.

.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين أهلا وسهلا بكم إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني" اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب يارب يارب يارب

.

.

.

.

Wednesday, August 20, 2014

الحكمة من السجود

فإن الله سبحانه وتعالى قد فرض الصلاة على عباده هكذا، ركوع واحد وسجودان في كل ركعة، فعلمها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري.

وقد ذكر بعض العلماء شيئاً من حكمة تكرر السجود، فقال البهوتي في كشاف القناع عن متن الإقناع في الفقه الحنبلي: وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة دون غيره لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع، لأن المصلي لما ترقى في الخدمة بأن قام ثم
ركع ثم سجد فقد أتى بغاية الخدمة، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود فسجد ثانياً شكراً على اختصاصه بالخدمة وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن. انتهى.

ثم إن من العبادة ما يكون تعبدياً أي غير معقول المعنى وإن كان له حكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى، وذلك مثل عدد الصلوات، واختلاف أعداد ركعاتها من صلاة لأخرى، وعدد الجمار التي تُرمى في أيام النحر، وغير ذلك، هو من الأمور التعبدية غير معقولة المعنى بالنسبة للعباد، ولعل الحكمة في هذا النوع من التكليف هو الابتلاء والاختبار لمطلق التسليم لأمر الله تعالى، الذي هو من لوازم الإسلام.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيِمين رحمه الله 

" والحكمة مِن السُّجودِ: أنه مِن كمال التعبُّد لله والذُّلِّ له، 
فإن الإنسان يضع أشرف ما فيه وهو وجهه؛ بحذاء أسفل ما فيه وهو قدمه.

وأيضاً: يضعه على موطء الأقدام، يفعل كلَّ هذا تعبُّداً لله تعالى وتقرُّباً إليه.

ومِن أجل هذا التَّطامن والنزول الذي فَعَلَهُ لله تعالى صار أقرب ما يكون الإنسان من رَبِّه وهو ساجد، مع أنه لو قام لكان أعلى وأقرب، لكن لنزوله لله عزَّ وجلَّ صار أقرب إلى الله،
«فما تواضعَ أحدٌ لله إلا رَفَعَهُ اللَّهُ

هذه هي الحكمة والسِّرُّ في هذا السجود العظيم، ولهذا ينبغي لنا أن تسجد قلوبُنا قبل أن تسجدَ جوارحنا؛ بأن يشعر الإنسان بهذا الذُّلِّ والتَّطامن والتواضع لله عزَّ وجلَّ، حتى يدرك لذَّةَ السُّجود وحلاوته، ويعرف أنَّه أقرب ما يكون إلى الله.
وهذا المعنى قد يغفل عنه أصحابُ الظَّواهر الذين يريدون أن يُجمِّلُوا الطاعات بظاهرها، وهم يُحمدون على هذا، ولا شَكَّ أنَّنا مأمورون أن نُجَمِّلَ الطاعات بظواهرها، بتمام الاتِّباعِ وكماله، لكن هناك شيءٌ آخر يَغْفُلُ عنه كثيرٌ من الناس؛ ويعتني به أربابُ السُّلوكِ، وهو تكميل الباطن؛ بحيث يركعُ القلبُ قبل رُكوع البدن، ويسجد قبل سجودِ البدن، ولكن قد يُقصِّر أربابُ السُّلوكِ الذين يعتنون بالبواطن في إصلاح الظواهر؛ فتجدهم يُخِلُّون كثيراً في إصلاح الظواهر، والكمال هو إصلاح الأمرين جميعاً؛ 
والعنايةُ بكمالهما جميعاً؛ بكمال البواطن وكمال الظواهر.


وإنِّي والله، وأشهد الله، أننا لو أقمنا الصَّلاةَ كما ينبغي؛ لكُنَّا كُلَّما خرجنا من صلاة؛ نخرج بإيمان جديد قوي؛ لأن الله يقول: {اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} الآية [العنكبوت: 45] .

لكن؛ نسألُ اللهَ أن يعاملنا بعفوه؛ ندخل فيها بقلب ونخرج بقلب، هو القلب الأول؛ لأننا لا نأتي بما ينبغي أن نأتيَ به مِن خضوع القلب وحضوره؛ وشعوره بهذه التنقُّلات؛ التي هي رياض متنوِّعة وأفعال مختلفة، وأقوال هي ما بين قراءة كلام الله عزَّ وجلَّ، وذكره وتعظيمه، وتكبيره ودعائه، والثناء عليه، ووصفه بأكمل الصفات «التحيات لله والصلوات... إلخ»، فهي رياض عظيمة، لكن فينا قصور مِن جهة مراعاة هذه الأسرار.


وقد وَرَدَ في الحديث: «إن الله حَرَّمَ على النَّار أن تأكل أثَرَ السُّجود»  فيمن يدخل النارَ من العُصاة؛ لأن عُصاةَ المؤمنين إذا لم يَتُبِ الله عليهم، ولم يكن لهم حسنات ترجح على سيئاتهم، فإنهم يُعذَّبون بالنار بقَدْرِ ذنوبهم؛ لكن أعضاء السُّجود محترمة لا تأكلها النار، ولا تؤثر فيها، ولهذا قال بعضهم:

يا ربِّ أعضاءَ السُّجودِ أعتقتَها *** مِن فَضْلِكَ الوافي وأنت الباقي
والعتقُ يسري في الغني يا ذا الغنى *** فامْنُنْ على الفاني بعتق الباقي

الصلاة ,كونها على هذا الوجه من قيام وركوع وسجود ثم قيام ثم سجود ثم قعود هذا صورية مطابقة للحكمة تماماً , الغاية منها
حكمة أيضاً ؛ الغاية منها الثواب والأجر عند الله عزَّ وجلَّ ,وهكذا , أيضاً المخلوقات كون الشمس بهذا الحجم وبهذه الحرارة وبهذا الارتفاع هذا صورية هذا من أصل الحكمةتماماً ,الثمرات الناتجة عن الشمس غائيَّة ,فالحاصل أنّ حكمة الله عزَّ وجلَّ تتعلَّق بالشئ من حيث صورته ومن حيث غايته ,وكل ذلك مطابق للحكمة.

ولكن هل الحكمة معلومة للخلق ؟
الجواب : قد تكون معلومة ,وقد تكون غير معلومة , لكن كونها غير معلومة لايعنى أنّها معدومة ,بل إنّها موجودة لكن لقصورنا أو تقصيرنا لم نصل إليها.

الأحكام الشرعيَّة إذا لم يعلم العلماء حكمتها سمَّوها بالأحكام التعبُّديَّة , ولهذا لو قال لك قائلٌ : ما الحكمة فى أن تكون صلاة الظهر أربعاً دون ثمانٍ ؟ 
هذه تعبُّديَّة ليس فيها مجال , فهم يقولون ( إن عُلِمَتْ حكمة الحكم فهو حكم معقول المعنى , وإن لم تعلم فهو حكم تعبُّدىٌّ ) ليس لنا أمامه إلاّ التعبُّد.

وأيُّهما أقوى فى التعبد الامتثال للحكم التعبدى أو للحكم المعقول المعنى ؟
الأوَّل أبلغ فى التذلل , أن تقبل الحكم وإن لم تعرف حكمته هذا أبلغ ؛ لأنّ كون الإنسان لايقبل الحكم إلاّ إذا عرف حكمته فيه نوع شرك ؛ وهو عبادة الهوى ,وأنّه إذا وافق الشئُ هواه ,وأدرك حكمته قَبِلَهُ واطمأنَّ إليه ورضى به ,وإن لم يكن كذلك صار عنده فيه تردد.

وانظروا إلى الناس اليوم تجدوا أنّ أكثرهم يطلبون العلَّة العقليَّة حتى إنّ بعضهم تقول : قال الله ورسوله , يقول : وما هى حكمته ؟
أنت مأمور إن كنت مؤمناً أن تكون الحكمة عندك قول الله ورسوله  ,ولهذا لمَّا سُئِلت عائشة أمُّ المؤمنين _رضى الله عنها_ ( ما بال الحائض تقضى الصوم ولاتقضى الصلاة ؟) قالت : ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ,ولانؤمر بقضاء الصلاة)
إذن هذه هى الحكمة.

إذا أجبنا بهذه الحكمة لايمكن لأحد أن يتكلَّم ,لكن إذا ذهبنا لنأتى بعللٍ معقولة قد تكون مقصودة للشرع , وقد لاتكون , أعرضوا عنها ونقضوها ؛لأنّ هؤلاء إنّما يريدون الجدل , فكل ما أتيت بعلَّة نقضوها.
ولهذا كل من سأل ما الحكمة فى هذا ؟ نقول : الحكمة قول الله ورسوله إن كنت مؤمناً ؛لأنّ الله يقول ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)).

لكن معرفة الحكمة قد تزيد الإنسان إيماناً , لاشك , إذا عرف أسرار الشريعة وحِكَمَها ازداد رغبة فيها وطمأنينة بها ودفاعاً عنها ودعوة إليها .



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

.

Rasulullah s.a.w bersabda :

” Sesungguhnya seorang hamba yang bercakap sesuatu kalimah atau ayat tanpa mengetahui implikasi dan hukum percakapannya, maka kalimah itu boleh mencampakkannya di dalam Neraka lebih sejauh antara timur dan barat” ( Riwayat Al-Bukhari, bab Hifdz al-Lisan, 11/256 , no 2988)