Sesungguhnya sejahat-jahat makhluk yang melata, pada sisi (hukum dan ketetapan) Allah, ialah orang-orang yang pekak lagi bisu, yang tidak mahu memahami sesuatupun (dengan akal fikirannya).
JALALAIN :
(Sesungguhnya binatang, makhluk-makhluk yang seburuk-buruknya di sisi Allah ialah orang-orang yang tuli) tidak mahu mendengarkan perkara yang hak (dan bisu) tidak mengucapkan perkara yang hak (yang tidak mengerti apa pun) tentang perkara yang hak.
{إنَّ شَرّ الدَّوَابّ
عِنْد اللَّه الصُّمّ} عَنْ سَمَاع الْحَقّ {الْبُكْم} عَنْ النُّطْق بِهِ
{الَّذِينَ لا يعقلون}
IBNU KATHIR :
Maksudnya
manusia yang paling buruk di sisi Allah ialah yang tidak mahu mendengar,
menuturkan dan memahami kebenaran. Ayat-ayat dan peringatan sama sekali tidak
bermanfaat bagi mereka. Mereka ini disebut Allah sebagai orang-orang yang tidak
mengerti, yakni tidak mengerti perkara yang bermanfaat bagi mereka, dan tidak
mengutamakannya di atas madhorrat. Mereka ini di sisi Allah lebih buruk dari
semua makhluk bergerak, kerana Allah telah memberikan mereka pendengaran,
penglihatan dan hati agar mereka menggunakannya untuk memahami ayat-ayat Allah
dan mentaati-Nya, namun mereka menggunakannya untuk maksiat sehingga terhalang
dari banyak kebaikan. Mereka sesungguhnya dapat mendengar, akan tetapi tidak
masuk ke dalam hati mereka , mereka hanya mendengar sesuatu yang menjadi hujjah
atas mereka, dan mereka tidak mendengar sesuatu yang bermanfaat bagi mereka
kerana Allah mengetahui bahawa dalam hati mereka tidak ada kebaikan.
يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله، ويزجرهم عن مخالفته والتشبه
بالكافرين به المعاندين له؛ ولهذا قال: { وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ } أي: تتركوا
طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره، { وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ } أي: بعد ما علمتم ما
دعاكم إليه.
{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ } قيل: المراد المشركون. واختاره ابن جرير.
وقال ابن إسحاق: هم المنافقون؛ فإنهم يظهرون أنهم قد سمعوا واستجابوا، وليسوا كذلك.
ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة، فقال: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ }
{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ } قيل: المراد المشركون. واختاره ابن جرير.
وقال ابن إسحاق: هم المنافقون؛ فإنهم يظهرون أنهم قد سمعوا واستجابوا، وليسوا كذلك.
ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة، فقال: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ }
AL-QURTUBI :
وَفِي الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابّ عِنْدَ اللَّه الصُّمّ الْبُكْم الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ " قَالَ : هُمْ نَفَر مِنْ بَنِي عَبْد الدَّار . وَالْأَصْل أَشَرّ , حُذِفَتْ الْهَمْزَة لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَال . وَكَذَا خَيْر ; الْأَصْل أَخْيَر
AT-THIBRI :
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى
: { إِنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْد اللَّه الصُّمّ الْبُكْم الَّذِينَ لَا
يَعْقِلُونَ } يَقُول
تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ شَرّ مَا دَبَّ عَلَى الْأَرْض مِنْ خَلْق اللَّه عِنْد
اللَّه الَّذِينَ يُصْغُونَ عَنْ الْحَقّ لِئَلَّا يَسْتَمِعُوهُ فَيَعْتَبِرُوا
بِهِ وَيَتَّعِظُوا بِهِ وَيَنْكُصُونَ عَنْهُ إِنْ نَطَقُوا بِهِ , الَّذِينَ لَا
يَعْقِلُونَ عَنْ اللَّه أَمْره وَنَهْيه , فَيَسْتَعْمِلُوا بِهِمَا أَبْدَانهمْ
. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ
قَالَ ذَلِكَ : 12320 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب ,
قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { إِنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْد اللَّه
} قَالَ : الدَّوَابّ : الْخَلْق . 12321 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ :
ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , قَالَ : قَالَ اِبْن جُرَيْج , عَنْ
عِكْرِمَة , قَالَ : وَكَانُوا
يَقُولُونَ : إِنَّا صُمّ بُكْم عَمَّا يَدْعُونَا إِلَيْهِ مُحَمَّد , لَا
نَسْمَعهُ مِنْهُ , وَلَا نُجِيبهُ بِهِ بِتَصْدِيقٍ . فَقُتِلُوا جَمِيعًا
بِأُحُدٍ , وَكَانُوا أَصْحَاب اللِّوَاء . 12322 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو ,
قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح ,
عَنْ مُجَاهِد : الصُّمّ
الْبُكْم : الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ , قَالَ : الَّذِينَ لَا يَتَّبِعُونَ
الْحَقّ . 12323
- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن
زَيْد , فِي قَوْله : { إِنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْد اللَّه
الصُّمّ الْبُكْم الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } وَلَيْسَ بِالْأَصَمِّ فِي
الدُّنْيَا وَلَا بِالْأَبْكَمِ , وَلَكِنْ صُمّ الْقُلُوب وَبُكْمهَا وَعُمْيهَا
. وَقَرَأَ : { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَار وَلَكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور } 22 46 . وَاخْتُلِفَ
فِيمَنْ عُنِيَ بِهَذِهِ الْآيَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِهَا نَفَر مِنْ
الْمُشْرِكِينَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 12324 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى ,
قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح ,
عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : الصُّمّ
الْبُكْم الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ : نَفَر مِنْ بَنِي عَبْد الدَّار , لَا
يَتَّبِعُونَ الْحَقّ . * - قَالَ : ثنا إِسْحَاق , قَالَ : ثَنَا
عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله
: {
الصُّمّ الْبُكْم الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } قَالَ : لَا يَتَّبِعُونَ
الْحَقّ . قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : هُمْ نَفَر مِنْ بَنِي عَبْد الدَّار
. * -
حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنِي حَجَّاج , عَنْ
اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , نَحْوه . وَقَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِهَا
الْمُنَافِقُونَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 12325 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد ,
قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق : { إِنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْد اللَّه
الصُّمّ الْبُكْم الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } لَا يَعْرِفُونَ مَا
عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ مِنْ النِّعْمَة وَالسَّعَة . وَأَوْلَى
الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ بِقَوْلِ اِبْن عَبَّاس ,
وَأَنَّهُ عُنِيَ بِهَذِهِ الْآيَة مُشْرِكُو قُرَيْش , لِأَنَّهَا فِي سِيَاق
الْخَبَر عَنْهُمْ
AL-MAISIRI :
إنَّ شر ما دبَّ على الأرض -مِنْ خَلْق
الله- عند الله الصمُّ الذين انسدَّت آذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون، البكم الذين
خرست ألسنتهم عن النطق به فلا ينطقون، هؤلاء هم الذين لا يعقلون عن الله أمره
ونهيه.