Ibnu
Kathir :
Di dalam Al Quran
terdapat kebaikan dan ilmu yang banyak, terdapat petunjuk dari kesesatan,
terdapat ubat dari penyakit, cahaya sebagai penerang di tengah kegelapan, dan
terdapat hukum yang diperlukankan oleh manusia. Di dalamnya terdapat dalil yang
qath’i untuk semua tuntutan agama, di mana kitab tersebut merupakan kitab
paling agung yang datang ke alam semesta.
Ini di antara hikmah diturunkan-Nya
Al Quran, iaitu agar manusia menghayati ayat-ayat-Nya, sehingga mereka dapat
menggali ilmunya serta mengkaji rahsia dan hikmah-Nya. Hal itu, kerana dengan
mentadabburi isinya dan menghayati maknanya serta mengulang-ulang fikiran
untuknya, maka akan dicapai keberkatan dan kebaikannya. Dalam ayat ini terdapat
dorongan untuk mentadabburi Al Quran, dan bahwa ia termasuk amalan yang paling
utama, dan bahawa membaca sambil mentadabburinya lebih utama daripada membaca
cepat namun maksud tersebut tidak tercapai.
Dengan Al Qur’an, maka orang-orang
yang berakal sihat dapat mengingat semua ilmu dan semua tuntutan. Ayat ini
menunjukkan, bahawa semakin tinggi tingkat kecerdasan seseorang, maka ia akan
semakin sadar dengannya dan memperoleh manafaat daripadanya.
Jalalain :
(Ini
adalah sebuah Kitab) menjadi Khabar dari Mubtada yang tidak disebutkan, yakni,
Ini adalah Kitab (yang Kami turunkan kepadamu penuh dengan berkah supaya mereka
memperhatikan) asal lafal Yaddabbaruu adalah Yatadabbaruu, kemudian huruf Ta
diidghamkan kepada huruf Dal sehingga jadilah Yaddabbaruu (ayat-ayatnya)
maksudnya supaya mereka memperhatikan makna-makna yang terkandung di dalamnya,
lalu mereka beriman kerananya (dan supaya mendapat pelajaran) mendapat nasihat
(orang-orang yang mempunyai fikiran) iaitu yang berakal.
Ibnu Kathir (English):
((This
is) a Book which We have sent down to you, full of blessings, that they may
ponder over its Ayat, and that men of understanding may
remember.) meaning, those who are possessed of wisdom and reason.
ابن
كثير
قَالَ تَعَالَى " كِتَاب
أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك مُبَارَك لِيَدَّبَّرُوا آيَاته وَلِيَتَذَكَّر أُولُو
الْأَلْبَاب " أَيْ ذَوُو الْعُقُول وَهِيَ الْأَلْبَاب جَمْع لُبّ وَهُوَ
الْعَقْل قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَاَللَّه مَا تَدَبَّرَهُ بِحِفْظِ حُرُوفه
وَإِضَاعَة حُدُوده حَتَّى إِنَّ أَحَدهمْ لَيَقُول قَرَأْت الْقُرْآن كُلّه مَا
يُرَى لَهُ الْقُرْآن فِي خُلُق وَلَا عَمَل رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم
الجلالين
«كتاب» خبر مبتدأ محذوف أي هذا
«أنزلناه إليك مبارك ليدَّبروا» أصله يتدبروا أدغمت التاء في الدال «آياته» ينظروا
في معانيها فيؤمنوا «وليتذكر» يتعظ «أولوا الألباب» أصحاب العقول.
