ما تحمله هذه الأذكار من فوائد جمة وعظيمة ، نلخصها باختصار كما ورد في
" الوابل الصيب " لابن القيم – رحمه الله :
أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره .
أنه يرضي الرحمن عز وجل .
أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط .
أنه ينوِّر القلب والوجه .
أنه يجلب الرزق .
أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة .
أنه يورث القرب منه سبحانه .
أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة ، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة.
إن العبد إذا تعرَّف إلى الله بذكره في الرخاء عرفه في الشدة .
أنه ينجي من عذاب الله تعالى .
أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل واللغو.
إن مجالس الذكر مجالس الملائكة ، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.
أنه أيسر العبادات ، وهو من أجلَّها وأفضلها .
أن الذكر يعدل عتق الرقاب ، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله .
أن الذكر رأس الشكر ، فما شكر الله من لم يذكره .
إن الذكر شفاء القلب ودواؤه ، والغفلة مرضه .
إن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى .
إن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر .
إن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك .
إن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق .
إن دور الجنة تبنى بالذكر ، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر ، أمسكت الملائكة
إن الذكر يسد بين العبد وبين جهنم .
إن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب .
إن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها .
الذكر والثناء يجعل الدعاء مستجابًا .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سُئِلَ أَيُّ الْعِبَادِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيراً». قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه وَمِنَ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: « لَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ فِي الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَنْكَسِرَ، وَيَخْتَصِبَ دَماً لَكَانَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيراً أَفْضَلَ مِنْهُ دَرَجَةً»
وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : « لَوْ أَنَّ رَجُلاً فِي حِجْرِهِ دَرَاهِمُ يَقْسِمُهَا، وَآخَرَ يَذْكُرُ اللَّهَ كَانَ الذَّاكِرُ لِلَّهِ أَفْضَلَ»
.. هذه الأذكار بين يديك الآن أذكرها فلعلك بعد ساعات قليلة قد تفارق الدنيا ، ولا تستطيع حينئذ ذكرها ، وانك بذلك قد خسرت خيراً كثيراً .
إذ لا تجعل الدنيا أكبر همك ، واجعل آخرتك نصب عينيك ، انك مهما عشت فانك مفارقه ، واجعل التسبيح والتهليل والتكبير هن الباقيات الصالحات ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ». قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ»
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ِ : « إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ، التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ. يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ. لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ. تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا. أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ، أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ، مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ؟»
ابن القيم
