هوان الدنيا
عن مسروق رحمه الله قال: «مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ آسَى عَلَيْهِ إِلاَّ السُّجُودُ لِلَّهِ». مصنف ابن أبي شيبة
عن مسروق رحمه الله قال: «مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ آسَى عَلَيْهِ إِلاَّ السُّجُودُ لِلَّهِ». مصنف ابن أبي شيبة
لا يقول هذا إلا مَن عرف حقارة الدنيا وهوانها، وأمَّا مَن لم يعرف ذلك فإنَّه لا يأسى على شيء إلا عليها
حسن العمل
قال الحسن البصري رحمه الله: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ ، فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بَرَبِّهِ ، فَأَسَاءَ الْعَمَلَ ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (2/144).
كيف يكون المضيع المفرِّط محسنًا الظن بربه !! وهو عن ربه ومولاه شارد ، وعن طاعته مبتعد ، وعن أبواب رحمته ومغفرته معرض، بل محسن الظن بربه حقا هو من عرف ربه بصفات كماله، ونعوت جلاله، وكرمه وإحسانه، وجوده وامتنانه، ورحمته وغفرانه، وعرف نفسه بتفريطها وتقصيرها فأخذ يجاهد لتستقيم على الطاعة وحسن العمل .
قال الحسن البصري رحمه الله: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ ، فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بَرَبِّهِ ، فَأَسَاءَ الْعَمَلَ ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (2/144).
كيف يكون المضيع المفرِّط محسنًا الظن بربه !! وهو عن ربه ومولاه شارد ، وعن طاعته مبتعد ، وعن أبواب رحمته ومغفرته معرض، بل محسن الظن بربه حقا هو من عرف ربه بصفات كماله، ونعوت جلاله، وكرمه وإحسانه، وجوده وامتنانه، ورحمته وغفرانه، وعرف نفسه بتفريطها وتقصيرها فأخذ يجاهد لتستقيم على الطاعة وحسن العمل .
الفرق بين الكبر والعجب
قال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: «أنْ تزدري الناس». فسألته عن العجب؟ قال: «أنْ ترى أنَّ عندك شيئًا ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب». سير أعلام النبلاء للذهبي(15/395).
كلاهما من أدواء القلوب إلا أنَّ الكبر يستدعي متكبرًا عليه يرى نفسه فوقه وأعلا منه، بينما العجب استرواح للنفس وركون إلى رؤيتها، ولا يستدعي غير المعجب به، بل لو لم يكن إلا وحده تُصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا . والعجب يفضي إلى التكبر، والتكبر لا يكون إلا عن عجب إذ هو أثر من آثاره.
قال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: «أنْ تزدري الناس». فسألته عن العجب؟ قال: «أنْ ترى أنَّ عندك شيئًا ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب». سير أعلام النبلاء للذهبي(15/395).
كلاهما من أدواء القلوب إلا أنَّ الكبر يستدعي متكبرًا عليه يرى نفسه فوقه وأعلا منه، بينما العجب استرواح للنفس وركون إلى رؤيتها، ولا يستدعي غير المعجب به، بل لو لم يكن إلا وحده تُصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا . والعجب يفضي إلى التكبر، والتكبر لا يكون إلا عن عجب إذ هو أثر من آثاره.
اليقين
قال سفيان الثوري رحمه الله: « لو أنَّ اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا شوقا إلى الجنة أو خوفا من النار ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (7/17).
قال سفيان الثوري رحمه الله: « لو أنَّ اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا شوقا إلى الجنة أو خوفا من النار ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (7/17).
اليقين روح الأعمال وعمودها ولبها ، ومنزلته من الإيمان منزلة الروح من الجسد رزقنا الله اليقين وجعلنا من أهله بمنّه وكرمه.
أهل القران
قال الفضيل رحمه الله: «إنما نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذ الناس قراءته عملا». أخلاق حملة القرآن للآجري (38).
فأهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه، لا بمجرد إقامة الحروف، ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة، وآل عمران»، وهو مفسر لما رواه ابن ماجة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنَّ لله أهلين من الناس ) قالوا يا رسول الله مَن هم ؟ قال (هم أهل القرآن أهل الله وخاصته).
قال الفضيل رحمه الله: «إنما نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذ الناس قراءته عملا». أخلاق حملة القرآن للآجري (38).
فأهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه، لا بمجرد إقامة الحروف، ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة، وآل عمران»، وهو مفسر لما رواه ابن ماجة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنَّ لله أهلين من الناس ) قالوا يا رسول الله مَن هم ؟ قال (هم أهل القرآن أهل الله وخاصته).
اللسان أمير البدن
قال المبارك بن فَضالة عن يونس بن عبيد : «لا تجدُ شيئاً مِنَ البرِّ واحداً يتبعُه البِرُّ كلّه غيرَ اللسان ؛ فإنَّك تَجِدُ الرجل يكثر الصيام ويُفطر على الحرام ، ويقومُ الليل ويشهد الزور بالنهار - وذكرَ أشياءَ نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلَّم إلا بحقٍّ فَيُخالف ذلك عمله أبداً» حلية الأولياء لأبي نعيم (3/20).
أي أنَّ من وفَّقه الله عز وجل فصان لسانه كانت هذه الصيانة للسان سبباً لصيانة الجوارح كلِّها، كما في الحديث « إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنَّما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ».
قال المبارك بن فَضالة عن يونس بن عبيد : «لا تجدُ شيئاً مِنَ البرِّ واحداً يتبعُه البِرُّ كلّه غيرَ اللسان ؛ فإنَّك تَجِدُ الرجل يكثر الصيام ويُفطر على الحرام ، ويقومُ الليل ويشهد الزور بالنهار - وذكرَ أشياءَ نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلَّم إلا بحقٍّ فَيُخالف ذلك عمله أبداً» حلية الأولياء لأبي نعيم (3/20).
أي أنَّ من وفَّقه الله عز وجل فصان لسانه كانت هذه الصيانة للسان سبباً لصيانة الجوارح كلِّها، كما في الحديث « إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنَّما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ».
العبادة بغير علم
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ » الزهد للإمام أحمد (1/301).
صدق رحمه الله وهل فشت البِدع والأهواء والضَّلالات في المجتمعات إلَّا بسبب اشتغال كثير من النَّاس بالعبادة بلا علم ولاهدى.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ » الزهد للإمام أحمد (1/301).
صدق رحمه الله وهل فشت البِدع والأهواء والضَّلالات في المجتمعات إلَّا بسبب اشتغال كثير من النَّاس بالعبادة بلا علم ولاهدى.
حقيقة التقوى
عن بكر بن عبد الله رحمه الله قال : «لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ قَالَ طَلْقٌ : اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى ، قَالَ بَكْرٌ : أَجْمِلْ لَنَا التَّقْوَى ، قَالَ : التَّقْوَى عَمَلٌ بِطَاعَةِ اللهِ ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، رَجَاءَ رَحْمَةِ اللهِ ، وَالتَّقْوَى تَرْكُ مَعْصِيَةِ اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ». الزهد لاين المبارك (1343).
هذا من أحسن ما قيل في حد التقوى وبيان حقيقتها . وقد جمع فيه رحمه الله بين أمرين مبدأ التقوى وغايتها ؛ لأن كل عمل يُتقرب به إلى الله جل وعلا لابد له من مبدأ ولا بد له من غاية ؛ أما مبدؤه وهو أساسه الذي عليه يقوم فهو الإيمان ، وإليه الإشارة في قوله رحمه الله: «عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ» ، وأما غايته فنيل ثواب الله والفوز برضاه سبحانه وتعالى، والنجاة من عقابه وإليه الإشارة في قوله رحمه الله « رَجَاءَ ثواب اللَّهِ» ، وقوله «خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ»
عن بكر بن عبد الله رحمه الله قال : «لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ قَالَ طَلْقٌ : اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى ، قَالَ بَكْرٌ : أَجْمِلْ لَنَا التَّقْوَى ، قَالَ : التَّقْوَى عَمَلٌ بِطَاعَةِ اللهِ ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، رَجَاءَ رَحْمَةِ اللهِ ، وَالتَّقْوَى تَرْكُ مَعْصِيَةِ اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ». الزهد لاين المبارك (1343).
هذا من أحسن ما قيل في حد التقوى وبيان حقيقتها . وقد جمع فيه رحمه الله بين أمرين مبدأ التقوى وغايتها ؛ لأن كل عمل يُتقرب به إلى الله جل وعلا لابد له من مبدأ ولا بد له من غاية ؛ أما مبدؤه وهو أساسه الذي عليه يقوم فهو الإيمان ، وإليه الإشارة في قوله رحمه الله: «عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ» ، وأما غايته فنيل ثواب الله والفوز برضاه سبحانه وتعالى، والنجاة من عقابه وإليه الإشارة في قوله رحمه الله « رَجَاءَ ثواب اللَّهِ» ، وقوله «خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ»
العاقل
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ , وَلَكِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ فَيَتَّبِعُهُ وَيَعْرِفُ الشَّرَّ فَيَتَجَنَّبُهُ » العقل وفضله لابن أبي الدنيا (56).
وذلك أنَّ مقصود العلم العمل، وإلا فما فائدة العلم إذا ترك العمل.
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ , وَلَكِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ فَيَتَّبِعُهُ وَيَعْرِفُ الشَّرَّ فَيَتَجَنَّبُهُ » العقل وفضله لابن أبي الدنيا (56).
وذلك أنَّ مقصود العلم العمل، وإلا فما فائدة العلم إذا ترك العمل.
أثر العلم
قال سفيان ابن عيينة: « إذا كان نهاري نهار سفيه، وليلي ليل جاهل، فما أصنع بالعلم الذي كتبت ؟ ». أخلاق العلماء للآجري (44).
هذه موعظة عظيمة جدير بطالب العلم أن يتنبه لها، وقد كان من شأن السلف رحمهم الله أنَّ العلم يظهر عليهم في عبادتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم؛ كما قال الحسن البصري رحمه الله: «كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يُرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وزهده» رواه الدارمي(385).
قال سفيان ابن عيينة: « إذا كان نهاري نهار سفيه، وليلي ليل جاهل، فما أصنع بالعلم الذي كتبت ؟ ». أخلاق العلماء للآجري (44).
هذه موعظة عظيمة جدير بطالب العلم أن يتنبه لها، وقد كان من شأن السلف رحمهم الله أنَّ العلم يظهر عليهم في عبادتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم؛ كما قال الحسن البصري رحمه الله: «كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يُرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وزهده» رواه الدارمي(385).