاريخ الإسلامي حافل بنماذج من الرجال
والنساء الذين صفت أنفسهم، وطهرت سرائرهم، ولم يكن في مقدور الفرد منهم أن ينال
من غيره في غيبته، وهو يعلم أن كلامه
يكتب، وحديثه يسجل ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) [ق: 18] رقيب مسجل كل
حركة كل همسة، كل كلمة... ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا))
[الإسراء: 36] ([69])
فهو موقن
بأنه سيسأل يوم القيامة عن أفعال جوارحه كلها.
الأمر الثالث:
(عدم استدعاؤه):
فالظن
يبدأ غالباً كخاطرة؛ فهو يحصل في خاطر الإنسان اضطراراً عن غير اختيار([70]).
وقد قال ابن القيم –رحمه الله-(واعلم أن ورود
الخواطر لا يضر، وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته، فالخاطر كالمار على الطريق، فإن لم
تستدعه وتركته مر وانصرف عنك، وإن استدعيته سحرك بحديثه، وخدعه، وغره، وهو أخف شيء
على النفس الفارغة الباطلة، وأثقل شيء على القلب والنفس الشريفة السماوية
المطمئنة) ([71]).
وحيث كان
الأمر كذلك، لزم مراعاة الخواطر، وعدم تركها كما تشاء تلهو بعقل المرء وقلبه،
فيحكم بها على مالا سند له ولا استدلال عليه.
الأمر الرابع:
(صون الأذن عن استماع الغمز)
ولا شك
أن استماع الغمز واللمز، مما يورث مساوئ الظنون، وما من جارحة هي أشد ضرراً على
العبد بعد لسانه من سمعه.
وقد صدق
القائل:
فإنك عند
استماع القبيح شريك لقائله فانتبه([72])
وقد قال ابن حجر([73])
–رحمه الله-ضمن ما ذكره من فوائد حادثة
الإفك: (وفيه ذم الغيبة، وذم سماعها، وزجر من يتعاطاها لاسيما إن تضمنت تهمة
المؤمن بما لم يقع منه) ([74]).
الأمر الخامس
:(الاشتغال بعلاج عيوب النفس والالتفات إليها دون عيوب الآخرين) فالالتفات إلى
عيوب الآخرين وتفصيلها بلا داع، أو مبرر، أنما هو هوى دافع لإساءة الظنون.
وقد قال
ابن القيم –رحمه الله-: (من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس، ومن عرف ربه
اشتغل به عن هوى نفسه) ([75]).
نعم من
عرف نفسه اشتغل بإصلاحها وتهذيبها وتقويمها عن تتبع أخطاء الناس وزلاتهم، ولما كان
حاله كما ذكر أبو هريرة([76])
–رضي الله عنه-(يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عين نفسه)
([77]).
وقال أبو
حاتم([78]):
(وإذا كان من السلامة ترك التجسس على عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه،
فإن اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب
لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، ومن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه، عمى
قلبه، وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه) ([79]).
الأمر السادس
(ستر عيوب الناس)
فإذا ظهر
لأحد عيب في أخيه فعليه ستره، وعدم إشاعته وإذاعته ،أو التكلم به في كل حين وفي كل
مجلس.
وكل ذلك
منهي عنه قال تعالى: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب
أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)) [النور: 19]
وهذا
تأديب لمن سمع شيئاً من الكلام السيئ، فقام بذهنه شيء منه ،وتكلم به، فلا يكثر منه،
ولا يشيعه ولا يذيعه.
وتوعد
الله من فعل ذلك بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وأمرهم برد الأمور كلها إليه ليرشدوا. ([80])
وقال ابن
تيمية–رحمه الله-(وفي الآية نهي عن تلقي مثل هذا باللسان ،ونهي عن أن يقول الإنسان
ما ليس له به علم ،لقوله تعالى: ((ولا تقف ما ليس لك به علم))[الإسراء: 36] والله
جعل في فعل الفاحشة والقذف من العقوبة ما لم يجعله في شيء من المعاصي)
([81]).
الأمر السابع
(تقديم الظن الحسن)
وهذا
امتثالاً لقوله تعالى: ((لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً
وقالوا هذا أفك مبين))[النور:12].
فيجب على
المؤمنين إذا سمعوا سوء عن إخوانهم أن يقدموا الظن الحسن والخير بهم، ويقولون هذا
أفك مبين.
الأمر الثامن:
(التثبت والتمحيص والتشكك في صدقه إلى أن يتبين موجبه)
وقد قال
ابن حجر–رحمه الله-في تفسيره لسورة النور فيما يتعلق بحادثة الافك: (وفيه البحث عن
الأمر القبيح إذا أشيع، وتعرف صحته وفساده بالتنقيب على من قيل فيه، هل وقع منه
قبل ذلك ما يشبهه أو يقرب منه؟ واستصحاب حال من اتهم بسوء، أو كان قبل ذلك معروفاً
بالخير ،إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك) ([82]).
ولما جاء
الأمر باجتناب كثير من الظن، علمنا أن الظنون الآثمة غير قليله، فوجب التمحيص
والتمييز بين الظن الباطل والحق.
