معاني الكلما
الآية
|
الكلمة
|
التفسير
|
1
|
أرأيتَ الذي
|
أخْبرني الذي يكذب مَنْ هو ؟
|
1
|
يُـكَذبُ بالدّين
|
يَجْحَدُ الجَزَاء لإنكار البَعْث
|
2
|
يَدُعُ اليَتيم َ
|
يَدْفَـعُـه دَفـْعًـاعَـنيفا عنْ حَقّه
|
3
|
لا يَحضّ
|
لا يَحُثّ ولا يَبْـعَثُ أحَدًا
|
4
|
فَوَيْـلٌ
|
عذابٌ أو هَلاكٌ، أوْ وَادٍ في جَهـنّـم
|
4
|
للمصلـّينَ
|
نِفاقـًـا أو رياءً
|
5
|
سَاهون
|
غـَـافـِلون غَيْرُ مُبالين بها
|
6
|
يُرَاءُون
|
يَقـْـصِـدون الرّياءَ بأعمالِهمْ
|
7
|
يَمْنـَعون الماعـون
|
ما يَتعاوَرُه النّاس بينهم بُخْلاً
|
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (أَرَأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ) قال مقاتل والكلبي: نزلت في العاص بن وائل السهمي وقال ابن جريج: كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئاً فقرعه بعصا فأنزل الله تعالى (أَرأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدينِ فَذَلِكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيمَ).
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ فَرِيقَيـْنِ مِنَ البَشَرِ هُمَا :
1- الكَافِرُ الجَاحِدُ لِنِعَمِ الَّلهِ ، المُكَذِّبُ بِيَوْمِ الحِسَابِ وَالجَزَاءِ
2- المُنَافِقُ الَّذِي لاَ يَقْصِدُ بِعَمَلِهِ وَجْهَ الَّلهِ ، بَلْ يُرَائِي في أَعْمَالِهِ وَصَلاَتـِهِ
تفسير بن كثير
وهي مكية.
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ( 1 ) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ( 2 ) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ( 3 ) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ( 4 ) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ( 5 ) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ( 6 ) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ( 7 )
يقول تعالى:أرأيت - يا محمد- الذي يكذب بالدين؟ وهو:المعاد والجزاء والثواب، ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) أي:هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه، ولا يطعمه ولا يحسن إليه، ( وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) كما قال تعالى: كَلا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [ الفجر:17 ، 18 ] يعني:الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته.
ثم قال: ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) قال ابن عباس، وغيره:يعني المنافقين، الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر.
ولهذا قال: ( لِلْمُصَلِّينَ ) أي:الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية، كما قاله ابن عباس، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها بالكلية، كما قاله مسروق، وأبو الضحى.
وقال عطاء بن دينار:والحمد لله الذي قال: ( عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) ولم يقل:في صلاتهم ساهون.
وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائما أو غالبا. وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به. وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها، فاللفظ يشمل هذا كله، ولكن من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الآية. ومن اتصف بجميع ذلك، فقد تم نصيبه منها، وكمل له النفاق العملي. كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يجلس يَرْقُب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا » فهذا آخر صلاة العصر التي هي الوسطى، كما ثبت به النص إلى آخر وقتها، وهو وقت كراهة، ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب، لم يطمئن ولا خشع فيها أيضا؛ ولهذا قال: « لا يذكر الله فيها إلا قليلا » . ولعله إنما حمله على القيام إليها مراءاة الناس، لا ابتغاء وجه الله، فهو إذًا لم يصل بالكلية. قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا [النساء:142 ] . وقال هاهنا: ( الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ )
وقال الطبراني:حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه البغدادي، حدثني أبي، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة، أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد:لحامل كتاب الله. وللمصدق في غير ذات الله، وللحاج إلى بيت الله، وللخارج في سبيل الله » .
وقال الإمام أحمد:حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة قال:كنا جلوسا عند أبي عبيدة فذكروا الرياء، فقال رجل يكنى بأبي يزيد:سمعت عبد الله بن عمرو يقول:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سَمَّع الناس بعمله، سَمَّع الله به سامعَ خلقه، وحَقَّره وصَغَّره » .
ورواه أيضا عن غُنْدَر ويحيى القطان، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن رجل، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
ومما يتعلق بقوله تعالى: ( الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ) أن من عمل عملا لله فاطلع عليه الناس، فأعجبه ذلك، أن هذا لا يعد رياء، والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده:حدثنا هارون بن معروف، حدثنا مخلد بن يزيد، حدثنا سعيد بن بشير، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:كنت أصلي، فدخل علي رجل، فأعجبني ذلك، فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « كتب لك أجران:أجر السر، وأجر العلانية » .
قال أبو علي هارون بن معروف:بلغني أن ابن المبارك قال:نعم الحديثُ للمرائين.
وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعيد بن بشير متوسط، وروايته عن الأعمش عزيزة وقد رواه غيره عنه.
قال أبو يعلى أيضا:حدثنا محمد بن المثنى بن موسى، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو سِنان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:قال رجل:يا رسول الله، الرجل يعمل العمل يَسُرُّه، فإذا اطُّلعَ عليه أعجبه. قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « له أجران:أجر السر وأجر العلانية » .
وقد رواه الترمذي عن محمد بن المثنى، وابن ماجة عن بُنْدَار، كلاهما عن أبي داود الطيالسي عن أبي سنان الشيباني – واسمه:ضرار بن مرة. ثم قال الترمذي:غريب، وقد رواه الأعمش وغيره. عن حبيب عن [ النبي صلى الله عليه وسلم ] مرسلا.
وقد قال أبو جعفر بن جرير:حدثني أبو كُرَيْب، حدثنا معاوية بن هشام، عن شيبان النحوي عن جابر الجعفي، حدثني رجل، عن أبي برزة الأسلمي قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نـزلت هذه الآية: ( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) قال: « الله أكبر، هذا خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا، هو الذي إن صلى لم يَرْجُ خير صلاته، وإن تركها لم يخف ربه » .
فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، وشيخه مبهم لم يُسَم، والله أعلم.
وقال ابن جرير أيضا:حدثني زكريا بن أبان المصري، حدثنا عمرو بن طارق، حدثنا عِكْرمِة بن إبراهيم، حدثني عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن: ( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) قال: « هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها » .
وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل تركها بالكلية، أو صلاتها بعد وقتها شرعا، أو تأخيرها عن أول الوقت [ سهوا حتى ضاع ] الوقت.
وكذا رواه الحافظ أبو يعلى عن شيبان بن فَرُّوخ، عن عكرمة بن إبراهيم، به. ثم رواه عن أبي الربيع، عن جابر، عن عاصم، عن مصعب، عن أبيه موقوفًا وهذا أصح إسنادًا، وقد ضعف البيهقي رفعه، وصحح وقفه، وكذلك الحاكم.
وقوله: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) أي:لا أحسنوا عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه حتى ولا بإعارة ما ينتفع به ويستعان به، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم. فهؤلاء لمنع الزكاة وأنواع القُرُبات أولى وأولى. وقد قال ابن أبي نجيح عن مجاهد:قال علي:الماعون:الزكاة. وكذا رواه السدي، عن أبي صالح، عن علي. وكذا روي من غير وجه عن ابن عمر. وبه يقول محمد بن الحنفية، وسعيد بن جبير، وعِكْرِمة، ومجاهد، وعطاء، وعطية العوفي، والزهري، والحسن، وقتادة، والضحاك، وابن زيد.
وقال الحسن البصري:إن صلى راءى، وإن فاتته لم يأس عليها، ويمنع زكاة ماله وفي لفظ:صدقة ماله.
وقال زيد بن أسلم:هم المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها، وضَمنَت الزكاة فمنعوها.
وقال الأعمش وشعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار:أن أبا العبيدين سأل عبد الله بن مسعود عن الماعون، فقال:هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس، والقدر، [ والدلو ] .
[ وقال المسعودي، عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي العُبَيدين:أنه سُئِل ابنُ مسعود عن الماعون، فقال:هو ما يتعاطاه الناس بينهم، من الفأس والقدر ] والدلو، وأشباه ذلك.
وقال ابن جرير:حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي العُبَيدين وسعد بن عياض، عن عبد الله قال:كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون الدلو، والفأس، والقدر، لا يستغنى عنهن.
وحدثنا خلاد بن أسلم، أخبرنا النضر بن شُمَيْل، أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:سمعت سعد بن عياض يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وقال الأعمش، عن إبراهيم، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله أنه سئل عن الماعون، فقال:ما يتعاوره الناس بينهم:الفأس والدلو وشبهه.
وقال ابن جرير:حدثنا عمرو بن علي الفلاس، حدثنا أبو داود –هو الطيالسي- حدثنا أبو عَوانَة، عن عاصم بن بَهْدَلة، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نقول:الماعون:منع الدلو وأشباه ذلك.
وقد رواه أبو داود والنسائي، عن قتيبة، عن أبي عوانة بإسناده، نحوه ولفظ النسائي عن عبد الله قال:كل معروف صدقة، وكنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاريَّة الدلو والقدر.
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال:الماعون:العَواري:القدر، والميزان، والدلو.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) يعني:متاع البيت. وكذا قال مجاهد وإبراهيم النَّخعي، وسعيد بن جبير، وأبو مالك، وغير واحد:إنها العاريَّة للأمتعة.
وقال ليث بن أبي سليم، عن مجاهد عن ابن عباس: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) قال:لم يجئ أهلها بعد.
وقال العوفي عن ابن عباس: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) قال:اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قال:يمنعون الزكاة. ومنهم من قال:يمنعون الطاعة. ومنهم من قال:يمنعون العارية. رواه ابن جرير. ثم روي عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عُلَيَة، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي:الماعون:منع الناس الفأس، والقدر، والدلو.
وقال عكرمة:رأس الماعون زكاة المال، وأدناه.
المنخل والدلو، والإبرة. رواه ابن أبى حاتم.
وهذا الذي قاله عكرمة حسن؛ فإنه يشمل الأقوال كلها، وترجع كلها إلى شيء واحد. وهو ترك المعاونة بمال أو منفعة. ولهذا قال محمد بن كعب: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) قال:المعروف. ولهذا جاء في الحديث: « كل معروف صدقة » .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) قال:بلسان قريش:المال.
وروى هاهنا حديثا غريبا عجيبا في إسناده ومتنه فقال:
حدثنا أبي، وأبو زُرْعَة قالا حدثنا قيس ابن حفص الدارمي، حدثنا دلهم بن دهثم العجلي، حدثنا عائذ بن ربيعة النَميري، حدثني قرة بن دعموص النميري:أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:يا رسول الله، ما تعهد إلينا؟ قال: « لا تمنعون الماعون » . قالوا:يا رسول الله، وما الماعون؟ قال: « في الحَجَر، وفي الحديدة، وفي الماء » . قالوا:فأي حديدة؟ قال: « قدوركم النحاس، وحديد الفأس الذي تمتهنون به » . قالوا:وما الحجر؟ قال: « قدوركم الحجارة » .
غريب جدا، ورفعه منكر، وفي إسناده من لا يعرف، والله أعلم.
وقد ذكر ابنُ الأثير في الصحابة ترجمة « علي النميري » ، فقال:روى ابن قانع بسنده إلى عائذ ابن ربيعة بن قيس النميري، عن علي بن فلان النميري:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « المسلم أخو المسلم. إذا لقيه حَيَّاه بالسلام، ويرد عليه ما هو خير منه، لا يمنع الماعون » . قلت:يا رسول الله، ما الماعون؟ قال: « الحَجَر، والحديد، وأشباه ذلك » .
آخر تفسير سورة « الماعون » .
الآيات: 1 - 2 ( أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم )
قوله تعالى: « أرأيت الذي يكذب بالدين » أي بالجزاء والحساب في الآخرة؛ وقد تقدم في « الفاتحة » . و « أرأيت »بإثبات الهمزة الثانية؛ إذ لا يقال في أرأيت: ريت، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا؛ ذكره الزجاج. وفي الكلام حذف؛ والمعنى: أرأيت الذي يكذب بالدين: أمصيب هو أم مخطئ. واختلف فيمن نزل هذا فيه؛ فذكر أبو صالح عن ابن عباس قال: نزلت في العاص بن وائل السهمي؛ وقاله الكلبي ومقاتل. وروى الضحاك عنه قال: نزلت في رجل من المنافقين. وقال السدي: نزلت في الوليد بن المغيرة. وقيل في أبي جهل. الضحاك: في عمرو بن عائذ. قال ابن جريج: نزلت في أبي سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا، فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه؛ فأنزل الله هذه السورة. و« يدع » أي يدفع، كما قال: « يدعون إلى نار جهنم دعا » [ الطور: 13 ] وقد تقدم. وقال الضحاك عن ابن عباس: « فذلك الذي يدع اليتيم » أي يدفعه عن حقه. قتادة: يقهره ويظلمه. والمعنى متقارب. وقد تقدم في سورة « النساء » أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار، ويقولون: إنما يحوز المال من يطعن بالسنان، ويضرب بالحسام. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من ضم يتيما من المسلمين حتى يستعني فقد وجبت له الجنة ) . وقد مضى هذا المعنى في غير موضع.
الآية: 3 ( ولا يحض على طعام المسكين )
قوله تعالى: « ولا يحض على طعام المسكين » أي لا يأمر به، من أجل بخله وتكذيبه بالجزاء. وهو مثل قوله تعالى في سورة الحاقة: « ولا يحض على طعام المسكين » [ الحاقة: 34 ] وقد تقدم. وليس الذم عاما حتى يتناول من تركه عجزا، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم، ويقولون: « أنطعم من لو يشاء الله أطعمه » [ يس: 47 ] ، فنزلت هذه الآية فيهم، وتوجه الذم إليهم. فيكون معنى الكلام: لا يفعلونه إن قدروا، ولا يحثون عليه إن عسروا.
الآيات: 4 - 7 ( فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراؤون، ويمنعون الماعون )
قوله تعالى: « فويل للمصلين » أي عذاب لهم. وقد تقدم في غير موضع. « الذين هم عن صلاتهم ساهون » فروى الضحاك عن ابن عباس قال هو المصلي الذي إن صلى لم يرج لها ثوابا، وإن تركها لم يخش عليها عقابا. وعنه أيضا: الذين يؤخرونها عن أوقاتها. وكذا روى المغيرة عن إبراهيم، قال: ساهون بإضاعة الوقت. وعن أبي العالية: لا يصلونها لمواقيتها، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها.
قلت: ويدل على هذا قوله تعالى: « فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة » [ مريم: 59 ] حسب ما تقدم بيانه في سورة « مريم » عليها السلام. وروي عن إبراهيم أيضا: أنه الذي إذا سجد قام برأسه هكذا ملتفتا. وقال قطرب: هو ألا يقرأ ولا يذكر الله. وفي قراءة عبدالله « الذين هم عن صلاتهم لاهون » . وقال سعد بن أبي وقاص: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: « فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون » - قال - : ( الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، تهاونا بها ) . وعن ابن عباس أيضا: هم المنافقون يتركون الصلاة سرا، يصلونها علانية « وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى » [ النساء: 142 ] .. الآية. ويدل على أنها في المنافقين قوله: « الذين هم يراؤون » ، وقال ابن وهب عن مالك. قال ابن عباس: ولو قال في صلا:الم وقال عطاء: الحمد لله الذي قال « عن صلاتهم » ولم يقل في صلاتهم. قال الزمخشري: فإن قلت: أي فرق بين قوله: « عن صلاتهم » ، وبين قولك: في صلاتهم؟ قلت: معنى « عن » أنهم ساهون عنها سهو ترك لها، وقلة التفات إليها، وذلك فعل المنافقين، أو الفسقة الشطار من المسلمين. ومعنى « في » أن السهو يعتريهم فيها، بوسوسة شيطان، أو حديث نفس، وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته، فضلا عن غيره؛ ومن ثم أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم. قال ابن العربي: لأن السلامة من السهو محال، وقد سها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته والصحابة: وكل من لا يسهو في صلاته، فذلك رجل لا يتدبرها، ولا يعقل قراءتها، وإنما همه في أعدادها؛ وهذا رجل يأكل القشور، ويرمي اللب. وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسهو في صلاته إلا لفكرته في أعظم منها؛ اللهم إلا أنه قد يسهو في صلاته من يقبل على وسواس الشيطان إذا قال له: اذكر كذا، اذكر كذا؛ لما لم يكن يذكر، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى.
قوله تعالى: « الذين هم يراؤون » أي يري الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية؛ كالفاسق، يرى أنه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال: إنه يصلي. وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس. وأولها تحسين السمت؛ وهو من أجزاء النبوة، ويريد بذلك الجاه والثناء. وثانيها: الرياء بالثياب القصار والخشنة؛ ليأخذ بذلك هيئة الزهد في الدنيا. وثالثها: الرياء بالقول، بإظهار التسخط على أهل الدنيا؛ وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة. ورابعها: الرياء بإظهار الصلاة والصدقة، أو بتحسين الصلاة لأجل رؤية الناس؛ وذلك يطول، وهذا دليله؛ قاله ابن العربي.
قلت: قد تقدم في سورة « النساء وهود وآخر الكهف » القول في الرياء وأحكامه وحقيقته بما فيه كفاية. والحمد لله.
ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح إن كان فريضة؛ فمن حق الفرائض الإعلان بها وتشهيرها، لقوله عليه السلام: (ولا غمة في فرائض الله ) لأنها أعلام الإسلام، وشعائر الدين، ولأن تاركها يستحق الذم والمقت؛ فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وإن كان تطوعا فحقه أن يخفي؛ لأنه لا يلام تركه ولا تهمة فيه، فإن أظهره قاصدا للاقتداء به كان جميلا. وإنما الرياء أن يقصد بالإظهار أن تراه الأعين، فتثني عليه بالصلاح. وعن بعضهم أنه رأى رجلا في المسجد قد سجد سجدة الشكر فأطالها؛ فقال: ما أحسن هذا لو كان في بيتك. وإنما قال هذا لأنه توسم فيه الرياء والسمعة. وقد مضى هذا المعنى في سورة « البقرة » عند قوله تعالى: « إن تبدوا الصدقات » [ البقرة: 271 ] ، وفي غير موضع. والحمد لله على ذلك.
قوله تعالى: « ويمنعون الماعون » فيه اثنا عشر قولا: الأول: أنه زكاة أموالهم. كذا روى الضحاك عن ابن عباس. وروى عن علي رضي الله عنه مثل ذلك، وقاله مالك. والمراد به المنافق يمنعها. وقد روى أبو بكر بن عبدالعزيز عن مالك قال: بلغني أن قوله الله تعالى: « فويل للمصلين. الذين هم على صلاتهم ساهون. الذين هم يراؤون. ويمنعون الماعون » قال: إن المنافق إذا صلى صلى رياءً، وإن فاتته لم يندم عليها، « ويمنعون الماعون » الزكاة التي فرض الله عليهم. قال زيد بن أسلم: لو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة ما صلوا. القول الثاني: أن « الماعون » المال، بلسان قريش؛ قاله ابن شهاب وسعيد بن المسيب. وقول ثالث: أنه اسم جامع لمنافع البيت كالفأس والقدر والنار وما أشبه ذلك؛ قاله ابن مسعود، وروي عن ابن عباس أيضا. قال الأعشى:
بأجود منه بما عونه إذا ما سماؤهم لم تغم
الرابع: ذكر الزجاج وأبو عبيد والمبرد أن الماعون في الجاهلية كل ما فيه منفعة، حتى الفأس والقدر والدلو والقداحة، وكل ما فيه منفعة من قليل وكثير؛ وأنشدوا بيت الأعشى. قالوا: والماعون في الإسلام: الطاعة والزكاة؛ وأنشدوا قول الراعي:
أخليفة الرحمن إنا معشر حنفاء نسجد بكرة وأصيلا
عرب نرى لله من أموالنا حق الزكاة منزلا تنزيلا
قوم على الإسلام لما يمنعوا ما عونهم ويضيعوا التهليلا
يعني الزكاة. الخامس: أنه العارية؛ وروي عن ابن عباس أيضا. السادس: أنه المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم؛ قاله محمد بن كعب والكلبي. السابع: أنه الماء والكلأ. الثامن: الماء وحده. قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: الماعون: الماء؛ وأنشدني فيه:
يمج صبيره الماعون صبا
الصبير: السحاب. التاسع: أنه منع الحق؛ قاله عبدالله بن عمر. العاشر: أنه المستغل من منافع الأموال؛ مأخوذ من المعن وهو القليل؛ حكاه الطبري ابن عباس. قال قطرب: أصل الماعون من القلة. والمعن: الشيء القليل؛ تقول العرب: ماله سعنة ولا معنة؛ أي شيء قليل. فسمى الله تعالى الزكاة والصدقة ونحوهما من المعروف، ماعونا؛ لأنه قليل من كثير. ومن الناس من قال: الماعون: أصله معونة، والألف عوض من الهاء؛ حكاه الجوهري. ابن العربي: الماعون: مفعول من أعان يعين، والعون: هو الإمداد بالقوة والآلات والأسباب الميسرة للأمر. الحادي عشر: أنه الطاعة والانقياد. حكى الأخفش عن أم أعرابي فصيح: لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون؛ أي تنقاد لك وتعطيك. قال الراجز:
متى تصادفهن في البرين يخضعن أو يعطين بالماعون
وقيل: هو ما لا يحل منعه، كالماء والملح والنار؛ لأن عائشة رضوان الله عليها قالت: قلت يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: ( الماء والنار والملح ) قلت: يا رسول الله هذا الماء، فما بال النار والملح؟ فقال: ( يا عائشة من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما طبخ بتلك النار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب به ذلك الملح، ومن سقى شربة من الماء حيث يوجد الماء، فكأنما أعتق ستين نسمة. ومن سقى شربة من الماء حيث لا يوجد، فكأنما أحيا نفسا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) . ذكره الثعلبي في تفسيره، وخرجه ابن ماجه في سننه. وفي إسناده لين؛ وهو القول الثاني عشر. الماوردي: ويحتمل أنه المعونة بما خف فعله وقد ثقله الله. والله أعلم. وقيل لعكرمة مولى ابن عباس: من منع شيئا من المتاع كان له الويل؟ فقال: لا، ولكن من جمع ثلاثهن فله الويل؛ يعني: ترك الصلاة، والرياء، والبخل بالماعون.
قلت: كونها في المنافقين أشبه، وبهم أخلق؛ لأنهم جمعوا الأوصاف الثلاثة: ترك الصلاة، والرياء، والبخل بالمال؛ قال الله تعالى: « وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا » [ النساء: 142 ] ، وقال: « ولا ينفقون إلا وهم كارهون » . [ التوبة: 54 ] . وهذه أحوالهم ويبعد أن توجد من مسلم محقق، وإن وجد بعضها فيلحقه جزء من التوبيخ، وذلك في منع الماعون إذا تعين؛ كالصلاة إذا تركها.
Tahukah engkau akan orang yang mendustakan agama (meliputi hari pembalasan)?
[2]
Orang itu ialah yang menindas serta berlaku zalim kepada anak yatim,
[3]
Dan ia tidak menggalakkan untuk memberi makanan yang berhak diterima oleh orang miskin.
[4]
(Kalau orang yang demikian dikira dari bilangan orang-orang yang mendustakan ugama), maka kecelakaan besar bagi orang-orang Ahli Sembahyang -
[5]
(laitu) mereka yang berkeadaan lalai daripada menyempurnakan sembahyangnya;
[6]
(Juga bagi) orang-orang yang berkeadaan riak (bangga diri dalam ibadat dan bawaannya),
[7]
Dan orang-orang yang tidak memberi sedikit pertolongan (kepada orang yang berhak mendapatnya).
sesetengah riwayat surah al-Ma’un diturunkan di Mekah. Dan dalam setengah riwayat yang lain surah ini diturunkan di Mekah dan di Madinah. Iaitu tiga ayat yang pertama diturunkan di Mekah dan empat ayat terakhir diturunkan di Madinah. Riwayat yang terakhir adalah riwayat yang terkuat.
Surah ini berbeza dengan surah-surah yang lain kerana ia dimulakan dengan satu pertanyaan (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ َ ) “Tahukah Engkau orang yang mendustakan agama?”. Dengan demikian, surah ini terasa lebih menarik kerana menimbulkan perasaan ingin tahu dalam hati orang yang pembaca. Pertanyaan yang dikemukakan di dalam ayat ini membuatkan pembaca tertarik untuk membaca lebih lanjut lagi siapakah mereka yang mendustakan agama.
Isi kandungan surah ini menjelaskan mengenai orang-orang yang mendapat kecelakaan kerana mendustakan agama dan hari pembalasan. Sifat-sifat mereka dijelaskan dengan terperinci. Antara lain tentang membentak anak yatim, tidak mahu mendorong manusia untuk memberikan makanan kepada orang miskin, orang yang bersembahyang dengan hati dan jiwa yang lalai, tidak merasakan kebesaran Allah, tidak menunaikan sembahyang dengan khusyuk dan memahami maksudnya, serta tentang orang yang tidak mahu memberikan pertolongan kepada sesama mereka.
Wahbah Az-Zuhaily (2007), surah ini dinamakan al-Ma’un kerana di penghujungnya (ayat Madaniyyah) Allah mencela orang-orang yang enggan memberi pertolongan. Firman Allah S.W.T.: ( وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ )“Dan (mereka) enggan memberi pertolongan”. (al-Ma’un, 107 : 7). Mereka sama seperti orang-orang lalai terhadap sembahyang dan orang-orang munafik. Perkataan al-Ma’un bermaksud benda-benda yang boleh dipinjam oleh seseorang jiran daripada jirannya seperti alat-alat untuk memasak; contohnya periuk, garam atau air. Alat-alat bercucuk tanam seperti baldi dan kapak. Alat-alat menjahit seperti jarum, benang dan benda-benda lain yang boleh dipinjam dan digunakan dengan segera. Surah ini juga dinamakan al-Din kerana pada permulaannya (berupa ayat Makkiyyah), Allah menyelar golongan yang mendustakan “al-Din” atau pembalasan di akhirat.
Sebab-sebab Turun Ayat
Firman Allah { أرءيت الذي يكذب بالدين} yang bermaksud : “Tahukah engkau orang yang mendustakan agama?” (al-Ma’un, 107 : 1). Terdapat pelbagai pendapat yang menyatakan tentang sebab turunnya ayat tersebut. Menurut Ibnu ‘Abbas , ayat ini diturunkan kepada al-‘As bin Wa’il al-Sahmi. Al-Sauddi berkata, diturunkan kepada al-Walid bin al-Mughirah. Ada yang berpendapat ia diturunkan kepada Abu Jahal. Ini kerana beliau adalah seorang penyelia anak yatim. Pada suatu hari dalam keadaan tidak berbaju anak yatim itu datang meminta sedikit daripada hartanya kepada Abu Jahal. Mendengar permintaan tersebut, Abu Jahal menolak anak yatim tersebut.
Manakala Ibnu Juraij berkata, ayat ini diturunkan kepada Abu Sufian. Menurut riwayat, Abu Sufian menyembelih unta setiap minggu. Maka datanglah anak yatim meminta sebahagian daripadanya. Abu Sufian bertindak mengetuk anak yatim tersebut dengan tongkatnya, lalu Allah pun menurunkan ayat ini أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . Allah S.W.T. menurunkan ayat dalam bentuk tanda tanya (istifham), menunjukkan kehairanan dan keanehan terhadap sikap manusia. Manusia seolah tidak percaya kepada hari pembalasan. Golongan ini adalah golongan manusia yang rugi.
Bagi firman Allah { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} yang bermaksud : “Maka celakalah orang-orang yang sembahyang” (al-Ma’un, 107:4). Diriwayatkan oleh Ibnu al-Munzir daripada Ibnu Abbas mengenai ayat tersebut, beliau berkata: “Diturunkan kepada orang-orang munafik. Mereka mempamerkan ibadat sembahyang mereka kepada orang-orang Islam bila bersama mereka. Tetapi meninggalkan ibadat tersebut apabila orang-orang Islam tidak ada bersama mereka. Mereka juga tidak suka memberi pertolongan atau meminjamkan sesuatu kepada orang lain.
Allah S.W.T. menurunkan ayat ini untuk menyatakan tentang kerugian terhadap orang-orang munafik yang riak dalam sembahyang mereka. Jika mereka sembahyang , mereka tidak mengharapkan ganjaran pahala sebaliknya menunjuk semata-mata tentang keimanan mereka kepada orang-orang Islam. Sebaliknya, sekiranya mereka tidak bersama orang-orang Islam mereka lalai daripada melakukan sembahyang sehingga luput waktu. Sebab itulah Allah S.W.T. menyatakan celaka bagi orang-orang yang sembahyang iaitu bagi mereka yang sembahyang kerana riak.
Lima Topik Perbahasan Dalam Surah
Dr. Wahbah al-Zuhailiy (2007) dalam bukunya Tafsir al-Munir (Juzuk Amma), menjelaskan secara terperinci tentang lima topik perbahasan utama dalam Surah al-Ma’un. Antaranya dinyatakan secara ringkas seperti dalam gambar rajah berikut:
Golongan Pendusta Hari Pembalasan
Sifat-sifat Pendusta Hari Pembalasan
Kepentingan Menjaga Solat
Keikhlasan Tunjang Ibadat
Bantu membantu Asas Perpaduan
Golongan Pendusta Hari Pembalasan
Allah memulakan ayat pertama dalam surah al-Ma’un dengan gaya bahasa “istifham” atau teknik soalan iaitu { ارءيت }. Allah S.W.T. mahu mengetengahkan persoalan dan menunjukkan kehairanan serta keanehan terhadap sikap manusia. Iaitu golongan yang mendustakan hari pembalasan atau hari kiamat. Manusia yang tidak percaya kepada hari pembalasan adalah contoh golongan manusia yang rugi. Mereka mengkufuri Allah, agama dan segala nikmat-nikmaNya. Antara faktor utama yang menyebabkan perkara ini berlaku adalah kerana:
v Keasyikan dan kenikmatan hidup di dunia serta godaannya yang melalaikan manusia. Perkara ini berlaku kerana manusia terlalu mementingkan soal-soal duniawi serta kurang pula menunaikan kewajipan mereka kepada Allah S.W.T.
v Syaitan sentiasa menghasut dan membisikkan ke dalam hati manusia supaya mengelakkan diri daripada melakukan perintah Allah S.W.T. dan syaitan sentiasa inginkan manusia lalai daripada beribadat kepadanya.
v Sifat manusia itu sendiri yang angkuh dan bongkak untuk menerima kebenaran, tunduk serta mengabdikan diri kepada Allah S.W.T.
v Tidak kurang juga wujudnya segolongan manusia yang menggesa orang lain ke arah kejahatan dan menjauhi kebajikan.
Sifat-sifat Pendusta Hari Pembalasan
Siapakah golongan yang mendustakan hari pembalasan? Persoalan itulah yang cuba diajukan oleh Allah S.W.T. dalam ayat pertama lagi. Jawapan bagi persoalan tersebut terjawab dalam ayat kedua dan ketiga. Antara sifat manusia yang mengingkari dan mendustakan hari pembalasan ialah:
v Manusia yang suka mengherdik anak-anak yatim { فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} Mereka menghalau, menafikan hak, menindas dan menganiaya anak-anak yatim tanpa rasa belas kasihan. Anak-anak yatim sepatutnya dibantu dan dikasihani kerana mereka adalah golongan yang kematian bapa mereka sebelum usia baligh. Dalam keadaan sedemikian anak-anak yatim ini tida tempat bergantung dan mengharapkan bantuan.
v Manusia yang tidak menggalakkan manusia lain memberi makan kepada fakir miskin { وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ }. Golongan kedua ini tidak suka menggalakkan orang lain bersedekah makanan dan minuman kepada golongan miskin dan mereka yang memerlukan bantuan dan keperluan harian. Ini kerana sifat bakhil dan keengganan mereka mengakui hari pembalasan. Golongan yang dimaksudkan dalam ayat di atas ialah golongan kaya dan berada tetapi bersifat bakhil untuk bersedekah dan juga tidak menggalakkan orang lain untuk bersedekah. Sekiranya ada orang Islam yang tidak menggalakkan, menyekat atau pun memandang rendah perbuatan memberi sedekah kepada orang miskin, maka dia tergolong dalam golongan orang yang mendustakan agama.
