JALALAIN :
(Dan sesungguhnya Kami telah mengutus rasul pada tiap-tiap umat) seperti Aku
mengutus kamu kepada mereka (untuk) ertinya untuk menyerukan ('Sembahlah Allah)
Esakanlah Dia (dan jauhilah thaghut,') berhala-berhala itu janganlah kalian
sembah (maka di antara umat itu ada orang-orang yang diberi petunjuk oleh Allah)
lalu ia beriman (dan ada pula di antaranya orang-orang yang telah pasti) telah
ditentukan (kesesatan baginya) menurut ilmu Allah, sehingga ia tidak beriman.
(Maka berjalanlah kalian) hai orang-orang kafir Mekah (di muka bumi dan
perhatikanlah bagaimana kesudahan orang-orang yang mendustakan) rasul-rasul
mereka, yakni kebinasaan yang akan mereka alami nanti.
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي
كُلّ أُمَّة رَسُولًا} كَمَا بَعَثْنَاك فِي هَؤُلَاءِ {أَنْ} أَيْ بِأَنْ
{اُعْبُدُوا اللَّه} وَحِّدُوهُ {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت} الْأَوْثَان أَنْ
تَعْبُدُوهَا {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّه} فَآمَنَ {وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ}
وَجَبَتْ {عَلَيْهِ الضَّلَالَة} فِي عِلْم اللَّه فَلَمْ يُؤْمِن {فَسِيرُوا} يَا
كُفَّار مَكَّة {فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُكَذِّبِينَ}
رُسُلهمْ من الهلاك
IBNU KATHIR :
Telah Kami utus kepada setiap umat seorang Rasul yang mengatakan kepada umatnya,
"Sembahlah Allah semata dan jauhilah seluruh perbuatan yang merosakkan." Rasul tersebut
telah menyampaikan risalah dan membimbing mereka. Lalu segolongan dari mereka
ada yang sudi mendengar bimbingan itu dan menerimanya. Maka Allah memberinya
petunjuk berupa perkara yang baik untuk mengikuti jalan yang lurus. Sementara
segolongan lain dari mereka berpaling dari kebenaran sehingga berjalan pada
jalan yang tidak benar. Maka Allah pun menurunkan seksa-Nya kepada golongan
tersebut. Jika kalian meragukan hal ini, hai orang-orang musyrik Mekah, maka
berjalanlah di muka bumi yang dekat dari kalian. Lihat dan perhatikanlah
bagaimana azab Allah menimpa orang- orang yang mendustakan para rasul seperti
kaum 'Ad, Tsamûd dan kaum Nabi Lûth, dan bagaimana kesudahan nasib mereka yang
binasa dan merugi.
يخبر تعالى عن اغترار المشركين بما هم فيه من الإشراك واعتذارهم محتجين بالقدر
بقولهم « لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا
حرمنا من دونه من شيء » أي من البحائر والسوائب والوصائل وغير ذلك مما كانوا
ابتدعوه واخترعوه من تلقاء أنفسهم ما لم ينزل به سلطانا ومضمون كلامهم أنه لو كان
تعالى كارها لما فعلنا لأنكره علينا بالعقوبة ولما مكننا منه قال الله تعالى رادا
عليهم شبهتهم « فهل على الرسل إلا البلاغ المبين » أي ليس
الأمر كما تزعمون أنه لم ينكره عليكم بل قد أنكره عليكم أشد الإنكار ونهاكم عنه
آكدا النهي وبعث في كل أمة أي في كل قرن وطائفة من الناس رسولا وكلهم يدعون إلى
عبادة الله وينهون عن عبادة ما سواه « أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت » فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك في بني
آدم في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن
ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب
وكلهم كما قال الله تعالى « وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي
إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون » وقوله تعالى « واسألمن
أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون » وقال تعالى في
هذه الآية الكريمة « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله
واجتنبوا الطاغوت » فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول « لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء » فمشيئته تعالى الشرعية
عنهم منتفية لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله وأما مشيئته الكونية وهي تمكينهم من
ذلك قدرا فلا حجة لهم فيها لأنه تعالى خلق النار وأهلها من الشياطين والكفرة وهو لا
يرضى لعباده الكفر وله في ذلك حجة بالغة وحكمة قاطعة ثم إنه تعالى قد أخبر أنه أنكر
عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل فلهذا قال « فمنهم من
هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة
المكذبين » أي اسألوا عما كان من أمر من خالف الرسل وكذب الحق كيف « دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها » فقال «
ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير » ثم أخبر الله تعالى رسوله صلى الله
عليه وسلم أن حرصه على هدايتهم لا ينفعهم إذا كان الله قد أراد إضلالهم كقوله تعالى
« ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا » وقال نوح
لقومه « ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن
يغويكم »