فإذا
أحسست بذلك، فتثبت واستعن بالله، ولا تجعل للشيطان إليك سبيلاً، فإن ظناً سيئاً واحداً
برجلٍ برئ قد يؤدي بك إلى النار، فللمؤمن حرمة يجب مراعاتها وعدم انتهاكها.
فمن عرف
منه الصلاح، وأونست فيه الأمانة والإخلاص، وشوهد منه التستر والعمل الخالص ،فلا
يجوز قطعاً أن يظن به سوء، لمجرد شبة، لا يقوم عليها دليل ،وليس معها تعليل.
أما
المجاهر فلا يحرم سوء الظن به، وإن لم يره الظان على معصيته ،لأنه مكن من صفحته،
وأزال حرمة عرضه. ([83])
الأمر التاسع:
(أن يعرضه على ما بينته الشريعة)
وهو أمر
تابع لما سبقه، فإن المرء إذا وجد شيئاً قادحاً كما يراه، لا يكتفي برؤيته هو، بل
عليه أن يعرضه على ما بينته الشريعة ،قبل أن يقرر القرار النهائي.
وفي هذا
يقول الشيخ ابن عثيمين–رحمه الله -(يجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق، أن ينظر
في أمرين:
أحدهما:
دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني:
انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين...)
([84]).
الأمر العاشر
(عدم التحقق والتجسس)
وقد يظن
أن هذا يخالف ما سبق من حث على التثبت والتمحيص، ولكن الأمر ليس كذلك، فالتثبت
والتمحيص يكون بعد ظهور أمر يوجبه، أما التجسس المقصود هنا فهو البحث عن الخبايا والأستار،
دون أن يكون هناك ما يوجبه، بل كل ما في الأمر أوهام وخواطر وظنون ،لا أساس لها بل
باطلة.
وهذا
السلوك وهو التحسس والتجسس كثيراً ما يلجأ إليه من يتهم غيره بسوء، فيقول: سأحاول
أن أتحقق فيتجسس على غيره بغير حق، وبذلك يرتكب ذنباً آخر، وأحياناً بعد التجسس ،يصل إلى نتيجة تحقق
له ظنه، فيغتاب أخاه المسلم، ويذكره بسوء، فيرتكب ثلاث آثام، وهكذا يجر ظن السوء
إلى آثام عديدة ،إن لم يبتره المرء، ويقطع مادته من جذورها.
ولذلك
نهى الله عن التجسس والغيبة ،بعد النهي عن سوء الظن ،تنبيهاً للمسلم، وتحذيراً له
من التورط فيما يجره سوء الظن بالمسلم الظاهر العدالة المستور.
([85])
الأمر الحادي عشر
(عدم العمل بموجبه والتحدث به)
وفي هذا
الأمر يقول الله تعالى: ((ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك
هذا بهتان عظيم))[النور: 16].
فهذا
تأديب من الله للمرء إن علق بنفسه شيء من ظن السوء على أخيه، وسوسة، أو خيالا، فلا
ينبغي أن يتكلم به([86]).
ويستهين
كثير من الناس في هذا الأمر، فكل من وسوس له الشيطان بشيء، أو خطر بباله خاطر أخذ
يحدث به، ويذيعه بين الناس بغير تحفظ أو احتراز أو اعتبار، وهذا من الأمور
العجيبة، إذ أنه قد يسهل على هؤلاء، ويهون عليهم التحفظ من أكل الحرام والظلم
والزنى والسرقة وشرب الخمر... وغير ذلك، ويصعب عليهم التحفظ من حركة اللسان
حتى أننا نرى الواحد منهم يشار إليه
بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يزل
بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم نرى من متورع عن الفواحش
والظلم ؛ولسانه يفري في أعراض الناس الأحياء والأموات ،ولا يبالي ما يقول.
ومما يدل
على ذلك قوله –×-: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال
الله –عز وجل-من ذا الذي يتألى علي أني لا أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك)
([87]).
فهذا
العابد الذي عبد الله ما شاء أن يعبده، أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله؟
فمن سمع
قائلاً يقول سوء في أحد فلا يخبر به، ويحدث لاسيما إذا كان القائل عيابة وقاعاً في
الناس ،سليط اللسان، أو دافع معرة عن نفسه ، يريد أن يكثر أمثاله في الناس وهذا
كثير جداً. ([88])
وبالجملة
فلا يحدث الإنسان إلا بالحق. ([89])
الأمر الثاني عشر:
(علاج أهم الأسباب الدافعة إلى إساءة الظن)
من أهم
الأسباب الدافعة إلى إساءة الظن أمور أربعة:
1-الهوى
2-الجهل 3-العجب بالنفس 4-الحسد
أما
الهوى :فما خالط شيئاً إلا أ فسده، وإذا وقع في الأقوال والأخبار كان دافعاً إلى
الكذب والافتراء وسوء الظن ؛قال تعالى((إذ
تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله
عظيم))[النور:15].