القرطبي
أَيْ هَذَا كِتَاب
أَيْ
" أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك مُبَارَكٌ " يَا مُحَمَّد
أَيْ
لِيَتَدَبَّرُوا فَأُدْغِمَتْ التَّاء فِي الدَّال . وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى ,
وُجُوب مَعْرِفَة مَعَانِي الْقُرْآن , وَدَلِيل عَلَى أَنَّ التَّرْتِيل أَفْضَل
مِنْ الْهَذِّ ; إِذْ لَا يَصِحّ التَّدَبُّر مَعَ الْهَذّ عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ
فِي كِتَاب التَّذْكَار . وَقَالَ الْحَسَن : تَدَبُّر آيَات اللَّه اِتِّبَاعهَا
. وَقِرَاءَة الْعَامَّة " لِيَدَّبَّرُوا " . وَقَرَأَ أَبُو حَنِيفَة
وَشَيْبَةُ : " لِتَدَبَّرُوا " بِتَاء وَتَخْفِيف الدَّال , وَهِيَ
قِرَاءَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَالْأَصْل لِتَتَدَبَّرُوا فَحُذِفَ
إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا
أَيْ
أَصْحَاب الْعُقُول وَاحِدهَا لُبّ , وَقَدْ جُمِعَ عَلَى أَلُبّ , كَمَا جُمِعَ
بُؤْس عَلَى أَبْؤُس , وَنُعْم عَلَى أَنْعُم ; قَالَ أَبُو طَالِب :قَلْبِي
إِلَيْهِ مُشْرِفُ الْأَلُبِّ وَرُبَّمَا
أَظْهَرُوا التَّضْعِيف فِي ضَرُورَة الشِّعْر ; قَالَ الْكُمَيْت : إِلَيْكُمْ
ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْنَوَازِعُ مِنْ قَلْبي ظِمَاءٌ وَأَلْبُبُ
المیسر
هذا الموحى به إليك -أيها الرسول-
كتاب أنزلناه إليك مبارك؛ ليتفكروا في آياته، ويعملوا بهداياته ودلالاته، وليتذكر
أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به
الطبرى
وَقَوْله : { كِتَاب أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك
} يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: وَهَذَا الْقُرْآن { كِتَاب أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْك } يَا مُحَمَّد.
{ لِيَدَّبَّرُوا آيَاته } يَقُول
: لِيَتَدَبَّرُوا حُجَج اللَّه الَّتِي فِيهِ , وَمَا شَرَعَ فِيهِ مِنْ
شَرَائِعه , فَيَتَّعِظُوا وَيَعْمَلُوا بِهِ . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي
قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة الْقُرَّاء : {
لِيَدَّبَّرُوا } بِالْيَاءِ
, يَعْنِي : لِيَتَدَبَّر هَذَا الْقُرْآن مَنْ أَرْسَلْنَاك إِلَيْهِ مِنْ قَوْمك
يَا مُحَمَّد. وَقِرَاءَة أَبُو جَعْفَر وَعَاصِم " لِتَدَّبَّرُوا آيَاته
" بِالتَّاءِ , بِمَعْنَى : لِتَتَدَبَّرهُ أَنْتَ يَا مُحَمَّد وَأَتْبَاعك.
وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ عِنْدنَا بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال :
إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى , فَبِأَيَّتِهِمَا
قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
{ وَلِيَتَذَكَّر أُولُو الْأَلْبَاب
} يَقُول
: وَلِيَعْتَبِر أُولُو الْعُقُول وَالْحِجَا مَا فِي هَذَا الْكِتَاب مِنْ
الْآيَات , فَيَرْتَدِعُوا عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمِينَ مِنْ الضَّلَالَة ,
وَيَنْتَهُوا إِلَى مَا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ مِنْ الرَّشَاد وَسَبِيل الصَّوَاب .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْله : {
أُولُو الْأَلْبَاب } قَالَ
أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 22950 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد ,
قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ {
أُولُو الْأَلْبَاب } قَالَ : أُولُو الْعُقُول مِنْ النَّاس . وَقَدْ
بَيَّنَّا ذَلِكَ فِيمَا مَضَى قَبْل بِشَوَاهِدِهِ , بِمَا أَغْنَى عَنْ
إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع .