JALALAIN :
(Mereka itu adalah orang-orang yang bertaubat) lafaz at-taa'ibuuna dirafa'kan
untuk tujuan memuji, iaitu dengan memperkirakan adanya mubtada sebelumnya;
ertinya mereka itu adalah orang-orang yang bertaubat dari kemusyrikan dan
kemunafikan (yang beribadah) orang-orang yang ikhlas kerana Allah dalam
beribadah (yang memuji) kepada Allah dalam semua keadaan (yang melawat) makna
yang dimaksud adalah mereka selalu mengerjakan shaum/puasa (yang rukuk, yang
sujud) ertinya mereka adalah orang-orang yang solat (yang menyuruh berbuat
makruf dan mencegah berbuat mungkar dan yang memelihara batasan-batasan Allah)
yakni hukum-hukum-Nya dengan cara mengamalkannya. (Dan gembirakanlah orang-orang
mukmin itu) dengan syurga.
IBNU KATHIR :
Di antara ciri orang-orang yang mengorbankan diri mereka di jalan Allah untuk
mendapatkan syurga adalah bahwa mereka memperbanyak taubat kepada Allah atas
kesalahan-kesalahan mereka, memuji Allah dalam keadaan apa pun, berusaha
melakukan kebaikan untuk diri mereka dan orang lain, memelihara solat dan
menjalankannya dengan sempurna dan penuh khusyuk, menyuruh melakukan segala
kebaikan yang sesuai dengan apa yang diperintahkan oleh syariat, mencegah segala
keburukan yang tidak diperbolehkan agama, dan teguh menjalankan syariat Islam.
Oleh itu, Muhammad, berilah khabar gembira kepada orang-orang mukmin.
هذا نعت المؤمنين الذين اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بهذه الصفات الجميلة
والخلال الجليلة « التائبون » من الذنوب كلها التاركون
للفواحش « العابدون » أي القائمون بعبادة ربهم محافظين
عليها وهي الأقوال والأفعال فمن أخص الأقوال الحمد فلهذا قال «
الحامدون » ومن أفضل الأعمال الصيام وهو ترك الملاذ من الطعام والشراب
والجماع وهو المراد بالسياحة ههنا ولهذا قال « السائحون »
كما وصف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله تعالى « سائحات » أي صائمات وكذا الركوع والسجود وهما عبارة عن الصلاة
ولهذا قال « الراكعون الساجدون » وهم مع ذلك ينفعون خلق
الله ويرشدونهم إلى طاعة الله بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر مع العلم بما ينبغي
فعله ويجب تركه وهو حفظ حدود الله في تحليله وتحريمه علما وعملا فقاموا بعبادة الحق
ونصح الخلق ولهذا قال « وبشر المؤمنين » لأن الإيمان يشمل
هذا كله والسعادة كل السعادة لمن اتصف به « بيان بأن المراد
بالسياحة الصيام » قال سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال
« السائحون » الصائمون وكذا روي عن سعيد بن جبير والعوفي عن
ابن عباس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس كل ماذكر الله في القرآن السياحة هم
الصائمون وكذا قال الضحاك رحمه الله وقال ابن جرير حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو
أحمد حدثنا إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت
سياحة هذه الأمة الصيام وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعبد الرحمن السلمي
والضحاك بن مزاحم وسفيان بن عيينة وغيرهم أن المراد بالسائحين الصائمون وقال الحسن
البصري « السائحون » الصائمون شهر رمضان وقال أبو عمرو
العبدي « السائحون » الذين يديمون الصيام من المؤمنين وقد
ورد في حديث مرفوع نحو هذا وقال ابن جرير حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا
حكيم بن حزام حدثنا سليمان عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم السائحون هم الصائمون وهذا الموقوف أصح وقال أيضا حدثني يونس عن ابن وهب
عن عمرو بن الحارث عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال سئل النبي صلى الله عليه
وسلم عن السائحين فقال هم الصائمون وهذا مرسل جيد وهذا أصح الأقوال وأشهرها وجاء ما
يدل على أن السياحة الجهاد وهو ماروى أبو داودفي سننه « 2486 »
من حديث أبي أمامة أن رجلا قال يا رسول الله ائذن لي في السياحة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله وقال ابن المبارك عن ابن لهيعة
أخبرني عمارة بن غزية أن السياحة ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبدلنا الله بذلك الجهاد في سبيل الله والتكبير على كل شرف
وعن عكرمة أنه قال هم طلبة العلم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هم المهاجرون
رواهما ابن أبي حاتم وليس المراد من السياحة ما قد يفهمه بعض من يتعبد بمجرد
السياحة في الأرض والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري فإن هذا ليس بمشروع إلا
في أيام الفتن والزلازل في الدين كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف
الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن وقال العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس
في قوله « والحافظون لحدود الله » قال القائمون بطاعة الله
وكذا قال الحسن البصري وعنه رواية « الحافظون لحدود الله »
قال لفرائض الله وفي رواية القائمون على أمر الله