" Every soul will taste death. And We test you with evil and with good as trial; and to Us you will be returned."
Allah says:
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ﴾
(Everyone is going to taste death,)
﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾
(and We shall test you with evil and with good by way of trial. ) Meaning, "We shall test you, sometimes with difficulties and sometimes with ease, to see who will give thanks and who will be ungrateful, who will have patience and who will despair.'' `Ali bin Abi Talhah reported from Ibn `Abbas:
﴿وَنَبْلُوكُم﴾
(and We shall test you) means, We will test you,
﴿بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾
(with evil and with good by way of trial.) means, with difficulties and with times of prosperity, with health and sickness, with richness and poverty, with lawful and unlawful, obedience and sin, with guidance and misguidance.
﴿وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾
(And to Us you will be returned.) means, and We will requite you according to your deeds.
﴿وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـذَا الَّذِى يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَـنِ هُمْ كَـفِرُونَ - خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ ءَايَـتِى فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ ﴾
(36. And when those who disbelieved see you, they take you not except for mockery (saying): "Is this the one who talks about your gods'' While they disbelieve at the mention of the Most Gracious.) (37. Man is created of haste. I will show you My Ayat. So ask Me not to hasten (them).)
قوله تعالى: «كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون» لفظ النفس - على ما يعطيه التأمل في موارد استعماله - أصل معناه هو معنى ما أضيف إليه فنفس الشيء معناه الشيء و نفس الإنسان معناه هو الإنسان و نفس الحجر معناه هو الحجر فلو قطع عن الإضافة لم يكن له معنى محصل، و على هذا المعنى يستعمل للتأكيد اللفظي كقولنا: جاءني زيد نفسه أو لإفادة معناه كقولنا: جاءني نفس زيد.
و بهذا المعنى يطلق على كل شيء حتى عليه تعالى كما قال: «كتب على نفسه «الرحمة:» الأنعام: 12، و قال: «و يحذركم الله نفسه:» آل عمران: 28، و قال: «تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك:» المائدة: 116.
ثم شاع استعمال لفظها في شخص الإنسان خاصة و هو الموجود المركب من روح و بدن فصار ذا معنى في نفسه و إن قطع عن الإضافة قال تعالى: «هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها» أي من شخص إنساني واحد، و قال: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا:» المائدة: 32، أي من قتل إنسانا و من أحيا إنسانا، و قد اجتمع المعنيان في قوله: «كل نفس تجادل عن نفسها» فالنفس الأولى بالمعنى الثاني و الثانية بالمعنى الأول.
ثم استعملوها في الروح الإنساني لما أن الحياة و العلم و القدرة التي بها قوام الإنسان قائمة بها و منه قوله تعالى: «أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون:» الأنعام: 93.
و لم يطرد هذان الإطلاقان أعني الثاني و الثالث في غير الإنسان كالنبات و سائر الحيوان إلا بحسب الاصطلاح العلمي فلا يقال للواحد من النبات و الحيوان عرفا نفس و لا للمبدإ المدبر لجسمه نفس نعم ربما سميت الدم نفسا لأن للحياة توقفا عليها و منه النفس السائلة.
و كذا لا يطلق النفس في اللغة بأحد الإطلاقين الثاني و الثالث على الملك و الجن و إن كان معتقدهم أن لهما حياة، و لم يرد استعمال النفس فيهما في القرآن أيضا و إن نطقت الآيات بأن للجن تكليفا كالإنسان و موتا و حشرا قال: «و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون:» الذاريات: 56، و قال في أمم قد خلت من قبلهم من الجن و الإنس»: الأحقاف: 18، و قال: «و يوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس»: الأنعام: 128، هذا ما يتحصل من معنى النفس بحسب عرف اللغة.
و أما الموت فهو فقد الحياة و آثارها من الشعور و الإرادة عما من شأنه أن يتصف بها قال تعالى: «و كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم:» البقرة: 28، و قال في الأصنام: «أموات غير أحياء:» النحل: 21، و أما أنه مفارقة النفس للبدن بانقطاع تعلقها التدبيري كما يعرفه الأبحاث العقلية أو أنه الانتقال من دار إلى دار كما في الحديث النبوي فهو معنى كشف عنه العقل أو النقل غير ما استقر عليه الاستعمال و من المعلوم أن الموت بالمعنى الذي ذكر إنما يتصف به الإنسان المركب من الروح و البدن باعتبار بدنه فهو الذي يتصف بفقدان الحياة بعد وجدانه و أما الروح فلم يرد في كلامه تعالى ما ينطق باتصافه بالموت كما لم يرد ذلك في الملك، و أما قوله: «كل شيء هالك إلا وجهه:» القصص: 88، و قوله: «و نفخ في الصور فصعق من في السماوات و من في الأرض:» الزمر: 68 فسيجيء إن شاء الله أن الهلاك و الصعق غير الموت و إن انطبقا عليه أحيانا.
فقد تبين مما قدمناه أولا: أن المراد بالنفس في قوله: «كل نفس ذائقة الموت» الإنسان - و هو الاستعمال الثاني من استعمالاتها الثلاث - دون الروح الإنساني إذ لم يعهد نسبة الموت إلى الروح في كلامه تعالى حتى تحمل عليه.
و ثانيا: أن الآية إنما تعم الإنسان لا غير كالملك و الجن و سائر الحيوان و إن كان بعضها مما يتصف بالموت كالجن و الحيوان، و من القرينة على اختصاص الآية بالإنسان قوله قبله: «و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد» و قوله بعده: «و نبلوكم بالشر و الخير فتنة» على ما سنوضحه.
و قد ذكر جمع منهم أن المراد بالنفس في الآية الروح، و قد عرفت خلافه و أصر كثير منهم على عموم الآية لكل ذي حياة من الإنسان و الملك و الجن و سائر الحيوانات حتى النبات إن كان لها حياة حقيقة و قد عرفت ما فيه.
و من أعجب ما قيل في تقرير عموم الآية ما ذكره الإمام الرازي في التفسير الكبير، بعد ما قرر أن الآية عامة لكل ذي نفس: أن الآية مخصصة فإن له تعالى نفسا كما قال حكاية عن عيسى(عليه السلام): «تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك» مع أن الموت مستحيل عليه سبحانه، و كذا الجمادات لها نفوس و هي لا تموت.