JALALAIN :
{ إِنَّ المنافقين يخادعون الله
} بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية { وَهُوَ
خَادِعُهُمْ } مجازيهم على خداعهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما
أبطنوه ويعاقبون في الآخرة { وَإذا قامُواْ إلى الصلاوة } مع المؤمنين { قَامُواْ
كسالى } متثاقلين { يرآءنالناس } بصلاتهم { وَلاَ يَذْكُرُونَ الله } يصلّون {
إِلاَّ قَلِيلاً } رياء .
(Sesungguhnya orang-orang munafik itu menipu Allah) iaitu dengan
menampakkan hal-hal yang berlawanan dengan kekafiran yang mereka sembunyikan
dengan maksud untuk menghindari hukum-hukum keduniaan yang bertalian dengan itu
(dan Allah menipu mereka pula) maksudnya membalas tipuan mereka itu dengan
diberitahukannya apa yang mereka sembunyikan itu oleh Allah kepada nabi-Nya
hingga di dunia ini rahasia mereka terbuka sedangkan di akhirat kelak mereka
menerima seksa. (Dan jika mereka berdiri untuk mengerjakan solat) bersama
orang-orang mukmin (mereka berdiri dengan malas) merasa berat. (Mereka bersifat
riya' di hadapan manusia) dengan solat itu (dan tidak berzikir kepada Allah)
maksudnya tidak melakukan s0lat (kecuali sebentar) disebabkan riya' tadi.
{ مُّذَبْذَبِينَ } متردّدين {
بَيْنَ ذلك } الكفر والإيمان { لا } منسوبين { إلى هؤلاءآء } أي الكفار { وَلآ
إِلَى هؤلاءآء } أي المؤمنين { وَمَن يُضْلِلِ } ه { الله فَلَن تَجِدَ لَهُ
سَبِيلاً } طريقاً إلى الهدى .
(Mereka dalam keadaan bimbang) ragu-ragu (antara demikian) yakni
antara kafir dan iman (tidak) masuk (kepada mereka ini) ertinya golongan
orang-orang kafir (dan tidak pula kepada mereka itu) ertinya golongan
orang-orang beriman. (Dan siapa yang disesatkan Allah, maka tidak akan kamu
temui baginya jalan) untuk menerima petunjuk.
IBNU KATHIR :
Sesungguhnya orang-orang munafik, dengan kemunafikannya, telah mengira bahawa
mereka akan dapat menipu Allah dan menyembunyikan hakikat diri mereka dari-Nya.
Allahlah yang akan membalas tipuan mereka. Allah akan membiarkan mereka
bergelumang dalam kejahatan dan akan membuat perhitungan terhadap apa yang
mereka perbuat. Orang-orang munafik itu mempunyai ciri zahir dan ciri batin.
Yang pertama nampak pada sikap bermalas- malasan dalam melaksanakan solat.
Solatnya itu hanya dimaksudkan untuk riya', bukan solat yang sebenarnya. Sedang
yang kedua, ciri batin, nampak pada sedikitnya berzikir kepada Allah. Kerana jika mereka selalu menyebut Allah, nescaya mereka akan meninggalkan
kemunafikannya.
Orang-orang
munafik berada dalam keragu- raguan: tidak termasuk kelompok kalian dan juga
tidak sepenuhnya termasuk kelompok kafir. Hal itu akibat lemahnya iman dan jiwa
mereka, di samping akibat kesesatan mereka dari kebenaran. Barangsiapa yang
disesatkan oleh Allah maka kamu sekali-kali tidak akan mendapat jalan untuk
memberi petunjuk baginya.
