JALALAIN :
(Hai Nabi, berjihadlah melawan orang-orang kafir) dengan senjata (dan
orang-orang munafik itu) dengan memakai hujah dan lisan (dan bersikap keraslah
terhadap mereka) dengan sikap keras dan benci. (Tempat mereka ialah neraka
Jahanam. Dan itulah tempat kembali yang seburuk-buruknya) yakni tempat yang
paling buruk adalah neraka Jahanam.
IBNU KATHIR :
Wahai nabi, pertahankanlah kegigihanmu untuk berjihad menghentikan kekufuran
orang-orang kafir dan
kemunafikan orang- orang munafik. Bersikap keraslah dalam
memerangi mereka. Tempat kembali yang disediakan Allah untuk mereka di akhirat
kelak adalah neraka jahanam. Alangkah buruknya tempat kembali ini!
أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم كما
أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى
النار في الدار الآخرة وقد تقدم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف سيف للمشركين « فإذا أنسلخ
الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين » وسيف لكفار أهل الكتاب «
فاقتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولا
يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون »
وسيف للمنافقين « جاهد الكفار والمنافقين » وسيف
للبغاة « فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله » وهذا
يقتضي أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق وهو اختيار ابن جرير وقال ابن مسعود
في قوله « جاهد الكفار والمنافقين » قال بيده فإن لم يستطع
فليكفهر في وجهه وقال ابن عباس أمره الله تعالى بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين
باللسان وأذهب الرفق عنهم وقال الضحاك جاهد الكفار بالسيف وأغلظ على المنافقين
بالكلام وهو مجاهدتهم وعن مقاتل والربيع مثله وقال الحسن وقتادة ومجاهد ومجاهدتهم
إقامة الحدود عليهم وقد يقال إنه لامنافاة بين هذه الأقوال لأنه تارة يؤاخذهم بهذا
وتارة بهذا بحسب الأحوال والله أعلم وقوله « يحلفون بالله ما قالوا
ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم » قال قتادة نزلت في عبد الله بن
أبي وذلك أنه اقتتل رجلان جهني وأنصاري فعلا الجهني على الأنصاري فقال عبد الله
للأنصار ألا تنصروا أخاكم والله مامثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل سمن كلبك
يأكلك وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسعى بها رجل من
المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فجعل يحلف بالله ما قاله
فأنزل الله فيه هذه الآية وروي إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال
فحدثني عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول حزنت على من أصيب
بالحرة من قومي فكتب إلى زيد ابن أرقم وبلغه شدة حزني يذكر أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وشك ابن الفضل في أبناء
أبناء الأنصار قال ابن الفضل فسأل أنس بعض من كان عنده عن زيد بن أرقم فقال هو الذي
يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفي الله له بإذنه قال وذلك حين سمع رجلامن
المنافقين يقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب لئن كان صادقافنحن شر من الحمير
فقال زيد بن أرقم فهو والله صادق ولأنت شر من الحمار ثم رفع ذلك إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فجحده فأنزل الله هذه الآية تصديقا لزيد يعني قوله « يحلفون بالله ما قالوا » الآية رواه البخاري في صحيحه « 4906 » عن إسماعيل بن أبي أويس عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة
إلى قوله هذا الذي أوفى الله بإذنه ولعل مابعده من قول موسى بن عقبة وقد رواه محمد
بن فليح عن موسى ابن عقبة بإسناده ثم قال قال ابن شهاب فذكر مابعده عن موسى عن ابن
شهاب والمشهور في هذه القصة أنها كانت في غزوة بني المصطلق فلعل الراوي وهم في ذكر
الآية وأراد أن يذكر غيرها فذكرها والله أعلم قال الأموي في مغازيه حدثنا محمد بن
إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال لما
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذني قومي فقالوا إنك امرؤ شاغر فإن شئت أن
تعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الغلة ثم يكون ذنبا تستغفر الله منه
وذكر الحديث بطوله إلى أن قال وكان ممن تخلف من المنافقين ونزل فيه القرآن منهم ممن
كان مع النبي صلى الله عليه وسلم الجلاس بن سويد بن الصامت وكان علي أم عمير بن سعد
وكان عمير في حجره فلما نزل القرآن وذكرهم الله بما ذكر مما أنزل في المنافقين قال
الجلاس والله لئن كان هذا الرجل صادقا فيما يقول لنحن شر من الحمير فسمعها عمير بن
سعد فقال والله ياجلاس إنك لأحب الناس إلي وأحسنهم عندي بلاء وأعزهم علي أن يصله
شيء يكرهه ولقد قلت مقالة لأن ذكرتها لتفضحني ولئن كتمتها لتهلكني ولإحداهما أهون
علي من الأخرى فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال الجلاس فلما
بلغ ذلك الجلاس خرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحلف بالله ما قال ما قال
عمير بن سعد ولقد كذب علي