وأما
الجهل والحسد: فهما سببان لسوء الظن كذلك، وقد كان من أهم الأسباب التي دفعت في
أساءة الظن، وإثارة الشكوك حول الشيخ محمد بن عبد الوهاب–رحمه الله-حيث يقول الشيخ
عبد العزيز بن باز–رحمه الله-أثناء ذكره قصته: (فأجاب دعوته كثيرون من العلماء في
نجد، وعلماء الحرمين وعلماء اليمن وغيرهم ، وكتبوا إليه بالموافقة، وخالفه آخرون ،وعابوا
ما دعى إليه وذموه، ونفروا عنه وهم بين أمرين:
ما بين
جاهل خرافي لا يعرف دين الله، ولا يعرف التوحيد، وإنما يعرف ما هو عليه آباؤه
وأجداده من الجهل والضلال والشرك، والبدع والخرافات ،كما قال الله –عز وجل-عن
أمثال أولئك ((إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون))[الزخرف:23].
وطائفة
أخري ردوا عناداً وحسداً لئلا يقول العامة: ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟
لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟!
فحسدوه وخجلوا من العامة، وأظهروا العناد للحق، إيثاراً للعاجل على الآجل، واقتداء
باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة، نسأل الله العافية والسلامة)
([90]).
وهذا
الأمران وهما الجهل والحسد ،بلا شك سببان عظيمان من أسباب إساءة الظنون وإثارتها
وإشاعتها.
أما
بالنسبة للعجب بالنفس: فذلك أن أكثر من يصاب بهذا المرض، ذوو المناصب والوجاهات
والأغنياء؛ والمترفون والمشتركون في عمل واحد([91]).
وأما
علاج هذه الأمور الأربعة باختصار شديد فكما يلي:
فأما
الهوى والعجب بالنفس فعلاجه: أن يصلح المرء باطنه، ويحرص على استقامة قلبه وطهارته
،وعليه بخشية الله وخوفه ومراقبته، والإخلاص له والإيمان به.
وأما بالنسبة للجهل: فعلاجه هو طلب العلم
النافع.
وأما بالنسبة
للحسد: فعلاجه كما يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية–رحمه الله-: (فمن وجد في نفسه
حسداً لغيره ،فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر، فيكره ذلك من نفسه، وكثير من
الناس الذين عندهم دين لا يعتدون على
المحسود، فلا يعينون من ظلمه، ولكنهم أيضاً لا يقومون بما يجب من حقه، بل إذا ذمه
أحد لم يوافقوه على ذمه، ولم يذكروا محامده، وكذلك لو مدحه أحد لسكتوا، وهؤلاء
مدينون في ترك المأمور في حقه، مفرطون في ذلك لا معتدون عليه ،وجزاؤهم أنهم يبخسون
حقوقهم فلا ينصفون أيضاً في مواضع، ولا ينصرون على من ظلمهم، كما لم ينصروا هذا
المحسود ،وأما من اعتدى بقول أو فعل فذلك يعاقب) ([92]).
المبحث الثاني
علاج المظنون به
الأمر
الأول (التقوى)
فمن اتقى الله جعل له مخرجاً من مضائق الدنيا ومضائق
الآخرة، فالتقوى باب لتفريج كل الكرب، ومنها كربة الظلم والبهتان؛ قال تعالى: ((ومن
يتق الله يجعل له مخرجاً))[الطلاق: 2].
الأمر
الثاني: (الصبر والاحتساب)
الحياة
الدنيا دار ابتلاء وفناء، والآخرة هي دار الجزاء والبقاء، وقد قال تعالى: ((أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون))[العنكبوت:2].
وقد حثنا
الله على مقابلة هذا الابتلاء بالصبر والثبات والاحتساب، وعدم الجزع أو السخط أو
الانحراف.
ولا بد
من العلم الجازم بأن لله تعالى حكما عظيمة في هذا الابتلاء ،وفي هذا يقول ابن
القيم–رحمه الله-: (وإذا تأملت حكمته –سبحانه- فيما ابتلى به عباده وصفوته ، بما
ساقهم به إلى أجل الغايات، وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على
جسر من الابتلاء والامتحان .
وكان ذلك
الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم والكرامة ،فصورته صورة ابتلاء وامتحان،
وباطنه فيه الرحمة والنعمة، فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة، تجنى من قطوف
الابتلاء ولامتحان) ([93])
فالابتلاء
للمؤمن كالدواء له ،يستخرج منه الأدواء، وتظهر به عبوديته وذله لله وانكساره له
وافتقاره إليه([94]).
الأمر
الثالث (الدعاء)
وهذا سبب
عظيم لحصول المطالب والمقاصد، يغفل عنه كثير من الناس،فالله أمرنا بالدعاء وواعدنا
بالاستجابة فقال –عز من قائل-((أدعوني استجب لكم))[غافر: 60].
