فَأَقِمْ
وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ
وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
“Maka hadapkanlah wajahmu dengan lurus kepada agama Allah;
(tetaplah atas) fitrah Allah yang telah menciptakan manusia menurut fitrah itu.
Tidak ada perubahan pada fitrah Allah. (Itulah) agama yang lurus; tetapi
kebanyakan manusia tidak mengetahui.
dengan kembali bertaubat kepada-Nya dan bertakwalah kepada-Nya
serta dirikanlah solat dan janganlah kamu termasuk orang-orang yang
mempersekutukan Allah.”
(Ar-Ruum : 30-31)
IBNU KATHIR :
Dari itu, luruskanlah wajahmu dan menghadaplah kepada agama, jauh
dari kesesatan mereka. Tetaplah pada fitrah yang Allah telah ciptakan manusia
atas fitrah itu. Iaitu fitrah bahawa mereka
dapat menerima tauhid dan tidak
mengingkarinya. Fitrah itu tidak akan berubah. Fitrah untuk menerima ajaran
tauhid itu adalah agama yang lurus. Tetapi orang-orang musyrik tidak mengetahui
hakikat hal itu.Jadilah kamu orang-orang yang kembali kepada Nya. Kerjakanlah apa yang diperintahkan kepada kalian. Tinggalkanlah apa yang dilarang, dan peliharalah solat, serta janganlah menjadi golongan orang-orang yang menyekutukan Allah.
يقول
تعالى فسدد وجهك واستمر على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم الذي
هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر
الله الخلق عليها فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره كما
تقدم عند قوله تعالى « وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى »
وفي الحديث إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وسنذكر في
الأحاديث أن الله تعالى فطر خلقه على الإسلام ثم طرأ على بعضهم الأديان الفاسدة
كاليهودية والنصرانية والمجوسية وقوله تعالى « لا تبديل لخلق الله
» قال بعضهم معناه لا تبدلوا خلق الله فتغيروا الناس عن فطرتهم التي فطرهم
الله عليها فيكون خبرا بمعنى الطلب كقوله تعالى « ومن دخله كان
آمنا » وهو معنى حسن صحيح وقال آخرون هو خبر على بابه ومعناه أنه تعالى
ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة لا يولد أحد إلا على ذلك ولا
تفاوت بين الناس في ذلك ولهذا قال ابن عباس وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ومجاهد
وعكرمة وقتادة والضحاك وابن زيد في قوله « لا تبديل لخلق الله » أي
لدين الله وقال البخاري « 4775 » قوله «
لا تبديل لخلق الله » لدين الله خلق الأولين دين الأولين الدين والفطرة
الإسلام حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن
عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد
إلا على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون
فيها من جدعاء ثم يقول « فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل
لخلق الله ذلك الدين القيم » ورواه مسلم « 2658 » من
حديث عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به وأخرجاه « خ6599 م2658 » أيضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي معنى هذا الحديث قد وردت
أحاديث عن جماعة من الصحابة فمنهم الأسود بن سريع التميمي قال الإمام أحمد « 3/435 » حدثنا إسماعيل حدثنا يونس عن الحسن عن الأسود ابن سريع
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت معه فأصبت ظهرا فقاتل الناس يومئذ
حتى قتلوا الولدان فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام
جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية فقال رجل يا رسول الله أما هم أبناء المشركين
فقال لا إنما خياركم أبناء المشركين ثم قال لا تقتلوا ذرية لا تقتلوا ذرية وقال كل
نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها أو ينصرانها ورواه
النسائي في كتاب السير « 8616 » عن زياد بن أيوب عن هشيم
عن يونس وهو ابن عبيد عن الحسن البصري به ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري قال
الإمام أحمد « 3/353 » حدثنا هاشم ثنا أبو جعفر عن الربيع
بن أنس عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرا وإما
كفورا ومنهم عبد الله بن عباس الهاشمي قال الإمام أحمد « 1/328 » حدثنا
عفان حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال الله أعلم بما كانوا
عاملين إذ خلقهم أخرجاه في الصحيحين « خ1382 م2660 » من
حديث أبي بشر جعفر بن إياس اليشكري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا بذلك وقد
قال الإمام أحمد ايضا « 5/73 » حدثنا عفان حدثنا حماد يعني
ابن سلمة أنبأنا عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال أتى علي زمان وأنا أقول أولاد