قد تقدم في أول سورة البقرة قوله تعالى « يخادعون الله والذين
آمنوا » وقال ههنا إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ولاشك أن الله لا
يخادع فإنه العالم بالسرائر والضمائر ولكن المنافقين لجهلهم وقلة علمهم وعقلهم
يعتقدون أن أمرهم كما راج عند الناس وجرت عليهم أحكام الشريعة ظاهرا فكذلك يكون
حكمهم عند الله يوم القيامة وأن أمرهم يروج عنده كما أخبر تعالى عنهم أنهم يوم
القيامة يحلفون له أنهم كانوا على الإستقامة والسداد ويعتقدون أن دلك نافع لهم عنده
كما قال تعالى « يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم
» الآية وقوله « وهو خادعهم » أي هو الذي يستدرجهم
في طغيانهم وضلالهم ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا وكدلك يوم القيامة كما
قال تعالى « يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا أنظرونا
نقتبس من نوركم » إلى قوله « وبئس المصير » وقد ورد
في الحديث من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به « خ 6499 م
2987 » وفي الحديث الآخر إن الله يأمر بالعبد إلى الجنة فيما يبدو للناس
ويعدل به إلى النار عياذا بالله من ذلك وقوله « وإذا قاموا إلى
الصلاة قاموا كسالى » الآية هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها
وخيرها وهي الصلاة إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها لأنهم لا نية لهم فيها ولا
إيمان لهم بها لا خشية ولا يعقلون معناها كما روى ابن مردويه من طريق عبيد الله بن
زحر عن خالد بن أبي عمران عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال يكره أن يقوم الرجل
إلى الصلاة وهو كسلان ولكن يقوم إليها طلق الوجه عظيم الرغبة شديد الفرح فإنه يناجي
الله وإن الله تجاهه يغفر له ويجيبه إذا دعاه ثم يتلو هذه الآية «
وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى » وروى من غير هذا الوجه عن ابن عباس
نحوه فقوله تعالى « وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى »
هذه صفة ظواهرهم كما قال « ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى
» ثم ذكر تعالى صفة بواطنهم الفاسدة فقال « يراؤن الناس »
أي لا إخلاص لهم ولا معاملة مع الله بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة
ولهذا يتخلفون كثيرا عن الصلاة التي لا يرون فيها غالبا كصلاة العشاء وقت العتمة
وصلاة الصبح في وقت الغلس كما ثبت في الصحيحين « خ 644 م 651 »
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء
وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام
ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال ومعهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون
الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار وفي رواية والذي نفسي بيده لو علم أحدهم أنه يجد
عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد الصلاة ولولا ما في البيوت من النساء والذرية
لحرقت عليهم بيوتهم بالنار وقال الحافظ أبو يعلى « 5117 »
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المقدمي حدثنا محمد بن دينار عن إبراهيم
الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن
الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك إستهانة إستهان ربه عز وجل وقوله
« ولا يذكرون الله إلا قليلا » أي في صلاتهم لا يخشون ولا
يدرون ما يقولون بل هم في صلاتهم ساهون لاهون وعما يراد بهم من الخير معرضون وقد
روى الإمام مالك « 1/220 » عن العلاء بن عبد الرحمن عن أنس
بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق
تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا
يذكر الله فيها إلا قليلا وكذا رواه مسلم « 622 » والترمذي
« 160 » والنسائي « 1/254 » من حديث
إسماعيل بن جعفر المدني عن العلاء بن عبد الرحمن به وقال الترمذي حسن صحيح وقوله
« مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء » يعني
المنافقين محيرين بين الإيمان والكفر فلاهم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا ولا مع
الكافرين ظاهرا وباطنا بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين ومنهم من
يعتريه الشك فتارة يميل إلى هؤلاء وتارة يميل إلى أولئك « كلما
أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا » الآية وقال مجاهد « مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء » يعني أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم « ولا إلى هؤلاء » يعني اليهود وقال ابن جرير حدثنا
محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة
وإلى هذه مرة لا تدري أيهماتتبع تفرد به مسلم « 2784 » وقد
رواه عن محمد بن المثنى مرة أخرى عن عبد الوهاب فوقف به على ابن عمر ولم يرفعه قال
حدثنا به عبد الوهاب مرتين كذلك قلت وقد رواه الإمام أحمد « 2/47 »
عن إسحاق بن يوسف بن عبيد الله به مرفوعا وكذا رواه إسماعيل بن عياش وعلي بن
عاصم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا وكذا رواه عثمان بن محمد بن أبي شيبة
عن عبدة عن عبد الله به مرفوعا ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أو عبد الله بن عمر
عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ورواه أيضا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم بمثله وقال الإمام أحمد « 2/86 » حدثنا
خلف بن الوليد حدثنا الهذيل بن بلال عن ابن عبيد عن أبيه أنه جلس ذات يوم بمكة وعبد
الله بن عمر معه فقال ابن أبي عبيدة قال أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الربضين من الغنم إن أتت هؤلاء نطحتها وإن أتت
هؤلاء نطحتها فقال له ابن عمر كذبت فأثنى القوم على أبي خيرا أو معروفا فقال ابن
عمر ما أظن صاحبكم إلا كما تقولون ولكني شاهدي الله إذا قال كالشاة بين الغنمين
فقال هو سواء فقال هكذا سمعته قال الإمام أحمد « 2/32 »
حدثنا يزيد حدثنا المسعودي عن أبي جعفر محمد بن علي قال بينما عبيد بن عمير
يقص وعنده عبد الله بن عمر فقال عبيد بن عمير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل
المنافق كالشاة بين ربضين إذا أتت هؤلاء نطحتها وإذا أتت هؤلاء نطحتها فقال ابن عمر
ليس كذلك إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كشاة بين غنمين قال فاختلف الشيخ
وغضب فلما رأى ذلك ابن عمر قال أما إني لو لم أسمعه لم أردد ذلك عليك « طريقة أخرى عن ابن عمر » قال الإمام أحمد «
2/88 » حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عثمان بن بودويه عن يعفر بن زوذي
قال سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق
كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين فقال ابن عمر ويلكم لا تكذبوا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق كمثل الشاة
العائرة بين الغنمين ورواه أحمد أيضا من طرق عن عبيد بن عمير عن ابن عمر ورواه ابن
أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن عبد الله هو ابن مسعود قال مثل المؤمن والمنافق والكافر مثل ثلاثة نفر
إنتهوا إلى واد فوقع أحدهم فعبر ثم وقع الآخر حتى إذا أتى على نصف الوادي ناداه
الذي علىشفير الوادي ويلك أين تذهب إلى الهلكة ارجع عودك على بدئك وناداه الذي عبر
هلم إلى النجاة فجعل ينظر إلى هذا مرة وإلى هذا مرة قال فجاءه سيل فأغرقه فالذي عبر
هو المؤمن والذي غرق المنافق « مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا
إلى هؤلاء » والذي مكث الكافر وقال ابن جرير حدثنا بشر حدثنا يزيد حدثنا
سعيد عن قتادة « مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء »
يقول ليسوا بمؤمنين مخلصين ولا مشركين مصرحين بالشرك قال وذكر لنا أن نبي
الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب مثلا للمؤمن وللمنافق وللكافر كمثل رهط ثلاثة
دفعوا إلى نهر فوقع المؤمن فقطع ثم وقع المنافق حتى إذا كاد يصل إلى المؤمن ناداه
الكافر أن هلم إلى فإني أخشى عليك وناده المؤمن أن هلم إلى فإن عندي وعندي يحظى له
عنده فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى أذى فغرقه وإن المنافق لم يزل في شك
وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك قال وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وآله
وسلم كان يقول مثل المنافق كمثل ثاغية بين غنمين رأت غنما على نشز فأتتها وشامتها
فلم تعرف ثم رأت غنما على نشز فأتتها فشامتها فلم تعرف ولهذا قال تعالى « ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا » أي ومن صرفه عن طريق الهدى
« فلن تجد له وليا مرشدا » فإنه « من يضلل
الله فلا هادي له » والمنافقون الذين أضلهم عن سبيل النجاة فلا هادي لهم ولا
منقذ لهم مما هم فيه فإنه تعالى لا معقب لحكمه ولا يسئل عما يفعل وهم يسألون