الأمر
الرابع: (مقابلة من أساء بالحسنى)
وفي هذا
الأمر يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي([95])
–رحمه الله-: ((ولما كان المجتمع لا يسلم فرد من أفراده كائناً من كان من مناوىء
يناؤه ، ومعاد يعاديه، من مجتمعه الإنسي والجني، ليس يخلو من ضد ولو حاول العزلة
في رأس الجبل، وكان كل فرد محتاجاً إلى علاج هذا الداء الذي عمت به البلوى، أوضح –تعالى-علاجه
في ثلاثة مواضع من كتابه بين فيها أن علاج مناوأة الإنسي هو: الإعراض عن إساءته،
ومقابلتها بالإحسان، وأن شيطان الجن لا علاج لدائه إلا الاستعاذة بالله من شره.
الموضع
الأول: قوله تعالى في أخريات الأعراف في الإنسي: ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن
الجاهلين))[الأعراف: 169].
الموضع
الثاني: في سورة المؤمنين قال فيه في الآية : ((ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن
أعلم بما يصفون))[المؤمنون: 96].
الموضوع
الثالث: في فصلت وقد زاد فيه تعالى التصريح بأن ذلك العلاج السماوي يقطع ذلك الداء
الشيطاني، وزاد فيه أيضاً أن ذلك العلاج السماوي لا يعطي لكل الناس بل لا يعطاه
إلا صاحب النصيب الأوفر والحظ الأكبر قال فيه في الآية: ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا
الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))[فصلت:34] ومن عمل ذلك حصل على خير كثير))([96]).
وقال
الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي–رحمه الله-: (ولما كان لا بد للعبد من أذية الجاهلين
له بالقول أو الفعل، أمر الله بالإعراض عنهم ، وعدم مقابلة الجاهلين بجهلهم، فمن
آذاك بقوله أو فعله فلا تؤذه، ومن حرمك فلا تحرمه، ومن قطعك فصله، ومن ظلمك فاعدل
معه.
فبذالك
يحصل لك من الثواب من الله، ومن راحة القلب وسكونه، ومن السلامة من الجاهلين، ومن
انقلاب العدو صديقاً، ومن التبوء من مكارم الأخلاق أعلاها أكبر حظ، وأوفر نصيب)
([97]).
الأمر
الخامس (التأسي بمن قد سلف):
من أنفع
الأمور للمبتلى بهذا الأمر ،أو ما سواه من الابتلاءات ،التأسي بمن سبق وسلف.
وليعلم أنه ما من قرية أو مدينة، بل ولا في أي بيت من لم
يصب، بل لابد أن يكون هناك من أصيب، فمنهم من أصيب مرة، ومنهم من أصيب مراراً ؛وليس
ذلك بمنقطع حتى يأتي على الجميع.
حتى نفس
المصاب، فيصاب أسوة بأمثاله ممن تقدمه، فإنه إن نظر يمنة فلا يرى إلا محنة، وإن
نظر يسرة فلا يرى إلا حسرة، فلو علم المصاب أنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا
مبتلى، أما بفوات محبوب أو حصول مكروه، فسرور الدنيا أحلام نوم، أو كظل زائل، إن
أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، إن علم ذلك سلت
نفسه وتصبرت([98]).
فإن الله
ابتلى آدم ونوحاً وموسى وعيسى ومحمد –صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين-فلما صبروا مكنهم ،فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة
وهذا أصل عظيم ينبغي معرفته([99]).
وقد ابتلي بهذا الأمر خاصة كثير ممن هم من خير هذه الأمة،
مما يوجب التسلية والصبر والتعزية.
وهذه
ثلاث نماذج من أولئك:
أولاً:
عائشة([100])
–رضي الله عنها-: فها هي أم المؤمنين زوج رسول الله –×-بنت
أبي بكر الصديق –رضي الله عنه-هاهي ذي ترمي في أمانتها ووفائها، ترمى وهي بريئة
غافلة لا تحتاط لشيء ولا تتوقع شيئاً، فلا تجد ما يبرؤها مما رميت به، والوحي
يتلبث مدة لحكمة يريدها الله، وهي في مثل هذا الموقف الخطير، وهذا الابتلاء
العظيم.
ويا لله
لها ورسوله –×- يقول لها: ( أما بعد: فإنه قد بلغني عنك كذا
وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله –تعالى-وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي
إليه، فإن العبد إذا أعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه)
([101]).
وها هو
ذا أبو بكر الصديق –رضي الله عنه-في وقاره وحساسيته، وطيب نفسه يلزمه الألم، وهو
يرمي في عرضه، في ابنته...
وها هو
ذا رسول الله –×- يرمى في زوجه –بل أحب زوجاته إليه([102])
ومهما أردنا أن نصور ذلك الأمر لن نستطع.
ثانياً:
ابن تيمية –رحمه الله-: فها هو ذا شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-ينسب تارة إلى
التجسم، وتارة إلى الزندقة، وتارة يقال عنه أن يسعى للإمامة الكبرى، وتارة يقال
أنه مبتدع... وهو من ذلك كله بريء([103]).
ثالثاً:
محمد بن عبد الوهاب وهذا الشيخ الفاضل أيضاً نسب إليه بغض الأولياء والأنبياء،
وقيل فيه أنه ضال مضل، جاهل بمعنى لا إله إلا الله، وأنه أتى الأمة من الباب الضيق
وهو تكفيرها، ولم يأتها من الباب الواسع ؛إلى غير ذلك من الافتراءات([104]).
