JALALAIN
:
{ ياأيها الذين أُوتُواْ الكتاب ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا } من
القرآن { مُصَدِّقاً لّمَا مَعَكُمْ } من التوراة { مّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ
وُجُوهاً } نمحو ما فيها من العين والأنف والحاجب { فَنَرُدَّهَا على أدبارها }
فنجعلها كالأقفاء لوحاً واحداً { أَوْ نَلْعَنَهُمْ } نمسخهم قردة { كَمَا
لَعَنَّا } مسخنا { أصحاب السبت } منهم { وَكَانَ أَمْرُ الله } قضاؤه {
مَفْعُولاً } ولما نزلت أسلم عبد الله بن سلام فقيل كان وعيداً بشرط فلما أسلم
بعضهم رُفع وَقيل يكون طمسٌ ومسخٌ قبل قيام الساعة .
(Hai orang-orang
yang diberi Al-kitab! Berimanlah
kamu kepada apa-apa yang telah Kami turunkan) berupa Al-Quran (yang membenarkan
apa yang berada padamu) yakni Taurat (sebelum Kami mengubah mukamu) dengan
membuang mata, hidung dan kening yang terdapat padanya (lalu Kami putarkan ke
belakang) sehingga menjadi rata dengan tengkuknya (atau Kami kutuk mereka)
dengan menjadikan mereka sebagai kera (sebagaimana Kami telah mengutuk)
menyerapah (penderhaka-penderhaka di hari Sabtu) di antara mereka (dan urusan
Allah) maksudnya ketetapan-
Nya (pasti berlaku). Tatkala ayat ini turun, maka
masuk Islamlah Abdullah bin Salam. Maka ada yang mengatakan bahawa ini merupakan ancaman
dengan suatu syarat kerana setelah sebahagian mereka masuk Islam, maka hukuman itu dibatalkan. Dan ada pula yang
mengatakan bahawa baik perubahan
wajah dan penjelmaan menjadi kera itu akan dilakukan sebelum terjadinya kiamat
IBNU KATHIR :
Hai orang-orang yang diberi kitab
suci, berimanlah kalian kepada Al-Qurân yang telah Kami turunkan kepada
Muhammad, yang membenarkan apa yang ada pada kalian, sebelum Kami turunkan seksa
untuk kalian yang membuat bentuk muka kalian terbalik menyerupai bahagian
belakang kepala, tanpa hidung, mata, dan kening, atau sebelum Kami kutuk kalian
sebagaimana kutukan Kami atas mereka yang telah melanggar perintah untuk tidak
menangkap ikan pada hari Sabtu. Ketetapan Allah pasti berlaku.
يقول تعالى آمرا أهل
الكتاب بالإيمان بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه
تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ومتهددا لهم إن لم يفعلوا بقوله « من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها » قال بعضهم معناه من
قبل أن نطمس وجوها فطمسها هو ردها إلى الأدبار وجعل أبصارهم من ورائهم ويحتمل أن
يكون المراد من قبل أن نطمس وجوها فلا نبقي لها سمعا ولا بصرا ولا أنفا ومع ذلك
نردها إلى ناحية الأدبار وقال العوفي عن ابن عباس في الآية وهي من قبل أي نطمس
وجوها وطمسها أن تعمى فنردها على أدبارها يقول نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون
القهقري ونجعل لأحدهم عينين من قفاه وكذا قال قتادة وعطية العوفي وهذا أبلغفي
العقوبة والنكال وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل
ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبيل الضلالة يهرعون ويمشون القهقري على أدبارهم
وهذا كما قال بعضهم في قوله « إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي
إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا » أي هذا مثل سوء ضربه
الله لهم في ضلالهم ومنعهم عن الهدى \قال مجاهد من قبل أن نطمس وجوها يقول عن صراط
الحق فنردها على أدبارها أي في الضلال قال ابن أبي حاتم وروى عن ابن عباس والحسن
نحو هذا قال السدي فنردها على أدبارها فنمنعها عن الحق قال نرجعها كفارا ونردهم
قردة قال أبو زيد فردهم إلى بلاد الشام من أرض الحجاز وقد ذكر أن كعب الأحبار أسلم
حين سمع هذه الآية قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا جابر بن نوح عن عيسى بن
المغيرة قال تذاكرنا عند إبراهيم إسلام كعب فقال أسلم كعب زمان عمر أقبل وهو يريد
بيت المقدس فمر على المدينة فخرج إليه عمر فقال يا كعب أسلم فقال ألستم تقولون في
كتابكم « مثل الذين حملوا التوراة » إلى «
أسفارا » وأنا قد حملت التوراة قال فتركه عمر ثم خرج حتى إنتهى إلى حمص
فسمع رجلا من أهلها حزينا وهو يقول « يا أيها الذين أوتوا الكتاب
آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها » الآية
قال كعب يارب أسلمت مخافة أن تصيبه هذه الآية ثم رجع فأتى أهله في اليمن ثم جاء
بهم مسلمين وكذا رواه ابن أبي حاتم بلفظ آخر من وجه آخر فقال حدثنا أبي حدثنا ابن
نفيل حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس عائذ الله الخولاني قال كان
أبو مسلم الجليلي معلم كعب وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فبعثه إليه ينظر أهو هو قال كعب فركبت حتى أتيت المدينة فإذا تال يقرأ القرآن
يقول « يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما
معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها » فبادرت الماء فاغتسلت وإني
لأمس وجهي مخافة أن أطمس ثم أسلمت وقوله « أو نعلنهم كما لعنا
أصحاب السبت » يعني الذين اعتدوا في سبتهم بالحيلة على الإصطياد وقد مسخوا
قردة وخنازير وسيأتي بسط قصتهم في سورة الأعراف قوله « وكان أمر
الله مفعولا » أي إذا أمر بأمر فإنه لا يخالف ولا يمانع ثم أخبر تعالى أنه
لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ويغفر ما دون ذلك أي من الذنوب لمن يشاء أي من
عباده-عاقبة الشرك بالله-وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة فلنذكر منها ما
تيسر « الحديث الأول » قال الإمام أحمد «
6/240 » حدثنا يزيد بن هارون حدثنا صدقة بن موسى حدثنا أبو عمران الجوني عن
يزيد بن بابنوس عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواوين عند الله
ثلاثة ديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه شيئا وديوان لا يغفره
الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال الله عز وجل « إن الله لا يغفر أن يشرك به » الآية وقال «
إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة » وأما الديوان الذي لا يعبأ
الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين الله من صوم يوم تركه أو صلاة فإن
الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم
العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة تفرد به أحمد « الحديث الثاني
» قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده « 3439 » حدثنا
أحمد بن مالك حدثنا زائدة بن أبي الرقاد النمري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله
منه شيئا فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال « إن الشرك
لظلم عظيم » وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم
وبين ربهم وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من
بعض « الحديث الثالث » قال الإمام أحمد «
6/99 » حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس قال
سمعت معاوية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ذنب عسى الله أن
يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا ورواه النسائي « 7/81 » عن محمد بن مثنى عن صفوان بن عيسى به «
الحديث الرابع » قال الإمام أحمد « 5/154 » حدثنا
هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر حدثنا ابن غنم أن أبا ذر حدثه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك
على ما كان منك يا عبدي إنك إن لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي
شيئا لقيتك بقرابها مغفرة تفرد به أحمد من هذاالوجه « الحديث
الخامس » قال الإمام أحمد « 5/166 » حدثنا عبد
الصمد حدثنا أبي حدثنا حسين بن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي
حدثه أن أبا ذر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد قال لا إله
إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق
قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي
ذر قال فخرج أبو ذر وهو يجر إزاره وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر يحدث
بهذا بعد ويقول وإن رغم أنف أبي ذر أخرجاه « خ 5827 م 94 » من
حديث حسين به « طريق أخرى » لحديث أبي ذر قال أحمد « 5/152 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي
ذر قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ونحن ننظر إلى
أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال ما أحب أن لي أحدا ذاك عندي ذهبا
أمسى ثالثة وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده يعني لدين إلا أن أقول به في عباد
الله وهكذا فحثا عن يمينه وعن يساره وبين يديه قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر إن
الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا فحثا عن يمينه ومن بين
يديه وعن يساره قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر كما أنت حتى آتيك قال فانطلق حتى
توارى عني قال فسمعت لغطا فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت
أن أتبعه قال فذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك فانتظرته حتى جاء فذكرت له الذي سمعت
فقال ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن
زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق أخرجاه في الصحيحين « خ 2388 م
94 عقب 991 » من حديث الأعمش به وقد رواه البخاري « 6443 »
ومسلم « 94 » أيضا كلاهما عن قتيبة عن جرير بن عبد
الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال خرجت ليلة من الليالي
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده وليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره
أن يمشي معه أحد قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا فقلت أبو ذر
جعلني الله فداك قال يا أبا ذر تعال قال فمشيت معه ساعة فقال لي إن المكثرين هم
المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فجعل يبثه عن يمينه وشماله وبين يديه
ووراءه وعمل فيه خيرا قال فمشيت معه ساعة فقال لي اجلس ههنا فأجلسني في قاع حوله
حجارة فقال لي أجلس ههنا حتى أرجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني
حتى إذا طال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول وإن زنى وإن سرق قال فلما جاء
لم أصبر حتى قلت يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة فإني سمعت
أحدا يرجع إليك قال ذلك جبريل عرض لي جانب الحرة فقال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك
بالله شيئا دخل الجنة قلت يا جبريل وإن سرق وإن زنى قال نعم قلت وإن سرق وإن زنى
قال نعم قلت وإن سرق وإن زنى قال نعم وإن شرب الخمر « الحديث
السادس » قال عبد بن حميد في مسنده « 1060 » حدثنا
عبيد الله بن موسى عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الموجبتان قال من مات لا يشرك بالله
شيئا وجبت له الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا وجبت له النار وذكر تمام الحديث تفرد
به من هذا الوجه « طريق أخرى » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي
حدثنا الحسن بن عمرو بن خلاد الحراني حدثنا منصور بن إسماعيل القرشي حدثنا موسى بن
عبيدة الربذي أخبرني عبد الله بن عبيدة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما من نفس تموت لا تشرك بالله شيئا إلا حلت لها المغفرة إن شاء
الله عذبها وإن شاء غفر لها إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
ورواه الحافظ أبو يعلى في مسنده من حديث موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله بن عبيدة
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المغفرة على العبد ما لم يقع
الحجاب قيل يا نبي الله وما الحجاب قال الإشراك بالله قال مامن نفس تلقى الله لا
تشرك به شيئا إلا حلت لها المغفرة من الله تعالى إن شاء أن يعذبها وإن شاء أن يغفر
لها ثم قرأ نبي الله « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء » « الحديث السابع » قال الإمام أحمد « 3/79
» حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة تفرد به من هذا
الوجه « الحديث الثامن » قال الإمام أحمد «
5/413 » حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو قبيل عنعبد الله بن
ناشر من بني سريع قال سمعت أبارهم قاص أهل الشام يقول سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم إن ربكم عز وجل خيرني
بين سبعين ألف يدخلون الجنة عفوا بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي فقال بعض
أصحابه يا رسول اله أيخبأ ذلك ربك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو
يكبر فقال إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده قال أبو رهم يا أبا
أيوب وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكله الناس بأفواههم فقالوا وما
أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو أيوب دعوا الرجل عنكم أخبركم عن
خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن بل كالمستيقن إن خبيئة رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن يقول من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخله الجنة « الحديث التاسع » قال
ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا المؤمل بن الفضل الحراني حدثنا عيسى بن يونس « ح » وأخبرنا هاشم بن القاسم الحراني فيما كتب إلى قال حدثنا
عيسى بن يونس نفسه عن واصل بن السائب الرقاشي عن أبي سورة ابن أخي أبي أيوب
الأنصاري عن أبي أيوب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي ابن أخ
لا ينتهي عن الحرام قال وما دينه قال يصلي ويوحد الله تعالى قال استوهب منه دينه
فإن أبي فابتعه منه فطلب الرجل ذاك منه فأبى عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال وجدته شحيحا على دينه قال فنزلت « إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » « الحديث العاشر » قال الحافظ أبو
يعلى « 3433 » حدثنا عمرو بن الضحاك حدثنا أبي حدثنا
مستورد أبو همام الهنائي حدثنا ثابت عن أنس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تركت حاجة ولاذا حاجة إلا قد أتيت قال أليس تشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثلاث مرات قال نعم قال فإن ذلك يأتي على
ذلك كله « الحديث الحادي عشر » قال الإمام أحمد « 2/323 » حدثنا أبو عامر حدثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس
اليماني قال قال لي أبو هريرة يا يماني لا تقولن لرجل لا يغفر الله لك أو لا يدخلك
الجنة أبدا فقلت يا أبا هريرة إن هذه كلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب قال
لا تقلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان في بني إسرائيل رجلان
أحدهما مجتهد في العبادة وكان الآخر مسرفا على نفسه وكانا متآخيين وكان المجتهد لا
يزال يرى الآخر على الذنب فيقول يا هذا أقصر فيقول خلني وربي أبعثت علي رقيبا إلى
أن رآه يوما على ذنب استعظمه فقال له ويحك أقصر قال خلني وربي أبعثت علي رقيبا
فقال والله لا يغفر لك أو لا يدخلك الجنة أبدا قال فبعث الله إليهما ملكا فقبض
أرواحهما واجتمعا عنده فقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر أكنت عالما
أكنت على ما في يدي قادرا اذهبوا به إلى النار قال والذي نفس أبي القاسم بيده إنه
لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ورواه أبو داود « 4901 » من
حديث عكرمة بن عمار حدثني ضمضم بن جوس به « الحديث الثاني عشر » قال
الطبراني « 11/11615 » حدثنا أبو شيخ محمد بن الحسن بن
عجلان الأصبهاني حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن
عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل من علم
اني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا « الحديث الثالث عشر » قال الحافظ أبو بكر البزار « 3235 » والحافظ أبو يعلى « 3316 » حدثنا
هدبة هو ابن خالد حدثنا سهل بن أبي حزم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن توعده على عمل عقابا فهو
فيه بالخيار تفردا به وقال ابن أبي حاتم حدثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا خالد
يعني ابن عبد الرحمن الخراساني حدثنا الهيثم بن جماز عن سلام بن أبي مطيع عن بكر
بن عبد الله المزني عن ابن عمر قال كنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في
قاتل النفس وآكل مال اليتيم وقاذف المحصنات وشاهد الزور حتى نزلت هذه الآية « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لما يشاء » فأمسك
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة ورواه ابن جرير من حديث الهيثم بن جماز
به وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا عبد الملك ابن أبي عبد الرحمن المقرئ حدثنا عبد
الله بن عاصم حدثنا صالح يعني المري حدثنا أبو بشر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال
كنا لا نشك في من أوجب الله له النار في الكتاب حتى نزلت علينا هذه الآية « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » قال
فلما سمعناها كففنا عن الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله عز وجل وقال البزار « 3254 » حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا شيبان بن أبي شيبة
حدثنا حرب بن سريج عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال كنا نمسك عن الإستغفار لأهل
الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقرأ « إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء » وقال أخرت شفاعتي لأهل
الكبائر من أمتي يوم القيامة وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع أخبرني محبر عن عبد
الله بن عمر أنه قال لما نزلت « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله » إلى آخر الآية قام رجل فقال والشرك بالله يا نبي
الله فكره ذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال إن الله لا يغفر
أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد إفترى إثما عظيما رواه
ابن جرير وقد رواه ابن مردويه من طرق عن ابن عمر وهذه الآية التي في سورة تنزيل
مشروطة بالتوبة فمن تاب من أي ذنب وقد تكرر منه تاب الله عليه ولهذا قال « قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا » أي بشرط التوبة ولو لم يكن كذلك لدخل الشرك فيه ولا
يصح ذلك لأنه تعالى قد حكم ههنا بأنه لا يغفر الشرك وحكم بأنه يغفر ما عداه لمن
يشاء أي وإن لم يتب صاحبه فهذه أرجى من تلك من هذا الوجه والله أعلم وقوله « ومن يشرك بالله فقد إفترى إثما عظيما » كقوله «
إن الشرك لظلم عظيم » وثبت في الصحيحين « خ 4477 م 86 » عن
ابن مسعود أنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك
وذكر تمام الحديث وقال ابن مردويه حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد حدثنا أحمد بن عمرو
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عمران
بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بأكبر الكبائر الإشراك
بالله ثم قرأ « ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما » وعقوق
الوالدين ثم قرأ « أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير »