.

.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين أهلا وسهلا بكم إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني" اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب يارب يارب يارب

.

.

.

.

Tuesday, November 18, 2014

الإيمان هو الأساس




1 ـ الإيمان شرط في صحة العبادة وقبولها والإثابة عليها.



2 ـ لا يحمل يالمبادئ ويعمل بها ويحميها، إلا من آمن بها إيمانا صادقا.



3ـ الأصل فيمن يؤمن بضد المبدأ أن يحاربه.



4 ـ قوة المؤمنين الصادقين وعزتهم. 



5 ـ مقومات القوة والعزة:



( أ ) الأخوة الصادقة في الله. (ب) النصح. (ج ) اجتماع كلمة الأمة على الحق.



6 ـ أسباب الاجتماع والائتلاف التي منحها الله عباده المؤمنين. 7 ـ أسباب الفرقة والتنازع التي نهى الله
عباده المؤمنين عنها. 8 ـ نصيب المسلمين اليوم من القوة والعزة. 9 ـ فقد غالب المسلمين العزة لتفريطهم في الأخذ بمقوماتها.



1 ـ الإيمان شرط في صحة العبادة وقبولها والإثابة عليها:



إن ما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلم، فيه إخبار للناس بأمور الغيب، وهي إما ماضية، كقصص الأنبياء وأممهم، وإما مستقبلة، كأشراط الساعة، وما يحصل في اليوم الآخر، من حشر وحساب وجزاء، وثواب وعقاب، ومن الغيب إخباره الناس عن الله وعن صفاته، وكونه أرسل رسوله إليهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن القرآن الكريم وحي أنزله الله إليه، وأن سنته وحي كذلك وان طاعته واجبة ومعصيته محرمة.



فمن صدق الرسول صلّى الله عليه وسلم، في ما أخبر به عن ربه، فهو مؤمن، وهو الذي تكون عبادته صحيحة مقبولة عند الله ويستحق عليها الثواب؛ لأن الإيمان شرط في صحة العبادة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً}[النساء 124]. وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل 97]. وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً}[طه 112]. وقال تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلا}[طه 75] وقال تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}[غافر 40]. 



ومن كذبه في شيء من ذلك، فقد كفر، والكافر لا يقبل الله منه عملاً، ولو كان ظاهره الصلاح كالصدقة وصلة الرحم، ونصر المظلوم وغير ذلك، ولا يثيبه عليه في الآخرة، وليس الله تعالى بظالم له بعدم قبوله تلك الأعمال منه وعدم إثابته عليها في الآخرة؛ لأنه هو لم يرد بعمله الصالح في الظاهر الآخرة، إذ لم يؤمن بها كما أراد الله منه، وإنما أراد الدنيا وقد أعطاه الله منها ما لا قدرة له على شكره عليها لو كان مؤمناً، فكيف وقد كَفر كُفر اعتقاد.. وكفر عمل.. وكفر نعمة!؟ قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}[آل عمران 145]. وقال تعالى: {فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}[البقرة 200]. 



والآيات الدالة على حبوط عمل الكافر كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ}[المائدة 5]. وقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة 217]. وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف 147]. وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ}[إبراهيم 18]. 



وقد سألت عائشة، رَضي الله عنها، الرسول صلّى الله عليه وسلم، عن أعمال الكفار التي ظاهرها الصلاح فقالت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: (لا ينفعه، إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) [صحيح مسلم (3/86) بشرح النووي.]. 



2 ـ لا يحمل المبادىء ويطبقها إلا من آمن بها: 



إن المبادئ لا يحملها ويعمل بها إلا من آمن بها، واعتقد أنها تنفعه وتعود عليه بالفائدة والمصلحة، أما الذي يشك فيها ويكذِّب بها، فإنه يحاربها ويقف ضد العمل بها، علناً إن كان قادراً قوياً، كما فعل المشركون، وكما يفعل أعداء الإسلام الأقوياء في كل زمان، وسراً إن كان ضعيفاً، كحال المنافقين في المدينة بعد هجرة الرسول صلّى الله عليه وسلم، وانتصاره على الكفار في غزوة بدر الكبرى.



ولهذا يكثر توجيه الخطاب في القرآن الكريم إلى المؤمنين، مع أنه نزل لكل الناس، سواء كان الخطاب يتعلق بالشعائر التعبدية، كالطهارة والصلاة والصيام والحج والزكاة، أو في العلاقات الأسرية أو في الأطعمة والأشربة، أو في العدل والقصاص وتحكيم شرع الله أو في الوفاء بالعقود وترك الخيانة، أوفي الأموال، أو في اجتماع كلمتهم واعتصامهم بحبل الله، أو في الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله عموماً، أو في النهي عن طاعة الشيطان، أو في أداء أي حق من الحقوق: حقوق الله، وحقوق عباده.. 



