JALALAIN :
{ يامعشر الجن والإنس أَلَمْ
يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } أي من مجموعكم أي بعضكم الصادق بالإِنس أو رسل الجنّ
، نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل فيبلغون قومهم { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءاياتي
وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هذا قَالُواْ شَهِدْنَا على أَنْفُسِنَا } أن
قد بلغنا . قال تعالى : { وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا } فلم يؤمنوا { وَشَهِدُواْ
عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كافرين } .
(Hai golongan jin dan manusia, apakah belum datang kepadamu
rasul-rasul dari golongan kamu sendiri) kalangan kamu sendiri; ertinya sebahagian
kamu yang percaya kepada manusia atau utusan-utusan jin yang sengaja Kami
biarkan mereka mendengar ucapan-ucapan para rasul Kami kemudian mereka
menyampaikannya kepada kaumnya (yang menceritakan kepada kamu tentang
ayat-ayat-Ku dan memperingatkan kamu tentang pertemuanmu dengan hari ini? Mereka
berkata, "Kami menjadi saksi atas diri kami sendiri.") bahawa sesungguhnya kami
telah menerimanya. Allah swt. berfirman: (Kehidupan dunia telah menipu mereka)
sehingga mereka tidak mahu beriman (dan mereka menjadi saksi atas diri mereka
sendiri bahawa mereka adalah orang-orang yang kafir.)
IBNU KATHIR :
Pada hari kiamat, Allah berkata kepada mereka, "Wahai sekumpulan jin dan
manusia, rasul-rasul telah datang kepada kalian memberi peringatan dengan
berbagai bukti dan keterangan, membacakan ayat-
ayat dan mengingatkan kalian
tentang hari pertemuan dengan Allah ini. Mengapa kalian mendustai mereka? Mereka
menjawab, "Kami mengaku atas kesalahan yang kami lakukan." Mereka telah tertipu
oleh kenikmatan hidup duniawi. Mereka mengaku bahawa mereka memang ingkar.
وهذا أيضا مما يقرع الله به كافري الجن والإنس يوم القيامة حيث يسألهم وهو أعلم هل
بلغتهم الرسل رسالاته وهذا استفهام تقرير « يامعشر الجن والإنس ألم
يأتكم رسل منكم » أي من جملتكم والرسل من الإنس فقط وليس من الجن رسل كما نص
على ذلك مجاهد وابن جريج وغير واحد من الأئمة من السلف والخلف وقال ابن عباس الرسل
من بني آدم ومن الجن نذر وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم أنه زعم أن في الجن رسلا
واحتج بهذه الآية الكريمة وفيه نظر لأنها محتملة وليست بصريحة وهي والله أعلم كقوله
« مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما
تكذبان » إلى أن قال « يخرج منها اللؤلؤ والمرجان »
ومعلوم أن اللؤلؤ والمرجان إنما يستخرجان من الملح لامن الحلو وهذا واضح
ولله الحمد وقد ذكر هذا الجواب بعينه ابن جرير والدليل على أن الرسل إنما هم من
الإنس قوله تعالى « إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين
من بعده » إلى قوله « رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس
على الله حجة بعد الرسل » وقوله تعالى عن إبراهيم « وجعلنا
في ذريته النبوة والكتاب » فحصر النبوة والكتاب بعد إبراهيم في ذريته ولم
يقل أحد من الناس أن النبوة كانت من الجن قبل إبراهيم الخليل ثم انقطعت عنهم ببعثته
وقال تعالى « وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام
ويمشون في الأسواق » وقال « وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا
نوحي إليهم من أهل القرى » ومعلوم أن الجن تبع للإنس في هذا الباب ولهذا قال
تعالى إخبارا عنهم « وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن
فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا ياقومنا إنا سمعنا
كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق والى طريق مستقيم ياقومنا
أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب
داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين »
وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي « 3291 » وغيره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا عليهم سورة الرحمن وفيها قوله تعالى « سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان » وقال تعالى في
في هذه الآية الكريمة « يامعشر الجنوالإنس ألم يأتكم رسل منكم
يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا » أي
قررنا أن الرسل قد بلغونا رسالاتك وأنذرونا لقاءك وأن هذا اليوم كائن لامحالة وقال
تعالى « وغرتهم الحياة الدنيا » أي وقد فرطوا في حياتهم
الدينا وهلكوا بتكذيبهم الرسل ومخالفتهم للمعجزات لما اغتروا به من زخرف الحياة
الدنيا وزينتها وشهواتها « وشهدوا على أنفسهم » أي يوم
القيامة « أنهم كانوا كافرين » أي في الدنيا بما جائتهم به
الرسل صلوات الله وسلامه عليهم