المسلمين مع المسلمين وأولاد المشركين مع المشركين حتى حدثني فلانعن فلان أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال الله أعلم بما كانوا عاملين
قال فلقيت الرجل فأخبرني فأمسكت عن قولي ومنهم عياض بن حمار المجاشعي قال الإمام
أحمد « 4/162 » حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام عن قتادة عن
مطرف عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته
إن ربي عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا كل ما نحلته عبادي
حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم وحرمت
عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ثم إن الله عز وجل
نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال إنما بعثتك
لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان ثم إن
الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعه خبزة قال استخرجهم كما
استخرجوك واغزهم نغزك وأنفق فسننفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة مثله وقاتل بمن
أطاعك من عصاك قال وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق
القلب لكل ذي قربى ومسلم ورجل عفيف متعفف ذو عيال قال وأهل النار خمسة الضعيف الذي
لا زبر له الذين هم فيكم تبع لا يبتغون أهلا ولا مالا والخائن الذي لا يخفى له طمع
وإن دق إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك وذكر البخيل
والكذاب والشنظير الفحاش انفرد بإخراجه مسلم « 2865 » فرواه
من طرق عن قتادة به وقوله تعالى « ذلك الدين القيم » أي
التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القيم المستقيم « ولكن
اكثر الناس لا يعلمون » أي فلهذا لا يعرفه أكثر الناس فهم عنه ناكبون كما
قال تعالى « وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين » وقال تعالى
« وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله » الآية
وقوله تعالى « منيبين إليه » قال ابن زيد وابن جريج أي
راجعين إليه « واتقوه » أي خافوه وراقبوه «
وأقيموا الصلاة » وهي الطاعة العظيمة « ولا تكونوا من
المشركين » أي بل كونوا من الموحدين المخلصين له العبادة لا يريدون بها
سواه قال ابن جرير « 21/40 » حدثنا ابن حميد حدثني يحيى بن
واضح حدثنا يونس بن إسحاق عن بريد بن أبي مريم قال مر عمر رضي الله عنه بمعاذ بن
جبل فقال عمر ما قوام هذه الأمة قال معاذ ثلاث وهن المنجيات الإخلاص وهي الفطرة
فطرة الله التي فطر الناس عليها والصلاة وهي الملة والطاعة وهي العصمة فقال عمر
صدقت حدثني يعقوب أنبأناابن علية أنبأنا أيوب عن أبي قلابة أن عمر رضي الله عنه قال
لمعاذ ما قوام هذا الأمر فذكر نحوه
JALALAIN :
(Maka
hadapkanlah) hai Muhammad (wajahmu dengan lurus kepada agama Allah) maksudnya
cenderungkanlah dirimu kepada agama Allah, iaitu
dengan cara mengikhlaskan dirimu dan orang-orang yang mengikutimu di dalam
menjalankan agama Nya (fitrah Allah) ciptaan Nya
(yang telah menciptakan manusia menurut fitrah itu) yakni agama Nya. Makna yang dimaksud ialah, tetaplah atas
fitrah atau agama Allah. (Tidak ada perubahan pada fitrah Allah) pada agama Nya.
Maksudnya janganlah kalian menggantikannya, seperti menyekutukan Nya. (Itulah agama yang lurus) agama tauhid itulah
agama yang lurus (tetapi kebanyakan manusia) yakni orang-orang kafir Mekah
(tidak mengetahui) ketauhidan atau keesaan Allah.
(Dengan kembali) bertaubat (kepada Nya) kepada Allah., iaitu melaksanakan apa-apa yang
diperintahkan oleh Nya dan menjauhi perkara-perkara serta
perbuatan-perbuatan
yang dilarang oleh Nya. Lafaz ayat ini merupakan perkara atau kata
keterangan keadaan bagi fa'il atau subjek yang terkandung di dalam lafaa aqim
beserta makna yang dimaksud daripadanya, iaitu hadapkanlah wajah kalian (dan
bertakwalah kalian kepada Nya) takutlah kalian kepada Nya (serta dirikanlah
solat dan janganlah kalian termasuk orang-orang yang mempersekutukan Allah).
{فَأَقِمْ} يَا مُحَمَّد {وَجْهك لِلدِّينِ
حَنِيفًا} مَائِلًا إلَيْهِ أَيْ أَخْلِصْ دِينك لِلَّهِ أَنْتَ وَمَنْ تبعك {فطرت
اللَّه} خَلَقَتْهُ {الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا} وَهِيَ دِينه أَيْ
الْزَمُوهَا {لَا تَبْدِيل لِخَلْقِ اللَّه} لِدِينِهِ أَيْ لَا تُبَدِّلُوهُ
بِأَنْ تُشْرِكُوا {ذَلِكَ الدِّين الْقَيِّم} الْمُسْتَقِيم تَوْحِيد اللَّه
{وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس} أَيْ كُفَّار مَكَّة {لَا يَعْلَمُونَ} تَوْحِيد الله
{مُنِيبِينَ}
رَاجِعِينَ {إلَيْهِ} تَعَالَى فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ حَال مِنْ
فَاعِل أَقِمْ وَمَا أريد به أي أقيموا {واتقوه} خافوه {وأقيموا الصلاة ولا تكونوا
من المشركين}