وكذلك خاطب المؤمنين بفعل الخير عموماً وحماية الحق وقيادة البشرية به والشهادة عليهم، هذه الأمور وغيرها من شريعة الله مطلوبةُ الأداءِ من كل الناس، ولكن الله تعالى خاطب بها عباده المؤمنين خاصة؛ لأن المؤمنين هم الذين يطيعون الله. قال تعالى في شأن الطهارة والصلاة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}[المائدة 6]. وقال في شأن، صلاة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[الجمعة 9]. وقال في شأن الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة 182]. وقال تعالى في شأن الحج آمراً المؤمنين، كما هو واضح من الخطابات قبله وبعده: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}[البقرة 196]. وقال في شأن الزكاة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ـ إلى قوله ـ{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}[المؤمنون 1-14]. وهم الذين أمر رسوله صلّى الله عليه وسلم، أن يأخذ منهم الصدقة في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً..}[التوبة 103]. أما غير المؤمنين فلم يشرع الله أخذ الجزية منهم؛ لأنها عبادة لا تصح منهم.



وقال تعالى في العلاقات الأسرية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[النور 58]. 



وقال تعالى في شأن الأطعمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة 172-173]. 



وقال في الأشربة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة 90]. 
وقال تعالى في العدل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ}[النساء 125]. وقال تعالى في القصاص: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ}[البقرة 178. 



وقال تعالى في شأن تحكيم الشريعة عموما: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}[النور 51]. 



وقال تعالى في شأن الوفاء بجميع العقود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة 1]. 



وقال تعالى في شأن الخيانة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال 27]. 



وقال تعالى في شأن الأموال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}[النساء 29]. وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}[البقرة 228]. 



وقال تعالى في شأن اجتماع الكلمة على الحق والاعتصام بحبل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا..}[آل عمران 101-102]. 



وقال تعالى في شأن طاعة الله وطاعة رسوله عموماً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء 59]. 



وقال تعالى في النهي عن اتباع الشيطان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[النور 21]. 



وقال تعالى في أداء الحقوق ـ حقوق الله وحقوق عباده ـ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11)}[المؤمنون]. 



وقال تعالى في شأن فعل الخير وحمايته، وقيادة البشرية به والشهادة به على الناس كلهم، مع بيان مؤهلاتهم في هذه الشهادة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)}[الحج]. 



فالأمة الإسلامية وحدها هي التي تطبق شريعة الله في أرضه عندما تكون أمة إسلامية حقاً، وتقود الأمم وتهديها بها، وتشهد عليها بالحق والعدل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..}[آل عمران 110]. 



وكذلك كان الرسول صلّى الله عليه وسلم، يخص المؤمنين بالأمر والنهي، مع أنه رسول الله إلى الثقلين. من ذلك: ما رواه أبو هريرة، رَضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (رقم: 29، ص: 10).]. وغيره كثير.



ولو تتبع الباحث جميع تصرفات المسلمين في حياتهم الدنيا والآخرة، لتحقيق مصالحهم، ودفع المفاسد عنهم، لوجد كل ذلك مسجلا في كتاب الله وسنة رسوله صَلى الله عليه وسلم، إما تنصيصا بأمر ونهي وخبر، وإما استنباطا من النصوص، ولا أدري أين يضع العلمانيون أنفسهم من القرآن وما صح من السنة من شريعة الله، وهم يحاربون كل ذلك تحت ما يسمونه بالإسلام السياسي الذي، ويطلقون على من يدعو إلى تحكيم القرآ والسنة "الإرهابيين والمتطرفين" وهل من يقف هذا الموقف يرجى منه أن يكون من المجاهدين في سبيل الله وهم لا يحملون المبدأ الذي يجاهد المسلمون من أجل تحقيقه والدفاع عنه؟!



3 ـ الأصل فيمن يؤمن بضد المبدأ أن يحاربه: 



أما غير المؤمنين فإن موقفهم من شريعة الله هو الصد عنها وحربها وحرب أهلها في كل زمان ومكان، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(7)}[البقرة]. وقال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(30)}[الأنفال]. وقال تعالى: {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ(36)}[الأنفال]. 



وكل قصص الرسل - مع قومهم الذين كفروا بهم من نوح عَليه السلام، إلى نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم- واضحة الدلالة على هذا المعنى، ويكفي دلالة على ذلك ما نشاهده اليوم من الحرب المستعرة من أعداء الإسلام لهذا الدين وأهله، سواء أكانوا هم اليهود أو النصارى أو الملحدين، أم هم تلاميذهم من ذراري المسلمين الذين حاربوا الإسلام أشد من حرب أسيادهم له.



وقد يكون أعداء هذه الشريعة ضعفاء، لا يقدرون على محاربتها علناً، لعلمهم بأن محاربتهم السافرة ستعود عليهم بالضرر، لقوة المسلمين، وعندئذ يحاربون هذه الشريعة في الخفاء، ويحيكون ضدها وضد أهلها المؤامرات، ويظهرون غير ما يبطنون، ويبثون الإشاعات الكاذبة لتشويه سمعة الصالحين من المؤمنين والمؤمنات، ويتهمون الإسلام بما ينفر الناس منه، ويتعاونون سراً مع اليهود والنصاري وغيرهم من أعداء الإسلام، وهؤلاء هم المنافقون، وقد كشفهم القرآن الكريم، مصدر هذه الشريعة التي حاربوها ولا زالوا، والله تعالى يكشفهم بصفاتهم وأفعالهم، في كل زمان، واليوم يتعرضون لكشفهم عن طريق الاتصالات، ومنها الفضائيات. كماقال تعالى: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} ـ إلى قوله: ـ {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ(8-14)}[البقرة]. 



وقال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(12)} ـ إلى قوله تعالى ـ {لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ(13)}[الحشر]. 



4 ـ قوة المؤمنين الصادقين وعزتهم:



إن المؤمنين الصادقين الأقوياء في إيمانهم، لا بد أن يكونوا أقوياء في الحياة، لا يرضون بالضعف، ولا بد أن يكونوا أعزة، لا يرضون بالذلة والهوان؛ لأنهم أهل كلمة الله التي يجب أن تكون هي العليا، ولا تعلو كلمة الله في الكون إلا إذا حملها رجال أقوياء في إيمانهم، وفي عبادتهم، وفي سلوكهم، وفي اقتصادهم ومالهم، وفي علمهم، وفي صناعاتهم، وفي فروسيتهم وجنديتهم، وفي سياستهم، بحيث يبذلون كل طاقاتهم في نيل تلك القوة، ويفوقون أعداءهم في ذلك كله، ذلك ما يقتضيه صدق الإيمان الذي قال الله فيه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ(15)}[الحجرات]. 
وقد أمر تعالى عباده المؤمنين بإعداد القوة الشاملة التي ترهب عدوهم، فلا يجرؤ على الاعتداء عليهم، ولا على ظلم الضعفاء في الأرض؛ لأنه يعلم أنهم سيؤدبونه الأدب الذي يكسر شوكته، ويخضعونه لما شرعه الله من العدل والمساواة بين بني البشر، بحيث يكونون كلهم عبيداً لله وحده، لا لسواه.. قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ(60)}[الأنفال]. 



وعندما زعم رأس النفاق - قدوة المنافقين المفسدين في عهده - أنه هو وزمرته الأعزة، والرسول صلّى الله عليه وسلم، وأصحابه هم الأذلة وأن الأعزة سيسيطرون على المدينة، ويخرجون الأذلة منها، كان رد الله عليه أن العزة للعزيز الغالب القوي القادر ولأوليائه، وهم الرسول صلّى الله عليه وسلموالمؤمنون.. فقال تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ(8)}[المنافقون]. 



هذا وعد من الله لأوليائه المؤمنين الصادقين بأن ينالوا أثر اسمه (العزيز) وأثر صفته {الْعِزَّةُ} وأن تكون العزة مقصورة عليهم، كما هو واضح من تقديم الجار والمجرور {وَلِلَّهِ} الذي هو الخبر، على المبتدأ {الْعِزَّةُ}، فإذا ما أصبح المنتسبون مدعو الإيمان أذلة في الأرض، وأعداؤهم أعزة - عزتهم هي الكبر والعلو في الأرض- ولا تحصل لهم إلا بذلة المسلمين فيها، فقد فقدوا إيمان العزة الصادق، واتصفوا بإيمان ضعيف لا يستحقون عليه وعد الله تعالى بالعزة، وهو صاحبها وحده، كما قال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون(180)}[الصافات]. وهو تعالى مانحها وقد وعد بها من يستحقها، فإذا تخلفت عمن يدعي الإيمان فذلك دليل على أن إيمانه ليس هو الإيمان الموعود صاحبه بها.. 



وهذا ما نشاهده اليوم في كل أنحاء الأرض، حيث يُذِل المسلمين أذلُّ خلق الله في عقر دارهم ويدنسون مسجدهم الأقصى الذي يحيط به المسلمون من جميع الجهات، وهكذا تسفك دماؤهم وتزهق أرواحهم وتنتهك أعراضهم، في آسيا من الفلبين والشيشان، وفي أفريقيا من الحبشة وإريتريا إلى أوغندا وبورندي وليبريا، وفي أوربا في البوسنة والهرسك، وهذا جنوب السودان على وشك الانفصال عن شمله، ويحرمون من حقوقهم الدينية والمدنية والقانونية والتعليمية في كثير من بلدان أوربا، وبخاصة في بلاد الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، فرنسا.



ومع ذلك فإن قادة الشعوب الإسلامية يلجأون في طلب العزة والنصر إلى أعداء الله، حيث يستعينون باليهود والنصارى على اليهود والنصارى! أي إنهم يطلبون العزة من أعداء صاحب العزة، كما قال عالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً(139)}[النساء]
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

.

Rasulullah s.a.w bersabda :

” Sesungguhnya seorang hamba yang bercakap sesuatu kalimah atau ayat tanpa mengetahui implikasi dan hukum percakapannya, maka kalimah itu boleh mencampakkannya di dalam Neraka lebih sejauh antara timur dan barat” ( Riwayat Al-Bukhari, bab Hifdz al-Lisan, 11/256 , no 2988)