JALALAIN :
{ وهذا } القرآن { كتاب أنزلناه
مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الذى بَيْنَ يَدَيْهِ } قبله من الكتب { وَلِتُنذِرَ } بالتاء
والياء عطف على معنى ما قبله أي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به { أُمَّ القرى
وَمَنْ حَوْلَهَا } أي أهل مكة وسائر الناس { والذين يُؤْمِنُونَ بالاخرة
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ على صلواتهم يحافظون } خوفاً من عقابها .
(Dan ini) Al-Quran ini (adalah kitab yang Kami turunkan yang
diberkati; membenarkan kitab-kitab yang sebelumnya) iaitu kitab-kitab yang
diturunkan sebelumnya (dan agar kamu memberi peringatan) dengan memakai ta dan
ya diathafkan kepada makna kalimah sebelumnya, yang ertinya, Kami menurunkan Al-Quran untuk diambil keberkatannya, dipercayai dan agar kamu memberi peringatan
dengannya (kepada penduduk Umul Qura/Mekah dan orang-orang yang ada
disekitarnya) yaitu penduduk kota Mekah dan umat lainnya (dan orang-orang yang
beriman kepada adanya kehidupan akhirat tentu beriman kepadanya, dan mereka
selalu memelihara solatnya) karena takut akan seksaan akhirat.
{ وَمِنْ } أي لا أحد {
أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً } بادّعاء النبوّة ولم ينبأ { أَوْ
قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْءٌ } نزلت في مسيلمة { وَ } مِنْ
{ مَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ الله } وهم المستهزئون قالوا : لو نشاء
لقلنا مثل هذا { وَلَوْ تَرَى } يا محمد { إِذِ الظالمون } المذكورون { فِى
غَمَرَاتِ } سكرات { الموت والملائكة بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } إليهم بالضرب
والتعذيب يقولون لهم تعنيفاً { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } إلينا لنقبضها { اليوم
تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } الهوان { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ
الحق } بدعوى النبوّة والإِيحاء كذباً { وَكُنتُمْ عَنْ ءاياته تَسْتَكْبِرُونَ }
تتكبرون عن الإيمان بها ، وجواب «لو» لرأيت أمراً فظيعاً .
(Dan siapakah) maksudnya tidak ada seorang pun (yang lebih zalim
daripada orang yang membuat kedustaan terhadap Allah) dengan mengaku menjadi
seorang nabi padahal tidak ada yang mengangkatnya menjadi nabi (atau yang
berkata, "Telah diwahyukan kepada saya," padahal tidak ada diwahyukan sesuatu
pun kepadanya) ayat ini diturunkan berkenaan dengan sikap Musailamah si pendusta
itu (dan) lebih aniaya daripada (orang yang berkata, "Saya akan menurunkan
seperti apa yang diturunkan Allah") mereka adalah orang-orang yang
memperolok-olokkan Al-Quran; mereka mengatakan, bahawa andaikata kami suka nescaya
kami pun dapat membuat kata-kata seperti Al-Quran (dan sekiranya engkau melihat)
wahai Muhammad (tatkala orang-orang zalim) yang telah disebutkan tadi (berada
dalam sekarat) iaitu sedang menghadapi kematiannya (yakni maut sedangkan para
malaikat memukul dengan tangannya) kepada mereka seraya menyeksa lalu para
malaikat itu berkata dengan kasar kepada mereka ("Keluarkanlah nyawamu,") kepada
kami untuk kami cabut. (Di hari ini kamu dibalas dengan seksaan yang sangat
menghinakan) sangat merendahkan (maka kamu selalu mengatakan terhadap Allah
perkataan yang tidak benar) dengan mengaku menjadi nabi dan berpura-pura diberi
wahyu padahal dusta (dan kerana kamu selalu menyombongkan diri terhadap
ayat-ayat-Nya) kamu merasa tinggi diri tidak mahu beriman kepada ayat-ayat-Nya.
Jawab dari huruf lau ialah: nescaya engkau akan melihat peristiwa yang
mengerikan.
IBNU KATHIR :
Al-Quran yang Kami turunkan, sebagaimana Taurât, adalah kitab yang
mempunyai banyak kebaikan, kekal sampai hari kiamat, membenarkan dan membawa
berita tentang penurunan kitab-kitab sebelumnya dengan maksud untuk memberi
khabar gembira kepada orang- orang mukmin, dan menakut-menakuti orang-orang
musyrik Makkah dan sekitarnya dengan murka Allah apabila tidak tunduk kepadanya.
Orang-orang yang mempercayai hari pembalasan itu, mempercayainya kerana harapan
mereka untuk
mendapatkan pahala dan takut seksaan. Dari itu, mereka kemudian
selalu berdisiplin untuk mengerjakan solat dengan
sempurna.Nabi tidak berbohong ketika mengatakan bahawa Al-Quran datang dari Allah. Tidak ada yang lebih zalim daripada orang yang membuat-buat kebohongan tentang Allah, atau orang yang mengatakan, "Aku menerima wahyu dari Allah," padahal tidak pernah menerima wahyu apa pun. Juga tidak ada yang lebih zalim daripada orang yang mengatakan, "Aku akan mendatangkan ucapan seperti wahyu yang diturunkan Allah." Kalau engkau tahu keadaan orang-orang zalim -ketika menghadapi kekejaman maut- dan saat itu malaikat sedang mencabut nyawa dari tubuh mereka dengan amat keras dan kejamnya, engkau tentu akan melihat ketakutan yang luar biasa pada diri mereka. Saat itu dikatakan kepada mereka, "Hari ini dimulai pembalasan kalian dengan seksa yang menghinakan dan menyakitkan, sebagai balasan atas kebohongan yang kalian katakan tentang Allah, yang sama sekali tidak benar. Juga sebagai balasan atas kesombongan kalian untuk memikirkan dan merenungkan tanda-tanda kekuasaan Allah, baik yang berupa alam raya mahupun yang berupa Al-Quran.
