.

.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين أهلا وسهلا بكم إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني" اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب يارب يارب يارب

.

.

.

.

Saturday, December 26, 2015

Surah Luqman ayat 1 Hingga 34





IBNU KATHIR :

مقدمة تفسير سورة لقمان بسم الله الرحمن الرحيم سورة لقمان وهى-مكية تقدم في أول سورة البقرة عامة الكلام على ما يتعلق بصدر هذه السورة وهو أنه سبحانه وتعالى جعل هذا القرآن هدى وشفاء ورحمة للمحسنين وهم الذين أحسنوا العمل في اتباع الشريعة فأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها وأوقاتها وما يتبعها من نوافل راتبة وغير راتبة وآتوا الزكاة المفروضة عليهم إلى مستحقيها ووصلوا ارحامهم وقراباتهم وأيقنوا بالجزاء في الدار الآخرة فرغبوا إلى الله في ثواب ذلك لم يراءوا به ولا أرادوا جزاء من الناس ولا شكورا فمن فعل ذلك كذلك فهو من الذين قال الله تعالى « أولئك على هدى من ربهم » أي على بصيرة وبينة ومنهج واضح جلي « وأولئك هم المفلحون » أي في الدنيا والآخرة
لما ذكر تعالى حال السعداء وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه كما قال تعالى « الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله » الآية عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب كما قال ابن مسعود في قوله تعالى « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله » قال هو والله الغناء روى ابن جرير « 21/61 » حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب أخبرني يزيد بن يونس عن أبي صخر عن ابن معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن أبيالصهباء البكري أنه سمع عبد الله عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله » فقال عبد الله بن مسعود الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات حدثنا عمرو بن علي حدثنا صفوان بن عيسى أخبرنا حميد الخراط عن عمار عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء أنه سأل ابن مسعود عن قول الله « ومن الناس من يشتري لهو الحديث » قال الغناء وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة وقال الحسن البصري نزلت هذه الآية « ومن الناس من يشتري لهوالحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم » في الغناء والمزامير وقال قتادة قوله « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم » والله لعله لا ينفق فيه مالا ولكن شراؤه استحبابه بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق وما يضر على ما ينفع وقيل أراد بقوله « يشتري لهو الحديث » اشتراء المغنيات من الجواري قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثنا وكيع عن خلاد الصفار عن عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن وأكل أثمانهن حرام وفيهن أنزل الله عز وجل علي « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله » وهكذا رواه الترمذي « 1282 » وابن جرير « 21/60 » من حديث عبيدالله بن زحر بنحوه ثم قال الترمذي هذا حديث غريب وضعف علي بن يزيد المذكور قال علي وشيخه والراوي عنه كلهم ضعفاء والله أعلم وقال الضحاك في قوله تعالى « ومن الناس من يشتري لهو الحديث » قال يعني الشرك وبه قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم واختار ابن جرير « 21/63 » أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله وقوله « ليضل عن سبيل الله » أي إنما يصنع هذا للتخالف للإسلام وأهله وعلى قراءة فتح الياء تكون اللام لام العاقبة أو تعليلا للأمر القدري أي قيضوا لذلك ليكونوا كذلك وقوله تعالى « ويتخذها هزوا » قال مجاهد ويتخذ سبيل الله هزوا يستهزئ بها وقال قتادة يعني ويتخذ آيات الله هزوا وقول مجاهد أولى وقوله « أولئك لهم عذاب مهين » أي كما استهانوا بآيات الله وسبيله أهينوا يوم القيامة في العذاب الدائم المستمر ثم قال تعالى « وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا » أي هذا المقبل على اللهو واللعب والطرب إذا تليت عليه الآيات القرآنية ولى عنهاوأعرض وأدبر وتصامم وما به من صمم كأنه ما سمعها لأنه يتأذى بسماعها إذ لاانتفاع له بها ولا أرب له فيها « فبشره بعذاب أليم » أي يوم القيامة يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله وآياته
هذا ذكر مآل الأبرار من السعداء في الدار الآخرة الذين أمنوا بالله وصدقوا المرسلين وعملوا الأعمال الصالحة التابعة لشريعة الله « لهم جنات النعيم » أي يتنعمون فيها بأنواع الملاذ والمسار من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمراكب والنساء والنصرة والسماع الذي لم يخطر ببال أحد وهم في ذلك مقيمون دائما فيها لا يظعنون ولا يبغون عنها حولا وقوله تعالى « وعدالله حقا » أي هذا كائن لا محالة لأنه من وعد الله والله لا يخلف الميعاد لأنه الكريم المنان الفعال لما يشاء القادر على كل شيء « وهو العزيز » الذي قهر كل شيء ودان له كل شيء « الحكيم » في أقواله وأفعاله الذي جعل القرآن هدى للمؤمنين « قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى » الآية وقوله « وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا »
يبين سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما فقال تعالى « خلق السماوات بغير عمد » قال الحسن وقتادة ليس لها عمد مرئية ولا غير مرئية وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد لها عمد لا ترونهاوقد تقدم تقرير هذه المسألة في أول سورة الرعد بما أغنى عن إعادته « وألقى في الأرض رواسي » يعني الجبال أرست الأرض وثقلتها لئلا تضطرب بأهلها على وجه الماء ولهذا قال « أن تميد بكم » أي لئلا تميد بكم وقوله تعالى « وبث فيها من كل دابة » أي وذرأ فيها من أصناف الحيوانات مما لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إلا الذي خلقها ولما قرر سبحانه أنه الخالق نبه على أنه الرزاق بقوله « وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم » أي من كل زوج من النبات كريم أي حسن المنظر وقال الشعبي والناس أيضا من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم وقوله تعالى « هذا خلق الله » أي هذا الذي ذكره تعالى من خلق السماوات والأرض وما بينهما صادر عن فعل الله وخلقه وتقديره وحده لا شريك له في ذلك ولهذا قال تعالى « فأروني ماذا خلق الذين من دونه » أي مما تعبدون وتدعون من الأصنام والأنداد « بل الظالمون » يعني المشركين بالله العابدين معه غيره « في ضلال » أي جهل وعمى « مبين » أي واضح ظاهر لاخفاء به
اختلف السلف في لقمان هل كان نبيا أو عبدا صالحا من غير نبوة على قولين الاكثرون على الثاني وقال سفيان الثوري عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا وقال قتادة عن عبد الله بن الزبير قلت لجابر بن عبد الله ما انتهى إليكم من شأن لقمان قال كان قصيرا أفطس الانف من النوبة وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال كان لقمان من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة وقال الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال جاء رجل أسود إلى سعيد بن المسيب يساله فقال له سعيد بن المسيب لا تحزن من أجل أنك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر وقال ابن جرير « 21/67 » حدثنا وكيع حدثنا أبي عن أبي الأشهب عن خالد الربعي قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فقال له مولاه اذبح لنا هذه الشاة فذبحها قال أخرج أطيب مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب ثم مكث ما شاء الله ثم قال اذبح لنا هذه الشاة فذبحها فقال اخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب فقال له مولاه أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما فقال لقمان أنه ليس من شيء اطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا وقال شعبة عن الحكم عن عن مجاهد كان لقمان عبداصالحا ولم يكن نبيا وقال الأعمش قال مجاهد كان لقمان عبدا أسود عظيم الشفتين مشقق القدمين وقال حكام بن سالم عن سعيد الزبيدي عن مجاهد كان لقمان الحكيم عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا على بني إسرائيل وذكره غيره أنه كان قاضيا على بني إسرائيل في زمان داود عليه السلام وقال ابن جرير « 21/68 » حدثنا ابن حميد حدثنا حدثنا الحكم حدثنا عمرو بن قيس قال كان لقمان عبدا أسود غليظ الشفتين مصفح القدمين فأتاه رجل وهو في مجلس ناس يحدثهم فقال له ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا قال نعم قال فما بلغ بك ما أرى قال صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن جابر قال إن الله رفع لقمان الحكيم بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال له ألست عبد بني فلان الذي كنت ترعى بالامس قال بلى قال فما بلغ ما أرى قال قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وتركي ما لا يعنيني فهذه الآثار منها ما هو مصرح فيه بنفي كونه نبيا ومنها ما هو مشعر بذلك لأن كونه عبدا قد مسه الرق ينافي كونه نبيا لأن الرسل كانت تبعث في أحساب قومها ولهذا كان جمهور السلف على أنه لم يكن نبيا وإنما ينقل كونه نبيا عن عكرمة إن صح السند إليه فإنه رواه ابن جرير « 21/68 » وابن أبي حاتم من حديث وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة قال كان لقمان نبيا وجابر هذا هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف والله أعلم وقال عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش القتباني عن عمر مولى غفرة قال وقف رجل على لقمان الحكيم فقال أنت لقمان أنت عبد بني الحسحاس قال نعم قال أنت راعي الغنم قال نعمقال أنت الأسود قال أما سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من أمري قال وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك قال يا ابن أخي إن صغيت إلى ما أقول لك كنت كذلك قال لقمان غضي بصري وكفي لساني وعفة طعمتي وحفظي فرجي وقولي بصدقي ووفائي بعهدي وتكرمتى ضيفي وحفظي جاري وتركي ما لا يعنيني فذاك الذي صيرني إلى ما ترى وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا ابن نفيل حدثنا عمرو بن واقد عن عبدة بن رباح عن ربيعة عن أبي الدرداء أنه قال يوما وذكر لقمان الحكيم فقال ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكير عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد قط يبزق لا يتنخع ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك وكان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعبدها إياه أحد وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتي ما أوتي وقد ورد أثر غريب عن قتادة رواه ابن أبي حاتم فقال حدثنا أبي حدثنا العباس بن الوليد حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة قال خير الله لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة على النبوة فأتاه جبريل وهو نائم فذر عليه الحكمة أو رش عليه الحكمة قال فأصبح ينطق بها قال سعيد فسمعت عن قتادة يقول قيل للقمان كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك فقال إنه لو أرسل إلي بالنبوة عزمة لرجوت فيه الفوز منه ولكنت أرجو أن أقوم بها ولكنه خيرني فخفت أن اضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلي فهذا من رواية سعيد بن بشير وفيه ضعف قد تكلموا فيه بسببه فالله أعلم والذي رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى « ولقد آتينا لقمان الحكمة » أي الفقه في الإسلام ولم يكن نبيا ولم يوح إليه وقوله « ولقد آتينا لقمان الحكمة » أي الفهم والعلم والتعبير « أن اشكر لله » أي أمرناه أن يشكر الله عز وجل على ما آتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه ثم قال تعالى « ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه » أي إنما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين لقوله تعالى « ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون » وقوله « ومن كفر فإن الله غني حميد » أي غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو كفر أهل الأرض كلهم جميعا فإنه الغني عما سواه فلا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه
يقول تعالى مخبرا عن وصية لقمان لولده وهو لقمان بن عنقاء بن سدون واسم ابيه ثاران في قول حكاه السهيلي وقد ذكره الله تعالى بأحسن الذكر وأنه آتاه الحكمة وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف ولهذا اوصاه أولا بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ثم قال محذرا له « إن الشرك لظلم عظيم » أي هو أعظم الظلم قال البخاري « 4776 » حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت « الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم » شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بذلك إلا تسمع لقول لقمان « يابني لا تشرك بالله أن الشرك لظلم عظيم » ورواه مسلم من حديث الأعمش به ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين كما قال تعالى « وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا » وكثيرا ما يقرن تعالى بين ذلك فيالقرآن وقال ههنا « ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن » قال مجاهد مشقة وهن الولد وقال قتادة جهدا على جهد وقال عطاء الخراساني ضعفا على ضعف وقوله « وفصاله في عامين » أي تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين كما قال تعالى « والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة » الآية ومن ههنا استنبط ابن عباس وغيره من الأئمة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر لأنه قال في الآية الأخرى « وحمله وفصاله ثلاثون شهرا » وإنما يذكر تعالى تربية الوالدة وتعبها ومشقتها في سهرها ليلا ونهارا ليذكر الولد بإحسانها المتقدم إليه كما قال تعالى « وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا » ولهذا قال « أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير » أي فإني سأجزيك على ذلك أوفر جزاء قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ومحمود بن غيلان قالا حدثنا عبيدالله أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال قدم علينا معاذ بن جبل وكان بعثه النبي صلى الله عليه وسلم فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تطيعوني لا آلوكم خيرا وأن المصير إلى الله إلى الجنة أو إلى النار إقامة فلا ظعن وخلود فلا موت وقوله « وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما » أي أن حرصا عليك كل الحرص على أن تتابعهما على دينهما فلا تقبل منهما ذلك ولا يمنعك ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفا أي محسنا إليهما « واتبع سبيل من أناب إلي » يعني المؤمنين « ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون » قال الطبراني في كتاب العشرة حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند أن سعد بن مالك قال أنزلت في هذه الآية « وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما » الآية قال كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت قالت يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه فقلت لا تفعلي يا أمه فإني لا أدع ديني هذا لشيء فمكثت يوما وليلة لم تأكل فأصبحت قد جهدت فمكثت يوما وليلة أخرى لم تأكل فأصبحت قد جهدت فمكثت يوما وليلة أخرى لا تأكل فأصبحت قد اشتد جهدها فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني لشيء فإن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي فأكلت
هذه وصايا نافعة قد حكاها الله سبحانه وتعالى عن لقمان الحكيم ليمتثلها الناس ويقتدوا بها فقال « يابني أن تك مثقال حبة من خردل » أي أن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل وجوز بعضهم أن يكون الضمير في قوله إنها ضميرالشأن والقصة وجوز على هذا رفع مثقال والأول أولى وقوله عز وجل « يأت بها الله » أي أحضرها الله يوم القيامة حين يضع الموازين القسط وجازى عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر كما قال تعالى « ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا » الآية وقال تعالى « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » ولو كانت تلك الذرة محصنة محجبة في داخل صخرة صماء أو غائبة ذاهبة في أرجاء السماوات والأرض فإن الله يأتي بها لأنه لا تخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولهذا قال تعالى « إن الله لطيف خبير » أي لطيف العلم فلا تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت « خبير » بدبيب النمل في الليل البهيموقد زعم بعضهم أن المراد بقوله « فتكن في صخرة » أنها صخرة تحت الأرضين السبع وذكره السدي بإسناده ذلك المطروق عن ابن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة إن صح ذلك ويروى هذا عن عطية العوفي وأبي مالك والثوري والمنهال بن عمرو وغيرهم وهذا والله أعلم كأنه متلقى من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب والظاهر والله أعلم أن المراد أن هذه الحبة في حقارتها لو كانت داخل صخرة فإن الله سيبديها ويظهرها بلطيف علمه كما قال الإمام أحمد « 3/28 » حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ماكان ثم قال « يا بني أقم الصلاة » أي بحدودها وفروضها وأوقاتها « وأمر بالمعروف وانه عن المنكر » أي بحسب طاقتك وجهدك « واصبر على ما أصابك » علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يناله من الناس أذى فأمره بالصبر وقوله « إن ذلك من عزم الامور » أي أن الصبر على أذى الناس لمن عزم الامور وقوله « ولا تصعر خدك للناس » يقول لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم كما جاء في الحديث ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة والمخيلة لا يحبها الله قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله « ولا تصعر خدك للناس » يقول لا تتكبر فتحتقر عباد الله وتعرض عليهم بوجهك إذا كلموك وكذا روى العوفي وعكرمة عنه وقال مالك عن زيد بن أسلم « ولا تصعر خدك للناس » لا تتكلم وأنت معرض وكذا روي عن مجاهد وعكرمة ويزيد بن الأصم وأبي الجوزاء وسعيد بن جبير والضحاك وابن زيد وغيرهم وقال إبراهيم النخعي يعني بذلك التشديق في الكلام والصواب القول الأول قال ابن جرير وأصل الصعر داء يأخذ الإبل في أعناقها أو رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر ومنه قول عمرو بن حيي التغلبي-وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما-وقال أبو طالب في شعره-وكنا قديما لا نقر ظلامة إذا ما ثنوا صعر الرؤوس نقيمها-وقوله « ولا تمش في الأرض مرحا » أي خيلاء متكبرا جبارا عنيدا لا تفعل ذلك يبغضك الله ولهذا قال « إن الله لا يحب كل مختال فخور » أي مختال معجب في نفسه فخور أي على غيره وقال تعالى « ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا » وقد تقدم الكلام على ذلك في موضعه وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني « 2/1317 » حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى حدثنا أبي عن ابن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن ثابت بن قيس بن شماس قال ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه فقال إن الله لا يحب كل مختال فخور فقال رجل من القوم والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها ويعجبني شراك نعلي وعلاقة سوطي فقال ليس ذلك من الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس ورواه من طريق أخرى « 1320 » بمثله وفيه قصة طويلة ومقتل ثابت ووصيته بعد موته وقوله « واقصد في مشيك » أي امش مقتصدا مشيا ليس بالبطيء المتثبط ولا بالسريع المفرط بل عدلا وسطا بين بين وقوله « واغضض من صوتك » أي لا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه ولهذا قال « إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » قال مجاهد وغير واحد إن أقبح الأصوات لصوت الحمير أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه ومع هذا هو بغيض إلى الله تعالى وهذا التشبيه في هذا بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه « خ2621 م1622 » وقال النسائي « 11391 » عند تفسير هذ الآية حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا من الشيطان فإنها رأت شيطانا وقد أخرجه بقية الجماعة « خ3303 م2729 ت3459 د5102 » سوى ابن ماجة من طرق عن جعفر بن ربيعةبه وفي بعض الألفاظ بالليل فالله أعلم فهذه وصايا نافعة جدا وهي من قصص القرآن العظيم عن لقمان الحكيم وقد روي عنه من الحكم والمواعظ أشياء كثيرة فلنذكر منها أنموذجا ودستورا إلى ذلك قال الإمام أحمد حدثنا « 2/87 » علي بن إسحاق أخبرنا ابن المبارك أخبرنا سفيان أخبرني نهشل بن مجمع الضبي عن قزعة عن ابن عمر قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه وروى ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن موسى بن سليمان عن القاسم « يحدث عن أبي موسى الأشعري » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه يا بني إياك والتقنع فإنه مخوفة بالليل مذمة بالنهار وقال حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان بن ضمرة حدثنا السري بن يحيى قال قال لقمان لابنه يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا عبدة بن سليمان أخبرنا ابن المبارك حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن عون بن عبد الله قال قال لقمان لابنه يابني إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام يعني السلام ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ضمرة عن حفص بن عمر قال وضع لقمان جرابا من خردل إلى جانبه وجعل يعظ ابنه وعظة ويخرج خردلة حتى نفد الخردل فقال يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تفطر قال فتفطر ابنه وقال أبو القاسم الطبراني « 11/11482 » حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي حدثنا أبين بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة لقمان الحكيم والنجاشي وبلال المؤذن قال الطبراني أراد الحبش-فصل في الخمول والتواضع-وذلك متعلق بوصية لقمان عليه السلام لابنه وقد جمع في ذلك الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا كتابا مفردا ونحن نذكر منه مقاصده قال حدثنا إبراهيم ابن المنذر حدثنا عبد الله بن موسى المدني عن أسامة بن زيد بن حفص بن عبد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رب أشعث ذي طمرين يصفح عن أبواب الناس إذا أقسم على الله لأبره ثم رواه من حديثجعفر بن سليمان عن ثابت وعلي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وزاد منهم البراء بن مالك وروي أيضا عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للأتقياء الأثرياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا أولئك مصابيح مجردون من كل فتنة غبراء مشتتة « التواضع 8 » وقال أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد عن عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه أنه دخل المسجد فأذا هو بمعاذ بن جبل عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فقال له ما يبكيك يامعاذ قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول إن اليسير من الرياء شرك وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأثرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى ينجون من كل غبراء مظلمة حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا غنام بن علي عن حميد بن عطاء الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره لو قال اللهم إني أسالك الجنة لإعطاه الله الجنة ولم يعطه من الدنيا شيئا وقال ايضا حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم يساله دينارا أو درهما أو فلسا لم يعطه ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها ولو ساله الدنيا لم يعطه إياها ولم يمنعها إياه لهوانه عليه ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره « التواضع 1 » وهذا مرسل من هذا الوجه وقال أيضا حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جعفر بن سليمان حدثنا عوف قال قال أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ملوك الجنة من هو أشعث أغبر ذو طمرين لا يؤبه له الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإذا خطبوا النساء لم ينكحوا وإذا قالوا لم ينصت لهم حوائج أحدهم تتجلجل في صدره لو قسم نورهيوم القيامة بين الناس لوسعهم قال « التواضع 5 » وأنشدني عمر بن شيبة عن ابن عائشة قال قال عبد الله بن المبارك-ألا رب ذي طمرين في منزل غدا زرابيه مبثوثة ونمارقه**قد اطردت أنواره حول قصره وأشرق والتفت عليه حدائقه-وروي أيضا « التواضع 13 » من حديث عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا قال الله من أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأعطاه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع إن صبر على ذلك قال ثم نقد رسول الله بيده وقال عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه وعن عبد الله بن عمرو قال أحب عباد الله إلى الله الغرباء قيل ومن الغرباء قال الفرارون بدينهم يجمعون يوم القيامة إلى عيسى بن مريم « التواضع 16 » وقال الفضيل بن عياض بلغني أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة ألم أنعم عليك الم اعطك ألم أسترك ألم ألم ألم أجمل ذكرك ثم قال الفضيل أن استطعت أن لا تعرف فافعل وما عليك أن لا يثنى عليك وما عليك أن تكون مذموما عند الناس محبوبا عند الله « التواضع 17 » وكان ابن محيريز يقول اللهم إني أسألك ذكرا خاملا « التواضع 18 » وكان الخليل بن أحمد يقول اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني في نفسي من أوضع خلقك وعند الناس من أوسط خلقك « التواضع 21 » ثم قال « باب ماجاء في الشهرة » حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حسب امرئ من الشر إلا من عصم الله أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه وإن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم « التواضع 30 » وروي مثله عن إسحاق بن البهلول عن ابن أبي فديك عن محمد بن عبد الواحد الأخنسي عن عبد الواحد بن أبي كثير عن جابر ابن عبد الله مرفوعا مثله « التواضع 31 » وروي عن الحسن مرسلا نحوه « التواضع 32 » فقيل للحسن فإنه يشار اليك بالأصابع فقال إنما المراد من يشار إليه في دينه بالبدعة وفي دنياه بالفسق « التواضع 33 » وعن علي رضي الله عنه قال لا تبدأ لأن تشتهر ولاترفع شخصك لتذكر وتعلم واكتم واصمت تسلم تسر الأبرار وتغيظ الفجار « التواضع 34 » وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله ما صدق الله من أحب الشهرة وقال أيوب ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه « التواضع 35 » وقال محمد بن العلاء من أحب الله أحب أن لا يعرفه الناس « التواضع 36 » وقال سماك بن سلمة إياك وكثرة الأخلاء « التواضع 40 » وقال أبان بن عثمان إن أحببت أن يسلم إليك دينك فأقل من المعارف كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة نهض وتركهم « التواضع 44 » وقال حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عوف عن أبي رجاء قال رأى طلحة قوما يمشون معه فقال ذباب طمع وفراش النار « التواضع 50 » وقال ابن إدريس عن هارون بن عنترة عن سليم بن حنظلة قال بينا نحن حول أبي إذ علاه عمر بن الخطاب بالدرة وقال إنها مذلة للتابع وفتنة للمتبوع « التواضع 51 » وقال ابن عون عن الحسن خرج ابن مسعود فاتبعه أناس فقال والله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلان « التواضع52 » وقال حماد بن زيد كنا إذا مررنا على المجلس ومعنا أيوب فسلم ردوا ردا شديدا فكان ذلك يغمه « التواضع58 » وقال عبد الرزاق عن معمر كان أيوب يطيل قميصه فقيل له في ذلك إن الشهرة فيما مضى كانت في طول القميص واليوم في تشميره واصطنع مرة نعلين على حذو نعلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلبسهما أياما ثم خلعهما وقال لم أر الناس يلبسونهما « التواضع61 » وقال إبراهيم النخعي لا تلبس من الثياب ما يشهر في الفقهاء ولا ما يزدريك السفهاء « التواضع 63 » وقال الثوري كانوا يكرهون من الثياب الجياد التي يشتهر بها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه « التواضع64 » وحدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد عن أبي خشينة صاحب الزيادي قال كنا عند أبي قلابة إذ دخل عليه رجل عليه أكسية فقال إياكم وهذا الحمار النهاق « التواضع 65 » وقال الحسن رحمه الله أن قوما جعلوا الكبر في قلوبهم والتواضع في ثيابهم فصاحب الكساء بكسائه أعجب من صاحب المطرف بمطرفه ما لهم تفاقدوا « التواضع 66 » وفي بعض الأخبار أن موسى عليه السلام قال لبني إسرائيل مالكم تأتوني عليكم ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب البسوا ثياب الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية-فصل في حسن الخلق-قال أبو التياح عن أنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا « التواضع 163 » « م1310 » وعن عطاء عن ابن عمر قيل يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا « التواضع164 » وعن نوح بن عباد عن ثابت عن أنس مرفوعا إن العبد ليبلغ بحسن خلقهدرجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه درك جهنم وهو عابد « التواضع 168 » وعن سنان بن هارون عن حميد عن أنس مرفوعا ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة « التواضع169 » وعن عائشة مرفوعا إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار « التواضع 166 » وقال ابن أبي الدنيا حدثني أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس حدثنا عبد الله بن إدريس أخبرني أبي وعمي عن جدي عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن اكثر ما يدخل الناس النار فقال الأجوفان الفم والفرج « التواضع 170 » وقال أسامة بن شريك كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته الأعراب من كل مكان فقالوا يا رسول الله ماخير ما أعطي الإنسان قال حسن الخلق « التواضع171 » وقال يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به قال مامن شيء أثقل في الميزان من خلق حسن « التواضع 172 » وكذا رواه عطاء عن أم الدرداء به « التواضع 173 » وعن مسروق عن عبد الله بن عمرو مرفوعا إن من خياركم أحسنكم أخلاقا « التواضع 174 » « خ3559 م2351 » حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عبيد عن محمد بن أبي سارة عن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه الأجر ويروح « التواضع 176 » وعن مكحول عن أبي ثعلبة مرفوعا إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني منزلا يوم القيامة مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون « التواضع 177 » وعن أبي أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا ألا أخبركم بأكملكم إيمانا أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يؤلفون ويألفون « التواضع 178 » وقال الليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن بكر بن أبي الفرات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حسن الله خلق رجل وخلقه فتطعمه النار « التواضع 180 » وعن عبد الله بن غالب الحداني عن أبي سعيد مرفوعا خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق « التواضع 182 » وقال ميمون بن مهران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في آخر « التواضع 183 » قال حدثنا علي بن الجعد حدثنا أبو المغيرة الأحمسي حدثنا عبد الرحمن ابن إسحاق عن رجل من قريش قال قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق إن الخلق الحسن ليذيب الذنوب كما تذيب الشمس الجليد وإن الخلق السيء ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل « التواضع 184 » وقال عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط وجوه وحسن خلق « التواضع 190 » وقال محمد بن سيرين حسن الخلق عون على الدين « التواضع 191 » -فصل في ذم الكبر-قال علقمة عن ابن مسعود رفعه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان « التواضع 192 » « م91 » وقال إبراهيم ابن أبي عبلة عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو مرفوعا من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر أكبه الله على وجهه في النار « التواضع 196 » حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا أبو معاوية عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة عن أبيه مرفوعا لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب عند الله من الجبارين فيصيبه ما أصابهم من العذاب « التواضع 198 » وقال مالك بن دينار ركب سليمان بن داودعليهما السلام ذات يوم البساط في مائتي ألف من الإنس ومائتي ألف من الجن فرفع حتى سمع تسبيح الملائكة في السماء ثم خفض حتى مست قدمه ماء البحر فسمعوا صوتا لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسف به أبعد مما رفع « التواضع 199 » وحدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان أبو بكر يخطبنا فيذكر بدء خلق الإنسان حتى أن أحدنا ليقذر نفسه يقول خرج من مجرى البول مرتين « التواضع 200 » وقال الشعبي من قتل اثنين فهو جبار ثم تلا « أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض » « التواضع 203 » وقال الحسن عجبنا لابن آدم يغسل الخرء بيده في اليوم مرتين ثم يتكبر يعارض جبار السماوات قال حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن علي بن الحسن عن الضحاك بن سفيان فذكر حديث ضرب مثل الدنيا بما يخرج من ابن آدم « التواضع 210 » وقال الحسن عن عتي عن أبي قال إن مطعم ابن آدم ضرب مثلا للدنيا وإن قزحه وملحه « التواضع 211 » وقال محمد بن الحسين بن علي رضي الله عنه ما دخل قلب رجل شيء من الكبر إلا نقص من عقله بقدر ذلك « التواضع 226 » وقاليونس بن عبيد ليس مع السجود كبر ولا مع التوحيد نفاق « التواضع 231 » ونظر طاوس إلى عمر بن عبد العزيز وهو يختال في مشيته وذلك قبل أن يستخلف فطعن طاوس في جنبه بأصبعه وقال ليس هذا شأن من في بطنه خرء فقال له كالمعتذر إليه يا عم لقد ضرب كل عضو مني على هذه المشية حتى تعلمتها قال أبو بكر بن أبي الدنيا كان بنو أمية يضربون أولادهم حتى يتعلمون هذه المشية-فصل في الاختيال-عن ابن أبي ليلى عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا من جرثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه « التواضع 238 » ورواه عن إسحاق بن إسماعيل عن سفيان عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا مثله « التواضع 239 » وحدثنا محمد بن بكار حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره « التواضع 232 » و بينما رجل يتبختر في برديه أعجبته نفسه خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة « التواضع 233 » وروى الزهري عن سالم عن أبيه بينما رجل إلى اخره « التواضع 234 » « خ3485 »
يقول تعالى منبها خلقه على نعمه عليهم في الدنيا والآخرة بأنه سخر لهم ما في السماوات من نجوم يستضيئون بها في ليلهم ونهارهم وما يخلق فيهامن سحاب وأمطار وثلج وبرد وجعله إياها لهم سقفا محفوظا وما خلق لهم في الأرض من قرار وأنهار وأشجار وزروع وثمار وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة من إرسال الرسل وإنزال الكتب وإزاحة الشبه والعلل ثم مع هذا كله ما آمن الناس كلهم بل منهم من يجادل في الله أي في توحيده وإرساله الرسل ومجادلته في ذلك بغير علم ولا مستند من حجة صحيحة ولا كتاب مأثور صحيح ولهذا قال تعالى « ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير » أي مبين مضيء « وإذا قيل لهم » أي لهؤلاء المجادلين في توحيد الله « اتبعوا ما أنزل الله » أي على رسله من الشرائع المطهرة « قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه أباءنا » أي لم يكن لهم حجة إلا اتباع الآباء الاقدمين قال الله تعالى « أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون » أي فما ظنكم ايها المحتجون بصنيع آبائهم أنهم كانوا على ضلالة وأنتم خلف لهم فيما كانوا فيه ولهذا قال تعالى « أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير »
يقول تعالى مخبرا عمن أسلم وجهه لله أي أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه ولهذا قال « وهو محسن » أي في عمله باتباع مابه أمر وترك ما عنه زجر « فقد استمسك بالعروة الوثقى » أي فقد أخذ موثقا من الله متينا أنه لا يعذبه « وإلى الله عاقبة الأمور ومن كفر فلا يحزنك كفره » أي لا تحزن عليهم يا محمد في كفرهم بالله وبما جئت به فإن قدر الله نافذ فيهم وإلى الله مرجعهم فينبئهم بما عملوا أي فيجزيهم عليه « إن الله عليم بذات الصدور » فلا تخفى عليه خافية ثم قال تعالى « نمتعهم قليلا » أي في الدنيا « ثم نضطرهم » أي نلجئهم « إلى عذاب غليظ » أي فظيع صعب مشق على النفوس كما قال تعالى « إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون »
يقول تعالى مخبرا عن هؤلاء المشركين به أنهم يعرفون أن الله خالق السماوات وحده لاشريك له ومع هذا يعبدون معه شركاء يعترفون أنها خلق له وملك له ولهذا قال تعالى « ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله » أي إذا قامت عليكم الحجة باعترافكم « بل أكثرهم لا يعلمون » ثم قال تعالى « لله ما في السماوات والأرض » أي هو خلقه وملكه « إن الله هو الغني الحميد » أي الغني عما سواه وكل شيء فقير إليه الحميد في جميع ماخلق له الحمد في السماوات والأرض على ماخلق وهو المحمود في الأمور كلها
يقول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه وجلاله وأسمائه الحسنى وصفاته العلا وكلماته التامة التي لا يحيط بها أحد ولا اطلاع لبشر على كنهها وإحصائها كما قال سيد البشر وخاتم الرسل لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فقال تعالى « ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله » أي ولو أن جميع أشجار الأرض جعلت أقلاما وجعل البحر مدادا وأمده سبعة أبحر معه فكتبت بها كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته وجلاله لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحر ولو جاء أمثالها مددا وإنما ذكرت السبعة على وجه المبالغة ولم يرد الحصر ولا أن ثم سبعة أبحر موجودة محيطة بالعلم كما يقوله من تلقاه من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب بل كما قال تعالى في الآية الأخرى « قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا » فليس المراد بقوله « بمثله » آخر فقط بل بمثله ثم بمثله ثم بمثله ثم هلم جرا لأنه لا حصر لآيات الله وكلماته قال الحسن البصري لو جعل شجر أقلاما وجعل البحر مدادا وقال الله أن من أمري كذا ومن أمري كذا لنفد ماء البحور وتكسرت الأقلام وقال قتادة قال المشركون إنما هذا كلام يوشك أن ينفد فقال الله تعالى « ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام » أي لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة ابحر ما كان لينفد عجائب ربي وحكمته وخلقه وعلمه وقال الربيع بن أنس إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها وقد أنزل الله ذلك « ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام » الآية يقول لو كان البحر مدادا لكلمات الله والأشجار كلها أقلاما لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي حتى يكون هو الذييثني على نفسه إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول وقد روي أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود قال ابن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس أن أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يامحمد أرأيت قولك « وما أوتيتم من العلم إلا قليلا » إيانا تريد أم قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاكما قالوا ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها في علم الله قليل وعندكم من ذلك ما يكفيكم وأنزل الله فيما سألوه عنه من ذلك « ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام » الآية وهكذا روي عن عكرمة وعطاء بن يسار وهذا يقتضي أن هذه الآية مدينة لا مكية والمشهور أنها مكية والله أعلم وقوله « إن الله عزيز حكيم » أي عزيز قد عز كل شيء وقهره وغلبه فلا مانع لما أراد ولا مخالف ولا معقب لحكمه حكيم في خلقه وأمره واقواله وأفعاله وشرعه وجميع شئونه وقوله تعالى « ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة » أي ما خلق جميع الناس وبعثهم يوم المعاد بالنسبة إلىقدرته إلا كنسبة خلق نفس واحدةالجميع هين عليه « إنما أمره إذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون » « وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر » أي لا يأمر بالشيء إلا مرة واحدة فيكون ذلك الشيء لا يحتاج إلى تكرره وتوكيده « فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة » وقوله « إن الله سميع بصير » أي كما هو سميع لأقوالهم بصير بأفعالهم كسمعه وبصره بالنسبة إلى نفس واحدة ولهذا قال تعالى « ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة » الآية
يخبر تعالى أنه « يولج الليل في النهار » يعني يأخذ منه في النهار فيطول ذاك ويقصر هذا وهكذا يكون زمن الصيف يطول النهار إلى الغاية ثم يشرع في النقص فيطول الليل ويقصر النهار وهذا يكون في زمن الشتاء « وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى » قيل إلى غاية محدودة وقيل إلى يوم القيامة وكلا المعنيين صحيح ويستشهد للقول الأول بحديث أبي ذر رضي الله عنه الذي في الصحيحين « خ4802 م159 » أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش ثم تستأذن ربها فيوشك أن يقال لها ارجعي من حيث جئت وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه قال الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها قال وكذلك القمر إسناده صحيح وقوله « وإن الله بما تعملون خبير » كقوله « ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض » ومعنى هذا أنه تعالى الخالق العالم بجميع الأشياء كقوله تعالى « الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن » الآية وقوله تعالى « ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل » أي إنما يظهر لكم آياته لتستدلوا بها على أنه الحق أي الموجود الحق الإله الحق وإن كل ما سواه باطل فإنه الغني عما سواه وكل شيء فقير إليه لأن كل ما في السماوات والأرض الجميع خلقه وعبيده لا يقدر أحد منهم على تحريك ذرة إلا بأذنه ولو اجتمع كل أهل الأرض على أن يخلقوا ذبابا لعجزوا عن ذلك ولهذا قال تعالى « ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير » أي العلي الذي لا أعلى منه الكبير الذي هو أكبر من كل شيء فكل خاضع حقير بالنسبة إليه
يخبر تعالى أنه هو الذي سخر البحر لتجري فيه الفلك بأمره أيبلطفه وتسخيره فإنه لولا جعل في الماء من قوة يحمل بها السفن لما جرت ولهذا قال « ليريكم من آياته » أي من قدرته « إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور » أي صبار في الضراء شكور في الرخاء ثم قال تعالى « وإذا غشيهم موج كالظلل » أي كالجبال والغمام « دعوا الله مخلصين له الدين » كما قال تعالى « وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه » وقال تعالى « فإذا ركبوا في الفلك » الآية ثم قال تعالى « فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد » قال مجاهد أي كافر كأنه فسر المقتصد ههنا بالجاحد كما قال تعالى « فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون » وقال ابن زيد هوالمتوسط في العمل وهذا الذي قاله ابن زيدهو المراد في قوله تعالى « فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد » الآية فالمقتصد ههنا هو المتوسط في العمل ويحتمل أن يكون مرادا هنا ايضا ويكون من باب الإنكار على من شاهد تلك الأهوال والأمور العظام والآيات الباهرات في البحر ثم بعدما أنعم الله عليه بالخلاص كان ينبغي أن يقابل ذلك بالعمل التام والدؤوب في العبادة والمبادرة إلى الخيرات فمن اقتصد بعد ذلك كان مقصرا والحالة هذه والله أعلم وقوله تعالى « وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور » فالختار هو الغدار قاله مجاهد والحسن وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم وهو الذي كلما عاهد نقض عهده والختر أتم الغدر وأبلغه قال عمرو بن معد يكرب-وإنك لو رأيت أبا عمير ملأت يديك من غدر وختر-وقوله « كفور » أي جحود للنعم لا يشكرها بل يتناساها ولا يذكرها
يقول تعالى منذرا للناس يوم المعاد وآمر لهم بتقواه والخوف منه والخشية من يوم القيامة حيث « لا يجزي والد عن ولده » أي لو أراد أن يفديه بنفسه لما قبل منه وكذلك الولد لو أراد فداء والده بنفسه لم يقبل منه ثم عاد بالموعظة عليهم بقوله « فلا تغرنكم الحياة الدنيا » أي لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الآخرة « ولا يغرنكم بالله الغرور » يعني الشيطان قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة فإنه يغر ابن آدم ويعده ويمنيه وليس من ذلك شيء بل كان كما قال تعالى « يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا » قال وهب بن منبه قال عزير عليه السلام لما رأيت بلاء قومي اشتد حزني وكثر همي وأرق نومي فتضرعت إلى ربي وصليت وصمت فأنا في ذلك التضرع أبكي إذ أتاني الملك فقلت له خبرني هل تشفع أرواح الصديقين للظلمة أو الآباء لأبنائهم قال أن القيامة فيها فصل القضاء وملك ظاهر ليس فيه رخصة لا يتكلم فيه أحد إلا بإذن الرحمن ولا يؤخذ فيه والد عن ولده ولا ولد عن والده ولا أخ عن أخيه ولا عبد عن سيده ولا يهتم أحد بغيره ولا يحزن لحزنه ولا أحد يرحمه كل مشفق على نفسه ولا يؤخذ إنسان عن إنسان كل يهمه همه ويبكي عوله ويحمل وزره ولا يحمل وزره معه غيره رواه ابن أبي حاتم
هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب « لا يجليها لوقتها إلا هو » وكذلك إنزال الغيث لا يعلمه إلا الله ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى أو شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غدا في دنياها وأخراها « وما تدري نفس بأي أرض تموت » في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان لاعلم لأحد بذلك وهذه شبيهة بقوله تعالى « وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو » الآية وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب-الأحاديث الواردة في ذكر مفاتح الغيب-قال الإمام أحمد « 5/353 » حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة سمعت أبي بريدة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس لا يعلمهن إلا الله عز وجل « إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت أن الله عليم خبير » هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجوه « حديث ابن عمر » قال الإمام أحمد « 2/24 » حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله « أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير » انفرد بإخراجه البخاري فرواه في كتاب الاستسقاء في صحيحه « 1039 » عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بن سعيد الثوري به ورواه في التفسير « 4778 » من وجه آخر فقال حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن أباه حدثه أن عبد الله بن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ « إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام » انفرد به أيضا ورواه الإمام أحمد « 2/85 » عن غندر عن شعبة عن عمر بن محمد أنه سمع أباه يحدث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس « إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير » « حديث ابن مسعود » رضي الله عنه قال الإمام أحمد « 1/386 » حدثنا يحيى عن شعبة حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال قال عبد الله أوتي نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس « إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير » وكذا رواه « 1/438 » عن محمد بن جعفر عن عمرو بن مرة به وزاد في آخره قال قلت له أنت سمعته من عبد الله قال نعم أكثر من خمسين مرة ورواه أيضا « 1/445 » عن وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة به وهذا إسناد حسن على شرط السنن ولم يخرجوه « حديث أبي هريرة » قال البخاري عند تفسير هذه الآية « 4777 » حدثنا إسحاق عن جرير عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس إذ اتاه رجل يمشي فقال يا رسول الله ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله ما الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكنترأه فإنه يراك قال يا رسول الله متى الساعة قال ماالمسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام الآية ثم انصرف الرجل فقال ردوه علي فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ورواه البخاري أيضا في كتاب الإيمان « 50 » ومسلم « 9 » من طرق عن أبي حيان به وقد تكلمنا عليه في أول شرح البخاري وذكرنا ثم حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في ذلك بطوله وهو أفراد مسلم « 8 » « حديث ابن عباس » قال الإمام أحمد « 1/318 » حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر حدثنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فأتاه جبريل فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا كفيه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ماالإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تسلم وجهك لله عز وجل وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإن محمدا عبده ورسوله قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال إذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال يا رسول الله فحدثني ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وتؤمن بالموت وبالحياة بعد الموت وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمن بالقدر كله خيره وشره قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال إذا فعلت ذلك فقد آمنت قال يا رسول الله حدثني ماالإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك قال يا رسول الله فحدثني متى الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي سبحان الله في خمس لا يعلمهن إلا الله « إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير » ولكن إنشئت حدثتك بمعالم لها دون ذلك قال أجل يا رسول الله فحدثني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيت الأمة ولدت ربتها أو ربها ورايت أصحاب البنيان يتطاولون في البنيان ورأيت الحفاة الجياع العالة رؤوس الناس فذلك من معالم الساعة وأشراطها قال يا رسول الله ومن أصحاب البنيان الحفاة الجياع العالة قال العرب حديث غريب ولم يخرجوه « حديث رجل من بني عامر » روى الإمام أحمد « 5/368 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة بن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أألج فقال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم لخادمه اخرجي إليه فإنه لا يحسن الاستئذان فقولي له فليقل السلام عليكم أأدخل قال فسمعته يقول ذلك فقلت السلام عليكم أأدخل فأذن لي فدخلت فقلت بم أتيتنا قال لم آتكم إلا بخير أتيتكم بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له وإن تدعوا اللات والعزى وإن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات وأن تصوموا من السنة شهرا وإن تحجوا البيت وإن تأخذوا الزكاة من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم قال فقال فهل بقي من العلم شيء لا تعلمه قال قد علمني الله عز وجل خيرا وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله عز وجل الخمس « إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام » الآية وهذا إسناد صحيح وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد جاء رجل من أهل البادية فقال أن امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت فأنزل الله عز وجل « إن الله عنده علم الساعة » إلى قوله « عليم خبير » قال مجاهد وهي مفاتيح الغيب التي قال الله تعالى « وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو » رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وقال الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت « وما تدري نفس ماذا تكسب غدا » -وقوله تعالى « وما تدري نفس بأي أرض تموت » قال قتادة أشياء استأثر الله بهن فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا « إن الله عنده علم الساعة » فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أو في أي شهر أو ليل أو نهار « وينزل الغيث » فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا « ويعلم ما في الأرحام » فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى أحمر أو أسود وما هو « وما تدري نفس ماذا تكسب غدا » أخيرا أم شر ولا تدري يا أبن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا « وماتدري نفس بأي أرضتموت » أي ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أفي بحر أم بر أو سهل أو جبل وقد جاء في الحديث إذا أراد الله قبض عبد بارض جعل له إليها حاجة فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير « 1/461 » في مسند أسامة ابن زيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي المليح عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جعل الله ميتة عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة وقال عبد الله بن الإمام أحمد « 5/227 » حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن أبي إسحاق عن مطر بن عكاش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى الله ميتة عبد بأرض جعل له إليها حاجة وهكذا رواه الترمذي في القدر « 2146 » من حديث سفيان الثوري به ثم قال حسن غريب ولا يعرف لمطر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وقد رواه أبو داود في المراسيل فالله أعلم وقال الإمام أحمد « 3/429 » حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن أبي المليح بن أسامة عن أبي عزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها أو قال بها حاجة وأبو عزة هذا هو بشار بن عبيد الله ويقال ابن عبد الهذلي وأخرجه الترمذي « 2147 » من حديث إسماعيل ابن إبراهيم وهو ابن علية وقال صحيح وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام الأصفهاني حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا عبيدالله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبي عزة الهذلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة فلم ينته حتى يقدمها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله عنده علم الساعة » إلى « عليم خبير » « حديث آخر » قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري ومحمد بن يحيى القطعي قالا حدثنا عمر بن علي حدثنا إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد الله قبض عبد بأرض جعل لها إليها حاجة ثم قال البزار وهذا الحديث لا نعلم أحدايرفعه إلا عمر بن علي المقدمي وقال ابن أبي الدنيا حدثني سليمان بن أبي مسيح قال أنشدني محمد بن الحكم لأعشى همدان-فما تزود مما كان يجمعه سوى حنوط غداة البين مع خرق**وغير نفحة أعواد تشب له وقل ذلك من زاد لمنطلق**لا تأسين على شيء فكل فتى إلى منيته سيار في عنق**وكل من ظن أن الموت يخطئه معلل بأعاليل من الحمق**بأيما بلدة تقدر منيته إلا يسير إليها طائعا يسق-أورده الحافظ ابن عساكر رحمه الله في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث وهو أعشى همدان وكان الشعبي زوج أخته وهو مزوج بأخت الشعبي أيضا وقد كان ممن طلب العلم والتفقه ثم عدل إلى صناعة الشعر فعرف به وقد رواه « 4263 » ابن ماجة عن أحمد بن ثابت وعمر بن شبة كلاهما عن عمر بن علي مرفوعا إذا كان أجل أحدكم بأرض أتت له إليها حاجة فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله عز وجل فتقول الأرض يوم القيامة يارب هذا ما أودعتني قال الطبراني « 1/461 » حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن أبي المليح عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماجعل الله منية عبد بأرض إلا جعل له إليها حاجة




1. Alif, Lâm, Mîm. Huruf-huruf ini digunakan Allah dalam memulai sebagian surat untuk mengisyaratkan kemukjizatan al-Qur'ân yang terdiri atas huruf-huruf yang mereka pakai dalam bercakap-cakap. Tetapi, walaupun demikian, mereka tetap tidak mampu mendatangkan sesuatu yang semisal. Selain itu, juga untuk menggugah seseorang agar mendengarkannya. Orang- orang musyrik telah bersepakat untuk mempermainkan dan tidak mendengarkannya.
2. Ayat-ayat yang agung ini adalah ayat-ayat al- Qur'ân yang mengandung hikmah dan kebenaran.
3. Ayat-ayat ini adalah petunjuk dan rahmat yang sempurna bagi orang-orang yang berbuat kebajikan.
4. Mereka adalah orang-orang yang mengerjakan salat dengan sempurna dan memberikan zakat kepada orang yang berhak serta benar-benar mengimani adanya kehidupan akhirat.
5. Orang-orang mukmin yang selalu berbuat kebajikan dalam setiap perbuatan mereka itu selalu mendapatkan petunjuk dari Tuhan mereka. Hanya mereka sendirilah yang benar-benar beruntung.
6. Di antara manusia ada yang membeli perkataan-perkataan yang batil dan menceritakannya kepada manusia dengan tujuan untuk menahan mereka dari Islam dan al-Qur'ân tanpa mengetahui dosa dari apa yang mereka lakukan itu. Mereka juga menjadikan agama Allah dan wahyu-Nya sebagai bahan olok-olokan. Orang-orang yang melakukan hal itu akan mendapatkan azab yang menghinakan.
7. Dan apabila ayat-ayat Allah yang jelas dibacakan kepada orang yang sesat itu, maka mereka selalu berpaling dengan sikap sombong. Keadaan mereka ketika itu bagaikan orang yang belum pernah mendengarnya. Seakan-akan di dalam telinganya terdapat sumbatan. Maka berilah peringatan kepadanya bahwa Allah telah menyiapkan azab yang sangat menyakitkan baginya.
8. Sesungguhnya orang-orang yang beriman kepada Allah dan mengerjakan perbuatan- perbuatan baik, maka akan mendapatkan surga-surga yang penuh kenikmatan.
9. Mereka akan tinggal di dalamnya selama- lamanya. Allah menjanjikan kepada mereka dengan janji yang tidak pernah diingkari. Allah Mahaunggul atas segala sesuatu dan Mahabijaksana dalam firman dan perbuatan-Nya.
10. Allah menciptakan langit tanpa tiang-tiang yang dapat kalian lihat. Dan menjadikan gunung-gunung yang kokoh di bumi agar tidak menggoyangkan kalian dan mengembangbiakkan segala macam hewan yang melata dan bergerak. Dan Kami turunkan hujan dari langit, lalu Kami tumbuhkan dengannya di bumi segala macam yang baik dan bermanfaat.
11. Inilah ciptaan Allah, semuanya terbentang di hadapan kalian. Maka tunjukkanlah kepada- Ku apa yang telah diciptakan oleh orang- orang yang kalian jadikan sebagai tuhan selain Allah, sehingga mereka kalian anggap sebagai sekutu-sekutu Allah? Sebenarnya orang-orang yang zalim itu berada pada kesesatan dengan kezaliman mereka.
12. Sesungguhnya Kami telah memberikan Luqmân hikmah, ilmu dan kebenaran dalam berkata. Dan Kami katakan kepadanya, "Bersyukurlah kepada Allah atas nikmat yang telah Dia berikan kepadamu. Barangsiapa yang bersyukur kepada Allah, maka sesungguhnya ia mencari kebaikan untuk dirinya sendiri. Dan barangsiapa yang mengingkari nikmat dan tidak mensyukurinya, maka sesungguhnya Allah tidak membutuhkan rasa syukurnya. Dialah yang berhak dipuji, walau tak ada seorang pun yang memuji-Nya."

13. Dan ingatlah ketika ia berkata kepada anaknya untuk menasihatinya, "Wahai anakku, janganlah kamu menyekutukan Allah dengan yang lain, karena sesungguhnya menyekutukan Allah adalah suatu kezaliman yang besar. Sebab, dalam hal ini terdapat penyamaan antara yang berhak dan yang tidak berhak untuk disembah. Orang Arab mengenal dua tokoh yang bernama Luqmân. Pertama, Luqmân bin 'Ad. Tokoh ini begitu diagungkan karena wibawa, kepemimpinan, ilmu, kefasihan dan kepandaiannya. Ia kerap kali dijadikan sebagai permisalan dan perumpamaan, sebagaimana dapat dilihat pada banyak buku Arab klasik. Tokoh kedua adalah Luqmân al-Hakîm yang terkenal dengan kata-kata bijak dan Namanya kemudian menjadi nama surat ini. Ibn Hisyâm menceritkan bahwa Suwayd ibn al-Shâmit suatu ketika datang ke Mekkah. Ia adalah seorang yang cukup terhormat di kalangan mayarakatnya. Lalu Rasulullah mengajaknya untuk memeluk agama Islam. Suwayd berkata kepada Rasulullah, "Mungkin apa yang ada padamu itu sama dengan apa yang ada padaku." Rasulullah berkata, "Apa yang ada padamu?" Ia menjawab, "Kumpulan Hikmah Luqmân." Kemudian Rasulullah berkata, "Tunjukkanlah padaku." Suwayd pun menunjukkannya, lalu Rasulullah berkata, "Sungguh perkataan yang amat baik! Tetapi apa yang ada padaku lebih baik dari itu. Itulah al-Qur'ân yang diturunkan Allah kepadaku untuk menjadi petunjuk dan cahaya." Rasulullah lalu membacakan al-Qur'ân kepadanya dan mengajaknya memeluk Islam. Imam Mâlik juga sering menyitir kata-kata mutiara Luqmân dalam al-Muwaththa'-nya. Dalam beberapa buku tafsir dan kesusasteraan, kata mutiara Luqmân sering pula ditemukan. Selain itu, tamsil ibarat Luqmân dalam bentuk cerita dikumpulkan menjadi satu buku dengan judul Amtsâl Luqmân. Tetapi, sayang, buku itu mempunyai kelemahan dari segi diksi dan gaya bahasanya di samping banyak mengandung kesalahan- kesalahan tata bahasa dan morfologis. Tidak adanya buku dengan judul itu dalam literatur Arab klasik, memperkuat dugaan bahwa buku ini disusun pada masa yang belum terlalu lama. Banyak pendapat mengenai siapa Luqmân al-Hakîm sebenarnya. Ada yang mengatakan bahwa ia berasal dari Nûba, dari keluarga Aylah. Ada juga yang menyebutnya dari Etiopia. Pendapat lain mengatakan bahwa ia berasal dari Mesir selatan yang berkulit hitam. Juga ada pendapat lain menyebutkan bahwa ia seorang Ibrani. Hampir semua orang yang menceritakan riwayatnya sepakat bahwa Luqmân bukan seorang nabi. Hanya sedikit yang berpendapat bahwa ia termasuk salah seorang nabi. Kesimpulan yang dapat kita ambil dari riwayat-riwayat yang menyebutkannnya adalah bahwa ia bukan orang Arab. Para periwayat itu bersepakat untuk mengatakan demikian. Ia adalah seorang yang bijak, bukan seorang nabi. Dan ia telah memasukkan banyak kata bijak baru ke dalam literatur Arab yang kemudian mereka pakai, sebagaimana dapat ditemukan 14. Dan telah Kami perintahkan kepada manusia untuk berbakti kepada orangtuanya, dengan menjadikan ibunya lebih dihormati. Karena ia telah mengandungnya sehingga menjadi semakin bertambah lemah. Lalu kandungan itu sedikit demi sedikit membesar. Ibu kemudian menyapihnya dalam dua tahun. Dan telah Kami wasiatkan kepadanya, "Bersyukurlah kepada Allah dan kedua orangtuamu. Kepada-Nyalah tempat kembali untuk perhitungan dan pembalasan.
15. Dan apabila kedua orangtuamu memaksamu untuk menyekutukan Allah dengan sesuatu yang kamu ketahui bahwa dia tidak pantas untuk disembah, maka janganlah kalian menaati mereka. Pergaulilah mereka berdua di dunia dengan baik. Dan ikutilah jalan orang yang kembali kepada ketauhidan dan keikhlasan. Kemudian kepada-Kulah tempat kembali kalian semua, kemudian Aku akan memberitahukan kepada kalian kebaikan dan keburukan yang telah kalian lakukan, agar Aku memberikan balasan atasnya."
16. Wahai anakku, sesungguhnya kebaikan dan keburukan manusia, meskipun sekecil biji sawi dan berada pada tempat yang paling tersembunyi –seperti di balik karang, di langit, ataupun di bumi– Allah pasti akan menampakkan dan memperhitungkannya. Sesungguhnya Allah Mahahalus, tak ada sesuatu pun yang tersembunyi dari-Nya; Mahatahu yang mengetahui hakikat segala hal.
17. Wahai anakku, jagalah salat, perintahlah manusia untuk melakukan segala kebaikan dan laranglah untuk melakukan segala kejahatan. Bersabarlah atas kesulitan yang menimpamu. Sesungguhnya apa yang telah diwasiatkan oleh Allah adalah hal-hal yang harus selalu dilakukan dan dijaga.
18. Dan janganlah kamu memalingkan mukamu dari manusia dengan sikap sombong serta jangan pula berjalan di muka bumi dengan angkuh. Sesungguhnya Allah tidak menyukai orang-orang sombong yang selalu membangga-banggakan perbuatan baiknya.
19. Berjalanlah kamu dengan wajar, antara cepat dan lambat, rendahkanlah suaramu, karena sesungguhnya seburuk-buruk suara adalah suara keledai: awalnya siulan yang tidak menarik dan akhnya tarikan nafas yang buruk.
20. Telah kalian lihat bahwa Allah telah menundukkan apa yang ada di langit seperti matahari, bulan, bintang-bintang dan lain sebagainya untuk kalian. Dia juga menundukkan apa yang ada di bumi, yaitu sungai-sungai, buah-buahan dan binatang- binatang. Dia juga telah menyempurnakan nikmat-nikmat-Nya yang nyata dan tersembunyi darimu. Di antara manusia ada yang membantah tentang Zat dan sifat-sifat Allah tanpa bukti dan petunjuk yang didapatkan dari seorang nabi dan juga tanpa wahyu yang menerangi jalan kebenaran.
21. Dan apabila dikatakan kepada mereka, "Ikutilah kebenaran dan petunjuk yang diturunkan Allah," mereka menjawab, "Tidak, kami hanya akan mengikuti apa yang kami dapatkan dari nenek moyang kami." Apakah mereka akan mengikuti nenek moyang mereka itu, walaupun mereka sebenarnya diseru oleh setan untuk menuju kepada kesesatan yang membawa mereka kepada siksa neraka?
22. Barangsiapa yang menghadap kepada Allah dengan hati dan wajahnya, dan menyerahkan segala urusannya kepada- Nya, serta selalu berbuat baik dalam setiap perbuatannya, maka sebenarnya dia telah berpegang pada tali terkuat yang akan mengantarkannya kepada keridaan Allah. Dan kepada-Nyalah tempat kembali segala urusan.
23. Dan barangsiapa yang tidak menjadikan dirinya hanya untuk Allah semata, maka jangan sampai kedurhakaan dan keberpalingan mereka itu menyedihkanmu. Hanya kepada Kami semata tempat kembali mereka pada hari kiamat. Lalu Kami akan menunjukkan perbuatan- perbuatan mereka, karena ilmu Kami meliputi apa yang ada di dalam jiwa. lebih- lebih lagi perbuatan-perbuatan mereka yang lahir.
24. Kami akan memberikan kenikmatan kepada mereka dalam waktu yang tidak lama di dunia. Kemudian mereka Kami paksa untuk masuk ke dalam neraka yang keras dan tak tertahankan.
25. Dan Aku bersumpah kepadamu, wahai Nabi, jika kamu menanyakan kepada mereka, "Siapakah yang menciptakan langit dan bumi?" mereka pasti menjawab, "Yang menciptakannya adalah Allah." Katakanlah, "Segala puji bagi Allah yang telah menciptakan bukti-bukti keesaan-Nya, yang menghapuskan perbuatan mereka untuk menyekutukan Allah dengan selain-Nya dalam beribadah." Tetapi kebanyakan dari mereka tidak mengetahui bahwa dengan pengakuan mereka itu, sebenarnya mereka telah membuat alasan atas mereka sendiri, yang membuktikan tentang kerusakan akidah mereka.
26. Milik Allahlah segala yang ada di langit dan di bumi, penciptaan, ukuran dan pengurusannya. Maka bagaimana mungkin mereka meninggalkan ibadah kepada-Nya? Dan sesungguhnya Allah Mahakaya, tidak membutuhkan ciptaan dan peribadatan mereka kepada-Nya. Dia Maha Terpuji Zat-Nya dan Yang paling berhak untuk dipuji oleh hamba-hamba-Nya.
27. Dan seandainya seluruh pohon yang ada di bumi berubah menjadi pena, dan seluruh air laut yang sangat banyak itu menjadi tinta untuk digunakan untuk menuliskan ilmu Allah (kalimât), niscaya pena-pena itu akan rusak dan air laut itu akan habis sebelum habisnya ilmu Allah. Karena Allah Mahaperkasa, tidak ada sesuatu pun yang dapat mengalahkan-Nya; Mahabijaksana, tidak ada sesuatu pun yang keluar dari ilmu dan hikmah-Nya. Maka ilmu dan hikmah- Nya tidak akan ada habisnya.
28. Awal penciptaan kalian dan juga pembangkitan kalian setelah kematian di depan kekuasaan Allah tidak lebih hanyalah bagaikan penciptaan atau pembangkitan satu jiwa saja. Sesungguhnya Allah Maha Mendengar perkataan orang-orang musyrik yang memungkiri kebangkitan. Dia juga Maha Melihat perbuatan-perbuatan mereka, lalu Dia memberikan balasan atasnya.

29. Tidakkah kamu perhatikan, wahai orang yang diberi tugas (mukallaf), bahwa Allah mengurangi waktu malam dan menambahkannya kepada siang dengan tepat, dan mengurangi waktu siang dan menambahkannya kepada malam dengan tepat pula. Dia juga menundukkan matahari dan bulan untuk maslahat kalian. Dia pun membuat keduanya berjalan sesuai dengan aturan yang sangat indah, sehingga masing- masing berjalan pada jalan yang tertentu, dan tidak akan melanggarnya. Keduanya akan tetap berjalan seperti itu sampai datangnya hari kiamat. Dan sesungguhnya Allah swt. Maha Mengetahui apa yang kalian kerjakan dan memberikan balasannya kepada kalian atas perbuatan itu.
30. Semua keajaiban ciptaan Allah dan kekuasaan-Nya itu disebabkan oleh karena pencipta-Nya adalah Tuhan Yang Mutlak. Dialah satu-satunya Zat yang berhak untuk disembah. Dan sesungguhnya tuhan-tuhan yang kalian sembah selain Allah, ketuhanan mereka adalah batil dan palsu. Hanya Allah semata yang Mahatinggi dan Mahabesar kekuasaan-Nya.
31. Apakah kamu tidak melihat, wahai manusia, bahtera yang berlayar di laut dengan rahmat Allah dengan membawa segala yang bermanfaat bagi kalian, untuk menunjukkan kepada kalian sebagian keajaiban ciptaan-Nya dan bukti-bukti kekuasaan-Nya. Sesungguhnya di dalam itu semua terdapat bukti-bukti bagi orang yang selalu bersabar atas bencana dan bersyukur atas segala nikmat-Nya.
32. Apabila orang-orang yang membangkang itu masuk dan menaiki kapal, kemudian mereka diombang-ambingkan oleh air laut dan ombak yang menggunung seakan-akan menaungi mereka sehingga mereka mengira bahwa mereka pasti akan tenggelam, mereka segera bergantung dan berlindung kepada Allah dan berdoa kepada-Nya dengan ikhlas dan tunduk untuk menolong mereka. Lalu apabila Allah telah menyelamatkan mereka sampai ke daratan, sedikit sekali dari mereka yang mengingat janjinya dan berjalan pada jalan yang lurus dalam setiap perbuatannya. Bahkan kebanyakan mereka lupa akan karunia Allah dan tetap membangkang. Sesungguhnya tidak ada yang mengingkari karunia dan kebaikan Tuhannya, kecuali orang yang sangat ingkar dan berlebih- lebihan dalam kekufurannya.
33. Wahai manusia, kerjakanlah apa yang diperintahkan oleh Tuhan kalian, dan tinggalkanlah apa yang dilarang-Nya, serta berhati-hatilah terhadap azab Allah pada hari kiamat. Hari tatkala seorang bapak tidak dapat memberi pertolongan kepada anaknya sedikit pun. Begitu pula seorang anak tidak akan dapat memberi pertolongan kepada bapaknya sedikit pun. Sesungguhnya hari ini adalah janji Allah, dan janji-Nya adalah benar tidak akan diingkari. Maka janganlah sekali-kali kesenangan dan perhiasan dunia melalaikan kalian dari persiapan untuk menghadapinya. Dan juga jangan sampai godaan setan menipu kalian, sehingga memalingkan kalian dari Allah dan ketaatan kepada-Nya.
34. Sesungguhnya hanya pada Allah kemutlakan pengetahuan tentang hari kiamat. Tidak ada yang mengetahui selain-Nya. Dan Dia pula yang menurunkan hujan pada waktu yang telah ditentukan-Nya. Dialah yang mengetahui jenis kelamin bayi yang ada di rahim serta kekurangan dan kesempurnaannya. Tak seorang pun –baik yang taat maupun yang jahat– yang tahu apa yang akan diperbuatnya esok hari, baikkah atau buruk. Dan tidak ada seorang pun yang mengetahui di bumi mana dia menemui ajalnya. Karena sesungguhnya hanya Allah yang memiliki kesempurnaan ilmu tentang segala sesuatu, dan Dia tidak memperlihatkan kegaiban kepada seorang pun.



JALALAIN :

{الم} اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِهِ
{تِلْكَ} أَيْ هَذِهِ الْآيَات {آيَات الْكِتَاب} الْقُرْآن {الحكيم} ذي الحكمة والإضافة بمعنى من
هو {هدى ورحمة} بالرفع {للمحسنين} وَفِي قِرَاءَة الْعَامَّة بِالنَّصْبِ حَالًا مِنْ الْآيَات الْعَامِل فِيهَا مَا فِي {تِلْكَ} مِنْ مَعْنَى الإشارة
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة} بَيَان لِلْمُحْسِنِينَ {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} هُمْ الثَّانِي تَأْكِيد
{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبّهمْ وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون
{وَمِنْ النَّاس مَنْ يَشْتَرِي لَهْو الْحَدِيث} أَيْ مَا يُلْهِي مِنْهُ عَمَّا يَعْنِي {لِيُضِلّ} بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمّهَا {عَنْ سَبِيل اللَّه} طَرِيق الْإِسْلَام {بِغَيْرِ عِلْم وَيَتَّخِذهَا} بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى يَضِلّ وبالرفع عطفا على يشتري {هزؤا} مَهْزُوءًا بِهَا {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب مُهِين} ذُو إهانة
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتنَا} أَيْ الْقُرْآن {وَلَّى مُسْتَكْبِرًا} مُتَكَبِّرًا {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا} صَمَمًا وَجُمْلَتَا التَّشْبِيه حَالَانِ مِنْ ضَمِير وَلَّى أَوْ الثَّانِيَة بَيَان لِلْأُولَى {فَبَشِّرْهُ} أعلمه {بعذاب أليم} مؤلم ذكر الْبِشَارَة تَهَكُّم بِهِ وَهُوَ النَّضْر بْن الْحَارِث كَانَ يَأْتِي الْحِيرَة يَتَّجِر فَيَشْتَرِي كُتُب أَخْبَار الْأَعَاجِم وَيُحَدِّث بِهَا أَهْل مَكَّة وَيَقُول إنَّ مُحَمَّدًا يُحَدِّثكُمْ أَحَادِيث عَادٍ وَثَمُود وَأَنَا أُحَدِّثكُمْ أَحَادِيث فَارِس وَالرُّوم فَيَسْتَمْلِحُونَ حَدِيثه وَيَتْرُكُونَ اسْتِمَاع القرآن
{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم}
{خَالِدِينَ فِيهَا} حَال مُقَدَّرَة أَيْ مُقَدَّرًا خُلُودهمْ فِيهَا إذَا دَخَلُوهَا {وَعْد اللَّه حَقًّا} أَيْ وَعَدَهُمْ اللَّه ذَلِكَ وَحَقّه حَقًّا {وَهُوَ الْعَزِيز} الَّذِي لَا يَغْلِبهُ شَيْء فَيَمْنَعهُ مِنْ إنْجَاز وَعْده وَوَعِيده {الْحَكِيم} الَّذِي لَا يَضَع شَيْئًا إلا في محله
{خلق السَّمَاوَات بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا} أَيْ الْعَمَد جَمْع عِمَاد وَهُوَ الْأُسْطُوَانَة وَهُوَ صَادِق بِأَنْ لَا عُمُد أَصْلًا {وَأَلْقَى فِي الْأَرْض رَوَاسِي} جِبَالًا مُرْتَفِعَة ل {أَنْ} لَا {تَمِيد} تَتَحَرَّك {بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلّ دَابَّة وَأَنْزَلْنَا} فِيهِ الْتِفَات عَنْ الْغِيبَة {مِنْ السَّمَاء مَاء فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْج كَرِيم} صِنْف حَسَن
{هَذَا خَلْق اللَّه} أَيْ مَخْلُوقه {فَأَرُونِي} أَخْبِرُونِي يَا أَهْل مَكَّة {مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونه} غَيْره أَيْ آلِهَتكُمْ حَتَّى أَشْرَكْتُمُوهَا بِهِ تَعَالَى وَمَا اسْتِفْهَام إنْكَار مُبْتَدَأ وَذَا بِمَعْنَى الَّذِي بِصِلَتِهِ خَبَره وَأَرُونِي مُعَلَّق عَنْ الْعَمَل وَمَا بَعْده سَدَّ مَسَدّ الْمَفْعُولَيْنِ {بَلْ} لِلِانْتِقَالِ {الظَّالِمُونَ فِي ضَلَال مُبِين} بَيِّن بِإِشْرَاكِهِمْ وَأَنْتُمْ منهم
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَان الْحِكْمَة} مِنْهَا الْعِلْم وَالدِّيَانَة وَالْإِصَابَة فِي الْقَوْل وَحِكَمه كَثِيرَة مَأْثُورَة كَانَ يُفْتِي قَبْل بَعْثَة دَاوُد وَأَدْرَكَ بَعْثَته وَأَخَذَ عَنْهُ الْعِلْم وَتَرَك الْفُتْيَا وَقَالَ فِي ذَلِكَ أَلَا أَكْتَفِي إذَا كَفَيْت وَقِيلَ لَهُ أَيْ النَّاس شَرّ قَالَ الَّذِي لَا يُبَالِي إنْ رَآهُ النَّاس مُسِيئًا {أَنْ} أَيْ وَقُلْنَا لَهُ أَنْ {اُشْكُرْ لِلَّهِ} عَلَى مَا أَعْطَاك مِنْ الْحِكْمَة {وَمَنْ يَشْكُر فَإِنَّمَا يَشْكُر لِنَفْسِهِ} لِأَنَّ ثَوَاب شُكْره لَهُ {وَمَنْ كَفَرَ} النِّعْمَة {فَإِنَّ اللَّه غَنِيّ} عَنْ خَلْقه {حَمِيد} مَحْمُود فِي صنعه
 {وَ} اُذْكُرْ {إِذْ قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظهُ يَا بُنَيّ} تَصْغِير إشْفَاق {لَا تُشْرِك بِاَللَّهِ إنَّ الشِّرْك} بِاَللَّهِ {لَظُلْم عَظِيم} فَرَجَعَ إليه وأسلم

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَان بِوَالِدَيْهِ} أَمَرْنَاهُ أَنْ يَبَرّهُمَا {حَمَلَتْهُ أُمّه} فَوَهَنَتْ {وَهْنًا عَلَى وَهْن} أَيْ ضَعُفَتْ لِلْحَمْلِ وَضَعُفَتْ لِلطَّلْقِ وَضَعُفَتْ لِلْوِلَادَةِ {وَفِصَاله} أَيْ فِطَامه {فِي عَامَيْنِ} وَقُلْنَا لَهُ {أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إلَيَّ الْمَصِير} أَيْ الْمَرْجِع

{وَإِنْ جَاهَدَاك عَلَى أَنْ تُشْرِك بِي مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْم} مُوَافَقَة لِلْوَاقِعِ {فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبهمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أَيْ بِالْمَعْرُوفِ الْبِرّ وَالصِّلَة {وَاتَّبِعْ سَبِيل} طَرِيق {مَنْ أَنَابَ} رَجَعَ {إلَيَّ} بِالطَّاعَةِ {ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعكُمْ فَأُنَبِّئكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فَأُجَازِيكُمْ عَلَيْهِ وَجُمْلَة الْوَصِيَّة وَمَا بَعْدهَا اعْتِرَاض
{يَا بُنَيّ إنَّهَا} أَيْ الْخَصْلَة السَّيِّئَة {إنْ تَكُ مِثْقَال حَبَّة مِنْ خَرْدَل فَتَكُنْ فِي صَخْرَة أَوْ فِي السَّمَاوَات أَوْ فِي الْأَرْض} أَيْ فِي أَخْفَى مَكَان مِنْ ذَلِكَ {يَأْتِ بِهَا اللَّه} فَيُحَاسِب عَلَيْهَا {إنَّ اللَّه لَطِيف} بِاسْتِخْرَاجِهَا {خَبِير} بِمَكَانِهَا
{يَا بُنَيّ أَقِمْ الصَّلَاة وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَر وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك} بِسَبَبِ الْأَمْر وَالنَّهْي {إنَّ ذَلِكَ} الْمَذْكُور {مِنْ عَزْم الْأُمُور} أَيْ مَعْزُومَاتهَا الَّتِي يَعْزِم عَلَيْهَا لِوُجُوبِهَا
{وَلَا تُصَعِّر} وَفِي قِرَاءَة تُصَاعِر {خَدّك لِلنَّاسِ} لَا تَمِلْ وَجْهك عَنْهُمْ تَكَبُّرًا {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا} أَيْ خُيَلَاء {إنَّ اللَّه لا يُحِبّ كُلّ مُخْتَال} مُتَبَخْتِر فِي مَشْيه {فَخُور} على الناس
{وَاقْصِدْ فِي مَشْيك} تَوَسَّطْ فِيهِ بَيْن الدَّبِيب وَالْإِسْرَاع وَعَلَيْك السَّكِينَة وَالْوَقَار {وَاغْضُضْ} اخْفِضْ {مِنْ صَوْتك إنَّ أَنْكَر الْأَصْوَات} أَقْبَحهَا {لَصَوْت الْحَمِير} أَوَّله زَفِير وَآخِره شَهِيق
{أَلَمْ تَرَوْا} تَعْلَمُوا يَا مُخَاطَبِينَ {أَنَّ اللَّه سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَات} مِنْ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم لِتَنْتَفِعُوا بِهَا {وَمَا فِي الْأَرْض} مِنْ الثِّمَار وَالْأَنْهَار وَالدَّوَابّ {وَأَسْبَغَ} أَوْسَعَ وَأَتَمَّ {عَلَيْكُمْ نِعَمه ظَاهِرَة} وَهِيَ حُسْن الصُّورَة وَتَسْوِيَة الْأَعْضَاء وَغَيْر ذَلِكَ {وَبَاطِنَة} هِيَ الْمَعْرِفَة وَغَيْرهَا {وَمِنْ النَّاس} أَيْ أَهْل مَكَّة {مَنْ يُجَادِل فِي اللَّه بِغَيْرِ عِلْم وَلَا هُدَى} مِنْ رَسُول {وَلَا كِتَاب مُنِير} أَنْزَلَهُ اللَّه بَلْ بالتقليد

{وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} قال تعالى {أ} يتبعونهم {وَلَوْ كَانَ الشَّيْطَان يَدْعُوهُمْ إلَى عَذَاب السَّعِير} أَيْ مُوجِبَاته لَا
{وَمَنْ يُسْلِم وَجْهه إلَى اللَّه} أَيْ يُقْبِل عَلَى طَاعَته {وَهُوَ مُحْسِن} مُوَحِّد {فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} بِالطَّرَفِ الْأَوْثَق الَّذِي لَا يَخَاف انْقِطَاعه {وَإِلَى اللَّه عَاقِبَة الْأُمُور} مَرْجِعهَا
{وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنك} يَا مُحَمَّد {كُفْره} لَا تَهْتَمّ بِكُفْرِهِ {إلَيْنَا مَرْجِعهمْ فَنُنَبِّئهُمْ بِمَا عَمِلُوا إنَّ اللَّه عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور} أَيْ بِمَا فِيهَا كَغَيْرِهِ فَمَجَاز عَلَيْهِ
{نُمَتِّعهُمْ} فِي الدُّنْيَا {قَلِيلًا} أَيَّام حَيَاتهمْ {ثُمَّ نَضْطَرّهُمْ} فِي الْآخِرَة {إلَى عَذَاب غَلِيظ} وَهُوَ عَذَاب النَّار لَا يَجِدُونَ عَنْهُ مَحِيصًا
 {ولئن} لام قسم {سألتهم من خلق السماوات وَالْأَرْض لَيَقُولُنَّ اللَّه} حُذِفَ مِنْهُ نُون الرَّفْع لِتَوَالِي الْأَمْثَال وَوَاو الضَّمِير لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ {قُلْ الْحَمْد لِلَّهِ} عَلَى ظُهُور الْحُجَّة عَلَيْهِمْ بِالتَّوْحِيدِ {بَلْ أَكْثَرهمْ لَا يَعْلَمُونَ} وُجُوبه عَلَيْهِمْ
{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا فَلَا يَسْتَحِقّ الْعِبَادَة فِيهِمَا غَيْره {إنَّ اللَّه هُوَ الْغَنِيّ} عَنْ خَلْقه {الْحَمِيد} الْمَحْمُود في صنعه
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْض مِنْ شَجَرَة أَقْلَام وَالْبَحْر} عَطْف عَلَى اسْم أَنَّ {يَمُدّهُ مِنْ بَعْده سَبْعَة أَبْحُر} مِدَادًا {مَا نَفِدَتْ كَلِمَات اللَّه} الْمُعَبَّر بِهَا عَنْ مَعْلُومَاته بِكَتْبِهَا بِتِلْكَ الْأَقْلَام بِذَلِكَ الْمِدَاد وَلَا بِأَكْثَر مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ مَعْلُومَاته تَعَالَى غَيْر مُتَنَاهِيَة {أَنَّ اللَّه عَزِيز} لَا يُعْجِزهُ شَيْء {حَكِيم} لَا يَخْرُج شَيْء عَنْ عِلْمه وَحِكْمَته
{مَا خَلْقكُمْ وَلَا بَعْثكُمْ إلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَة} خَلْقًا وَبَعْثًا لِأَنَّهُ بِكَلِمَةِ كُنْ فَيَكُون {إنَّ اللَّه سَمِيع} يَسْمَع
كُلّ مَسْمُوع {بَصِير} يُبْصِر كُلّ مُبْصِر لَا يَشْغَلهُ شَيْء عَنْ شَيْء
{أَلَمْ تَرَ} تَعْلَم يَا مُخَاطَب {أَنَّ اللَّه يُولِج} يُدْخِل {اللَّيْل فِي النَّهَار وَيُولِج النَّهَار} يُدْخِلهُ {فِي اللَّيْل} فَيَزِيد كُلّ مِنْهُمَا بِمَا نَقَصَ مِنْ الْآخَر {وَسَخَّرَ الشَّمْس وَالْقَمَر كُلّ} مِنْهُمَا {يَجْرِي} فِي فَلَكه {إلَى أَجَل مُسَمَّى} هو يوم القيامة {وأن الله بما تعملون خبير}
{ذَلِكَ} الْمَذْكُور {بِأَنَّ اللَّه هُوَ الْحَقّ} الثَّابِت {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} بِالْيَاءِ وَالتَّاء يَعْبُدُونَ {مِنْ دُونه الْبَاطِل} الزَّائِل {وَأَنَّ اللَّه هُوَ الْعَلِيّ}
عَلَى خَلْقه بِالْقَهْرِ {الْكَبِير} الْعَظِيم
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْك} السُّفُن {تَجْرِي فِي الْبَحْر بِنِعْمَةِ اللَّه لِيُرِيَكُمْ} يَا مُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ {من آياته إن فِي ذَلِكَ لَآيَات} عِبَرًا {لِكُلِّ صَبَّار} عَنْ مَعَاصِي اللَّه {شَكُور} لِنِعْمَتِهِ
{وَإِذَا غَشِيَهُمْ} أَيْ عَلَا الْكُفَّار {مَوْج كَالظُّلَلِ} كَالْجِبَالِ الَّتِي تُظِلّ مَنْ تَحْتهَا {دَعَوْا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين} أَيْ الدُّعَاء بِأَنْ يُنْجِيهِمْ أَيْ لَا يَدْعُونَ مَعَهُ غَيْره {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلَى الْبَرّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِد} مُتَوَسِّط بَيْن الْكُفْر وَالْإِيمَان وَمِنْهُمْ بَاقٍ عَلَى كُفْره {وَمَا يَجْحَد بآياتنا} ومنها الإنجاء من الْمَوْج {إلَّا كُلّ خَتَّار} غَدَّار {كَفُور} لِنِعَمِ الله تعالى

{يأيها النَّاس} أَيْ أَهْل مَكَّة {اتَّقُوا رَبّكُمْ وَاخْشَوْا يوما لا يجزئ} يُغْنِي {وَالِد عَنْ وَلَده} فِيهِ شَيْئًا {وَلَا مَوْلُود هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِده} فِيهِ {شَيْئًا إنَّ وَعْد اللَّه حَقّ} بِالْبَعْثِ {فَلَا تَغُرَّنكُمْ الْحَيَاة الدُّنْيَا} عَنْ الْإِسْلَام {وَلَا يَغُرَّنكُمْ بِاَللَّهِ} فِي حِلْمه وَإِمْهَاله {الْغَرُور} الشَّيْطَان
{إنَّ اللَّه عِنْده عِلْم السَّاعَة} مَتَى تَقُوم {وينزل} بالتخفيف والتشديد {الغيث} بِوَقْتٍ يَعْلَمهُ {وَيَعْلَم مَا فِي الْأَرْحَام} أَذَكَر أَمْ أُنْثَى وَلَا يَعْلَم وَاحِدًا مِنْ الثَّلَاثَة غَيْر اللَّه تَعَالَى {وَمَا تَدْرِي نَفْس مَاذَا تَكْسِب غَدًا} مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ وَيَعْلَمهُ اللَّه تَعَالَى {وَمَا تَدْرِي نَفْس بِأَيِّ أَرْض تَمُوت} وَيَعْلَمهُ اللَّه تَعَالَى {إنَّ اللَّه عَلِيم} بِكُلِّ شَيْء {خَبِير} بِبَاطِنِهِ كَظَاهِرِهِ رَوَى الْبُخَارِيّ عن بن عُمَر حَدِيث مَفَاتِيح الْغَيْب خَمْسَة إنَّ اللَّه عِنْده عِلْم السَّاعَة إلَى آخِر السُّورَة



001. (Alif lam mim) hanya Allah saja yang mengetahui arti dan maksud ayat ini.
002. (Inilah) yakni ayat-ayat ini (ayat-ayat Alkitab) yakni Alquran (yang mengandung hikmah) idhafah lafal aayatu kepada lafal al-kitaabi mengandung makna min, maksudnya sebagian dari Alquran.
003. Dia, yakni Alquran (menjadi petunjuk dan rahmat) lafal rahmatun dibaca rafa' (bagi orang-orang yang berbuat kebaikan) pada umumnya qiraat lafal rahmatun dibaca nashab sehingga bacaannya menjadi hudan wa rahmatan. Kedudukannya menjadi hal atau kata keterangan keadaan dari lafal aayatul kitaabi dan 'amilnya adalah makna isyarat yang terkandung dalam lafal tilka. Maksudnya, ayat-ayat Alquran ini sebagai petunjuk dan rahmat bagi orang-orang yang berbuat kebaikan.
004. (Yaitu orang-orang yang mendirikan salat) lafal ayat ini berkedudukan menjadi bayan atau penjelasan bagi lafal muhsiniin, maksudnya orang-orang yang berbuat kebaikan itu adalah orang-orang yang mendirikan salat (menunaikan zakat dan mereka yakin akan adanya hari akhirat) lafal hum yang kedua merupakan pengukuh makna bagi lafal hum yang pertama.
005. (Mereka itulah orang-orang yang tetap mendapat petunjuk dari Rabbnya dan mereka itulah orang-orang yang beruntung) yakni orang-orang yang memperoleh keberuntungan.
006. (Dan di antara manusia ada orang yang mempergunakan perkataan yang tidak berguna) maksudnya (untuk menyesatkan) manusia; lafal ayat ini dapat dibaca liyadhilla dan liyudhilla (dari jalan Allah) dari jalan Islam (tanpa pengetahuan dan menjadikan jalan Allah itu) kalau dibaca nashab yaitu wa yattakhidzahaa berarti diathafkan kepada lafal yudhilla, dan jika dibaca rafa' yaitu wa yattakhidzuhaa, berarti diathafkan kepada lafal yasytarii (olok-olokan) menjadi objek ejekan dan olokan mereka. (Mereka itu akan memperoleh azab yang menghinakan) azab yang hina sekali.
007. (Dan apabila dibacakan kepadanya ayat-ayat Kami) ayat-ayat Alquran (dia berpaling dengan menyombongkan diri) dengan rasa sombong (seolah-olah dia belum mendengarnya, seakan-akan ada sumbatan di kedua telinganya) artinya kedua telinganya tersumbat; dan kedua jumlah tasybih menjadi hal atau kata keterangan keadaan dari dhamir yang terkandung di dalam lafal walla, atau tasybih yang kedua menjadi bayan atau penjelasan bagi tasybih yang pertama (maka beri kabar gembiralah dia) beritahukanlah kepadanya (dengan azab yang pedih) azab yang menyakitkan. Disebutkannya lafal al-bisyaarah dimaksudkan sebagai tahakkum atau ejekan, dan orang yang dimaksud adalah Nadhr bin Harits. Dia datang ke negeri Al-Hairah dengan tujuan berniaga, lalu ia membeli kitab-kitab cerita orang-orang Ajam. Setelah itu ia menceritakan isinya kepada penduduk Mekah seraya mengatakan, "Sesungguhnya Muhammad telah menceritakan kepada kalian kisah-kisah kaum Ad dan kaum Tsamud, dan sekarang saya akan menceritakan kepada kalian kisah-kisah tentang kerajaan Romawi dan kerajaan Persia." Ternyata mereka menyenangi kisah Nadhr itu, karenanya mereka meninggalkan Alquran serta tidak mau mendengarkannya lagi.
008. (Sesungguhnya orang-orang yang beriman dan mengerjakan amal-amal saleh, bagi mereka surga-surga yang penuh kenikmatan).
009. (Kekal mereka di dalamnya) lafal ayat ini menjadi hal atau kata keterangan keadaan bagi lafal muqaddarah. Maksudnya telah dipastikan mereka kekal di dalamnya bila mereka memasukinya (sebagai janji Allah yang benar) Allah swt. telah menjanjikan hal tersebut kepada mereka dengan janji yang sebenar-benarnya. (Dan Dialah Yang Maha Perkasa) yang tidak ada sesuatu pun dapat mengalahkan-Nya sehingga Dia tidak akan menunaikan janji dan ancaman-Nya (lagi Maha Bijaksana) yang tiada meletakkan sesuatu melainkan pada tempatnya.
010. (Dia menciptakan langit tanpa tiang yang kalian melihatnya) lafal 'amadin adalah bentuk jamak dari lafal 'imaadun yaitu pilar penyangga, dan memang langit itu tidak ada pilar yang menyangganya sejak diciptakannya (dan Dia meletakkan gunung-gunung di permukaan bumi) yakni gunung-gunung yang tinggi dan besar-besar supaya (jangan) tidak (menggoyangkan) tidak bergerak-gerak sehingga mengguncang (kalian dan mengembangbiakkan padanya segala macam jenis binatang. Dan Kami turunkan) di dalam ungkapan ayat ini terkandung iltifat dari ghaibah, seharusnya wa anzala (air hujan dari langit, lalu Kami tumbuhkan padanya segala macam tumbuh-tumbuhan yang baik) dari jenis tumbuh-tumbuhan yang baik.
011. (Inilah ciptaan Allah) yakni makhluk-Nya (maka perlihatkanlah oleh kalian kepadaku) ceritakanlah kepadaku, hai penduduk Mekah (apa yang telah diciptakan oleh sesembahan-sesembahan kalian selain Allah) yang telah diciptakan oleh selain-Nya, yang dimaksud adalah sesembahan-sesembahan kalian, sehingga kalian menyekutukannya dengan Allah swt. Kata tanya maa menunjukkan makna ingkar, berkedudukan sebagai mubtada, sedangkan lafal dzaa yang berarti sama dengan lafal al-ladzii berikut dengan shilahnya menjadi khabar. Lafal aruuni tidak diberlakukan pengamalannya, sedangkan lafal-lafal yang sesudahnya menempati kedudukan sebagai kedua maf`ulnya. (Sebenarnya) akan tetapi (orang-orang yang lalim itu berada di dalam kesesatan yang nyata) disebabkan mereka menyekutukan Allah dan kalian adalah sebagian dari mereka.
012. (Dan sesungguhnya telah Kami berikan kepada Luqman hikmah) antara lain ilmu, agama dan tepat pembicaraannya, dan kata-kata mutiara yang diucapkannya cukup banyak serta diriwayatkan secara turun-temurun. Sebelum Nabi Daud diangkat menjadi rasul dia selalu memberikan fatwa, dan dia sempat mengalami zaman kenabian Nabi Daud, lalu ia meninggalkan fatwa dan belajar menimba ilmu dari Nabi Daud. Sehubungan dengan hal ini Luqman pernah mengatakan, "Aku tidak pernah merasa cukup apabila aku telah dicukupkan." Pada suatu hari pernah ditanyakan oleh orang kepadanya, "Siapakah manusia yang paling buruk itu?" Luqman menjawab, "Dia adalah orang yang tidak mempedulikan orang lain yang melihatnya sewaktu dia mengerjakan kejahatan." (Yaitu) dan Kami katakan kepadanya, hendaklah (bersyukurlah kamu kepada Allah) atas hikmah yang telah dilimpahkan-Nya kepadamu. (Dan barang siapa yang bersyukur kepada Allah, maka sesungguhnya ia bersyukur untuk dirinya sendiri) karena pahala bersyukurnya itu kembali kepada dirinya sendiri (dan barang siapa yang tidak bersyukur) atas nikmat yang telah dilimpahkan-Nya kepadanya (maka sesungguhnya Allah Maha Kaya) tidak membutuhkan makhluk-Nya (lagi Maha Terpuji) Maha Terpuji di dalam ciptaan-Nya.
013. (Dan) ingatlah (ketika Luqman berkata kepada anaknya, di waktu ia menasihatinya, "Hai anakku) lafal bunayya adalah bentuk tashghir yang dimaksud adalah memanggil anak dengan nama kesayangannya (janganlah kamu mempersekutukan Allah, sesungguhnya mempersekutukan) Allah itu (adalah benar-benar kelaliman yang besar.") Maka anaknya itu bertobat kepada Allah dan masuk Islam.
014. (Dan Kami wasiatkan kepada manusia terhadap kedua orang ibu bapaknya) maksudnya Kami perintahkan manusia untuk berbakti kepada kedua orang ibu bapaknya (ibunya telah mengandungnya) dengan susah payah (dalam keadaan lemah yang bertambah-tambah) ia lemah karena mengandung, lemah sewaktu mengeluarkan bayinya, dan lemah sewaktu mengurus anaknya di kala bayi (dan menyapihnya) tidak menyusuinya lagi (dalam dua tahun. Hendaknya) Kami katakan kepadanya (bersyukurlah kepada-Ku dan kepada kedua orang ibu bapakmu, hanya kepada Akulah kembalimu) yakni kamu akan kembali.
015. (Dan jika keduanya memaksamu untuk mempersekutukan dengan Aku sesuatu yang tidak ada pengetahuanmu tentang itu) yakni pengetahuan yang sesuai dengan kenyataannya (maka janganlah kamu mengikuti keduanya, dan pergaulilah keduanya di dunia dengan cara yang makruf) yaitu dengan berbakti kepada keduanya dan menghubungkan silaturahmi dengan keduanya (dan ikutilah jalan) tuntunan (orang yang kembali) orang yang bertobat (kepada-Ku) dengan melakukan ketaatan (kemudian hanya kepada Akulah kembali kalian, maka Kuberitakan kepada kalian apa yang telah kalian kerjakan) Aku akan membalasnya kepada kalian. Jumlah kalimat mulai dari ayat 14 sampai dengan akhir ayat 15 yaitu mulai dari lafal wa washshainal insaana dan seterusnya merupakan jumlah i'tiradh, atau kalimat sisipan.
016. ("Hai anakku, sesungguhnya) perbuatan yang buruk-buruk itu (jika ada sekalipun hanya sebesar biji sawi, dan berada dalam batu atau di langit atau di bumi) atau di suatu tempat yang paling tersembunyi pada tempat-tempat tersebut (niscaya Allah akan mendatangkannya) maksudnya Dia kelak akan menghisabnya. (Sesungguhnya Allah Maha Halus) untuk mengeluarkannya (lagi Maha Waspada) tentang tempatnya.
017. (Hai anakku, dirikanlah salat dan suruhlah manusia mengerjakan yang baik dan cegahlah mereka dari perbuatan mungkar serta bersabarlah terhadap apa yang menimpa kamu) disebabkan amar makruf dan nahi mungkarmu itu. (Sesungguhnya yang demikian itu) hal yang telah disebutkan itu (termasuk hal-hal yang ditekankan untuk diamalkan) karena mengingat hal-hal tersebut merupakan hal-hal yang wajib.
018. (Dan janganlah kamu memalingkan) menurut qiraat yang lain dibaca wa laa tushaa`ir (mukamu dari manusia) janganlah kamu memalingkannya dari mereka dengan rasa takabur (dan janganlah kamu berjalan di muka bumi dengan angkuh) dengan rasa sombong. (Sesungguhnya Allah tidak menyukai orang-orang yang sombong) yakni orang-orang yang sombong di dalam berjalan (lagi membanggakan diri) atas manusia.
019. (Dan sederhanalah kamu dalam berjalan) ambillah sikap pertengahan dalam berjalan, yaitu antara pelan-pelan dan berjalan cepat, kamu harus tenang dan anggun (dan lunakkanlah) rendahkanlah (suaramu. Sesungguhnya seburuk-buruk suara) suara yang paling jelek itu (ialah suara keledai.") Yakni pada permulaannya adalah ringkikan kemudian disusul oleh lengkingan-lengkingan yang sangat tidak enak didengar.
020. (Tidaklah kalian perhatikan) hai orang-orang yang diajak bicara, tidakkah kalian ketahui (bahwa Allah telah menundukkan untuk kepentingan kalian apa yang di langit) yaitu matahari, bulan dan bintang-bintang supaya kalian mengambil manfaat daripadanya (dan apa yang di bumi) berupa buah-buahan, sungai-sungai dan binatang-binatang (dan menyempurnakan) artinya meluaskan dan menyempurnakan (untuk kalian nikmat-Nya lahir) yaitu diberi bentuk yang baik, anggota yang paling sempurna dan lain sebagainya (dan batin) berupa pengetahuan dan lain sebagainya. (Dan di antara manusia) yakni penduduk Mekah (ada yang membantah tentang keesaan Allah tanpa ilmu pengetahuan atau petunjuk) dari Rasul (dan tanpa Kitab yang memberi penerangan) yang telah diturunkan oleh Allah, melainkan dia melakukan hal itu hanya secara taklid atau mengikut saja.
021. (Dan apabila dikatakan kepada mereka, "Ikutilah apa yang diturunkan Allah." Mereka menjawab, "Tidak, tapi kami hanya mengikuti apa yang kami dapati bapak-bapak kami mengerjakannya.") Maka Allah berfirman, " (Apakah) mereka mengikuti bapak-bapak mereka (walaupun setan itu menyeru mereka ke dalam siksa api yang menyala nyala?") yakni kepada hal-hal yang menjerumuskan mereka ke dalamnya, tentu saja tidak bukan?
022. (Dan barang siapa yang menyerahkan dirinya kepada Allah) yakni mau menaati-Nya (sedangkan dia orang yang berbuat kebaikan) mengesakan-Nya (maka sesungguhnya ia telah berpegang kepada buhul tali yang kokoh) yakni bagian dari tali yang paling kuat sehingga tidak dikhawatirkan akan putus. (Dan hanya kepada Allah lah kesudahan segala urusan) maksudnya segala urusan itu akan kembali kepada-Nya.
023. (Dan barang siapa yang kafir maka janganlah membuatmu sedih) hai Muhammad (kekafirannya itu) janganlah kamu menghiraukannya. (Hanya kepada Kami lah mereka kembali, lalu Kami beritakan kepada mereka apa yang telah mereka kerjakan. Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui segala isi hati) yakni apa yang terkandung di dalamnya, maka Dia akan membalasnya kelak.
024. (Kami berikan mereka bersenang-senang) di dunia (sebentar) hanya selama mereka hidup di dalamnya (kemudian Kami paksa mereka) di akhirat (masuk ke dalam siksa yang keras) yaitu siksaan neraka yang mereka tidak menemui jalan keselamatan darinya.
025. (Dan sesungguhnya jika) huruf lam menunjukkan makna qasam (kamu tanyakan kepada mereka, "Siapakah yang menciptakan langit dan bumi?" Tentu mereka akan menjawab, "Allah.") Dari lafal layaqulunanna terbuang daripadanya nun alamat rafa' karena berturut-turutnya nun, dan terbuang pula daripadanya wawu dhamir jamak bukan karena 'illat bertemunya dua huruf yang disukunkan. (Katakanlah, "Segala puji bagi Allah") atas menangnya hujah tauhid atas mereka. (Tetapi kebanyakan mereka tidak mengetahui) apa yang seharusnya mereka lakukan, yaitu mentauhidkan-Nya.
026. (Kepunyaan Allah lah apa yang di langit dan yang di bumi) sebagai milik, makhluk dan hamba-hamba-Nya, maka tidak ada yang patut disembah di langit dan di bumi selain-Nya. (Sesungguhnya Allah Dialah Yang Maha Kaya) tidak membutuhkan makhluk-Nya (lagi Maha Terpuji) yakni terpuji di dalam ciptaan-Nya.
027. (Dan seandainya pohon-pohon di bumi menjadi pena dan laut) lafal al-bahru diathafkan kepada isimnya anna (ditambahkan kepadanya tujuh laut sesudahnya) sebagai tambahannya sesudah keringnya laut (niscaya tidak akan habis-habisnya kalimat Allah) yang mengungkapkan tentang pengetahuan-pengetahuan-Nya dengan menuliskannya dengan memakai pena-pena itu dan berikut tambahan tujuh laut sebagai tintanya, serta tidak pula dengan tambahan yang lebih banyak dari itu, karena pengetahuan Allah tiada batasnya. (Sesungguhnya Allah Maha Perkasa) tidak ada sesuatu pun yang dapat menghalang-halangi-Nya (lagi Maha Bijaksana) tidak ada sesuatu pun yang terlepas dari pengetahuan dan kebijaksanaan-Nya.
028. (Tidaklah Allah menciptakan dan membangkitkan kalian dari dalam kubur itu melainkan hanya seperti menciptakan dan membangkitkan satu jiwa saja) artinya sebagaimana menciptakan dan membangkitkan satu jiwa, karena kesemuanya itu akan ada hanya dengan kalimat kun fayakuun. (Sesungguhnya Allah Maha Mendengar) mendengar semua apa yang dapat didengar (lagi Maha Melihat) mengetahui semua apa yang dapat dilihat, dan tiada sesuatu pun yang menyibukkan-Nya dari yang lain.
029. (Tidakkah kamu memperhatikan) artinya melihat, hai orang yang diajak bicara (bahwa sesungguhnya Allah memasukkan) mempergantikan (malam ke dalam siang dan memasukkan siang) mempergantikannya (ke dalam malam) maka Dia menambahkan pada masing-masing apa yang dikurangi dari yang lainnya (dan Dia tundukkan matahari dan bulan masing-masing) dari matahari dan bulan itu (berjalan) beredar pada garis edarnya (sampai kepada waktu yang ditentukan) yaitu hari kiamat (dan sesungguhnya Allah Maha Mengetahui apa yang kalian kerjakan).
030. (Demikianlah) hal yang telah disebutkan itu (karena sesungguhnya Allah Dialah yang hak) yang tetap. (Dan sesungguhnya apa saja yang mereka seru) yang mereka sembah; lafal ayat ini dapat dibaca ya'buduuna dan ta'buduuna (selain dari Allah, itulah yang batil) yang lenyap (dan sesungguhnya Allah Dialah Yang Maha Tinggi) atas semua makhluk-Nya dengan keperkasaan-Nya yang mengalahkan mereka semua (lagi Maha Besar) yakni Maha Agung.
031. (Tidakkah kamu memperhatikan bahwa sesungguhnya bahtera itu) kapal itu (berlayar di laut dengan nikmat Allah, supaya diperlihatkan-Nya kepada Kamu sekalian) hai orang-orang yang diajak bicara dalam hal ini (sebagian dari tanda-tanda kekuasaan-Nya. Sesungguhnya pada yang demikian itu benar-benar terdapat tanda-tanda) yaitu pelajaran-pelajaran (bagi semua orang yang sangat bersabar) di dalam menahan diri dari perbuatan-perbuatan maksiat yang dilarang oleh Allah (lagi banyak bersyukur) atas nikmat-nikmat-Nya.
032. (Dan apabila mereka tertutup) yakni orang-orang kafir itu oleh (ombak yang besar seperti gunung) bagaikan bukit besarnya, hingga menutupi apa yang ada di bawahnya (mereka menyeru Allah dengan memurnikan ketaatan kepada-Nya) mereka berdoa hanya kepada-Nya, semoga Dia menyelamatkan mereka dari amukan gelombang itu. (Maka tatkala Allah menyelamatkan mereka sampai di daratan, lalu sebagian mereka tetap menempuh jalan pertengahan) yakni pertengahan antara ingkar dan iman, dan sebagian di antara mereka ada yang masih tetap pada kekafirannya. (Dan tidak ada yang mengingkari ayat-ayat Kami) yang antara lain ialah diselamatkannya mereka dari amukan gelombang (selain orang-orang yang tidak setia) yaitu pengkhianat (lagi ingkar) kepada nikmat-nikmat Allah swt.
033. (Hai manusia) penduduk Mekah (bertakwalah kalian kepada Rabb kalian dan takutilah suatu hari yang pada hari itu tidak dapat mencukupi) tidak dapat menolong (seorang bapak terhadap anaknya) barang sedikit pun (dan seorang anak tidak dapat pula menolong bapaknya) pada hari itu (barang sedikit pun. Sesungguhnya janji Allah adalah benar) adanya hari berbangkit itu (maka janganlah sekali-kali kehidupan dunia memperdayakan kalian) hingga kalian meninggalkan Islam (dan jangan pula kalian diperdayakan terhadap Allah) yakni terhadap penyantunan-Nya dan penangguhan azab-Nya (oleh godaan yang membujuk) kalian, yaitu godaan setan.
034. (Sesungguhnya Allah, hanya pada sisi-Nya sajalah pengetahuan tentang hari kiamat) yakni kapan kiamat itu akan terjadi (dan Dialah yang menurunkan) dapat dibaca wa yunzilu dan wa yunazzilu (hujan) dalam waktu-waktu yang Dia ketahui (dan mengetahui apa yang ada di dalam rahim) apakah laki-laki atau perempuan; tidak ada seorang pun yang mengetahui salah satu dari tiga perkara itu melainkan hanya Allah swt. (Dan tiada seorang pun yang dapat mengetahui dengan pasti apa yang akan diusahakannya besok) apakah kebaikan ataukah keburukan, tetapi Allah swt. mengetahuinya. (Dan tiada seorang pun yang dapat mengetahui di bumi mana dia akan mati) hanya Allah swt. sajalah yang mengetahui hal ini. (Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui) segala sesuatu (lagi Maha Mengenal) pada yang tersembunyi sebagaimana mengenal-Nya pada yang tampak. Imam Bukhari telah meriwayatkan sebuah hadis melalui sahabat Ibnu Umar r.a. bahwasanya kunci-kunci kegaiban itu ada lima perkara, antara lain sesungguhnya Allah hanya pada sisi-Nya sajalah pengetahuan tentang hari kiamat, dan seterusnya.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

.

Rasulullah s.a.w bersabda :

” Sesungguhnya seorang hamba yang bercakap sesuatu kalimah atau ayat tanpa mengetahui implikasi dan hukum percakapannya, maka kalimah itu boleh mencampakkannya di dalam Neraka lebih sejauh antara timur dan barat” ( Riwayat Al-Bukhari, bab Hifdz al-Lisan, 11/256 , no 2988)