Kepentingan Menjaga Solat
Golongan yang lalai dalam solat dinyatakan oleh Allah S.W.T dalam ayat keempat dan kelima dalam surah al-Ma’un. Antara lain Allah menyebut dalam ayat keempat { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } dan ayat kelima { الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } . Allah S.W.T. mengancam dengan balasan neraka al-Wail atau kecelakaan besar dan kebinasaan terhadap mereka yang lalai dalam menunaikan kewajipan bersolat. Antara kelalaian yang dalam solat yang disebutkan itu ialah:
v Kelalaian dalam melaksanakan ibadat dengan sempurna berlandaskan syariat Islam seperti tidak menyempurnakan rukun-rukun solat atau syarat-syarat sah solat dan sebagainya.
v Kelalaian untuk melaksanakan solat pada waktunya. Sebaliknya melewat-lewatkan solat hingga hampir tamat waktunya, atau menunaikan solat sambil lewa sahaja iaitu mereka menunaikan solat dalam keadaan malas. Sebagaimana firman Allah S.W.T. dalam surah al-Nisa’ : 142:
Maksudnya:
“Apabila mereka berdiri hendak sembahyang, mereka berdiri dengan malas”.
v Kelalaian untuk khusyuk dalam solat kerana tidak memahami isi kandungan solat tersebut seperti makna ayat-ayat al-Quran, tasbih dan zikir yang diucapkan dalam ibadat tersebut. Ertinya kita tidak khusyuk semasa menunaikan solat. Ia dianggap lalai dan leka dalam solatnya.
Maksudnya:
kemudian mereka digantikan oleh keturunan-keturunan Yang mencuaikan sembahyang serta menurut hawa nafsu (dengan melakukan maksiat);
Keikhlasan Tunjang Ibadat
Keikhlasan adalah tunjang dalam semua jenis ibadat. Kita mestilah sentiasa ikhlas dalam beribadat, jangan sekali-kali riak dan bertujuan menunjuk-nunjuk. Dalam ayat keenam surah al-Ma’un ini, Allah S.W.T. menjelaskan tentang keburukan sifat-sifat golongan Munafiqin yang melakukan ibadat dengan riak { الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ }. Mereka ini dikatakan golongan yang menunaikan solat semata-mata untuk menunjukkan keimanan mereka kepada khalayak ramai. Apabila orang Islam tidak ada mereka akan meninggalkan solat mereka dan kembali kufur.
Sememangnya amat sukar untuk menghindari perasaan riak kecuali orang yang suka mendisiplinkan diri dan mengasuhnya agar bersifat ikhlas. Sabda Rasulullah s.a.w.
( الرياء أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة المظلمة على المسح الأسود ) Maksudnya:
Riak itu lebih sukar dikesan daripada semut hitam yang kecil, di malam yang gelap, di celah-celah cemara rambut yang hitam.
Bantu membantu Asas Perpaduan
Ayat terakhir surah al-Ma’un ditujukan kepada orang-orang yang enggan memberi pertolongan sesama manusia. Ianya salah satu lagi sifat keji golongan Munafiqin. Mereka tidak mahu membantu orang lain dan tidak menggalakkan budaya bantu membantu sesama manusia.
Sikap bantu membantu di kalangan masyarakat adalah asas perpaduan umat sejagat. Sikap bantu membantu seharusnya diterapkan dalam kehidupan masyarakat. Bagi membentuk dan membina kehidupan umat manusia yang luhur, mereka perlu hidup dalam perasaan yang bersih dari sifat-sifat keji, saling bantu membantu, murah hati, kasih mesra, rasa persaudaraan, kesucian hati dan tingkah laku yang bersih.
Sebenarnya sikap bantu-membantu terutamanya di kalangan masyarakat adalah asas perpaduan umat sejagat. Sebaliknya sifat bakhil dan kedekut adalah pemusnah keharmonian. Sebagaimana firman Allah dalam surah al-Maidah ayat 2:
Ertinya : “Bertolong-menolonglah kamu dalam perkara kebaikan dan taqwa dan .janganlah kamu bertolong-tolongan dalam perkara dosa dan pemusnahan.