وهذه
ثلاث نماذج ممن افتري عليهم، وظن بهم ظن السوء –والعياذ بالله-فليكن كل مبتلى
متأسياً بهؤلاء ،ومن سواهم من الأخيار ممن لم يذكروا –والله المستعان-.
الخاتمة
الخاتمة
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد:
فبعد
استعراضنا في هذا البحث الموجز ظن السوء
نستنتج أمور عدة منها:
1- أن ظن السوء بالمسلم الظاهر العدالة محرم.
2- أن ظن السوء هو ما كان مبنياً على وهم أو هوى مجرد،مما لا أساس له
يعتمد عليه سوى أباطيل زائفة .
3- أن للكتاب والسنة موقف حازم وحاسم من هذا الأمر، فقد نهى الله
عنه، وأكد نهيه بأمور عدة ،ونهى عن ذلك نبينا محمد –×-
وبين مدى كذبه وبهتانه، وبعض دوافعه ومن أهمها هو الشيطان الذي يجري من ابن آدم
مجرى الدم.
4- أن السلف الصالح –رضوان الله عليهم-ممن التزموا بالمنهج السديد
السليم، كان لهم كذلك موقفاً صحيحاُ تجاه هذا الأمر، فحذروا منه غيرهم، واجتنبوه
هم بأنفسهم ووضعوا مقاييس دقيقة تحدد لهم ظن السوء من غيره.
5- آثاره: وهي كثيرة وخطيرة جداعلى هذه الأمة.
6- العلاج: وهو علاج للأمة لتجتث جذور هذا
الذنب من أصولها، وتستطيع التغلب على ذلك ،وعلاج آخر للمجتمع لكي لا يضعف ويخور
ويتغلب على الباطل مهما كان.
والحمد
لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أفضل المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الفهارس
فهرس الآيات
((آل
عمران))
1-((واعتصموا
بحبل الله..)) (103).........................................................
((النساء))
2-واتقوا
الله الذي تساءلون به والأرحام (1)................................................
3-لا
تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل (29)......................................................
((المائدة))
4-
من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض (32)......................................
((الأعراف))
5-خذ
العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين (199).............................
((الحجر))
6-فوربك
لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون (92-93-)................................
((النحل))
7-ولتسألن
عما كنتم تعملون (93)............................................................
((الإسراء))
8-ولا
تقف ما ليس لك به علم... (36)........................................................
((المؤمنون))
9-أدفع
بالتي هي أحسن السيئة (96).........................................................
((النور))
10-لولا
إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات (12).....................................
11-إذ
تلقونه بألسنتكم... (15).................................................................
12-ولولا
إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكم... (16)...................................
13-إن
الذين يحبون أن تشيع الفاحشة...(19)...............................................
((العنكبوت))
14-احسب
الناس أن يتركوا..(2)..............................................................
((فصلت))
15-أدفع
بالتي هي أحسن فإذا الذي.. (34)..................................................
((الزخرف))
16-إنا
وجدنا ءاباءنا على أمة..(23).........................................................
((محمد))
17-فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا... (22، 23)..........................................
((الحجرات))
18-لا
سخر قوم من قوم..(11)................................................................
19-يا
أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً.. (12)...............................................
((ق))
20-ما
يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. (18).............................................
((المجادلة))
21-إلا
هو معهم أينما كانوا (7)...............................................................
((الطلاق))
22-ومن
يتق الله يجعل له مخرجاً (2).......................................................
((القلم))
23-ولا
تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم (10، 11)...............................
فهرس الأحاديث:
طرق
الحديث الصفحة
1-أتدرون
ما الغيبة؟.......................................................................................
2-اثنتان
هما بالناس كفر.. ...............................................................................
3-إن
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.........................................................
4-إن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام......................................................
5-أما
بعد: فإنه قد بلغني عنه كذا وكذا.................................................................
6-إياكم
والظن فإن الظن أكذب الحديث................................................................
7-بحسب
امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.......................................................
8- تفتح
ابواب الجنة يوم الاثنين والخمس.............................................................
9-قال
رجل: والله لا يغفر الله لفلان... .................................................................
10-كل
أمتي معافى إلا المجاهرون.....................................................................
11-لا
يدخل الجنة نمام....................................................................................
12-لا
يدخل الجنة قاطع رحم............................................................................
13-لا
يزال المرء في فسحة من دينه.. ................................................................
14-لا
يرمي رجل رجلاً بالفسوق.. ....................................................................
15-من
ظلم قيد شبر من الأرض طوقه.. .............................................................
16-يا معشر
من أسلم بلسانه ولم يفض... .............................................................
فهرس الآثار
طرف
الأثر الصفحة
1-إني
أخاف سوء الظن...................................................................................
2-قد
نهينا عن التجسس...................................................................................
3-من
تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء...............................................................
4-نهى
الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شراً .............................................................
5-هو
الرجل يسمع عن أخيه كلاماً لا يريد به سوءً..................................................
6-يبصر
أحدكم القذاة في عين أخيه.....................................................................
-ص-
صحيح
مسلم بشرح النووي
صحيح
الترمذي
صفة
الصفوة
-أ-
الطبقات
الكبرى
-ع-
علماؤنا
-ف-
الفتاوى
في ظلال
القرآن
الفوائد
-ق-
القواعد
المثلى
القاموس
المحيط
-م-
مفتاح
دار السعادة
-ج-
الجواب
الكافي
-ح-
الحزن
والاكتئاب
حياة شيخ
الإسلام
-د-
دحض
شبهات على التوحيد
الدر
المنثور
-ذ-
الذريعة
إلى مكارم الأخلاق
-ر-
روضة
العقلاء ونزهة الفضلاء
الرسائل
المفيدة.
-س-
السكون
الاجتماع
سير
أعلام النبلاء
فهرس المراجع
-أ-
1-
الاجتهاد في الشريعة الإسلامية وبحوث أخرى.
2-أخلاق
المؤمنين والمؤمنات.
3-أدب
الدنيا والدين.
4-الأدب
المفرد.
5-الإسلام
دين كامل.
6-أعلام
الموقعين.
7-الأعلام.
8-إغاثة
اللهفان.
9-أضواء
البيان.
10-أيسر
التفاسير.
-ب-
11-البداية
والنهاية.
12-بذل
المجهود.
-ت-
تفسير
ابن كثير.
تفسير
القرطبي.
تفسير
أبي السعود العمادي.
تفسير
النسفي.
تفسير
التحرير والتنوير.
تفسير
الشوكاني.
تفسير
الكريم الرحمن.
تذكرة
الحفاظ.
تحفة
الأحوذي
تيسير
اللطيف المنان.
تسلية
أهل المصائب.
تفسير
الآلوسي.
تفسير
ابن الجوزي.
ابن
تيمية حياته.
الرقم
|
اسم الكتاب
|
المؤلف
|
دار النشر
|
3)
|
أيسر التفاسير
|
أبو بكر الجزائري
|
ط2 طبعة منقحة
|
4)
|
الإسلام دين كامل
|
محمد الأمين الشنقيطي
|
دار المدن بجده
|
5)
|
إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان
|
لابن القيم راجعه وعلق عليه
محمد الأنوار البلتاج.
|
الاولى1403هـ الثرات العربي
|
6)
|
الاجتهاد في الشريعة الإسلامية وبحوث
أخرى.
|
من البحوث المقدمة لمؤتمر الفقه
الإسلامي الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود
|
1404هـ إدارة الثقافة
والنشربالجامعةالأولى1374هـ
|
7)
|
أعلام الموقعين
|
لابن القيم.حققه محمد محي الدين
عبد الحميد
|
الأولى 1374هـ دار الفكر.
|
8)
|
أخلاق المؤمنين والمؤمنات
|
لابن باز رحمه الله(شريط)
|
|
9)
|
الأحكام في أصول الأحكام
|
للآمدي
|
دار الحديث
|
10)
|
الأصول في علم الأصول
|
لأبن العثيمين يرحمه الله
|
الثانية1409هـ دار طيبة
|
11)
|
ابن تيمية حياته وعصره وآراؤه
وفقهه
|
محمد أبو زهرة
|
دار الفكر العربي
|
12)
|
الأعلام
|
خير الدين الزر كي
|
ط7198هـ دار العلم للملايين
|
13)
|
أدب الدنيا والدين
|
أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب
البصري المعروف بالماوردي تحقيق مصطفى السقا
|
دار الكتب العلمية ط ع1398هـ دار
الكتيب العلمية ط4 1398هـ
|
14)
|
الأدب المفرد
|
البخاري
|
مؤسسة الكتب الثقافية ط1 1406هـ
|
15)
|
بذل المجهد في حل ابن داود
|
خليل أحمد الهارنفوري مع تعليق
محمد زكريا الكاندهلوي
|
ط3 1404هـ المكتبة الارادية
|
16)
|
البداية والنهاية
|
أبوالفداءالحافظ ابن كثير
|
منشورات مكتبة المعارف بيروت
|
17)
|
تيسيرالكريم الرحمن في تفسير
كلام المنان
|
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي،حققه
وضبطه ونسقه وصححه:محمد الزهري البخاري
|
المؤسسة السعدية بالرياض
|
18)
|
تفسير القرآن الكريم
|
لابن كثير
|
1403هـ دار المعرفة
|
19)
|
تفسير ابن مسعود
|
محمد أحمد عسيري
|
الأولى 1405هـ مؤسسة الملك فيصل
الخيرية
|
20)
|
تفسير ابن مسعود العماري المسمى
إرشاد العقل السليم
|
للقاضي الإمام ابن السعود محمد
بن محمد العماري
|
دار أحياء الثرات العربي
|
21)
|
مزايا القران الكريم
|
|
|
22)
|
تفسير التحرير والتنوير
|
للشيخ محمد الطاهر ابن عاشور
|
الدار التونسية للنشر.
|
24
|
تفسير القران الجليل المسمى
بمدارك التنزيل وحقائق التأويل
|
للإمام عبد الله المنسفي
|
دار الكتاب العربي
|
25
|
تفسير سورة النور
|
لابن عثيمين حفظه الله
|
|
|
تهذيب موعظة المؤمنين من إحياء
علوم الدين
|
الشيخ جمال الدين ألقاسمي حققه
وراجعه وأخرج أحاديثه:محمود مهدي الاستانبولي ومحمد عيد عباس
|
الثانية1408هـ دار ابن القيم
للنشر
|
|
تذكرة الحفاظ
|
للذهبي
|
دار الكتب العلمية
|
|
تسلية أهل المصائب
|
محمد النبجي الحنبلي شرح محمد
حسن الحمصي
|
ط2 1407هـ دار الرشيد بيروت ـ
لبنان
|
|
الجواب الكاف لمن سأل عن الدواء
الشافي
|
لابن القيم
|
|
|
الجامع لأحكام القرآن
|
عبد الله حمدبن أحمد الأنصاري
|
والتالثة1387هـ
|
|
حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
|
محمد بهجة البيطار
|
الثالثة 1407هـ المكتب الإسلامي
|
|
الحزن والكآبة في القرآن والطب والاكتئاب
على ضوء الكتاب والسنة.
|
عبد الله الخاطر
|
|
|
دحض شبهات على التوحيد عن سوء
الفهم لثلاثة أحاديث
|
الشيخ:عبد الله بن عبد الرحمن أبا
بطين النجدي الحنبلي.اعتنى بنشرها عبد السلام العبد الكريم
|
الثانية1407هـ دار العاصمة
|
|
الدرر المنشور في التفسير
بالمأثور.
|
جلال الدين السيوطي
|
|
|
وحي المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسبع المثاني
|
العلامة:الأوسي البغدادي
|
الرابعة1405هـ إدارة الطباعة
النبوية دارا حياء التراث العربي
|
|
رسائل مفيدة
|
الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن
آل شيخ
جمع وتعليق:سليمان بن سحمان
|
طبع بمطابع مؤسسة الجزيرة
للصحافة والطباعة والنشر
|
|
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
|
أبى حاتم بن حبان البسنفي، شرح
وتحقيق:محي الدين عبد الحميد محمد عبد الرزاق
حمزة ـ محمد الفقى
|
1337هـ دار الكتب العلمية
|
|
زاد المسير في علم التفسير
|
لابن الجوزي
|
الثالثة1404هـ طبعة المكتبة
|
|
سنن أبي داود
|
للإمام الحافظ:أبي داود سليمان
الازدي
|
1408هـ دار الريان
|
|
سنن الترمذي وهو الجامع الصحيح
|
للإمام محمد بن عيسى بن سورة
الترمذي
|
الثانية1403هـ دار الكتب
العلمية
|
|
سنن النسائي بشرح الحافظ جلال
الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي
|
اعتنى به ووضع فهارسه:عبد
الفتاح أبو غرة
|
الأولى 1404هـ دار البشائر
|
|
سنن أبي ماجة
|
الحافظ أبي عبدا لله بن محمد بن
زيد القز وين حققه ووضع فهارسه بالكمبيوتر:محمد مصطفى الأعظمي
|
الثانية 1404هـ شركة العربية
السعودية
|
|
السلوك الإجماع في القرآن.
|
حسن أيوب
|
الرابعة1403هـ دارالندوة المدينة
.
|
|
سوء الظن
|
لابن حميد
|
شريط
|
|
شرح العقيد الواسطية
|
لابن العز الحنفي حققها وراجعها
جماعة من العلماء اخرج أحاديثها:الألباني
|
لتاسعة1408هـالمكتب الإسلامي
|
|
شيخ الإسلامي ابن تيمية سيرته وأخباره عند
المؤرخين نصوص محفوظة ومطبوعة
|
جمعها وقدم لها د:صلاح الدين
المنجد
|
الأولى دار الكتاب الجديد
|
|
شرح الكوكب المنير
|
محمد بن أحمد النتوحي المعروف
بابن النجار تحقيق قمر الزحيلي،نزيه حماد
|
ط1400جامعة أم القرى
|
|
صحيح البخاري
|
الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل
بن إبراهيم بن المغيرة برذريه البخاري
|
دار الطباعة الصادرة باسطنبول.دار
الكتب العلمية
|
|
صحيح مسلم بشرح النووي
|
الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج
القشيري شرح محي الدين يحي بن شرف النووي
|
المكتبة المصري
|
|
صحيح الترمذي بشرح الإمام أبي
العربي المالكي
|
الترمذي
|
دار الكتاب العربي
|
|
صفة الصفوة
|
جمال الدين أبي الفرج أبي
الجوزي ضبطها إبراهيم رمضان سعيد اللحام
|
دار الكتب العلمية عام 1409هـ
|
|
علماؤنا
|
فهد البراك
|
|
|
فتح الباري شرح صحيح البخاري
|
أحمد بن علي حجر العسقلاني‘قام
بإخراجه محب الدين الخطيب،اشرف على طبعه:قصي الدين الخطيب قرأ أصله تصحيحا
وتعليقا:بن باز
|
دار المعرفة
|
|
فتح القدير الجامع بين فني
الرواية والدراية من علم التفسير
|
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
|
دار المعرفة
|
|
في ظلال القرآن
|
سيد قطب
|
12 1401هـ دار الشروق
|
|
الفوائد
|
لابن القيم حققه بشير محمد عيون
|
الأولى 1407هـ مكتبة دار البيان
|
|
القاموس المحيط
|
العلامة مجد الدين محمد بن
يعقوب الفيروزابادي
|
دار الكتاب العربي
|
|
القواعد المثلى في صفات الله
وأسمائه الحسنى
|
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
يرحمه الله
|
الثالثة 1408هـ دار عالم الكتاب
|
|
لسان العرب
|
لابن منظور
|
دار المعارف
|
|
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن
تيمية
|
جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد
قاسم العاصمي النجدي الحنبلي وساعده ابنه محمد وفقهما الله
|
مكتبة ابن تيمية
|
|
عداوة النفوس وتهذيب الأخلاق
والزهد في الرذائل
|
ابن حزم الأندلسي،تحقيق: أبو
حذيفة إبراهيم بن محمد
|
الأولى، 1407هـ مكتبة الصحابة
|
|
مجموع فتاوى ومقالات
|
الشيخ:عبد العزيز بن باز حفظة
الله اشرف على جمعه د:الشويعر
|
الثانية1407هـ
|
|
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية
العلم ولاراد
|
لابن القيم
|
دار الفكر
|
|
معجم المؤلفين
|
عمر رضا كحاله
|
دار إحياء الثرات
|
|
نظرات في سورة الحجرات
|
محمد محمود الصواف
|
السادس 1407هـ مؤسسة الرسالة
|
|
وفيات الأعيان وأبناء الزمان
|
أحمد بن محمد بن خاكان تحقيق
محمد محي الدين عبد الحميد
|
مطبعة السعادة ط1 1367
|
([8])
أخرجه البخاري في كتاب الشهادات باب إذا زكى رجلً رجلاً كفاه.
3/158. كتاب الأدب باب مايكره من التمادح 7/87. مسلم: كتاب الزهد. باب النهي عن
المدح إذا كان فيه افراط وخيف منه فتنة على الممدوح 18/125. أبو داوود كتاب الادب،
باب في كراهية التمادح 4/255، وابن ماجة ابواب الادب، باب المدح ص: 3789 2/323،
مسند الأمام أحمد 5/41، 45، 46، 47. عن أبي بكرة.
([16])
يدل عليه حديث رواه
ابن ماجه في كتاب الفتن باب حرمة
دم المؤمن وماله 2/364، حد/398 فعن عبد الله
بن عمرو رضي الله عنه أنه راى رسول الله
صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول
(ما أطيبك ، وأطيب ريحك ،ما أعظمك وما أعظم حرمتك ، والذي نفس محمد بيده
لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمةً منك ماله ودمه، وأن نَظُنَّ به إلا خيراً).
وذكره مسلم في كتاب البر، وابو داوود في
كتاب الأدب، والترمذي في البر وأحمد بن حنبل بألفاظ أخرى ليس فيها وأن
نظن به إلا خيراً ).
([38])
عبد الرحمن ناصر السعدي: هو ابو عبد الله
عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي من قبيلة تميم ولد في عنيزة عام
1307هـ. من مصنفاته: تسير الكريم الرحمن
في تفسير كلام المنان، ارشاد أولي البصائر
والألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، الدرة المختصرة في محاسن
الإسلام وفاته 1376هـ و(تفسيره: 1/5 معجم المؤلفين 13/396).
([41])
عبد العزيز بن باز: هو أبو عبد الله عبد
العزيز بن باز ولد في الرياض 1330هـ من مشايخه: محمد بن عبد
اللطيف آل الشيخ، سعد بن محمد العتيق وهو رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
اليوم من مؤلفاته: الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، التحذير من البدع،، العقيدة
الصحيحة وما يضادها (المم الشيخ عائض القرني).
(2) محمد بن عبد الوهاب: هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي
النجدي زعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب ولد 1115هـ ونشأ في
العيينة بنجد وله مصنفات أكثرها رسائل منها: كتاب التوحيد ورسالة كشف الشبهات
وتفسير الفاتحة وتفسير شهادة أن لا إله إلا الله، توفي 1206هـ (الأعلام للزركلي
7/137).
([95])
محمد الأمين الشنقيطي: اسمه محمد الأمين
ولقبه: آبا، واسم أبيه: محمد المختار بن عبد القادر بن محمد بن المختار، ولد عام
1325هـ من القطر المسمى شنقيط وهو دولة موريتانيا الإسلامية الآن، درس في المسجد
النبوي، وكان أحد هيئة كبار العلماء، وكان عضو المجلس التأسيسي للرابطة، من
مؤلفات: مذكرة الأصول على روضة الناظر، رفع إيهام
الاضطراب من آي الكتاب، ومنع جواز
المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز توفي 1393هـ (أضواء البيان الجزء 1)