.

.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين أهلا وسهلا بكم إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني" اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب يارب يارب يارب

.

.

.

.

Sunday, June 14, 2015

فتنة الأموال والأولاد

 فتنة الأموال والأولاد:
فأما الأموال فللشيطان أساليب كثيرة في فتنة العبد بها، حتى يصبح أسيراً وعبداً لدرهمه وديناره ومن ذلك.
أ- تخويف العبد الفقر والحاجة، إذا همَّ بالإنفاق:
قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 268]
حتى يجعله يمنع الحق الواجب في ماله سواء كان الحق لله من زكاة ونحوها، وسواء كان من حقوق الخلق كنفقة الأهل والأولاد، فربما كثر مال العبد وهو يشح بالقليل منه في حق واجب عليه.
ب- التكاثر والتفاخر بالأموال:
قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 14، 15] 
وقد اختلف العلماء فيمن هو المزين لهذه الشهوات فقيل: إن المزين هو لله تعالى، قال القرطبي – رحمه الله – : «وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ذكره البخاري» .
وقال آخرون ونقل عن الحسن – رحمه الله – «أن المزَّين لهذه الشهوات هو الشيطان، وقيل: تزيين الله تعالى لها بالإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذه الأشياء. وتزيين الشيطان إنما هو بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجهها»  .
وهذا أجمع الأقوال، إذ قد ثبت في آيات أخرى تزيين الشيطان للفتن، وتزيينه للمعاصي بوسوسته وإغوائه، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]
وأما المراد «بالقناطير» فهي جمع قنطار وقيل: أن مقداره ألف ومائتا أوقية، وقيل: اثنا عشر ألف درهم، أو ألف دينار، وقيل: سبعون ألفاً
وقيل: «العقدة الكبيرة من المال» وجميع هذه الأقوال تدور حول الكثرة، فالإنسان إذن قد حُبَّبَ إليه جمع الأموال والتفاخر بها، وتكثيرها. قال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 1، 2] 
أي «أشغلكم حُبُّ الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها» 
والتكاثر يشمل كل ما يتكاثر به من أموال وأولاد وتفاخر بالأنساب وتشاغل بالكسب والتجارة وغير ذلك
وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يقول العبد: مالي، مالي، إنما لـه من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى،
أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس)
 .
وفي الصحيح عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون لـه واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) .
وفي رواية مسلم: (لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً...) 
وقد ثبت في الحديث أن لكل أمة فتنة وأن فتنة هذه الأمة في المال كما في حديث كعب بن عياض قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال)
والمعنى أنه فتنة أي ضلالاً لمن ألهاه عن ذكر الله وشغله عن القيام بالطاعة وأنساه الدار الآخرة 
ومن هنا فربما أشغلته عن عبادة الله حتى يصبح عبداً للمال من دون الله فغضبه لـه، وفرحه من أجله، ومحبته فيه، وبغضه فيه. قال صلى الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض) 
فإذا تعلق قلبه به إلى هذا الحد وقع في ثَلاث فتن عظيمةدلّ عليها حديث أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان قال: لن ينجو مني الغني من إحدى ثلاث؛ إما أزينه في عينيه فيمنعه عن حقه، وإما أن أسهل لـه سبيله فينفقه في غيره حقه، وإما أن أحببه إليه فيكسبه لغير حقه) 
الأولى: شدة محبة المال والتعلق به، وصرف العمر في جمعه، واحتمال المشاق والمتاعب في سبيل جمعه وحفظه، وفي الحديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
الثانية: طلب المال من أي وجه كان سواء حلالاً أو حراماً، ولهذا جاء في الحديث: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) ، قال ابن رجب – رحمه الله – في شرح هذا الحديث:
«فهذا مثل عظيم جداً ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا. وإن فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم بذئبين جائعين ضاريين... ومعلوم أنه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين، والحالة هذه إلا قليل»أ. هـ
قال ابن الجوزي – رحمه الله – : «وهذه الأشياء المذكورة قد تحسن نية العبد بالتلبس بها، فيثاب عليها، وإنما يتوجه الذم إلى سوء القصد فيها وبها» أ. هـ .
الثالثة: تضييع العمر الذي هو أنفس شيء في جمعه وتحصيله.
قال ابن رجب – رحمه الله – : «ولو لم يكن في الحرص على المال إلا تضييع العمر الشريف الذي لا قيمة لـه، وقد كان تمكن صاحبه فيه اكتساب الدرجات العلى والنعيم المقيم، فضيعه بالحرص في طلب رزق مضمون مقسوم لا يأتي منه إلا ما قُدِّر وقُسَّمَ» 
جـ- يسول لـه بأن هذا المال إنما جمعه وحصل عليه بجهده وكده الشخصي فيمنع حق الله فيه، ويكفر النعمة.
كما في قصة الثلاثة النفر في البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لوناً حسناً، وجلداً حسناً، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل – أو قال: البقر، هو شك في ذلك: أن الأبرص والأقرع: قال أحدهما الإبل، وقال الآخر البقر – فأعطي ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب، وأعطي شعراً حسناً، قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملاً، وقال: يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحبُّ إليك؟ قال: يرد الله إليَّ بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فردَّ الله إليه بصره، قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والداً، فأنتج هذان وولَّد هذا، فكان لهذا وادٍ من إبل، ولهذا وادٍ من بقر، ولهذا وادٍ من الغنم، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، تقطَّعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعير أتبلَّغ به في سفري. فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر فقال: إن كنت كاذباً فصيَّرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما ردَّ عليه هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كُنْتَ. وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، وتقطَّعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك شاة أتبلَّغ بها في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، فقال: قد كنت أعمى فردَّ الله بصري، وفقيراً فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك  اليوم بشيء أخذته لله، فقال: أمسك مال، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك) .
حيث فتنا هذين الرجلين الأبرص والأقرع بهذا المال ونسبا الفضل في إيجاده إلى جهدهما، وجهد آبائهما ناسين أو متناسين فضل الله وإكرامه عليهما بهذه النعم، وهذا بلا شك بتسويل وتزيين من إبليس – أخزاه الله.
وهكذا حال صاحب الجنتين كما قصَّ الله سبحانه وتعالى قصته في سورة الكهف في قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} [الكهف: 35,34، 36] .
وفتنة قارون، قال تعالى في وصف أمواله وكنوزه: }إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ } [القصص: 78,77,76] 
قال قتادة: «كنا نحدث أنه كان ابن عم موسى، وكان يسمى المنور لحسن صوته بالتوراة، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري، فأهلكه البغي لكثرة ماله»أ. هـ ([51]) .
فادعى أن هذا المال، جاءه لمكانته عند الله واستحقاقه لـه ([52])، فقال: «لو لا رضا الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا المال»
قال ابن جرير – رحمه الله – : «ولو كان الله يؤتي الأموال من يؤتيه لفضل فيه وخير عنده، ولرضاه عنه، لم يكن يهلك من أهلك من أرباب الأموال الذين كانوا أكثر منه مالاً، لأن من كان الله عنه راضياً، فمحال أن يهلكه الله، وهو عنه راضٍ، وإنما يهلك من كان عليه ساخطاً» أ. هـ 
ومن الفتن التي يفتن بها الشيطان عباد الله فتنة الأولاد وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفتنة كما في حديث ابن عمر – رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فخرج الحسن بن علي في رقبته خرقة يجرها فعثر فسقط على وجهه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر يريده، فلما رآه الناس أخذو الصبي فأتوا به فحمله فقال: (قاتل الله الشيطان إن الولد فتنة والله ما علمت أني نزلت عن المنبر حتى أتيت به)  . وللشيطان أساليب في إيقاع العبد في فتنة الأولاد، وذلك من خلال:
أ- شدة المحبة والتعلق بالأولاد، فلربما أمروه بالمعصية، وربما فعلها، أو ترك واجباً من أجل أولاده، ولهذا يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التغابن: 14] 
جاء في سبب نزولها عن ابن عباس سأله رجل عن هذه الآية. قال هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة، وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا أصحابهم قد فقهوا في الدين. همَّا أن يعاقبوهم فأنزل الله هذه الآية.
ب- هناك طريق آخر للشيطان لفتنة الوالد بالولد، إذ ربما لم يستطع له من الطريق الأولى فيأتيه من طريق أخرى وهي من خلال إفساد الولد وطغيانه، حتى يكون سبباً في فساد الوالد، ولو بعد حين، وهذا
مثال واضح لما عليه الغلام الذي قام الخضر بقتله حيث يقول
تعالى:
 {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا } [الكهف: 80] 
قال سيد قطب – رحمه الله – : «وهذا دليل واضح على أن الوالدين الصالحين قد يفتنان بالولد الفاسق الكافر، حيث كان الغلام الذي لا يبدو في حاضره ومظهره أنه يستحق القتل قد كشف ستر الغيب عن حقيقته للعبد الصالح، فإذا هو في طبيعته كافرٌ طاغٍ، تكمُنُ في نفسه بذور الكفر والطغيان، وتزيد على الزمن بروزاً، أو تحققاً، فلو عاش لأرهق والديه المؤمنين بكفره وطغيانه، ولقادهما بدافع حبهما لـه، أن يتبعاه في طريقه، فأراد الله، ووجّه إرادة عبده الصالح إلى قتل هذا الغلام الذي يحمل طبيعة كافرة طاغية، وأن يبدلهما الله خلفاً منه، وأرحم بوالديه»أ.هـ
قال تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 55] 
فينبغي على العبد أن يحرص على نجاته من هاتين الفتنتين، فربما ينفع الله العبد بهما نفعاً عظيماً، إذا هو صرف المال في حقه، وأنفقه في وجوه الخير، وكذلك الولد إذا أحسن تربيته، فقد يكون عبداً صالحاً ينفع الله به العبد حتى بعد موته .

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

.

Rasulullah s.a.w bersabda :

” Sesungguhnya seorang hamba yang bercakap sesuatu kalimah atau ayat tanpa mengetahui implikasi dan hukum percakapannya, maka kalimah itu boleh mencampakkannya di dalam Neraka lebih sejauh antara timur dan barat” ( Riwayat Al-Bukhari, bab Hifdz al-Lisan, 11/256 , no 2988)