يذكر اليهود أن نبى الله سليمان بنى هيكلا كمكان لحفظ تابوت العهد ، وأن هذا الهيكل يزخر بالرموز الوثنية والأساطير الخاصة بعبادة الآلهة الكنعانية ، وأن نبى الله سليمان بنى الهيكل لإله اليهود “يهوه” أو “ياهو” وهذا يعنى أن الهيكل بني لحفظ تابوت العهد ، فإذا أثبتنا أن تابوت العهد لا وجود له فى عهد نبى الله سليمان ، إذاً فلا حاجة لبناء الهيكل من الأصل .
ويدّعى اليهود – زورا – أن نبى الله سليمان كان يعبد إلها غير الذى كان يعبده باقى الأنبياء وهو إله بنى إسرائيل ، وأنه كان من عبدة الأوثان لأنه بنى معبدا يزخر بالرموز الوثنية فإذا أثبتنا لهم أن نبى الله سليمان لم يكن كذلك ، وكان يعبد الله رب العالمين كسائر الأنبياء فهذا يعنى أنه لا حاجة لبناء هيكل ضخم كما وصفه اليهود لإله اليهود يهوه .
تابوت العهد
” تابوت العهد ” هو صندوق مصنوع من خشب السنط أودع به لوحا الشهادة اللذان نقشت عليهما الشريعة وتلقاها نبى الله موسى عليه السلام بسيناء ، وكان بنو إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا ولقد نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية فى عدد 7 فبراير 1997 أن ” “منليك” بن سيدنا سليمان من “بلقيس” ملكة سبأ سرق تابوت العهد من أبيه أثناء بناء الهيكل وهرب به إلى الحبشة و أن الهيكل لا يعنى أى شئ بدون تابوت العهد . وأن الحفائر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل ستبوء بالفشل وستهدم المسجد .
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية إن هذه القصة موجودة فى كتاب (ترنيمة الملوك) وهو كتاب أثيوبى كتبه الحاخام الأثيوبى ( نيبوز جيز اسحق ) فى القرن 14م ، ولقد ذكر تابوت العهد فى القرآن
الكريم أيام أول ملك لبنى إسرائيل – وهو طالوت (الذى تذكره التوراة باسم شاؤل) – في سورة البقرة من آية 246 إلى 248 وكانت حدود مملكة طالوت خارج مدينة القدس حيث أقاموا أول معبد لهم فى مدينة جبعون وكان اليبوسيون العرب ما يزالوا يحكمون مدينة القدس .
إذاً فلا وجود لتابوت العهد بعد ذلك التاريخ والاحتمال الأكبر أنه فُقد منهم فى أحد الحروب لأنهم لم يحافظوا على ما جاء فى لوحى الشهادة وبالتالى فلا وجود لتابوت العهد فى عهد نبى الله سليمان عليه السلام .
ولو افترضنا جدلاً أن تابوت العهد كان موجوداً أثناء البناء ثم سُرق فلماذا يسكمل البناء ؟ولأى غرض سيبنيه النبي بهذه الفخامة ؟ ولقد ذكر فى القرآن الكريم ملك نبى الله سليمان وليس من بينه هيكل وثنى ، بل كان له قصر عظيم من الزجاج الصافى شاهدته بلقيس ملكة سبأ وعندما تأكدت أنه نبى الله أتاه الملك والعلم والنبوة آمنت وأسلمت لله رب العالمين ، ولم تؤمن بإله بني إسرائيل الذي يدّعى اليهود أن نبى الله سليمان كان يعبده ، فإذا كان نبى الله سليمان يعبد الله الواحد كسائر الأنبياء فلماذا يبنى هيكلا وثنيا لإله بنى إسرائيل ياهو كما يدّعون ؟
أسطورة البناء
قال تعالى في وصف كتبة التوراة “فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون” سورة البقرة أية 79 .
ونتعجب من كم التناقضات في قصة بناء الهيكل ، حيث يحركون رغبات إلههم بحسب أهوائهم ، فيذكرون أن البناء كان ضد رغبة “يهوه” الذى عاش حياة التجوال فى الخيام فى سيناء وفلسطين ، ومعنى هذا أن من يفكر فى بناء بيت أو هيكل للإله يهوه فإنه يسير ضد رغبة الرب كما يعتقدون . !
ثم نقرأ لديهم بأنهم يعتقدون في أن نبى الله داود عليه السلام حينما فكر عام 1000ق م فى نقل تابوت العهد من قرية يعاريم (على الحدود الغربية لمملكته ) إلى أورشليم لم يستطع ، لأنه لم يكن من حق بشر أن ينقل تابوت العهد إلا بتنزيل إلهى ، ولكنهم يعودوا ليناقضوا أنفسهم قائلين أن الرب سمح بنقل تابوت العهد من يعاريم إلى أورشليم بعد ثلاثة أشهر !! عندما حاول نبى الله داود مرة ثانية فاشترى الموقع الذى سيبنى عليه المعبد أو (الهيكل المزعوم ) من الملك أرونة (أرنان) أحد ملوك اليبوسيين العرب .
ورغم أن الرب قد وافق على نقل التابوت – كما يزعمون – فقد عاد فغضب مرة أخرى وأرسل الطاعون على المملكة فقتل 70 ألف شخص فى ثلاثة أيام ، ثم عاد فوافق على البناء !! لذلك أشار أحد المقربين لنبى الله داود بأن يبنى معبد للرب يهوه فى الموقع الذى اشتراه نبى الله داود من الملك أرونة (أرنان) وعندما بدأ حكم نبى الله سليمان 970ق م بنى معبد للرب يهوه فى هذا الموقع وهو الهيكل المزعوم .
وبهذا يظهر كم الاستخفاف بعقول البشر وخداعه عبر إعلام مضلل وعلماء مرتزقة يرسمون خارطة العالم قديماً وحديثاً بأكاذيب يختلقونها مغتصبين للأرض ، ويمكن أن يستيقظ العرب على انهيار ثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى .
الأقصى والصخرة المقدسة
عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه القدس 15 هجرية – 636م فإن أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعاً نصب عينيه الرواية التى سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء .
وسأل عمر الصحابة وكعب الأحبار (وهو من اليهود الذين أسلموا ) والبطريرك صفرنيوس بطريرك القدس عن مكان البقعة المباركة التى أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم منها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء عارجا بعدها للسموات العلى .
وقد عثر الخليفة عمر بن الخطاب على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطموراً بالأتربة التى تكاد تخفى معالمه وعند رفع الأتربة كان المكان خاليا تماماً من بقايا أى مبانى سابقة ، ورغم أن اليهود يدّعون أن تيتوس الرومانى دمر الهيكل الثانى عام 70م فعندما رفع عمر بن الخطاب الأتربة لم يكن هناك ولو حجر واحد ولا أى شواهد أثرية تدل عليه ، وهذا هو طبيعى فإذ لم يكن هناك هيكلا أولا فبالتالى لايوجد هيكل ثانى .
وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول ، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة ، وعندما جاء الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 72هجرية – 691م ، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86هجرية – 709م ، والمسجد الأقصى المذكور فى سورة الإسراء أية 1 ليس المقصود به المسجد كبناء معمارى فلم يكن هذا البناء قائماً بالقدس سنة 621م ليلة الإسراء وإنما المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس كلها ، كما أن عبارة “المسجد الحرام” تعنى كل مدينة مكة ولا تقتصر على الكعبة والمسجد الحرام فقط .