يقول تعالى وما عظموا الله حق تعظيمه إذ كذبوا رسله إليهم قال ابن عباس ومجاهد وعبد
الله بن كثير نزلت في قريش واختاره ابن جرير وقيل نزلت في طائفة من اليهود وقيل في
فنحاص رجل منهم وقيل في مالك بن الصيف « وقالوا ما أنزل الله على
بشر من شيء » والأول أصح لأن الآية مكية واليهود لا ينكرون إنزال الكتب من
السماء وقريش والعرب وطائفة قاطبة كانوا ينكرون إرسال محمد صلى الله عليه وسلم لأنه
من البشر كما قال « أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن
أنذر الناس » وكقوله تعالى « وما منع الناس أن يؤمنوا إذ
جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون
مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا » وقال ها هنا «
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء » قال الله
تعالى « قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس »
أي قل يامحمد لهؤلاء المنكرين لإنزال شيء من الكتب من عند الله في جواب
سلبهم العام بإثبات قضية جزئية موجبة « من أنزل الكتاب الذي جاء به
موسى » وهو التوراة الذي قد علمتم وكل أحد أن الله قد أنزلها على موسى بن
عمران نورا وهدى للناس أي ليستضاء بها في كشف المشكلات ويهتدى بها من ظلم الشبهات
وقوله « يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا » أي تجعلون
جملتها قراطيس أي قطعا تكتبونها من الكتاب الأصلي الذي بأيديكم وتحرفون منها ما
تحرفون وتبدلون وتتأولون وتقولون هذا من عند الله أي في كتابه المنزل وما هو من عند
الله ولهذا قال « تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا »
وقوله تعالى « وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم »
أي ومن أنزل القرآن الذي علمكم الله فيه من خير ما سبق ونبأ ما يأتي ما لم
تكونوا تعلمون ذلك لا أنتم ولا آباؤكم وقد قال قتادة هؤلاء مشركوا العرب وقال مجاهد
هذه للمسلمين وقوله تعالى « قل الله » قال علي بن أبي طلحة
عن ابن عباس أي قل الله أنزله وهذا الذي قاله ابن عباس هو المتعين في تفسير هذه
الكلمة لاماقاله بعض المتأخرين من أن معنى « قل الله » أي
لا يكون خطابك لهم إلا هذه الكلمة كلمة الله وهذا الذي قاله هذا القائل يكون أمرا
بكلمة مفردة من غير تركيب والإتيان بكلمة مفردة لا يفيد في لغة العرب فائدة يحسن
السكوت عليها وقوله « ثم ذرهم في خوضهم يلعبون » أي ثم دعهم
في جهلهم وضلالهم يلعبون حتى يأتيهم من الله اليقين فسوف يعلمون ألهم العاقبة أم
لعباد الله المتقين وقوله « وهذا كتاب » يعني القرآن « أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى » يعني مكة
« ومن حولها » من أحياء العرب وسائر طوائف بني آدم من عرب
وعجم كما قال في الآية الأخرى « قل يا أيها الناس إني رسول الله
إليكم جميعا » وقال « لأنذركم به ومن بلغ » وقال
« ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده » وقال « تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا » وقال
« وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا
وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد » وثبت فيالصحيحين « خ 335 م 521 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسا
لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي وذكر منهن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث إلى
قومه خاصة ويبعث إلى الناس عامة ولهذا قال « والذين يؤمنون بالآخرة
يؤمنون به » كل من آمن بالله واليوم الآخر يؤمن بهذا الكتاب المبارك الذي
أنزلناه إليك يامحمد وهو القرآن « وهم على صلاتهم يحافظون »
أي يقيمون بما فرض عليهم من أداء الصلوات في أوقاتها
يقول تعالى « ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا » أي لا أحد
أظلم ممن كذب على الله فجعل له شركاء أو ولدا أو ادعى أن الله أرسله إلى الناس ولم
يرسله ولهذا قال تعالى « أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء »
قال عكرمة وقتادة نزلت في مسيلمة الكذاب « ومن قال سأنزل
مثل ما أنزل الله » أي ومن ادعى أنه يعارض ماجاء من عند الله من الوحي مما
يفتريه من القول كقوله تعالى « وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد
سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا » الآية قال الله تعالى « ولو
ترى إذ الظالمون في غمرات الموت » أي في سكراته وغمراته وكرباته « والملائكة باسطو أيديهم » أي بالضرب كقوله «
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني » الآية وقوله « يبسطوا إليكم
أيديهم وألسنتهم بالسوء » الآية وقال الضحاك وأبو صالح باسطو أيديهم أي
بالعذاب كقوله « ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون
وجوههم وأدبارهم » ولهذا قال « والملائكة باسطو أيديهم »
أي بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم ولهذا يقولون لهم « اخرجوا أنفسكم » وذلك أن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة
بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل والجحيم والحميم وغضب الرحمن الرحيم فتتفرق في
روحه في جسده وتعصى وتأبى الخروج فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم
قائلين لهم « أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما تقولون على
الله غير الحق » الآية أي اليوم تهانون غاية الإهانة كما كنتم تكذبون على
الله وتستكبرون على إتباع آياته والانقياد لرسله وقد وردت الأحاديث المتواترة في
كيفية احتضار المؤمن والكافر عند الموت وهي مقررة عند قوله تعالى «
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة » وقد ذكر
ابن مردويه ها هنا حديثا مطولا جدا من طريق غريبة عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا